الطاهر لبيب أستاذ و باحث في علم الاجتماع و كاتب تونسي. وُلد في منطقة رعويّة، قُرب قرية المزونة في محافظة سيدي بوزيد. "وضعه والده حفنةَ ريح..."، وهو في سن السادسة، ليتعلّم في مدينة بعيدة، فنشأ في الترحال، وبقي "تَرحُّلاً، في المقام الأول"، كما كتب عنه أدونيس. هو أحد أبرز علماء الاجتماع العرب، نشر العديد من البحوث أهمها كتاب "سوسيولوجيا الغزل العربي".
الطاهر لبيب | |
---|---|
الطاهر لبيب
| |
معلومات شخصية | |
الميلاد | سنة 1942 (العمر 77–78 سنة) سيدي بو زيد، تونس |
الجنسية | تونسي |
الحياة العملية | |
الفترة | معاصر |
النوع | علم الاجتماع، المقالة |
المهنة | عالم اجتماع |
أعمال بارزة | سوسيولوجيا الغزل العربي |
موسوعة الأدب |
التكوين
أتم دراسته الجامعية في تونس ثم انتقل إلى باريس حيث تحصل على الدكتوراه في علم الاجتماع وعلى الاستاذية في اللغة والآداب العربيّة، وتعرّف على مفكرين وباحثين، ثلاثة منهم كان لهم، بصورة خاصة، تأثير في مساره الفكري: "لوسيان غولدمان الذي وجّهه إلى سوسيولوجيا تفهّمية، وفرنان بروديل الذي وجّهه إلى كليّات المدى الزمني الطويل، ورولان بارت الذي أبعده عن معرفةٍ لا متعة فيها". ولقد جمع بين هؤلاء ميلُه إلى مناطق التداخل في المعرفة.
نشاطه
درّس علم الاجتماع في تونس وبيروت، وأستاذاً زائراً في جامعات عربية وأروبيّة. ساهم في تأسيس جمعيات ومنظمات عربية ودولية، منها الجمعية العربية لعلم الاجتماع التي دعا إلى تأسيسها وكان أول أمين عام لها، ثم رئيساً قبل أن يصبح رئيسا شرفيا لها، ومنها المنظمة العربية لحقوق الإنسان التي كان عضوا في أول لجنة تنفيذية لها، والجمعية الدولية للدراسات الغرامشية بروما... شغل منصب مدير عام المنظمة العربية للترجمة في بيروت، من عام 2000 إلى عام 2011 حيث عاد، مع بداية الثورة، إلى تونس. كرّمته الجامعة التونسيّة (وقد صدر كتاب عن هذا التكريم بعنوان: "الثقاقة والآخر"[1]، وفي سنة 2014 واحتفالا بخمسينية دار الثقافة المزونة وببادرة من إدارة الدار تم تسمية دار الثقافة باسمه عرفانا بما قدمه الدكتور الطاهر لبيب للساحة الثقافية التونسية، حيث تحصد هذه المؤسسة كل سنة مجموعة من الجوائز الجهوية و الوطنية وكان الفضل دائما يعود اليه نظرا لحجم المساعدة التي يقدمها بحسب شهادة مديرها عاطف عواديد. استهل عالم الاجتماع والأكاديمي التونسي الطاهر لبيب مشروعاً جديداً في حقل الترجمة عنوانه «مشروع نقل المعارف» - هيئة البحرين للثقافة والآثار، حيث أشرف على ترجمة العديد من الكتب حيث تعد هذه التجربة امتداداً لمشروعه السابق المتمثل في «المنظمة العربية للترجمة» (مركز دراسات الوحدة العربية) فاستطاع أن يكون فعلاً في طليعة حركة الترجمة العلمية والرصينة التي شهدها العالم العربي في الأعوام الأخيرة.
