الرسائل العملية هي الكتب الحاوية علی فتاوي وأحكام شرعية التي يؤلفها عادة مرجع التقليد، لتعرّف المقلّد على فتاوى مرجعه في أمور دينه، والعمل بها. وقد بادر علماء الشيعة منذ بداية عصر الغيبة الكبری إلی تأليف الرسائل العملية لمقلديهم وما زالت هذه الطريقة هي الشائعة في إيصال الفتاوي إلی المقلدين.
الرسالة العملية | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
| |||||||
معلومات الكتاب | |||||||
المؤلف | مراجع التقليد | ||||||
النوع الأدبي | مجموعة فتاوي وأحكام الشرعية في مختلف الأبواب الفقهية. |
وقد اختار بعض الفقهاء أسماء خاصة لرسائلهم مثل وسيلة النجاة أو العروة الوثقى أو منهاج الصالحين أو غير ذلك من الأسماء.
الاجتهاد والتقليد
- مقالة مفصلة: المرجعية الدينية
إنّ تقليد المجتهد الجامع للشرائط هي عقيدة عند الشيعة الاصولية ، حين يصل الشيعي إلى سن التكليف يتوجب عليه أن يعمل بالأحكام الشرعية بإحدى الطرق الثلاث، و الطريقة عند عوام الشيعة هو تقليد أحد المجتهدين والعمل بفتاويه . فمرجع التقليد يقوم بإفتاء وإصدر آرائه في الأحكام الفقهية في كتاب يسمّى الرسالة العملية ويرجع المقلد اليها لمعرفة الأحكام الفقهية.
والتقليد يكون في الحكم الشرعي الفقهي فقط، أما أصول الدين والعقائد فلا يُقلد فيها ويجب على المكلف أن يبحث فيها عن الدليل والبرهان باتفاق جميع المراجع.
تاريخ الرسالة العملية
بادر علماء الشيعة بتدوين الكتب المستقلّة لبيان الأحكام الشرعية في مختلف الأبواب الفقهية، في عصر الغيبة الكبرى. وان كانت الأحكام الشرعية بصيغته ثابتة، ولكن تغيّرت هذه الكتب بفعل الزمن مع تغيير أساليب التعبير ووقائع الحياة من عصر إلى عصر آخر.[1]
ولعل أول كتاب صُنف في هذا المجال هو كتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق الذي ألّفه في إطار الفقه لرجوع المكلّفين إلیه في أحكامهم واعتقاداتهم، وإن كان يعدّ هذا الكتاب من المصادر الروائية ولكن الغرض من تأليفه هو الغرض من الرسالة العملية. وأيضاً كتاب المقنعة للشيخ المفيد وكتاب النهاية في مجرّد الفقه والفتوى للشيخ الطوسي يأتي في هذا السياق.
ظهر مصطلح الرسالة العملية في القرن الحادي عشر ولعل أوّل من صنفها هو القاضي الشهيد السعيد نور الله التستري ( 1019 هـ ) وتوجد نسختها في المكتبة الرضوية، ومن بعدها الرسالة العملية للمحقق السبزواري ،الذي كتبها سنة 1087 هـ، وبلغة الفارسية.[2]
ثم توالى الفقهاء بعد ذلك في كتابة الرسائل العملية لمقلّديهم .حتى وصل الحال إلى كتابة الرسائل العملية بشكلها المتأخر، كرسالة صراط النجاة للشيخ مرتضى الأنصاري (1281هـ)، وبعدها رسالة العروة الوثقى للسيد محمد كاظم اليزدي (1337هـ)، التي شكلت منعطفاً في تاريخ تدوين الرسائل العملية، ومن بعدها رسالة وسيلة النجاة لأبي الحسن الإصفهاني (1365هـ)، وتوضيح المسائل للسيد حسين البروجردي (1380هـ)، ومنهاج الصالحين للسيد محسن الحكيم (1390هـ)، وقد يسير على طريق الرسائل الثلاث الأخيرة، اليوم أغلب الفقهاء ومراجع التقليد. [3]
محتوی الرسالة العملية
الرسالة العملية هي التعبير السائد عن الكتاب الذي يحتوي على مجموعة فتاوى وأحكام الشرعيّه التي يصدرها مرجع التقليد من خلال استخرجها واستنباطها من مصادر التشريع الأربعة بفهمه واجتهاده، وهي تشمل جميع أبواب الفقه. والمطلوب الأساس فيها هو تعرّف المقلدين على فتاوى مرجعهم في أمور دينهم من العبادات والمعاملات وغير ذلك، والعمل بها.[4] تُكتب هذه الرسائل غالبا بلغة بسيطة مفهومة وبعيدة عن كل غموض كي يستطيع القارئ أن يفهمها ويعمل بها.
وتكون الرسائل العملية على نوعين: فبعض الرسائل تكون على شكل كتاب مبوب وفي كل باب تفصيل القواعد والفتاوى الخاصة بالموضوع، كرسالة أبو القاسم الخوئي ورسالة تحرير الوسيلة لآية الله الخميني . وهناك نوع آخر من الرسالة وهي الرسالة المبوبة التي تحتوي على العديد من الأسئلة وأجوبتها من وحي الواقع. كرسالة السيد علي الخامنئي وهي تسمى أجوبة الاستفتاءات بقسميها العبادات و المعاملات.[5][6]
انظر أيضاً
مراجع
- السيد محمد باقر الصدر ، الفتاوى الواضحة ، الجزء : 1 صفحة : 13. نسخة محفوظة 23 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- فقه اهل بیت علیهم السلام ، المؤلف : موسسه دائرة المعارف فقه اسلامی ، الجزء : 56 صفحة : 136-138. نسخة محفوظة 23 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- حیدر حب الله، الاستفتاءات و الرسائل العملیة: الواقع، الإشکالیات، الحاجات، مجلة: الإجتهاد و التجدید ،2007.
- المحمودی،مجتبی؛الرسالة العلمیة النموذجیة قراءة فی منهجیة «الفتاوی الواضحة» ،مجلة: الفکر الاسلامی ، 1997م.
- محمد مهدي المؤمن ،كيف نفهم الرّسالة العمليّة ، الجزء:1 ،صفحة:25-26. نسخة محفوظة 17 فبراير 2016 على موقع واي باك مشين.
- الرسالة العملية للتقليد، من موقع المعجم الإسلامي. نسخة محفوظة 18 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.