المرأة القطرية هي كل سيدة أو فتاة من قطر أو تعيش فيها. تتأثر السياسات المتعلقة بحقوق المرأة في قطر بمفهوم السلفية الوهابية الإسلام.[3] حصلت المرأة القطرية على حقها في الاقتراع منذ عام 1999.
المرأة القطرية | |
---|---|
البلد | |
مؤشر عدم المساواة بين الجنسين[1] | |
القيمة | 0.524 (2013) |
مرتبة | ال113 من بين 152 |
معدل وفيات الأمهات لكل 100.000 | 7 (2010) |
الإناث أكثر من 25 في التعليم الثانوي | 66.7% (2012) |
المرأة في القوى العاملة | 50.8% (2012) |
مؤشر الفجوة العالمية بين الجنسين[2] | |
القيمة | 0.6299 (2013 |
مرتبة | المرتبة رقم 115 بين 136 دولة على مستوى العالم |
التاريخ
قبل إنشاء المجتمع الحضري في قطر؛ كانت هذه الأخيرة تعتمد على القبائل البدوية في كل من نجد والأحساء ومناطق أخرى من المملكة العربية السعودية.[4] في مجتمع البدو، تُعدُ المرأة هي المسؤولة الأولى عن شراء وبيع السلع باسم قبيلتها. تولّت المرأة في كثير من الأحيان مناصب صنع القرار في القبيلة خاصة عندما يُغادر الرجال أسرهم لفترات طويلة من الوقت للمشاركة في الطواشة أو تلك الرحلات التجارية الطويلة. في تلك الفترة لم يكن التعليم مهم بالنسبة للنساء القطريات بل كانَ من النادٍر فعلا تعليمهن حسب التقليد البدوي. من ناحية أخرى؛ فالأطفال في المناطق الحضرية كانوا يدرسن القرآن حتى سن العاشرة ثم تحتفل بعض الأسر بما يُعرف بـ "ختم القرآن".
العصر الصناعي
بعد أن بدأت البلاد في جني فوائد مالية من عمليات الحفر والتنقيب عن النفط في 1950 و1960، ارتفعت نسبة النساء اللاتي تلقين تعليمًا رسميًا في البلاد، ثم ارتفعت كذلك نسبة النساء العاملات خلال أوائل السبعينات.
التعليم
افتُتحت أول مدرسة رسمية للبنات في قطر في عام 1955وذلك بعد ثلاث سنوات من افتتاح أول مدرسة للفتيان. قبل افتِتاح تلك المدرسة كانّ الشكل الوحيد من أشكال التعليم فيما يخص النساء هو التعليم الديني. كشفت التقارير السنوية لوزارة التعليم أنه في عام 1980-81 كان هناك 70 مدسة للبنات درست فيها ما مجموعه 19,356 طالبة أي بزيادة قدرها أكثر من 50 طالبة في عام 1955.[5]
تُعد جامعة قطر أول جامعة يتم افتتاحها في دولة عام 1973.[6] تضمَ هذه الجامعة كليات منفصلة لكل من الرجال والنساء. في بدايات الجامعة؛ كان هناك 157 طالبًا أوليَا بينهم 103 من الإناث. ظلت نسبة النساء الطالِبات مُقارنة بالرجال ثابتة على مدار عدة سنوات. وتُعد شيخة عبد الله المسند أول رئيسة للجامعة مطلع عام 2003. تُمثل الإناث أكثر من 50% من موظفي الجامعة حسب إحصائيات عام 2008. في عام 2012؛ كان هناك ما يقرب من ضعف عدد الإناث الطلاب المسجلين في الجامعة مقارنة بالذكور.[7]
في عام 2008 تم الإبلاغ عن أن معدل النمو في عدد الطالبات قد تجاوز الذكور في المدارس العامة. جدير بالذكر هنا أن أكثر من نصف من موظفي وزارة التربية والتعليم هنّ من صنف الإناث.
تقاليد الملابس
يميل الرجال والنساء في قطر بالاعتدال في الملبس وعدم ارتداء ملابس ملفتة، ذلك لأن العادات والتقاليد تتحكم في اختيار الملابس هناك. عادة ما ترتدي المرأة القطرية عباءة سوداء أو ثوب أسود طويل، وحجاب على رأسها أو غطاء رأس أسود.[8]
الرياضة
نادرا ما شاركت المرأة القطرية في أي من الرياضات حتى القرن 21. تغيرت أحوال قطر -في مجال الرياضة- منذ عام 1998 حينما استضافت للمرة الأولى في تاريخها دورة ألعاب القوى. حينها أشادَ الاتحاد الدولي لألعاب القوى بدولة قطر في استضافتها لمثل هاته الأحداث الرياضية الكبرى كما أشاد بتمكين المرأة من المشاهدة والتفرج من داخل أرضية الملعب.[9] تأسّست لجنة الرياضة النسائية في قطر في عام 2000 ثم تحالفت مع اللجنة الأولمبية القطرية بحلول عام 2001.[10] خلال دورة الألعاب الاولمبية الصيفية عام 2012 والتي أُقيمت في لندن؛ كانت قطر واحدة من الدول الثلاث التي لم تسمح للإناث بالتنافس في الألعاب الأولمبية،[11] لكنها أرسلت في نهاية المطاف أربع نساء للمشاركة في الدورة وهنّ ندى أرقاجي ونور حسين المالكي في ألعاب القوى ثم آية مجدي في تنس الطاولة فضلا عن بهية الحمد في الرماية والتي حملت العلم القطري في حفل الافتتاح ووصفت هذا الحدث في وقت لاحق قائلة: «حقا إنّها لحظة تاريخية.»
