الرئيسيةعريقبحث

النواب الأربعة


☰ جدول المحتويات


النواب الأربعة هم السفراء الذين مثّلوا الواسطة بين المهدي وبين الشيعة إبّان الغيبة الصغرى وكانوا من وجوه الطائفة وأصحاب الأئمة المعروفين والمعتمد عليهم، وقد تسنّموا النيابة الخاصة عن المهدي واحداً تلو الآخر، وكانوا على اتصال مع سائر وكلاء الإمام في شتّى بقاع العالم الإسلامي يحملون إليهم رسائله وتوصياته المعروفة في الوسط الشيعي بالتوقيعات.[1] استمرت سفارة النواب حوالي 70 سنة منذ عام 260 هـ وحتى عام 329 هـ وهي فترة الغيبة الصغرى.

مصادر البحث

تعتمد الإمامية في معرفة أخبار السفراء الأربعة على ما دوَّنه الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة، وهو بنفسه اعتمد على مصدرين قديمين هما : كتاب « في أخبار أبي عمرو أبي جعفر عمريون » تأليف هبة الله بن احمد بن محمد الكاتب، المعروف بابن برينة، ابن أم كلثوم بنت محمد بن عثمان بن سعيد العمري . والآخر كتاب « أخبارالوكلاءالأربعة » تأليف أحمد بن نوح.[2] إلاّ أنّ الشيخ الطوسي وغيره من المؤلفين الذين تعرضوا لحياة السفراء لم يذكروا لنا الا النَّزر القليل منها وخاصّة حياة السفير الأول.

بدء حركة النواب الأربعة

مرّت غيبة الإمام المهدي بمرحلتين عرفت الأولى منهما بالغيبة الصغرى والثانية بالغيبة الكبرى، وإنما سمّيت الأولى بالصغرى لوجهين : محدودية زمن هذه الغيبة . طبيعة نوع التواصل مع الشيعة. أمّا من الناحية الزمانية فقد استغرقت ما يقرب من سبعين عاماً، ومن ناحية التواصل مع الشيعة لم تكن العلاقة منقطعة عن الجميع بل كان السفراء والنواب الأربعة يمثلون الواسطة بينه وبين شيعته، فكان يعالج مشاكل الشيعة من خلال هذه الواسطة وعلى جميع المستويات المالية والعقائدية والفقهية .

الحركة السرّية للنواب

والجدير بالذكر هنا، أن الظروف الموضوعية لم تقتض غيبة المهدي واختفائه عن الانظار فقط، بل امتد ذلك إلى النواب حيث كانوا يتحركون بسرية وحذر شديدين كي لا يقعوا تحت رقابة السلطة، وإن كان ابتعاد الشيعة الإمامية في ذلك الوقت عن الخوض في الثورات والتحركات التي تهدد السلطة، جعل السلطة لا تشعر بخطورة وجودهم مما جعلهم بعيدين- إلى حد ما- عن مرصد الدولة وجواسيسها مما سهّل للنواب إدارة شؤون الشيعة . ونتيجة لذلك تمكن الشيعة من المحافظة على كيانهم في مركز الخلافة العباسية كأقلية معترف بها فارضين وجودهم على الحكومة العباسية والخطوط الإفراطية السنيّة في بغداد التي كانت تمثل مركز الشيعة آنذاك.[3] سياسات النواب الخاصة اعتمد الشيعة عامّة و النواب الأربعة خاصّة وبتوجيه من الإمام سياسةً خاصة تقوم على اختراق دائرة السلطة العباسية الحاكمة من قبل بعض كبار الشيعة وتسنّم مناصب مرموقة فيه كالتصدّي لمنصب الوزارة.[4]

سياسات النواب الخاصة

اعتمد الشيعة عامّة و النواب الأربعة خاصّة وبتوجيه من الإمام. سياسةً خاصة تقوم على اختراق دائرة السلطة العباسية الحاكمة من قبل بعض كبار الشيعة وتسنّم مناصب مرموقة فيه كالتصدّي لمنصب الوزارة.[4]

نبذة عن حياتهم

وللتعريف بالنواب الخاصّين لالإمام لابد من الإشارة إلى ما قام به كل واحد منهم ممتثلاً لأمر الإمام.

