المسيحية في هندوراس هي الديانة السائدة والمهيمنة، في عام 2013 كانت الغالبيّة العظمى (89.7%) من سكان هندوراس من المسيحيين،[1] تاريخيًا تعد الكنيسة الرومانية الكاثوليكية هي أكبر الأديان المعتنقة في البلاد. وفقًا لتقارير، فإن العضوية في الكنيسة الكاثوليكية في تراجع لصالح العضوية في الكنائس البروتستانتية؛ حيث بدأت الكنائس الإنجيلية تكسب موطئ قدم في البلاد منذ 1980.
منذ الإستعمار الإسباني، أصبحت هندوراس بلد كاثوليكي. وكانت الكنيسة الكاثوليكية وما زالت تحتل مكانًا هامًا في الحكومة والمجتمع. ويعود تاريخ الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في البلاد إلى الحقبة الإستعماريَّة الإسبانيَّة واستمرت كأهم مؤسسة في البلاد في القرن الحادي والعشرين. وتعد الكاثوليكية هي واحدة من الموروثات الرئيسيَّة للحقبة الإستعماريَّة الإسبانية، إلى جانب الإسبانية كلغة الأمة.
ينص دستور هندوراس على حرية الدين.ي وتمتع الكونغرس الوطني في هندوراس بسلطة الاعتراف القانوني بالجماعات الدينية، مما يمنحها وضعًا معفيًا من الضرائب وامتيازات أخرى. الكنيسة الكاثوليكية هي المنظمة الوحيدة المعترف بها قانونًا كمجموعة دينية، على الرغم من أن الجماعات الدينية الأخرى يمكنها التسجيل لدى الحكومة كمنظمات غير حكومية. وقد انتقدت بعض الجماعات الدينية ذلك باعتباره يشكل معاملة تفضيلية للكنيسة الكاثوليكية على حساب المجموعات الأخرى.[2]
تاريخ
تعود جذور المسيحية في هندوراس إلى الغزو الإسباني للبلاد، حيث رافق الكهنة رافق الحملات العسكرية. وقد كانت الكنيسة منظمة ولعب دور بارز في المجتمع منذ وقت مبكر من الحقبة الإستعمارية في وقت مبكر. دخلها كرستوفر كولومبوس عام 1502، وعلى شرف ذلك أقيم قداس كاثوليكي وهو الأول في العالم الجديد في 14 أغسطس من عام 1502 في بونتا كاكسيناس، بعد أسبوعين من اكتشاف "هندوراس" من قبل كريستوفر كولومبوس. وفي عام 1523 دخلتها أول قوات إسبانية أراضي هندوراس بقيادة جيل جونزاليس، وفي عام 1524 وصلها فوج تنظيمي لحكم الدولة برئاسة فرانسيسكو دي لاس كاساس. تلاه إرسال المبشرين من الفرنسيسكان، والدومنيكان، والأوغسطنيين للبلاد، لتحويل السكان الأصليين إلى الديانة المسيحية. وعمل الرهبان اليسوعيين بين شعوب المايا وقاموا بإرسال البعثات التبشيريَّة بين السكان الأصليين. وبالإضافة إلى ذلك كانت الكنيسة الإستعمارية مؤسسة غنية للغاية، حيث امتلكت مساحات من الأرضي، وشغل الكهنة منصب المرابين وبحلول نهاية الحقبة الإستعمارية. وقع جزء صغير من هندوراس تأثير البريطانيين، ونتيجة لذلك اكتسبت الكنائس البروتستانتية خصوصًا الكنيسة الأنجليكانية والمورافيَّة حضور على ساحل البحر الكاريبي.
أصبحت هندوراس دولة مستقلة في عام 1821 ومنذ ذلك الحين اتخذت النظام الجمهوري، ومنذ الاستقلال نص الدستور على حرية الدين، وساهمت القوانين والسياسات الأخرى في ممارسة الدين بحرية عامة.[3] ويحمي القانون على جميع المستويات هذا الحق بالكامل ويجرم أي إساءة المعاملة، سواء من جانب الجهات الفاعلة الحكومية أو الخاصة.[3] وتحترم الحكومة عمومًا الحرية الدينية في الممارسة العملية.[3] وفي عام 2008 لم تتلق الحكومة الأمريكية أي تقارير عن انتهاكات أو تمييز مجتمعي في هندوراس على أساس الانتماء الديني أو المعتقد أو الممارسة.[3] في السنوات الأخيرة كانت الجماعات الدينية الرئيسية هي الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والبروتستانتية، وتتكون الكنيسة الكاثوليكية في هندوراس من ثماني أبرشيات وهي أبرشية تيغوسيغالبا وكوماياغوا وتشولوتيكا وأولانشو ويورو وسان بيدرو سولا وتروجيلو وكوبان. وقد شهدت كل من الكنيسة الكاثوليكية وكذلك الكنائس البروتستانتية، وخاصًة الطوائف الخمسينية نمو بفضل الأشكال الحديثة من التواصل الجماهيري في العقود الأخيرة.