الحياة الاجتماعية
قطر هي دولة إسلامية تتبع النظام السلفي كما أنّ معظم سكانها ينتمون لطائفة أهل السنة والجماعة، اتبعاع قطر للسلفية يجعلها ثاني دولة في العالم الإسلامي تتبعُ هذه الأيديولوجية جنبا إلى جنب مع المملكة العربية السعودية.[12] تميلُ القيم المجتمعية للمرأة في قطر إلى أن تكون أكثر ليبرالية من تلك الموجودة في المملكة العربية السعودية حيث أنّ نسبة الفصل بين الجنسين قليلة نسبيًا.[13]
تسمح قطر للنساء بالحضور في المناسبات الاجتماعية كما تسمح لهن بحضور مناسبات من نوع آخر خاصة في ظل حضور أهل السيدة. بالنسية لمدارس البنات فهيَ منفصلة عن مدارس البنين. أمّا من ناحية فرص التوظيف؛ فعادة ما تشغل السيدة -أو الآنسة- القطرية مناصب مهمة في الشركات العامة أو الخاصة على الرغم من عدم وجود نساء في المناصب الحكومية.[14]
السياسة
يُسمح للرأة في قطر بالتصويت كما يُسمح لها بالترشح للمناصب العامة. سنّت قطر عشرات القوانين بحلول عام 1999 والتي مكنت النساء -والرّجال على حد سوا- من المُشاركة في صناعة القرار هذا فضلا عن المشاركة في انتخابات المجلس البلدي المركزي.[15][16][17] هذه الانتخابات -التي تُعد الأولى من نوعها في قطر- عمدا والتي عُقدت في 8 آذار/مارس 1999 -مزامنة مع يوم المرأة العالمي- جعلت مِن قطر أول دولة من دول مجلس التعاون الخليجي تقوم بتحرير سكانها وبخاصة النّساء.[18]
ترشّحت موزة المالكي في عام 1999 من أجل خوض الانتخابات البلدية لتكون بذلك هي الأخرى أول سيدة ضمن دول مجلس التعاون الخليجي تترشح لنيل مثل هكذا مناصب.[19] أمّا الشيخة يوسف حسن الجعفري فقد أصبحت أول امرأة تفوز في انتخابات المجلس البلدي المركزي التي عُقدت في عام 2003.[20] قامت دولة قطر بتعيين أول امرأة في مجلس الوزراء بحلول عام 2003؛ يتعلّق الأمر هنا بالشيخة أحمد المحمود التي شغلت منصب وزيرة التربية والتعليم.[21] تمّ انتخاب امرأتين في وقت واحد للمرة الأولى في عام 2015 خلال انتخابات المجلس البلدي المركزي من جديد.[22]
المساواة بين الجنسين
تطورت وضعية المرأة القطرية من الناحية القانونية والاجتماعية منذ 1990. زادت وضعية المرأة رفاهة بفضل الشيخة موزة التي ناصرت قضايا المرأة ودعتها في المؤتمرات المحلية والعالمية كما عملت على توفير فرص التعليم العالي وإنشاء منصب على المستوى الوزاري في الحكومة مخصص للتركيز على اهتمامات المرأة. نتيجة لكل هذه التطورات؛ أصبحَ لدى المرأة القطرية العديد من الفرص الوظيفية بما في ذلك المناصب القيادية في التعليم، الخدمات المصرفية، المشاريع الخيرية، الصحة، الخدمات البشرية، السياحة، قانون الخدمة المدنية وحتى المجال الدبلوماسي.[23]
تأسّست لجنة شؤون المرأة في عام 1998 وهي فرع من فروع المجلس الأعلى لشؤون الأسرة وذلك من أجل رعاية المرأة القطرية. تسعى اللجنة كذلك إلى الدفاع عن حقوق المرأة وتهدف أيضًا إلى إدماج المرأة في المجتمع من خلال توفير المساعدة الاقتصادية وفرص العمل.[24] عيّنت قطر أول امرأة في مجلس الوزراء عام 2003، وفي نفس العام فاز سيدة في انتخابات المجلس البلدي المركزي لأول مرة في التاريخ. أرسلت قطر كذلك النساء الرياضيات إلى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي بدأت في 27 تموز/يوليو في لندن.[25]
تُمثل النساء في قطر على مستوى اليد العاملة ما يقرب من 51% وهي أعلى من المتوسط العالمي بل هو أعلى معدل في العالم العربي.[26][27] ومع ذلك؛ فإن النساء القطريات -وغير القطريات- تتأثرن بمشكل الفجوة في الأجور التي يتم دفعها حيث يصل الفرق إلى 25 حتى 50 في المائة مُقارنة بالرجال. وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الرجال القطريون عادة ما يحصلون على علاوات اجتماعية تشمل وسائل الراحة مثل السكن والسفر على عكس النساء.[28] بشكل عام وحسب رأي الخبراء والمنظمات الدولية فإن قطر أصبحت دولة رائدة -في هذا المجال- مقارنة بباقي الدول العربية كما تسير بثبات نحو سنّ المزيد من الحقوق.[29]
مقالات ذات صلة
المراجع
- "Table 4: Gender Inequality Index". United Nations Development Programme07 نوفمبر 2014.
