الرئيسيةعريقبحث

اللغة النوميدية

لغة الشعب النوميدي


اللغة النوميدية[1]لغة سامية انفصلت عن اللغات السامية في الشرق في مرحلة مغرقة في القدم، ثم تطورت بعد ذلك في اتجاه خاص جعلها تختلف إلى حد كبير عن باقي اللغات السامية[2]

اللغة النوميدية
المنطقة مملكة نوميديا، المغرب العربي، عصور وسطى،
النسب

أيزو 639-3 nxm 
يونيكود قد تحتوي هذه الصفحة على حروف يونيكود.

تاريخ

نقش ثنائي اللغة (بونيقي على اليسار واللغة النوميدية على اليمين)، تمّ اكتشافه بموقع دُقَّة الأثري (تونس)
نقش لحروف اللغة النوميدية

يفسر كثيرًا من الجوانب الصوتية والصرفية والمعجمية في اللغة النوميدية القديمة باعتبارها تغيرات حدثت فيها بعد انفصالها عن الأصل القديم المشترك. لاحظ "روسلر" عدم وجود أصوات حلق في «اللغة النوميدية». لكنه فسر هذا باعتبار أن النوميدية عرفت أصوات الحلق قديما بدليل وجودها في (اللغة الصومالية) التي تمت بصلة القرابة مباشرة اللغة الليبية القديمة. فوجود أصوات الحلق في الصومالية دليل على أنها كانت موجودة في اللغة النوميدية في أقدم مراحلها. وقد أوضح روسلر اشتقاق كثير من الكلمات النوميدية على أساس المقارنة باللغات السامية في المشرق، فكلمة "بِن" بكسر الباء أو ضمها تعني في النوميدية واللغات البربرية التي تطورت عنها ما يعبر عنه في اللغات السامية بالمشرقية.

بكلمة "بيت" ومعنى هذا أن اللغة النوميدية اشتقت من المادة اللغوية الخاصة بالبناء كلمة تدل على البيت، بينما اشتقت اللغات السامية المشرقية من نفس المادة اللغوية، أن اللغة النوميدية لغة سامية قديمة، ولكنها خضعت لمؤثرات إفريقية جعلتها تتخذ طابعها الخاص المتميز. وهكذا أوضحت الأبحاث حول اللغات السامية بالمعنى الضيق، واللغة المصرية القديمة، و'اللغة النوميدية: أو اللغة الليبية القديمة أوجه الشبه بين كل هذه اللغات. وترجع صعوبة البحث في هذا الموضوع إلى طبيعة المادة المدونة المتاحة، فالمادة المتاحة باللغة المصرية القديمة مدونة في أكثر الأحوال بخط صوري لايعكس الخصائص الصوتية، والنقوش النوميدية قليلة جدًّا وتزيد هذه الصعوبة إذا أدخلنا في مجال المقارنة اللغات الأخرى، في (الأسرة الأفروأسيوية) ومنها «اللغات الكوشية» و«اللغات التشادية»[3]ومشكلة هذه المقارنات أنها لا يمكن أن تقارن بالمنهج التاريخي المقارن المتعارف عليه في بحث اللغات القديمة، فكثير من هذه اللغات لم يدون إلا منذ سنوات معدودة، ومن الطبيعي ألا يجد الباحث أوجه شبه كثيرة بين هذه (اللغات القديمة البائدة) والحديثة التي لم تكد تدون. شأن هذا البحث شأن من يقارن اللغة الفرنسية واللغة الروسية المعاصرة باللغة السنسكريتية وهذه مشكلة عامة في تصنيف اللغات الإفريقية وغيرها من اللغات التي ليست لها نصوص قديمة مدونة، وقد أثبت اللغوي الأمريكي "جرينبرج" وجود سمات بنوية مشتركة في كل أفراد الأسرة الأفروأسيوية: السامية، والبربرية، والمصرية القديمة، والكوشية، والتشادية، وأهم هذه السمات: التمييز بين المذكر والمؤنث باستخدام التاء للتأنيث، واستخدام النون للربط بين وحدتين صرفيتين، مثل نون الوقاية في العربية، ووجود الضمائر المتصلة، واستخدام الواو كصوت علة يسقط كثيرًا، وتكوين عدد من المشتقات بأبنية تبدأ بالميم مثل اسم المكان واسم المفعول في العربية[4]وكل هذه الدراسات الصعبة توضح أن اللغات السامية ليست أسرة لغوية مستقلة كل الاستقلال، وأغلب الظن أنها تشكل فرعًا من الأفرع الخمسة للأسرة (الأفروأسيوية).

انظر أيضاً

مراجع

  1. اللغة الليبية القديمة.. ثلاتة الاف عام من العزلة بواسطة منصور أبوشناف - تصفح: نسخة محفوظة 21 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  2. o. rossler، die sprache numidiens. festschrift hans krahe
  3. Der Semitische Charakter der Iibyschen sprache. المنشور في : Zeitschrift fur Assyriologie العدد 50. كذلك البحث التالي: Libysh- Hamitisch - Semitich المنشور في: Oriens Vol 17، 1964، S. 199-216
  4. J.H. Greenberg Languages of Africa. Indiana University 1966 p. 42-65. وص46-48

موسوعات ذات صلة :