أعماله
بدأ الكتابة، شاباً، بالقصة القصيرة والنقد الأدبي. عُرف بحرصه على جمال الصياغة في ما يكتب وبدعوته إلى جمالية النص في البحوث الاجتماعيّة. اشتهر بكتابه "سوسيولوجيا الغزل العربي"[2] الموضوع، أصلاً، بالفرنسية والمنقول إلى العربيّة في أربع ترجمات مختلفة، الأخيرة منها من وضعه. كُتب الكثيرُ عن هذا الكتاب واعتبره البعض كتاباً مؤسِّسا في مجال سوسيولوجيا الأدب العربي، فهو قد توصّل إلى نتائج غير مألوفة، منها أن الشعر العذري، خلافاً لما ساد عند القدامى والمحدثين، لا يعبّر عن امتثاليّة دينيّة أو أخلاقيّة وإنما عن هامشيّة اجتماعيّة، والمرأة التي "بلا جنس"، أي لا تدرَك، هي رمز لهذه الهامشية وليست تعبيراً عن عفّةٍ أو ورعٍ، أو ما شابه ذلك. ولقد نوّه بهذا الكتاب بعض كبار الباحثين الفرنسيين، مثل رولان بارت الذي اعتمده في بعض كتاباته عن الحب، والمستشرق أندريه ميكال الذي جاء في تصديره له: "إني على يقين من أن من يقرأ هذا الكتاب لا يعود، بعد قراءته، إلى ما ورثناه من أفكار عن الحب وعن الغزل عند العرب. إنه يحدث، فعلاً، قطيعة مع الفكر السائد في موضوعه".
تنتمي أغلب بحوثه إلى "سوسيولوجيا الثقافة"[3]. اهتم بفكر غرامشي وأشرف على كتاب عنه وكتب عن حضوره في الخطاب العربي [4][5]، كما صنّف المثقفين العرب، اعتماداً على رؤيتهم للعالم، مقترحاً أربعة أصناف: المثقف الملحمي والمثقف البدائلي والمثقف المقاول والمثقف التراجيدي [6].
من أهم مقالاته البحثيّة: "هل الديمقراطية مطلب اجتماعي؟"[7] الذي يبيّن فيه أن الديمقراطية لم تتحول، عبر التاريخ العربي الإسلامي، إلى مطلب اجتماعي تحمله الحركات الاجتماعية وتضمن له التراكم والاستمرار، وأن ما ساد، عبر هذا التاريخ هو ما سماه "براديغم الطاعة"، وهو ما يعني أن المشروع الديمقراطي الحديث لا مرجعية تاريخيّة بعيدة له. أما في "الآخر في الثقافة العربيّة"[8] فيبيّن كيف أن الثقافة العربيّة، لما كانت في مدّها، كانت منفتحة على الآخر المتعدّد وكانت تعترف بخصاله ولا تراه مصدر خطر فكري عليها، ولكنها، حين تراجع المد الحضاري العربي، انكفأت على ذاتها، في هويّتها، وتقلّصت رؤيتها للآخر الذي أصبح، مع الاستعمار، منحصراً في الغرب، وكأنه لا وجود لآخر غيره. ومع الثورات العربيّة، كتب "أسئلة الثورة" [9] التي نشرتها صحف ومجلات عربية مختلفة، وهي أسئلة تتضمّن مواجهة "ثقافة الأجوبة" التي يُنتج تكرارها اللاّمعنى أكثر مما ينتج المعنى الذي به ينبني الخطاب المعرفي للثورة.
المؤلفات
- سوسيولوجيا الغزل العربي
- سسوسيولوجيا الثقافة
المصادر
- جماعي، الثقافة والآخر، تكريما للطاهر لبيب. الدار العربية للكتاب، تونس 2005
- الطاهر لبيب، سوسيولوجيا الغزل العربي، ترجمة المؤلف، المنظمة العربية للترجمة، ،2009
- الطاهر لبيب، سوسيولوجيا الثقافة، الطبعة الأولى، معهد البحوث والدراسات العربية، القاهرة 1978
- Gramsci dans le monde arabe, collectif, éd. Alif, Tunis 1994 (voir Tahar Labib, Gramsci dans le discours des intellectuels arabes, p.13-39)
- (بالعربية): الطاهر لبيب، غرامشي العرب، مجلة الطريق، بيروت، مايو-يونيو 1998
- الطاهر لبيب، ثقافة بلا مثقفين: من الملحمي إلى التراجيدي، مجلة المستقبل العربي، بيروت، 8/2002
- الطاهر لبيب، هل الديمقراطية مطلب اجتماعي؟ علاقة المشروع الديمقراطي بالمجتمع المدني العربي، في: المجتمع المدني في الوطن العربي ودوره في تحقيق الديمقراطية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 1992
- الطاهر لبيب، الآخر في الثقافة العربية، في: صورة الآخر: العربي ناظراً ومنظوراً إليه، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 1999
- الطاهر لبيب، أسئلة الثورة، مجلة الطريق، بيروت، صيف 2011