- "The Global Gender Gap Report 2013" ( كتاب إلكتروني PDF ). World Economic Forum. صفحات 12–13.
- "Qatar's Challenge to Saudi Arabia: An alternative view of Wahhabism". academia.edu. مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 201829 ديسمبر 2014.
- Magee, Peter (2014). The Archaeology of Prehistoric Arabia. Cambridge Press. صفحة 50. . مؤرشف من الأصل في 14 أكتوبر 2017.
- [[#CITEREF|]]
- "Qatar University". Qatar e-government. مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 201927 مايو 2015.
- "Female university students in Qatar outnumber men 2:1". Doha News. 12 June 2014. مؤرشف من الأصل في 21 يناير 201927 مايو 2015.
- King, Courtney. For Qatari Women, Change Slow in Coming - تصفح: نسخة محفوظة 03 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- "For women at track meet in Qatar, it's a coverup". Washington Post. 7 May 1998. مؤرشف من الأصل في 9 أغسطس 201818 فبراير 2016.
- "Sports". Ministry of Foreign Affairs of Qatar. مؤرشف من الأصل في 16 أغسطس 201606 مايو 2015.
- "London 2012 Olympics: Saudi Arabian women to compete". BBC News Online. 2012-07-12. مؤرشف من الأصل في 26 مارس 201912 يوليو 2012.
- Yamani, Mai (2009). "From fragility to stability: a survival strategy for the Saudi monarchy". Contemporary Arab Affairs. 2 (1): 90–105. doi:10.1080/17550910802576114.
- Richard H. Curtiss. "For Qatari Educators, Women Are Both the Problem and the Solution". Washington Report on Middle East Affairs. Washington Report on Middle East Affairs (May/June 1996): 84. مؤرشف من الأصل في 25 يونيو 201917 فبراير 2016.
- "The Culture of Qatar". HilalPlaza. مؤرشف من الأصل في 4 مارس 201615 يناير 2016.
- Lambert, Jennifer (2011). "Political Reform in Qatar: Participation, Legitimacy and Security". Middle East Policy Council. Middle East Policy Council. 19 (1). مؤرشف من الأصل في 28 يناير 2017.
- Miles, Hugh (2005). Al-Jazeera. مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 2019.
- "In Bahrain, Women Run, Women Vote, Women Lose" New York Times - تصفح: نسخة محفوظة 20 أكتوبر 2007 على موقع واي باك مشين.
- Saudi Arabia and the Gulf Arab States Today: An Encyclopedia of Life in the Arab States. 1st. Greenwood. 2009. صفحة 373. . مؤرشف من الأصل في 29 يوليو 2016.
- Habib Toumi (10 April 2011). "Women candidates to test their luck in Qatar polls". Gulf News. مؤرشف من الأصل في 10 أغسطس 201822 يوليو 2015.
- Jack Kelly (9 April 2003). "Qatar ruler pushing nation toward democracy". Pittsburgh Post-Gazette. مؤرشف من الأصل في 15 أغسطس 201802 أبريل 2015.
- Duraid Al Baik (7 May 2003). "Al Mahmoud is Qatar's first woman minister". Gulf News. مؤرشف من الأصل في 10 أغسطس 201822 يوليو 2015.
- "Qataris elect two women for first time". Agence France-Presse. 14 May 2015. مؤرشف من الأصل في 19 مايو 201514 مايو 2015.
- "Qatari Women". Embassy of the State of Qatar in Washington, DC. مؤرشف من الأصل في 15 يناير 2016.
- Asia Pacific Infoserv (2008), p. 64 نسخة محفوظة 2 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- "Saudi Arabia to let women compete in Olympics for first time". CNN. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 201725 يونيو 2012.
- "Country reports: Qatar". Freedom House. مؤرشف من الأصل في 15 يناير 2016.
- Labor force participation rate, female (% of female population ages 15+) (modeled ILO estimate) - تصفح: نسخة محفوظة 09 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
- "Report: Qatar's Gender Wage Gap Widens Considerably over 10-year-period.", Doha News, 2013. Web. 02 Nov. 2016. نسخة محفوظة 09 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
- Toumi, Habib. Qatari women moving forward with more rights, expert says, December 22, 2011 نسخة محفوظة 09 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.