فيلنيوس (باللتوانية : Vilnius) هي عاصمة ليتوانيا، يبلغ عدد سكانها حوالي 000 500 ساكن، هي المدينة الأكثر اكتظاظا في البلاد. أسست المدينة من قبل غيديمين.
أختيرت فيلنيوس في سنة 2009 عاصمةً للثقافةِ الأوروبية مع مدينة لينتز النمساوية.
من الناحية المعمارية، المركز التاريخي لفيلنيوس يتم الحفاظ عليه جيدا من قبل السلطات، و هو يصنف كاملا كتراث عالمي من جانب اليونسكو، بما في ذلك حي السفارات المتميز بواجهاته الملونة و المنحوتة. تطل على المدينة قلعة رائعة مصنوعة من الطوب تقع على تلة بضواحي المدينة، و تقع بجانب هذه القلعة، مقبرة بولونية إسمها نا روسي تحتوي على قلب المارشال يوزف بيوسودسكي (رفاته موجود في كراكوف) الذي حكم بولونيا في فترة ما بين الحربين.
دخلت فيلنيوس منذ عدة سنوات في نطاق الرأسمالية. و يظهر هذا الجانب من موقع المدينة (التي هي أقل أهمية من وارسو القريبة منها و التي يكنيها البعض هونغ كونغ أوروبا الوسطى) الذي يحتوي على العديد من المباني البلورية و الحديدية التي تلقي بظلالها على قدمية الترولي باص الذي لا يزال يخدم المدينة. بينما ضواحي المدينة لا تعطي نفس الصورة على مركزها المليئ بالصفات المعمارية. و لكنه يحتفظ بصفات خرسانية رمادية تدل على الحقبة السوفياتية. و مع كل هذه التغييرات، لا يزال هناك العديد من المنازل التقليدية ذات الطابق الواحد و المصنوعة من الخشب و المسيجة بالحديد.
أصل الاسم
فيلنيوس تأتي من اسم نهر يعبر العاصمة، واسمه نهر فيلنيا.
تاريخ فيلنيوس
البداية
أسست فيلنيوس تحت حكم غيديمين (الأمير الكبير منذ سنة 1316). وفقا للأسطورة، كان هذا الأمير مستلق وهو نائم فوق تل بجانب ملتقى نهري نيرس وفيلنيا. وهنا بدأ يحلم و رأى ذئبا حديديا، كان صراخه كمائة ذئب، وعند هذه اللحظة رمى رمحه على الذئب الحديدي. لذلك بعد أن استفاق، سأل كاهنته الوثنية عن معنى هذا الحلم، فتتواصل الأسطورة و تقول أن الألهة فسرت حلم غيديمين بأن الذئب الحديدي الصارخ فوق التلة هو القلعة الصلبة التي ستكون مشيدة فوق هذه التلة وستكون نقطة الصفر لبداية إنشاء مدينة فيلنيوس عاصمة ليتوانيا و صاحبة السيادة فيها، و فسرت أن الرمح الذي ألقاه غيديمين هو الإشعاع الذي سيكون لهذه العاصمة الليتوانية. في هذا العصر كانت السيادة من حصة أصحاب قصر واسربورغ غرب مدينة تراكاي.
مهما كانت الأسطورة، ينظر علماء الآثار إلى تاريخ المدنية من نقطة أقرب: وفقا للحفريات التي قاموا بها، منذ القرن الحادي عشر، سكن البشر هذه المنطقة ذات المحيط المناسب (طبيعيا و عمليا). أقدم أثر يحسب و يتحدث عن مدينة فيلنيوس بصفتها عاصمة يرجع لسنة 1323. حيث في هذه السنة كتب الأمير الكبير غيديمين رسالة باللغة اللاتينية من هذه العاصمة القديمة، يجند فيها أناس و تجار و كهنة كبار (يعني شخصيات رفيعة المستوى) في محاولة منه في جذب الناس لإعمار المدينة و يقول أن المدينة تتبنى حرية التدين و الدين. و هنا كان يواجه المعتقدات الدينية المختلفة الموجودة في المدينة.
