الدقيس البنٌاقية هي شاعرة بدوية عاشت في بادية شمال نجد تتنقل فيهما حولها، وكانت تحل ضيفة على شيوخ القبائل. تشتهر في الثقافة الشعبية بأنها كانت شاعرة حكيمة فارهة الجمال.
الدقيس البنٌاقية | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الحياة العملية | |
المهنة | شاعرة بدوية |
موسوعة الأدب |
نسبها
الدقيس بنت سدران البناقية من البناق من بني غانم، تعرف محلياً وفي بعض المصادر أحياناً بـ"الدقيس الصلٌبية".
حياتها
لا يعلم الكثير عن حياتها سوى ما وصلنا من خلال الثقافة الشفهية الشعبية في نجد وبادية الشمال. يعتقد أنها عاشت في القرن الثالث عشر الهجري تقريباً. يذكر أنها كانت امرأة جميلة، وكانت تحل ضيفة على شيوخ القبائل وتنادمهم. لها ابنتين دنيا ودانة وولد يسمى مبيريك.
قصة عشقها
كانت تعشق رجل يدعى ابن وذيح (يقال أنه ابن عم لها)، وبلغ الوجد بها مبلغاً لا يطاق. حتى سنحت لها فرصه حينما جاءها يطلب المساعدة على حمل نعام (ظليم) كان قد إصطاده لأن أهله كانوا قد رحلوا، فذهبت معه وفي الطريق تبادلوا الحديث الرقيق فأعجب كل منهما بالآخر وزاد عشقها له. وحدث أن رأتها أمها شاردة الذهن في اليوم التالي، ودون علمها سمعتها تقول:
[1][2][3][4][5][6]أمس الضحى نطيت لي راس عنقور | أشرف على راعي العلوم الدقاقه | |
أنا بشفي واحدٍ من هل القور | هو عشقتي من ناقلين التفاقه | |
عوق الظليم اليا تحدر مع الخور | دم القرا ينقط على عظم ساقه | |
هو صار لي عوقٍ وأنا صرت ثابور | والكل منا صار شوفه شفاقه | |
لعب بقلبي لعبه الغوش بالكور | وأومى بي أوماي العصا بالعلاقه | |
أدعيتني لا أحدي ولا أبدي ولا أثور | كني خلوجٍ عقٌلوها وساقه |
فلما فرغت أجابتها أمها بغضب محاولة تخفيف فتنتعها بمعشوقها:
برقٍ يجنب عنك لو كان به نور | بالك تِخِبلِه لو رِبِيعك شفاقه | |
تري الرجال بهُم تمازيح وغرور | ومن قبل بِخْصه لا يجي لك عشاقه |
فردت عليها الدقيس:
من لا استشارِك لا تبدي له الشور | ومن لا يودك، نُور عينك فراقه |
مجاورتها لمانع ابن سويط
حلت ضيفة على شيخ الضفير مانع ابن سويط، وكانت على عادة البدويات مفوهات يجالسن الرجال في مجالسهم. هذا أثار السويطيات وخصوصاً زوجة الشيخ فجاءت له تقول: هذه البنٌاقية تجالسك وتشرب القهوة معك، ربما تعشقها. ثم زاد الكلام عن حده حتى غضب مانع، فلما زاته الدقيس على عادتها، قال لها: دياري تعذرك، اطلبي غيرها. قالت: خير إن شاء الله. فلما شدت رحالها وسارت قليلاً، أصابت قبيلة الضفير غارة من قبيلة شيخ المنتفق ابن سعدون وهي ترى ذلك، ولكن كسروهم وانتصر ابن سويط، فقالت أبيات طويلة تصف المعركة والحادثة، منها:
يالله يا عسى ما تكره النفس خيره | يا والي الدنيا عليك التدابير | |
وجدي على اللي قدام بيته حجيره | اللي تمناه المقاوى الخطاطير | |
يا حاكي بين القصير وقصيره | هو له وأنا لي رب والي المقادير | |
هو ليه يا مانع تذمن بجيره | زودٍ على هرج العرب به معايير | |
قصيرة يا شيخ ماني نحيره | وانتم نحايركم رقاب المناعير | |
مني لكم لاسري واصبح بديره | اتبع مزونٍ ماشيات حوادير |
المصادر
- نطيت لي: ارتقيت إلى، عنقور: رأس جبل مرتفع، العلوم الدقاقه: الكلام الرقيق.
- بشفي: رغبتي، التفاقه: جمع تفكه (تفنك) معربه من التركية، وهي نوع من البنادق القديمة.
- الظليم: ذكر النعام، اليا تحدر: عندما ينحدر، الخور: الخبت، القرا: الوليمة أو الصيد، ينقط: يقطر.
- صار لي عوقٍ وأنا صرت ثابور:أي أنه أعاقني بعشقي له وأنا حبسته (ثابور) بعشقه لي، شفاقه: أصبحت رؤية بعضنا أمنية.
- لعبه الغوش بالكور، الغوش: الأطفال الذكور، الكور:زينة من الصوف توضع على ظهر الرحل، والمراد لعبه يلعبها أطفال البدو بعصا وخيوط من الصوف كالسناره، وأومى بي أوماي العصا بالعلاقه: حركني كالجزء المعلق بالعصا في لعبة الأطفال.
- أدعيتني: جعلتني، لا أحدي: لا أتكلم ما بي، ولا أبدي: أظهر ما بي، ولا أثور: لا أقوم وأنسى العشق، كني خلوج: كأنني ناقة فقدت ولدها، عقلوها: ربطوها لتجهيزها، والعقل يعني ربط الذراع مع العضد، وساقة: الحمل الذي يوضع على ظهر الناقة.
- يجنب: يجانبك ويحيد عنك، به نور: لو كان فيه وميض أو لمعان، بالك تخيٌله: لا تراقبه وتتمناه، لو ربيعك شفاقه: لو كنت مشتاق للربيع.
- تري الرجال: إعلمي أن الرجال، بهم تمازيح: فيهم مزاح، قبل بخصه: قبل أن تتحققي وتعلمي مكنونه، لا يجي لك عشاقه: إحذري أن يدخل عشقه في قلبك.
- من لا استشارِك: من لم يستشرك، لا تبدي: لا تعطه وتظهري وتبدأي بإعطاء، له الشور: له المشوره، نور عينك فراقه: أمنيه لعينك مفارقته.
مراجع
- شاعرات من البادية للأستاذ عبد الله بن رداس
- آدابنا الشعبية للأستاذ منديل الفهيد