الطوائف المسيحية
الكنيسة الرومانية الكاثوليكية
منذ الإستعمار الإسباني، أصبحت هندوراس بلد كاثوليكي. وكانت الكنيسة الكاثوليكية وما زالت تحتل مكانًا هامًا في الحكومة والمجتمع. ويعود تاريخ الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في البلاد إلى الحقبة الإستعماريَّة الإسبانيَّة واستمرت كأهم مؤسسة في البلاد في القرن الحادي والعشرين. وتعد الكاثوليكية هي واحدة من الموروثات الرئيسيَّة للحقبة الإستعماريَّة الإسبانية، إلى جانب الإسبانية كلغة الأمة.
إن كتاب حقائق وكالة الاستخبارات الأميركية عن العالم بنسخته الصادرة العام 2008 يشير إلى أن نسبة الكاثوليك تصل إلى 97% ونسبة البروتستانتية إلى 3%.[4] تعليقًا على الاختلافات بين الإحصائيات فقد لاحظ جون جرين من منتدى بيو للدين والحياة العامة أن في كثير من الأحيان يحضر المؤمنين الطقوس الدينية في كنائس مختلفة وذلك من دون التخلي عن الكنيسة التي ولد فيها.[5] في حين أشار تقرير الحرية الدينية الدولية لعام 2008 إلى استطلاع غالوب CID حيث وجد في الإستطلاع أن 47% من سكان هندراوس عرفوا أنفسهم بأنهم كاثوليك، مقابل 36% عرفوا أنفسهم بأنهم بروتستانت إنجيليين. ووفقًا لمعهد لاتينيو باروميترو عام 2013 حوالي 48.7% من سكان هندوراس من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، مقابل 41% من أتباع الكنائس البروتستانتية المختلفة.
بالمقابل بحسب احصاءات الكنيسة الكاثوليكية تقدر عضوية أتباعها بحوالي 81% من السكان، وتطلب الكنيسة الكاثوليكية من كهنتها (في أكثر من 185 أبرشية) تبيان تعداد الرعية في كل عام.[6][7] ويتوزع كاثوليك البلاد على ثمانية أبرشيات وأسقفية. ولا تزال الكنيسة الكاثوليكية الكنيسة الوحيدة المعترف بها، وتملك شبكة واسعة من المدارس والمستشفيات والمؤسسات الرعوية (بما في ذلك كلية الطب الخاصة). يحظى المطران أوسكار أندريس رودريغز مارادياغا بشعبية كبيرة، سواء مع الحكومة والكنائس الأخرى.
الكنائس البروتستانتية
بدأت الكنائس الإنجيلية تكسب موطئ قدم في البلاد منذ 1980، ووجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ حوالي 41% من سكان البلاد من أتباع الكنائس الخمسينية والطوائف البروتستانتية التقليدية.[8] شهدت هندوراس في الآونة الأخيرة نمو ملحوظ في أعداد ونسب المذهب الخمسيني البروتستانتي؛ وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 حول الديانة في أمريكا اللاتينية أن حوالي 41% سكان هندوراس من البروتستانت؛ ويُشكل الخمسينيين حوالي 53% من مجمل المذاهب البروتستانتية.[8] وتتواجد في هندوراس عدد من المذاهب البروتستانتية المختلفة وهي في ازدهار منها الانجليكانية، المشيخية، الميثودية، الأدفنتست، اللوثرية، المورمون والكنائس الخمسينية. تملك الكنائس البروتستانتية مدارس وكليات لاهوت البروتستانتية.
الكنائس المسيحية الشرقية
هناك تواجد للكنائس المسيحية الشرقية أغلبهم مهاجرون مسيحيون عرب من الشرق الأوسط ومسيحيين من أوروبا الشرقية، وهناك تواجد ملحوظ للمسيحيين الفلسطينين، والمجتمع المسيحي الفلسطيني مندمج بشكل جيد في هندوراس، ويبرزون في مجال الأعمال التجارية، والتجارة، والخدمات المصرفية، والصناعة، والسياسة.[9] وكثيرًا ما يطلق على العرب مصطلح توركوس ويرجع ذلك إلى حقيقة أن العديد من الدول العربية كانت تحت سيطرة الدولة العثمانية في الوقت الذي بدأت فيه موجة الهجرة الكبيرة، ودخل معظم العرب الشوام إلى البلاد مع هويات عثمانية وكان قد هرب الكثير من العرب الشوام خاصًة المسيحيين منهم من سياسة التي اتبعتها العثمانيين. وقد جاء أيضًا جماعات عرقية من الأرمن التابعين لكنيسة الأرمن الأرثوذكس هربًا من المذابح التي قامت بها الإمبراطورية العثمانية بحقهم. وازدادت هجرة المسيحيين الفلسطينين إلى هندوراس بعد عام 1948 وتأسيس دولة إسرائيل والذين فروا أو طردوا أثناء حرب 1948.