الاتحاد البولوني اللتواني
منذ سنة 1377، حكم الدوق الأكبر لليتوانيا يوغيلا البلاد. وفي 1385، أسس بالتعاون مع بولندا اتحاد كريفو. و السبب من هذا هو تنصير البلاد. إذن تم إطفاء نيران المعابد فوق تلة فيلنيوس، وتم هدم المعابد الوثنية. بعد سنة من هذه الحملة، في 1386، تزوج الدوق الأكبر على نحو متعارف عليه من يادفيجا ملكة بولندا الأولى. و تحت اسم فلاديسلاف الثاني، توج ملكا على ليتوانيا وبولندا، وبهذا وحد البلدين.
في نفس الوقت، تم إصدار قانون ماغديبورغ في مدينة فيلنيوس. ومن جهة أخرى، شهدت المدينة فترة من الازدهار الاقتصادي في القرن الخامس عشر. و بعد وجود الاتحاد البولندي الليتواني (1385ء1569)، أصبحت المدينة تحت تأثير بولندي كبير، وكذلك أصبح أغلبية السكان بولنديين. واستئنفت الإصلاحات المضادة في المنطقة من قبل معهد اليسوعيون الذي أسس في 1570، والتي استبدلت في 1579 إلى جامعة فيلنيوس، و مع ملك بولندا ستيفن باتوري، و قداسة البابا غريغوري الثاني عشر. و كانت جامعة فيلنيوس، الجامعة الوحيدة الموجودة في شرق و وسط أوروبا. و في نفس الوقت، جلب ملك بولندا، الكثير من السكان اليهود، و بهذا أصبحت فيلنيوس من أهم المناطق التي تتركز فيها المجموعات اليهودية ذوي ثقافة الأشكناز. و كانت تسمى قدس ليتوانيا لأهميتها الروحية لدى اليهود.
من الناحية الاقتصادية، بدأ اقتصاد فيلنيوس ينحدر في القرن السادس عشر للهيمنة البولندية الكبيرة عليها.
و عرف القرن السابع عشر بكثرة الأزمات (من 1655 إلى 1661، أحتلت المدينة من قبل الروس) و الأوبئة الخطيرة مثل مرض الطاعون.
خلال حرب الشمال العظمى، أحتلت المدينة و خربت من قبل قوات عسكرية سويدية من سنة 1702 إلى 1707. و أيضا بعض الأزمات التي وقعت في سنوات 1737 و 1745 و 1747، أخرت في تطور و نمو المدينة و حالت دون مواكبتها للعصر.
الإمبراطورية الروسية
من 1765 إلى 1915 (رسميا إلى 1917) كانت ليتوانيا (يعني فيلنيوس و التي كانت تسمى رسميا بالروسية فيلنا) تنتمي إلى الإمبراطورية الروسية، حيث كانت فيلنيوس عاصمة إقليم فيلنا، و كانت مركزا لحاكم عام. و الآن تدل مقبرة القديس إفروسين على وجود الجالية الروسية الأرثوذكسية.
بعد ثورة الليتوانيين و البولنديين على الروس سنة 1831، أغلقت جامعة فيلنيوس أبوابها من قبل السلطات القيصرية الروسية بعد أن كانت مقرا للثوار المثقفين، و تركت مغلقة حتى أواخر الحرب العالمية الأولى. و في هذا الوقت كانت عملية تهيئة مدينة فيلنا (فيلنيوس) قليلة جدا و لكن كانت تتمتع ببعض المساعدات باعتبارها عاصمة لإقليم فيلنا، حيث في القرن التاسع عشر كانت فيلنا مركز الحياة العامة في بيلاروسيا و بهذا أصبح يوجد جنسية ثالثة في المنطقة مع اليهود و البولنديين.
الشعراء و الكتاب البيلاروسيين الأكثر أهمية الموجودين في هذه المنطقة، قاموا بنشر أعمالهم بإسم مدينة فيلنا (فيلنيوس). و في نفس هذا الموضوع، تم نشر أول صحيفة بيلاروسية في مدينة فيلنيوس سنة 1906 و إسمها ناتشا نيفا.
في سنة 1896، ترك رجل الأعمال اليهودي ماتيتياهو ستراشن كتبه للجالية اليهودية الموجودة في المدينة، و أسس بهذا أكبر مكتبة يهودية في أوروبا. و أسس اليهود في أواخر القرن التاسع عشر أول مجموعة عرقية روحانية يهودية في المدينة، و أصبحوا يمثلون بهذا قرابة نصف سكان المدينة.
قامت في فيلنيوس أوساط ثورية يهودية، الأولى بقيادة صموئيل آرون ليبرمان في السنوات 1870، و أخرى بقيادة أركادي كريمر، و كذلك ولدت الحركة الثورية اليهودية، مع إنشاء الاتحاد العام للعمال اليهود في 1897.
الحرب العالمية الأولى و فترة ما بين الحربين
أحتلت المدينة أثناء الحرب العالمية الأولى من قبل ألمانيا من سنة 1915 إلى ديسمبر 1918، حين دخلت في ذمة القائد العام للقوات المسلحة لألمانيا في الشرق و أصبحت تحت عدالته و سيادته. و عندما كانت المدينة تحت الاحتلال الألماني تم توقيع استقلال ليتوانيا الجديدة في 16 فبراير 1918 في مدينة فيلنا (الاسم الروسي المشتق من فيلنيوس).
عند إعلان استقلال ليتوانيا عن ألمانيا، شهدت البلاد اضطرابات كبيرة خاصة في الجلاء الألماني عن المدينة في 31 ديسمبر 1918. ثم مسك الجيش البولندي زمام الأمور في البلاد من 1 يناير إلى 5 يناير 1919 حيث يمثل البولنديون نصف سكان المدينة. و بعد ذلك مباشرة، دخل الجيش الأحمر البلاد في 5 يناير 1919 و كان يملك شعبية لا بأس بها في العاصمة الليتوانية من الشيوعيين و اليهود، و تم وضع حكومة ليتوانية شيوعية بترأس الناشط الليتواني فينكاس ميكيفيتشيوس كابسوكاس. و بين 18 فبراير و 20 فبراير انضمت الجمهورية الاشتراكية السوفياتية الليتوانية إلى جمهورية بيلاروسيا السوفيتية الاشتراكية، و مس هذا الاندماج الطبقات المالكة و البولنديين، و في 27 فبراير القادم، إتحد البلدين رسميا و كونوا الجمهورية الاشتراكية السوفياتية الليتوانية البيلاروسية، و تم اختيار فيلنيوس لتكون عاصمة للبلاد. و من سنة 1919، هزت أعمال الشغب المدينة، حيث ضغطت فئة من الشعب على بولندا لتشن حربا ضد رويسا البلشفية التي تحكم في فيلنيوس. لذلك في 19 أبريل أخذت القوات البولندية فيلنيوس من جديد (بالبولندية: فيلنو)، و كانت تدور شائعات أن الجالية اليهودية كانت تتعاون مع السلطات الروسية، لهذا تم إتهام الكثير من اليهود بالتواطئ مع المحتل السابق، لكن بعد حدوث عدة عمليات اغتيال للجنود البولنديين في العاصمة فيلنيوس، تم إتهامهه بالضلوع في هذه العمليات بسبب دعمهم لروسيا عند دخولها الأراضي الليتوانية.
