دعا الإسلام المسلمين إلى الفضيلة والعفاف وستر العورات، وحثَّ على التزين باللباس الساتر، وصون الأجساد من كل ما يؤذيها من حر أو برد، ووضع من القواعد والآداب ما يُنظم ذلك:
أولاً: حكمة مشروعية اللباس
- لبس ما يقي الإنسان من الضرر في الحر والبرد، وذلك لحفظ النفوس وصيانة الأجسام من كل ما يؤذيها.
- ستر عورة الرجل والمرأة، وذلك حماية للأخلاق وحفظاً للأعراض وصيانة للمجتمع من الانحلال والفساد وتكريماً للمرأة وصوناً لها.
- إظهار نعمة الله وشكره على اللباس، وخاصة في المناسبات، والصلاة، والأعياد.
- البعد عن الإسراف والخيلاء في اللباس، لما فيه من الِبر، وتضييع للمال وإنفاق له في غير وجهه الشرعي. قال النبي محمد : "" كُلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا، في غير إسراف ولا مخيلةٌ "" (صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب قول القرآن: قل من حرم زينة الله.
ثانياً : أحكام اللباس
- يجب أن يكون اللباس ساتراً لعورة الرجل والمرأة، وعورة الرجل ما بين السرة والركبة، بالنسبة للمرأة ماعدا الوجه والكفين، قال الرسول محمد: ""يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يَصلح أن يُرى منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهه وكفيه "" (سنن ابي داود، كتاب اللباس، باب في ما تبدي المرأة من زينتها.)
- تحريم لبس ما فيه تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، لقول النبي محمد صلى الله عليه و سلم : ""لَعَنَ الله المتشبِّهات من النساء بالرجال والمتشبِّهين من الرجال بالنساء "" (صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب المتشبهون بالنساء والمتشبهات بالرجال.)
- أن يكون لباس المرأة واسعاً فضفاضاً، لا ضيقاً يُجسم أعضائها ولا شفافاً يظهرها فلا يسترها.
- تحريم لبس الحرير والذهب على الرجال، لحديث علي بن أبي طالب : " أن رسول الله، أخذ حريراً فجعله في يمينه وأخذ ذهباً وجعله في شماله، ثم قال : إن هذين حرام على ذكور أُمتي " (سنن أبي داود، كتاب اللباس.)
و يُعتقد أن الحكمة من تحريم لبس الذهب والحرير على الرجال دون النساء، لأن لبسهما يورث الفخر والعُجب، ولأنهما من مظاهر التّرف والإسراف للذكور، وعنوان زينة المرأة وتجملها، وفي لبسهما تشبه من الرجال بالنساء.
و الإسلام إذ يبيح للمرأة لبس الحرير والتحلي بالذهب فإنه إلى ضرورة الاعتدال فيهما، وعدم الإسراف والتبذير.