عثمان بن سعيد العمري السمّان

عثمان بن سعيد العمري هو أوّل النوّاب الأربعة لإمام المهدي والملقب بالسمّان، كان من كبار العلماء، ولكن الإمام العسكري عليه السلام دفعه للاتجار بالسمن (الزيت) ليوجد من ذلك تغطية ظاهرية لدوره الهام في ايصال الأموال إلى الإمام بسرية كافية. فباعتباره بائعًا للسمن كان يملأ بعض أجرّة السمن بالأموال المتوفرة لديه من الحقوق الشرعية ثم يبعثها إلى بيت الإمام.[5] وقد اعتمد هذه السياسة من قبلُ، بعض وكلاء الأئمة كمحمد القطان الذي كان يضع الحقوق الشرعية في طيّات القماش والقطن ثم يوصلها إلى الإمام المهدي.[6] ، استغرقت نيابة عثمان بن سعيد السنوات الخمس الأولى من غيبة الإمام المهدي. التي بدأت سنة 260 هـ.

محمد بن عثمان العمري

النائب الثاني من النواب الأربعة لإمام المهدي. محمد بن عثمان، وكان وكيلا لإمام المهدي. ، فلما مضى والده السفير الأوّل قام مقام أبيه بنص من أبي محمد عليه السلام ، ونصّ أبوه عثمان عليه أيضا، بأمرٍ من الإمام الإمام المهدي.[7] ، وكان كوالده من أصحاب الإمام العسكري عليه السلام المعتمدين لديه، كما يكشف لنا ذلك النّص المروي عن الإمام العسكري عليه السلام، وهو أنّه عليه السلام قال: «العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنهما الثقتان المأمونان».[8] وقد استغرقت نيابتة أربعين سنة من عمر الغيبة الصغرى بدأها سنة 265 ه.

الحسين بن روح

أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي النائب الثالث من النواب الأربعة لإمام المهدي. والمعتمدين لدى النائب الثاني محمد بن عثمان العمري والمقربين لديه في بغداد.[9] ، وكان محمد بن عثمان قد مهّد من قبل ذلك لنيابته من خلال إرجاع الشيعة إليه، وفي الأيام الاخيرة من عمره أفصح عن تنصيبه بأمر من الإمام المهدي. نائباً خاصاً له. فكانت الشيعة ترجع اليه كما كانت ترجع إلى من سبقه من النواب الخاصين، وقد استغرقت نيابته إحدى وعشرين سنة بدأها سنة 305 هـ .[10] ، و يُعدّ النوبختي من أصحاب الإمام العسكري عليه السلام. ورُوِيَ أنّ أبا جعفر العمري- النائب الثاني- لمّا اشتدت حاله، اجتمع جماعة من وجوه الشيعة منهم أبو علي بن همام، وأبو عبد اللّه بن محمد الكاتب، وأبو عبد اللّه الباقطاني، وأبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي، وأبو عبد اللّه بن الوجناء، وغيرهم من الوجوه والأكابر فدخلوا على أبي جعفر فقالوا له: إن حدث أمر فمن يكون مكانك؟ فقال لهم: «هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي، والسفير بينكم وبين صاحب الأمر، والوكيل، والثقة الامين، فارجعوا اليه في أموركم وعولوا عليه في مهماتكم فبذلك أُمِرت وقد بلغت».[11]

أبو الحسن علي بن محمد السمري

النائب الرابع من النواب الأربعة لإمام المهدي. والذي أفصح عن تنصيبه السفير الثالث الحسين بن روح النوبختي بأمر من الإمام المهدي. هو« أبو الحسن علي بن محمد السَمُري » ، وقد استمرت نيابته ثلاث سنوات انتهت بانتهاء الغيبة الصغرى سنة 329 ه.

مقالات ذات صلة

الهوامش والمصادر

أ: لُقِّبَ بالسمان والزيات لأنه كان يتَّجر بالسمن والزيت. ب: لُقِّبَ بالعسكري نسبة إلى العسكر بسامراء، لأنه كان يسكن هناك. ج: نسبة إلى سِمَّر بلد بين واسط والبصرة (موسوعة طبقات الفقهاء: 4 / 315، نقلًا عن الأنساب: 3 / 297).

مراجع

  1. الصدر، تاريخ الغيبة، ج. 1، ص. 612، جباري، سازمان وكالت ونقش آن در عصر ائمة عليهم السلام، ج. 1، ص. 66
  2. رجال النجاشي، ص 343.
  3. جباري، سازمان وكالت و نقش آن در عصر ائمة عليهم السلام، ج1، ص:66.
  4. الطوسي، الغيبة، ص:109.
  5. الطوسي، الغيبة، ص:214.
  6. المجلسي؛ بحار الأنوار، ج 51، ص:397.
  7. الطوسي، الغيبة، ص:219.
  8. الشيخ الطوسي، الغيبة، ص:219.
  9. الشيخ الطوسي، الغيبة، ص223.
  10. الطوسي، الغيبة، ص:224 ـــــ 226.
  11. الطوسي، الغيبة، ص:226 ــــ 227.

موسوعات ذات صلة :