رد الجيش الروسي على بولندا بعد سنة و ثلاثة أشهر بمساعدة السكان الليتوانيين و البيلاروسيين في 20 يوليو 1920، و بهذا اعترفت بولندا بملكية مدينة فيلنيوس و ولايتها للتوانيا في 7 أكتوبر 1920، و لكن من الغد إدعى قائد القوات البولندية لوتسيان جليغوفسكي التمرد على رأي و نصيحة يوزف بيوسودسكي، و هاجم من جديد الحكومة الروسية البلشفية في فيلنيوس بعد تمكنه من اختراق المدينة، التي سقطت من الغد. و أعلن أنذاك جمهورية ليتوانيا الوسطى التي تمتد على مساحة مقاطعة فيلنيوس، في حين أن المثقفين في ليتوانيا غادروا العاصمة الجديدة إلى مدينة كاوناس، و التي أصبحت بدورها عاصمة ليتوانيا للتسعة عشر سنة التالية.
في الحقيقة، كانت بولندا تحكم فيما تبقى من جمهورية ليتوانيا الوسطى، بتعلة أن أغلبية السكان بولنديين، حتى أرفقت إليها هذه الجمهورية بعد تصويت موافق في الجمعية العامة لفيلنيوس (البرلمان)، و بهذا القرار إنخفظت رتبة فيلنيوس إلى محافظة. و لم يتبق للأقلية الليتوانية سوى كنيسة واحدة و التي بدورها أصبحت هي الوحيدة التي تستعمل اللغة الليتوانية و هي كنيسة القديس نيكولا في فيلنيوس، و لكن كان بجانب الليتوانيون، أقلية بيلاروسية الذين حافظوا على مدارسهم، و ثقافتهم.
في هذا العصر، كانت جامعة فيلنيوس تعتبر من أكبر الجامعات في هذه المنطقة. و هي تهم الحياة الثقافية و العلمية لليهود الأشكناز المستقرين في شرق وسط أوروبا.
الحرب العالمية الثانية
في سبتمبر 1939، و بعد احتلال بولندا من قبل ألمانيا، قام الجيش الأحمر بتطبيق البروتوكول السري السوفياتي و البولندي، و احتلت شرق بولندا الذي يحتوي على الأراضي الليتوانية و البيلاروسية. و في 19 سبتمبر من نفس السنة، أصبحت فيلنيوس لعدة أسابيع تنتمي إلى جمهورية بيلاروسيا السوفيتية الاشتراكية، و في شهر أكتوبر تنازلت فيلنيوس رسميا إلى ليتوانيا.
في هذا الوقت احتلت ليتوانيا في 15 يونيو 1940 من قبل الجيش الأحمر ثم انضمت إلى الاتحاد السوفياتي في 3 أغسطس 1940. عرفت فيلنيوس سيادتها في هذا الوقت عندما رجعت عاصمة لجمهورية السوفيتية الاشتراكية الليتوانية. و كان الليتوانيون لا يمثلون سوى 2% من السكان و البقية كانوا بولنديين ثم اليهود ثم البيلاروسيين.
و عند دخول القوات الألمانية لليتوانيا في صيف 1941، كانت نهاية تاريخ اليهود في المدينة قد اقتربت، حيث أن الاحتلال الألماني بدأ في 23 يونيو 1941 و انتهى في 13 يوليو 1944. في البلدة القديمة لفيلنيوس، تم تقسيم غيتو فيلنيوس إلى إثنين. الإبادة الأولى و الصغرى بدأت من وقت إعلان الاحتلال و دامت حتى أكتوبر 1941، و شهدت مقتل عدة عشرات من الألاف من اليهود في مجزرة بونارييه (حسب رواية الهولوكوست) التي وقعت في غابة تقع على بعد 10 كم غرب المدينة. و الإبادة الثانية بقيت حتى سنة 1943 و كان اليهود يبعثون إلى معسكرات الاعتقال النازية حتى يقتلون هناك.
يوجد الآن مقبرة صغيرة للسجناء السوفياتيين في المدينة تذكر بضحايا الاتحاد السوفياتي المقتولين من قبل الألمان الذين عددهم حوالي 4500 شخص، و الذين فيهم القليل من البيلاروسيين و الليتوانيون.
خرج الجيش الألماني نهائيا من ليتوانيا في 13 يوليو 1945 بعدما هوجم من الاتحاد السوفياتي الذي يقوده الجنرال إيفان تشرنياخوفسكي الذي يقود عدة كتائب في جبهة بيلاروسيا يقدر عددهم ب000 200 شخص.
الجمهورية الاشتراكية السوفياتية الليتوانية
بعد الحرب العالمية الثانية، انضمت ليتونيا إلى الاتحاد السوفياتي ثانية، و كذلك عادت فيلنيوس عاصمة للجمهورية الاشتراكية السوفياتية الليتوانية. و تم طرد السكان البولنديين و العديد من الناجين من المدينة و تم ترحيلهم إلى سيبيريا في بداية الاحتلال السوفياتي الثاني.
و منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لم يعد النمو السكاني إلى معدله الطبيعي إلى في سنة 1960.
في 11 مارس 1990، أعلن المجلس الأعلى للجمهورية الاشتراكية الليتوانية عزمها على استعادة استقلال البلاد.
و بعد هذا الإعلان، بعثث السلطات السوفياتية قوات إلى العاصمة فيلنيوس في 9 يناير 1991. و في 13 يناير المقبل، هاجمت هذه القوات مبنى التلفزيون و الراديو و قتلت حينئذ 15 شخصا و جرحت المئات.
الاستقلال وجمهورية ليتوانيا
تحصلت ليتونيا عن استقلالها في أغسطس 1991 بعيد سقوط الاتحاد السوفياتي، و منذ ذلك الوقت عرفت فيلنيوس بملامحها السوفياتية وأصبحت بذلك مدينة غربية عالمية. في وسط العاصمة والمدينة القديمة، كان يوجد مقترح للتنمية يأتي في إطار مشروع غيديمين، ولكن تم الإلقاء به في ضفاف نهر ناريس، وقد كان الجسم الملقى هو أسس الحي التجاري والإداري والعصري، وبه لا تصبح فيلنيوس نقطة جذب سياحي فقط بل نقطة عمل تجاري واقتصادي. وحتى هذه السنوات، كانت التنمية تقتصر فقط على الأراضي الخالية.
السكان
في تعداد سنة 1875، كانت المدينة تعد 688 82 ساكن، منهم 909 37 يهودي (ما يساوي 46% من السكان، و أيضا أهم فئة في الشعب).
و في سنة 1902، كان هناك في فيلنيوس 000 80 يهودي من مجموع قدره 633 162 ساكن (49% من السكان).
حتى حقبة الحرب العالمية الثانية، كانت فيلنيوس تتبع إلى بولندا، و كانت المدينة مسكونة من قبل 50% بولنديين، و 40% من اليهود، و نجد كذلك قلة كبيرة من البيلاروسيين في حين أن الليتوانيين لا يمثلون إلا 2% من السكان.
بعد الحرب العالمية الثانية، لم يتبقى من 000 80 يهودي إلا عدة ألاف حسب رواية الهولوكوست في سنة 1945. أغلبية سكان بولندا غادروا إلى غرب بولندا، و أيضا إلى حد الآن لا يزال نسبة كبيرة من البولنديين يقيمون في فيلنيوس.
بعد الحرب، و لتكوين عاصمة للجمهورية الاشتراكية السوفياتية الليتوانية رجع الليتوانيون و الروسيون إلى فيلنيوس البولندية، و أسسوا فيها إدارات و معاهد و أساسا متاجر صناعية. و بذلك أصبحت فيلنيوس ليتوانية (في نظر السكان).
عرفت المدينة نمو سكاني ملحوظ خاصة في 2001 حيث أصبح عدد السكان 287 542 ساكن، و يمثل الليتوانيون 57,8%، و البولنديين 18,7%، و الروسيين 14%، و البيلاروسيين 4%، و 5,5% يمثلون جنسيات مختلفة.
و يوجد حوالي 0.5% يهود أو لهم أصول يهودية.
التقسيم الإداري
مقاطعة فيلنيوس تتكون من 21 "سينيونيهوس" (مدينة):
- فركيا
- أنتاهالنيس
- باشيلاشيا
- فابيجونيشاكس
- بيلايت
- جوستينيشاكس
- فرشوليشاكس
- تشاتشكين
- شنيبيشاكس
- جيرمونا
- كارولينيشاكس
- جيفيريناس
- غريجيشاكس
- لازديناي
- فيلكبايد
- نوجامياستيس
- سيناميستيس
- نوجوجي فيلنيا
- بانيراي
- نوجينينكاي
- رازوس
الدين
عُرِفَت فيلنيوس بتعددها الديني في القرن السابع عشر. نشر صموئيل لوكينر «Samuel Lewkenor» من لندن كتابا في أوصاف المدن وجامعاتها عام 1600. ويذكر لوكينر تألف سكان المدينة من الكاثوليك والأرثوذكس والكالفينيون واللوثريون واليهود والمسلمون التتار.
اشتهرت فيلنيوس خلال القرن السابع عشر على مستوى مدن أوروبا في أنهُ لم يضاهيها أي مدينة أخرى من حيث عدد كنائس الاعتراف المختلفة. وثَّقت أعمال روبرت موردن المعتبرة بحلول نهاية القرن هذا الأمر فورد في عمله الشهير «الجغرافيا المصححة أو وصف العالم» بأنه لا يوجد مدينة في العالم أجمع تفوق فيلنيوس في عدد الكنائس والمعابد وشتى أنواع دور العبادة، إلَّا لربما أمستردام.[6][7]
اليوم يقع في المدينة مقر أبرشية فيلنيوس الرومانية الكاثوليكية وما يصاحبها من المؤسسات الكنسيَّة الرئيسية وكاتدرائية الأبرشية (كاتدرائية فيلنيوس).
المناخ
تتسم فيلنيوس بمناخ شبه قاري، حيث عادة ما يكون فصل الشتاء أقل برودة من روسيا الوسطى و فصل الصيف يكون باردا قليلا. يغطي الثلج الأرض لمدة تقدر ب102 يوم في العام. و لذلك الصيف هو الفصل الأكثر اعتدالا.
- الرقم القياسي في أبرد درجة حرارة مسجلة: 37.2- °C (يناير 1940)
- الرقم القياسي في أسخن درجة حرارة مسجلة: 35.4 °C (يوليو 1959)
- متوسط عدد الأيام في السنة التي تثلج فيها: 86 يوم
- متوسط عدد الأيام في السنة التي تمطر فيها: 162 يوم
- متوسط عدد الأيام في السنة التي تعصف فيها: 23 يوم
- متوسط عدد الأيام في السنة التي تعصف فيها ثلجيا: 16 يوم
المعالم السياحية
من أهم الرموز السياحية في المدينة يوجد ما تبقى من قلعة غيديمين التي يرجع تاريخها إلى القرن الرابع عشر و الخامس عشر، و التي توجد على تلة لها نفس الاسم. و أيضا يوجد كاثدرائية فيلنيوس ذات التصميم الكلاسيكي.
وأيضا البلدة التاريخية لفلنيوس تمثل أكبر إرث سياحي و تاريخي لفلنيوس، لاحتوائها على شبكة طرقات تقليدية و تصميمات تشكيلية و فنية هندسية جميلة و كذلك لاحتوائها على عدة كنائس قديمة جدا مصنوعة من الطوب الأحمر و ذات الحقبة القوطية مثل كنيسة القديس فرانسوا داسيس و كنيسة القديس جان باتيست والقديس يوحنا الإنجيلي و كنيسة القديسة آن.
يجدر الذكر بأن المدينة التاريخية القديمة لفلنيوس مسجلة منذ 1994 في مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو.
