الرئيسيةعريقبحث

الغزو الفرنسي لروسيا


الغزو الفرنسي لروسيا الذي كان في العام 1812 كان نقطة تحول في الحروب النابليونية. هذه الحرب تعرف في روسيا بالحرب الوطنية (بالروسية:Отечественная война) والتي تختلف عن الحرب الوطنية العظمى التي تشير إلى الغزو الألماني لروسيا في الحرب العالمية الثانية. تعرف الحرب الوطنية أيضا باسم "حرب 1812" وهو نفس اسم الحرب التي دارت بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

French Invasion of Russia
جزء من the الحروب النابليونية
French invasion of Russia collage.jpg
معلومات عامة
التاريخ 24 June  – 14 December 1812
(5 شهور، و2 أسابيع، و 6 أيام)
الموقع الإمبراطورية الروسية
النتيجة Decisive Russian victory[1]
المتحاربون
 Russian Empire
القادة
القوة
الجيش الكبير: c. 685,000[4]
الخسائر

Of these, 50,000 were Austrians and Prussians, 20,000 Poles and 35,000 Frenchmen.[7]

Deaths: 210,000[8]
عبور الجيش الفرنسى لنهر نيمان

كان هدف نابليون من الحرب هو إجبار قيصر روسيا ألكسندر الأول على وقف التجارة مع بريطانيا مما كان سيدفعها برأيه لقبول الصلح مع فرنسا[9]. أما الهدف السياسى الرسمى من الحرب فكان تحرير بولندا من التهديد الروسي. لذلك أطلق نابليون اسم "الحرب البولندية الثانية" على حملته لكى يكسب تعاطف البولنديين وليوفر غطاء سياسيا للحملة[10].

دفع نابليون في حملته على روسيا بجيش ضخم وصل تعداده 680,000 جندى , 300,000 منهم فرنسيون. إندفع الجيش الفرنسى بسرعة لمسافات بعيدة عبر روسيا الأوروبية في محاولة لملاقاة الجيش الروسي في معركة حاسمة. غير أن كل المعارك التي دخلها الجيش الفرنسى كانت مواجهات صغيرة بإستثناء معركة واحدة كبيرة عند سمولنسك في شهر أغسطس. تمنى نابليون أن تنهى هذه المعركة توغله داخل روسيا إلا أن الجيش الروسي إنسحب شرقا داخل روسيا تاركا سمولنسك لتحترق[11]. إنهارت خطة نابليون التي كان قد أعدها لمعركة سمولينسك وإضطر لمواصلة التوغل شرقا لمطاردة الجيش الروسي.

ومع تراجع الجيش الروسي إلى داخل البلاد , أوكلت للقوزاق مهمة إحراق القرى والمدن والمحاصيل قبل تقدم الجيش الفرنسى إليها. كان الغرض من عملية الإحراق حرمان الفرنسيين من إمكانية الإعتماد على ما تحويه المدن والقرى الروسية من مواد غذائية وغيرها لتموين الجيش الغازى. فؤجئ الفرنسيون بخطة الروس وبحجم الدمار الذي ألحقوه بممتلكاتهم وأراضيهم[12]. دفعت هذه الخطة الفرنسيين لمحاولة إمداد جيشهم عبر خطوط إمداد طويلة وصعبة أثبتت لاحقا فشلها في إمداد الجيش. دفع الجوع والبؤس الجنود الفرنسيون لمغادرة معسكراتهم ليلا للبحث عن الطعام وكانوا غالبا ما يقعون فريسة سهلة للقوزاق الذين أسروا أو قتلوا الكثير منهم.

استمر انسحاب الجيش الروسي إلى داخل البلاد لمدة ثلاثة أشهر تقريبا. أدى تواصل الانسحاب وفقدان المزيد من أراضى روسيا للفرنسيين إلى غضب كبير في أوساط النبلاء الروس الذين ضغطوا على القيصر ألكسندر الأول حتى يقيل قائد جيشه الفيلد مارشال باركلى. استجاب القيصر لضغوط نبلائه وعين المحارب المخضرم الأمير ميخائيل كوتوزوف قائدا جديدا للجيش.

في السابع من سبتمبر 1812 لحق الجيش الفرنسى بالجيش الروسي الذي كان قد حصن نفسه في التلال المحيطة ببلدة صغيرة تسمى بورودينو تقع غرب موسكو بحوالى 70 ميلا. وقعت هناك أكبر معركة في الحروب النابليونية كلها حيث اشترك بها 250,000 جنديا وقع منهم 70,000 قتيلا. وعلى الرغم من تحقيق فرنسا النصر بالمعركة إلا أن ثمنه كان غاليا بوفاة الألاف من الجنود و 49 ضابطا. وفي اليوم التالى نجح الجيش الروسي في تخليص نفسه وواصل انسحابه شرقا تاركا الفرنسيين بدون النصر الحاسم الذي كانوا يأملون به.

حريق موسكو (سبتمبر 1812)

دخل نابليون وجيشه موسكو بعد أسبوع واحد من معركة بورودينو ليجد الروس قد إنسحبوا منها بعد أن أحرقوها بناء على أمر حاكمها الكونت فيودور روستوبشين[13]. لم يعط سقوط موسكو نابليون النتيجة التي كان يرجوها وهى النصر الحاسم في الميدان . أيضا لم يطلب القيصر السلام مع فرنسا بعد سقوط موسكو وعرف الطرفان أن الوقت لم يكن في صالح نابليون الذي كان وضعه يزداد سوءا يوما بعد يوم. ومع ذلك بقى نابليون بموسكو إنتظارا لمبادرة القيصر لعقد الصلح معه. تعزز إعتقاد نابليون بقرب طلب الروس لعقد سلام معه بعد أن انتشرت معلومات (تبين فيما بعد عدم صحتها) عن إنتشار مشاعر السخط وتدنى معنويات الجنود الروس. بعد أن بقى نابليون بموسكو شهرا خرج بجيشه متوجها إلى الجنوب الغربي من موسكو بإتجاه مدينة كالوغا حيث كان كوتوزوف قد عسكر بجيشه هناك.

أوقفت قوة روسية تقدم الفرنسيين بإتجاه كالوغا. حاول نابليون مرة أخرى إجبار الروس على الدخول معه في معركة حاسمة بالقرب من بلدة مالوياروسلافيتس , إلا أن الروس إنسحبوا كالعادة , بالرغم من تمتعهم بموقع إستراتيجى, ليؤكدوا إستمرارهم في خطتهم القائمة على تجنب الدخول مع الفرنسيين في مواجهة حاسمة. أجبر قرب حلول الشتاء وعدم وجود ملابس شتوية للجنود وقلة المؤن والإجهاد الشديد الذي حل بالجنود والخيل أجبرت كل هذه العوامل نابليون على التراجع على أمل التمكن من تموين جيشه في سمولينسك ثم في فيلنيوس لاحقا.

عانى الجيش الفرنسى خلال الأسابيع التالية من الجوع والبرد مع بداية فصل الشتاء الروسي القاسى. أدى نقص المؤن والغذاء للجنود والخيل والبرد القارس والهجمات المتكررة للفلاحين الروس على أطراف القوات الفرنسية إلى خسارة العديد من الأرواح في صفوف الجيش الفرنسى , كما أدت تلك العوامل إلى خسارة الجيش الفرنسى تماسكه ونظامه. وبحلول شهر نوفمبر 1812 وعند عبور الجيش الفرنسى لنهر بيريزينا لم يتبق بالجيش سوي 27,000 جندى بعد أن تكبد جيش نابليون الكبير 380,000 قتيلا وحوالى 100,000 أسيرا.

انسحاب نابليون من روسيا، بريشة "أدولف نورثن".لم

يبق نابليون في روسيا كثيرا بعد عبور نهر بيريزينا وإتجه عائدا لباريس بموافقة (وحتى تشجيع) قواده ليدافع عن منصبه كإمبراطور لفرنسا وليحاول حشد المزيد من القوات لمواجهة الروس. انتهت حملة نابليون على روسيا عمليا في الرابع عشر من ديسمبر 1812 , أى بعد أقل من ستة أشهر على بدايتها , بمغادرة أخر القوات الفرنسية لأرض روسيا.

مصادر

  1. von Clausewitz, Carl (1996). The Russian campaign of 1812. Transaction Publishers. Introduction by Gérard Chaliand, VII. (ردمك )
  2. Christian Wilhelm von Faber du Faur, Campagne de Russie 1812: d'après le journal illustré d'un témoin oculaire, éditions Flammarion, 1812, 319 pages, p.313. نسخة محفوظة 07 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  3. Eugène Labaume, Relation circonstanciée de la Campagne de Russie en 1812, éditions Panckoucke-Magimel, 1815, p.453-454. نسخة محفوظة 08 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. Riehn 1991، صفحة 50.
  5. Zamoyski 2005, p. 536 — note this includes deaths of prisoners during captivity.
  6. The Wordsworth Pocket Encyclopedia, p. 17, Hertfordshire 1993.
  7. Zamoyski, page 536
  8. Bogdanovich, "History of Patriotic War 1812", Spt., 1859–1860, Appendix, pp. 492–503.
  9. Armand Augustin Louis Caulaincourt (1935). With Napoleon in Russia: The Memoirs of General de Caulaincourt. London: W. Morrow and company. صفحة 9.  .
  10. Armand Augustin Louis Caulaincourt (1935). With Napoleon in Russia: The Memoirs of General de Caulaincourt. London: W. Morrow and company. صفحة 294.  .
  11. Armand Augustin Louis Caulaincourt (1935). With Napoleon in Russia: The Memoirs of General de Caulaincourt. London: W. Morrow and company. صفحات 74–76.  .
  12. Armand Augustin Louis Caulaincourt (1935). With Napoleon in Russia: The Memoirs of General de Caulaincourt. London: W. Morrow and company. صفحة 85.  .
  13. Armand Augustin Louis Caulaincourt (1935). With Napoleon in Russia: The Memoirs of General de Caulaincourt. London: W. Morrow and company. صفحات 107–109.  .

مراجع

موسوعات ذات صلة :