قبيلة الشابسوغ أو الشابسغ هي إحدى قبائل الأديغة/الشركسية الإثنا عشر، تعيش الآن في منطقة توابسي في كراسنودار كراي بروسيا، أشتهرت بقوة الفرسان وبدعم القبائل الشركسية الأخرى في الدفاع عن مناطق القبائل الشركسية (منطقة سيركاسيا)في وجه الهجمات القيصرية ومحاولات الوصول إلى المياه الدافئة الشركسية، ووفقاً للروايات وعددها اثنان، وفي الرواية الأولى فإن اسم القبيلة مشتقة من الجملة شابا وهي تعني (الناعم) وكلمة سوغ وهي مشتقة من الكلمة تسوخ وتعني الناس، وبالتالي تصبح معنى القبيلة الناس الناعمين بأخلاقهم وتعاملهم مع الآخرين، وأما الرواية الثانية والأقرب إلى الحقيقة فأن الاسم القديم للقبيلة كان كاسوغ أو كابسوغ والتي تعني أهل البحر وهي تعد من القبائل الديموقراطية الشركسية هي بالإضافة إلى ثمانية قبائل أخرى، من أصل أثنا عشرة قبيلة، والتي لا تحتوي نظام الإقطاع وبتحكم الأمراء بالسلطة، حيث تحتوي هذه القبيلة على عدد قليل من العائلات النبيلة، وغالبية ساحقة من الأحرار، وليس للعائلات النبيلة أي دور سياسي، حيث أن قبيلة الشابسوغ تحتوي أفخاذها على مجالس لكبار الأفخاذ العشائر، والتي يطلق عليها تحمادة كاسة، والتي تقوم مقام الجهة المخولة بإعلان الحروب أو وقفها، وتتخذ القرارات بالإجماع، وتعتبر قراراتها سارية على جميع أبناء هذه العشائر.
تعتبر الشابسوغ من القبائل الكبيرة -إذا لم تكن أكبرها- قبل الحرب الروسية/الشركسية من الأعوام 1762م - وحتى انكسار المقاومة الشركسية بتاريخ 1864 م، حيث تم إحصاء عدد قبيلة الشابسوغ للأعوام التي سبقت اندلاع هذه الحملة القيصرية البربرية تجاه الشراكسة بما يقارب 200,000 - 350,000 شخص، وبقيت هذه القبيلة بالإضافة إلى قبيلتي الناتخواج والأبزاخ من أواخر القبائل التي حافظت على كيانها ومنعتها، وبعد انكسارها جميعاً تم إعلان انكسار المقاومة الشركسية بتاريخ 1864 م.
تعرضت هذه القبيلة والقبائل الشركسية الغربية الأخرى إلى عملية همجية للأبادة المنظمة والتطهير العرقي من قبل قوات الاحتلال الروسية القيصرية، عن طريق الإعدام المنظم، وحرق القرى بشكل كامل، وتم اضطهادها دينياً من خلال وضع شروط للشراكسة للسكن في أماكن يقررها المحتلون، أو بالهجرة إلى الدولة العثمانية، حيث آثر غالبية أفراد القبيلة الهجرة إلى أرض المسلمين وعدم التنصر والسكن في أماكن يحددها المحتلون، على الرغم بأن أعداد أفراد القبيلة قلت لأقل من 30,000 الفاً من أصل العدد المتراوح بين 200,000 و350,000 شخص، هي وباقي القبائل الشركسية/الأديجية، وهاجرها 90% من من تبقى فإصبح عدد السكان الأصليين لمناطق الشراكسة في الداخل أقل بكثير من الخارج، وبالتالي أصبح أهل القفقاس الأصليين أقلية في وطنهم الأم.
وتعتبر مدينة طوابسة الساحلية على البحر الأسود من كبرى معاقل الشابسوغ ضمن منطقة الشابسوغ الوطنية، وتمتد مناطقها من منطقة جنوب كراسنودار (حالياً) شمالاً وحتى مناطق قبيلة الوبيخ جنوباً(عاصمتها مدينة صاخا (تم تسميتها من قبل المحتل ب سوتشي)، وقد استضافت القبيلة المقاومة الشركسية لأخوتهم الناتخواج(تمتد مناطقهم من شمال مدينة طوابسة الساحلية على البحر الأسود وحتى مدينة أنابا الساحلية أيضاً على البحر الأسود)، والذين كان قربهم من مناطق التماس من أهم العوامل في انكسار القبيلة بعد حروب ضارية مع القوات القيصرية الروسية.
يتواجد غالبية أفراد قبيلة الشابسوغ في خارج موطنها السابق في سيركاسيا التاريخية، ويتواجد أفرادها في بلاد الشتات في تركيا، الأردن (عمان، ناعور، مرج الحمام، وادي السير)، منطقة طبريا/شمال فلسطين/ إسرائيل حالياً (قرية كفركما)، سوريا، الولايات المتحدة الأميركية، ودول الاتحاد الأوروبي (ألمانيا، وهولندا بشكل خاص).
الشابسوغ مثل أخوتهم الشراكسة (الأديغة) سنة مسلمون، ويتبعون المذهب الحنفي (مذهب الشيخ أبو حنيفة النعمان).
أول من دخل المناطق التي تشكل اللأن المملكة الأردنية الهاشمية هم من قبيلة الشابسوغ الشراكسة وكان ذلك بتاريخ 1872 م، وأعادوا إحياء مدينة عمان التي عانت من الإهمال، نتيجة لتعرضها للعديد من الزلازل، ولحقها بعد ذلك وبشكل متتابع إخوتهم الشراكسة من قبائل القبرداي، البجدوغ، الأبزاخ، والذين شكلوا مع من تبقى من قبائل الشراكسة/الأديجة مناطق سيركاسيا التاريخية.
تعمل العديد من الجهات المستقلة والتي تعنى بحقوق الإنسان، وببيان المجازر التي حدثت في القرنين الماضين وتوصلت بأن الشعوب الشركسية/الأديجيه عاشت مجزرة سكانية بشعة، فقل عدد سكانها بشكل مخيف، وأصبحت قراها قبور لسكانها، بالإضافة أن البحر الأسود قد أستقبل مئات الآلاف من الجثث التي قتلت ونكل بها، أو لإصابتها بالأمراض القاتلة أثناء رحلة الهجرة الشركسية. ويحترم الشراكسة تاريخ 1864، ويعترونه عاماً للحزن لانكسار المقاومة، وعاماً سطرت فيه القبائل القفقاسية أسمى أيات البطولة والفداء دفاعاً عن عقائدها ودينها، ويقام بشهر أيار/مايو بكل عام لجميع الشراكسة حول العالم يوم يدعى الشوغه مافه أو يوم الحداد الشركسي، لذكر مآثر الأبطال، والحزن على ضحايا العدوان القيصري، ومقتل مئات الآلاف خلال الهجرات المتلاحقة نتيجة للإصابة بالأمراض والإجهاد.