و يوجد عدة أماكن سياحية أخرى مثل دار البلدية القديم، و موسوعة الفجر و عدة منازل و أثار موجودة على ضفاف أنهار ناريس و فيلنيا.
المركز التاريخي في فيلنيوس * | |
---|---|
موقع اليونيسكو للتراث العالمي | |
الدولة | ليتوانيا |
النوع | تاريخي |
المعايير | (ii)(iv) |
رقم التعريف | 541 |
المنطقة | أوروبا وأمريكا الشمالية ** |
تاريخ الاعتماد | |
السنة | 1994 (اجتماع غير معروف الرقم للجنة التراث العالمي) |
* اسم الموقع كما هو مدون بقائمة مواقع التراث العالمي ** تقسييم اليونسكو لمناطق العالم |
محيط فيلنيوس
يفضل معظم زوار المدينة زيارة برج التلفزيون الذي يبلغ طوله 326 متر و يمكن للزوار الصعود إلى المنصة التي تعطي صورة بانورامية على طول 190 متر.
و يقع على بعد حوالي 30 كم غرب فيلنيوس في عاصمة ليتوانيا في القرون الوسطى تراكاي، قلعة قديمة جدا إسمها واسربورغ.
و في شمال فيلنيوس، تقع قرية بورنوشاكس التي تحتوي على متحف طبيعي إسمه أوروبوس باركاس (حديقة أوروبا) يتكون من صخور بيضاوية ضخمة و التي اكتشفت سنة 1989 و تمثل أثار جغرافية للقارة الأوروبية.
الجامعات و مؤسسات التعليم العالي
يوجد في فيلنيوس عدة جامعات منهم:
- جامعة غيديميناس التقنية، أنشأت هذه الجامعة من قبل البرلمان الليتواني.
- جامعة مايكولاس-رومر.
- الجامعة التربوية.
- أكاديمية الفنون الجميلة.
جامعة فيلنيوس
جامعة فيلنيوس (Vilniaus universitetas, VU) هي جامعة أسست سنة 1579، و تكون بذلك أقدم جامعة في أوروبا الشرقية و في بلدان البلطيق. (أقدم جامعة في أوروبا الوسطى هي جامعة تشارلز في براغ).
الجامعة الأوروبية للعلوم الإنسانية
- مقالة مفصلة: الجامعة الأوروبية للعلوم الإنسانية
في يونيو 2005، لجأت الجامعة الأوروبية للعلوم الإنسانية إلى فيلنيوس بعد أن كانت في بيلاروسيا و غادرت البلاد لأسباب سياسية حيث أعتبرت في فيلنيوس كمنفية مؤقتا. الجامعة الأوروبية للعلوم الإنسانية هي جامعة تقدم دروس عن أوروبا و اللغات و العلوم السياسية.
المتاحف
في يونيو 2008، وافقت الحكومة الليتوانية رسميا على مشروع إنشاء متحف في فيلنيوس بالتعاون مع مؤسسة سولومون ر. جوجنهايم (التي لها عدة متاحف هامة في العالم منها متحف سولومون غاغينهايم و متحف غوغنهايم بلباو) و متحف الإرميتاج. سيتم بناء المتحف اعتمادا على رسوم المهندسة العالمية زها حديد. من المقرر فتح المتحف في سنة 2013.
النقل
- مقالة مفصلة: مترو فيلنيوس
العاصمة اللتوانية لا تنال حظها من كمية وسائل النقل التي تحظى بها العواصم الأوروبية الأخرى لأنها قريبة من حدود الاتحاد الأوروبي مع بيلاروسيا.
و السبب الأخر في عدم وصول التنمية بكثرة إلى قطاع المواصلات هو أن فيلنيوس لم تكن عاصمة ليتوانيا في المدى القريب. بالإضافة إلى ذلك هي أن القطارات التي تربط روسيا بكالينينغراد و التي تمر عبر بيلاروسيا لا تقف في محطات فيلنيوس في حين أنها تمر من هذه المحطات.
و كذلك تدفق السلع و طرق التجارة و المهاجرين التي تأتي من بلدان البلطيق لتدخل الاتحاد الأوروبي تمر عبر وسط أوروبا يعني من كاوناس. لذلك تم ربط طريق من كاوناس إلى فيلنيوس طوله حوالي 100 كم.
التوأمة
مدينة فيلنيوس لديها توأمة مع 14 مدينة في العالم، و هم:
- آلبورغ (الدنمارك)
- بودابست (المجر)
- كراكوف (بولندا)
- دويسبورغ (ألمانيا)
- إرفورت (ألمانيا)
- يوينسو (فنلندا)
- كييف (أوكرانيا)
- بيرايوس (اليونان)
- ماديسون (الولايات المتحدة)
- أوسلو (النرويج)
- بافيا (إيطاليا)
- سالزبورغ (النمسا)
- تايبيه (تايوان)
- وارسو (بولندا)
و لها كذلك 16 معاهدة موقعة في إطار التعاون بين الجهتين و هم:
- ألماتي (كازاخستان)
- أستانا (كازاخستان)
- شيكاغو (الولايات المتحدة)
- ستوكهولم (السويد)
- دنيبروبتروفسك (أوكرانيا)
- دونيتسك (أوكرانيا)
- إدنبرة (اسكتلندا)
- غدانسك (بولندا)
- قوانغتشو (الصين)
- وودج (بولندا)
- مينسك (بيلاروسيا)
- موسكو (روسيا)
- بروكسل (بلجيكا)
- ريغا (لاتفيا)
- ستراسبورغ (فرنسا)
- تالين (إستونيا)
مواليد فيلنيوس
- ميخال إلويرو أندريولي (1836-1893) : فنان بولندي.
- ألكسندر بيركمان (1936-1970) : كاتب و ناشط يهودي.
- فيلنا غاوون (1720-1797) : حاخام و فيلسوف.
- ديزار أنتونوفيتش كوي (1835-1918) : ملحن روسي.
- رومان غاري (1914-1980) : كاتب فرنسي من أصول يهودية.
- داليا غريباوسكايتي (1956-) : سياسية ليتوانية، رئيسة ليتوانيا منذ سنة 2009.
- جاشا هيفيتز (1901-1987) : عازفة كمان يهودية روسية و تجنست للأمريكية.
- ارتوراس بولاوسكاس (1953-) : سياسي ليتواني.
- موشيه شاليط (1885-1941) : صحفي و كاتب و باحث و إثنوغرافي عن يديشلاند.
- سيسيل سارف (1916-1973) : ذات منصب في فرنسا، في حركة مقاومة كانت تنشط في الحرب العالمية الثانية.
المصادر
- "صفحة فيلنيوس في GeoNames ID". GeoNames ID27 مايو 2020.
- "صفحة فيلنيوس في ميوزك برينز". MusicBrainz area ID27 مايو 2020.
- https://www.gdansk.pl/urzad-miejski/biuro-prezydenta/wilno-litwa,a,1667
- https://old.kyivcity.gov.ua/files/2018/2/15/Mista-pobratymy.pdf
- https://www.patrasevents.gr/article/303087-i-lista-me-tis-23-adelfopoiimenes-poleis-tis-patras-iparxei-ousia-omos
- Robert Morden, Geography Rectified or a Description of the World (London, 1688), p. 117: "Vilna, the Capital City, incloses so many sorts of Religions, that there is no City in the World where God is Worshipped after so many different ways, unless in Amsterdam; a Liberty too much allowed in most parts of Christendom, but rare temporum felicitas"
- Gintautas Sliesoriūnas, The image of Lithuania in XVII c. English publications, Lithuanian historical studies, 2011, vol. 16
- "صفحة فيلنيوس في خريطة الشارع المفتوحة". OpenStreetMap27 مايو 2020.