الإلترام الديني
وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ حوالي 90% من مسيحيي هندوراس يعتبرون للدين أهميَّة في حياتهم،[8] ويؤمن 99% من كل من الكاثوليك والبروتستانت بالله، ويؤمن 78% من الكاثوليك وحوالي 87% من البروتستانت بحرفيَّة الكتاب المقدس. وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ حوالي 64% من المسيحيين يُداومون على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع. في حين أنَّ 82% من المسيحيين يُداومون على الصلاة يوميًا.[8]
على المستوى المذهبي وجدت الدراسة أنَّ البروتستانت هي المجموعات الدينية التي تملك أعلى معدلات حضور وانتظام للطقوس الدينية مع وجود أغلبية من الملتزمين دينيًا.[8] عمومًا يعتبر البروتستانت الإنجيليين أكثر تدينًا من الكاثوليك؛ وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ حوالي 82% من البروتستانت يُداوم على الصلاة يوميًا بالمقارنة مع 81% من الكاثوليك.[8] ويقرأ حوالي 66% من البروتستانت الكتاب المقدس أسبوعيًا على الأقل بالمقارنة مع 44% من الكاثوليك.[8] ويُداوم 76% من البروتستانت على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع بالمقارنة مع 64% من الكاثوليك. ويصُوم حوالي 56% من البروتستانت خلال الصوم الكبير بالمقارنة مع 32% من الكاثوليك.[8] ويُقدم حوالي 59% من البروتستانت الصدقة أو العُشور، بالمقارنة مع 28% من الكاثوليك. وقال حوالي 44% من البروتستانت أنهم يشتركون في قيادة مجلس الكنيسة أو مجموعات صلاة صغيرة أو التدريس في مدارس الأحد، بالمقارنة مع 25% من الكاثوليك.[8]
القضايا الإجتماعية والأخلاقية
عمومًا يعتبر البروتستانت أكثر محافظة اجتماعيًة بالمقارنة مع الكاثوليك؛ يعتبر حوالي 96% من البروتستانت الإجهاض عمل غير أخلاقي بالمقارنة مع 96% من الكاثوليك،[8] ويعتبر حوالي 94% من البروتستانت المثلية الجنسية ممارسة غير اخلاقية وخطيئة بالمقارنة مع 83% من الكاثوليك،[8] حوالي 96% من البروتستانت يعتبر شرب الكحول عمل غير أخلاقي بالمقارنة مع 89% من الكاثوليك،[8] ويعتبر حوالي 83% من البروتستانت العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج ممارسة غير أخلاقية بالمقارنة مع 80% من الكاثوليك،[8] ويعتبر حوالي 61% من البروتستانت الطلاق عمل غير أخلاقي بالمقارنة مع 59% من الكاثوليك.[8]
مراجع
- "Las religiones en tiempos del Papa Francisco" ( كتاب إلكتروني PDF ) (باللغة الإسبانية). Latinobarómetro. April 2014. صفحة 6. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 04 أبريل 201504 أبريل 2015.
- International Religious Freedom Report 2017 Honduras, US Department of State, Bureau of Democracy, Human Rights, and Labor. نسخة محفوظة 27 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- International Religious Freedom Report 2008: Honduras. وزارة الخارجية الأمريكية (2008). تتضمن هذه المقالة نصًا من هذا المصدر المُتاح في الملكية العامة. نسخة محفوظة 21 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
- Honduras. CIA – The World Factbook. Cia.gov. Retrieved on 28 July 2012. نسخة محفوظة 28 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
- John Dart, "How many in mainline Categories vary in surveys," Christian Century, 16 June 2009, p. 13.
- Annuario Pontificio, 2009.
- Catholic Almanac (Huntington, Ind.: Sunday Visitor Publishing, 2008), pp. 312–13
- "Religion in Latin America, Widespread Change in a Historically Catholic Region". pewforum.org. Pew Research Center. November 13, 2014. مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2018.
- The Arabs of Honduras. Larry Luxner. Saudi Aramco World. نسخة محفوظة 09 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين.