العبّاس بن مرداس السلمي صحابي وشاعر من المخضرمين ممن اشتهروا في بداية عهد الاٍسلام وقبله وكان من سادات قومه بني سليم.
نسبه
هو العباس بن مرداس ابن أبي عامر بن حارثة بن عبد قيس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور.أسلم قبل فتح مكة ووافى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في تسعمائة من قومه بني سليم على الخيول والقنا والدروع الظاهرة ليحضروا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام فتح مكة.
وكان أبوه مرداس شريكًا ومصافيًا لحرب بن أمية القرشي وقتلتهما جميعًا الجن وخبرهما معروف عند أهل الأخبار، وذكروا أن ثلاثة نفر ذهبوا على وجوههم فهاموا ولم يوجدوا ولم يسمع لهم بأثر: طالب بن أبي طالب وسنان بن أبي حارثة المري ومرداس بن أبي عامر أبو عباس بن مرداس.
و كان "من المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم"، وكان ممن انبعث في خاطرهم روح الإيمان بالدين الإسلامي حينما حرق صنمه ضماراً معلناً إسلامه.
كنيته أبو الهيثم، صحابي وشاعر فارس يعد من المخضرمين، من سادات قومه، أدرك الجاهلية والإسلام، وكان من المؤلفة قلوبهم، ويدعى فارس العُبْيد بالتصغير، وهو فرسه، وكان بدوياً قحاً لم يسكن مكة ولا المدينة، وكان يغزو مع النبي ويرجع إلى بلاد قومه، وكان ممن ذم الخمر وحرمها في الجاهلية، ومات في خلافة عمر نحو سنة 18هـ.
من مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم
- ورد في كتاب "تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل" ل"أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي" : أخبرنا محمد بن عمر، قال حدثني عكرمة بن فروخ السلمي، عن معاوية بن جاهمة بن العباس بن مرداس قال، قال عباس بن مرداس: لقيته ، وهو يسير حين هبط من المشلل، ونحن في آلة الحرب، والحديد ظاهر علينا، والخيل تنازعنا الأعنة، فصففنا لرسول الله ، وإلى جنبه أبو بكر، وعمر، فقال رسول الله يا عيينة، هذه بنو سليم قد حضرت، بما ترى من العدة، والعدد، فقال يا رسول الله جاءهم داعيك ولم يأتني، أما والله إن قومي لمعدون مؤدون في الكراع، والسلاح، وإنهم لأحلاس الخيل، ورجال الحرب، ورماة الحدق، فقال عباس بن مرداس أقصر أيها الرجل، فوالله إنك لتعلم أنا أفرس على متون الخيل، وأطعن بالقنا، وأضرب بالمشرفية منك ومن قومك، فقال عيينة كذبت، وخنت، لنحن أولى بما ذكرت منك، قد عرفته لنا العرب قاطبة، فأومى إليهما النبي بيده حتى سكتا.[1]
- و قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد قال أعطى رسول الله عليه الصلاة والسلام العباس بن مرداس مع من أعطى من المؤلفة قلوبهم فأعطاه أربعة من الإبل فقال العباس :
كانت نهابــا تلافيتهــا | بكري على المهر في الأجرع | |
وحشّي الجنـود لكي يـدلجوا | إذا هجع القوم لم أهجـع | |
فأصبـح نهبي ونهب العبيــد | بيـن عيينـة والأقـــرع | |
إلا أفــائل أعطيتهــــا | عديد قوائمـه الأربـــع | |
وقد كنت في الحرب ذا تدرأ | فلم أعط شيئا ولم أمنـع | |
فما كان حصــن ولا حـابس | يفوقان مرداس في المجمــع | |
وما كنت دون امرئ منهما | ومن تضع اليوم لا يرفـع |
قال: فرفع أبو بكر أبياته إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال النبي عليه السلام للعباس: أرأيت قولك أصبح نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينه، فقال أبو بكر بأبي وأمي يا رسول الله ليس هكذا قال، فقال كيف قال، فأنشده أبو بكر كما قال عباس، فقال النبي عليه الصلاة والسلام ، سواء، ما يضرك بدأت بالأقرع، أو بعيينة، فقال أبو بكر بأبي أنت ما أنت بشاعر ولا راوية، ولا ينبغي لك، فقال رسول الله ، اقطعوا عني لسانه، ففزع منها أناس، وقالوا أمر بعباس يمثل به، فأعطاه مائة من الإبل، ويقال خمسين من الإبل.
قال ابن إسحاق : فقال رسول الله : اذهبوا به، فاقطعوا عني لسانه، فأعطوه حتى رضي فكان ذلك قطع لسانه الذي أمر به رسول الله .
قصه إسلامه
كان دخوله إلى الإسلام بعد رؤية رآها في منامه نهض بعدها حارقاً صنمه ضماراً ومعلناً إسلامه.
ويقال عن هذا الحدث أنه كان لوالد عباس صنماً من الحجر يدعى ضماراً أوصى ولده عند وفاته أن يعبده،فإذا بعباس يوماً يسمع منادياً من جوف ضماريقول:
قل للقبائل من سليم كلها
أودى ضمار وعاش أهل المسجد
إن الذي ورث النبوة والهدى
بعد ابن مريم من قريش مهتدي
أودى ضمار، وكان يُعبد مرة
قبل الكتاب، إلى النبي محمد
ابن مرداس أشجع الناس في شعره
سأل عبد الملك بن مروان ذات مرة جلسائه من أشجع الناس في شعره، فتكلموا في ذلك فقالوا أشجع الناس العباس بن مرداس في قوله: أَشُـدَّ عَـلـى الـكَـتيبَةِ لا أُبالي أَحـتَـفـي كانَ فيها أَم سِواها وَلي نَفسٌ تَتوقُ إِلى المَعالي سَـتَـتـلِـفُ أَو أُبَـلِّـغُـهـا مُناها
ذريته
التراجمة من الصواعد من عوف من حرب يرجع نسبها إلى سليم ومن نسل العباس بن مرداس السلمي،
مقالات ذات صلة
المراجع
- نداء الإيمان موقع كل المسلمين.