الرئيسيةعريقبحث

الهوس بالمصريات


تطور الحضارة جزء من جدارية لادوين بلاش فيلد غرفة القراءة بمكتبة الكونغرس وتقترح علاقة خاصة بين مصر كأول الحضارة وأمريكا كأحدث الحضارة

تمثّل الهوس بالمصريات (Egyptomania)‏ خلال القرن التاسع عشر في تجدد اهتمام الأوروبيين بمصر القديمة نتيجة للحملة الفرنسية على مصر التي قام بها نابليون (1798-1801)، وتحديدًا نتيجة للدراسة العلمية الواسعة لرفات الموتى والثقافة المصرية القديمة المستوحاة من هذه الحملة. لعبت الحملة أيضًا دورًا في مناقشة قضايا تخص العِرق والجندر والهوية القومية، بالإضافة إلى تأثيرها الجمالي على الأدب والفنون والهندسة المعمارية. يشكل الهوس بالمصريات أهمية خاصة للثقافة الأمريكية بسبب الطريقة التي نجح بها نموذج مصر القديمة في خلق الشعور بالمواطنة أثناء القرن التاسع عشر.[1] غير أن لمصر تأثيرًا ملموسًا على التصور الثقافي لجميع الثقافات الغربية.

الثقافة

مسلة نصب واشنطن وسط واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة المستوحاة من العمارة المصرية القديمة.
يعدّ فندق الأقصر لاس فيجاس بولاية نيفادا الأمريكية من الأمثلة المعاصرة على تأثير الثقافة المصرية القديمة في الولايات المتحدة.
أثّر الافتتان بمصر القديمة على كل مجالات الثقافة الغربية، منذ أوائل القرن التاسع عشر. من أهم المجالات الثقافية التي تأثرت بالهوس بالمصريات: الأدب، والهندسة المعمارية، والفن، والأفلام، والسياسة، والدين. كانت هناك موجتان مهمتان من الهوس بالمصريات في القرن التاسع عشر، خاصةً في الفنون والتصميم، وكلتاهما نتجت عن مؤلفات مطبوعة عن مصر أصبحت مشهورة:[2] كتاب «رحلة بحرية إلى مصر العليا والسفلى» الذي كتبه دومينيك فيفانت (1802)، ومجلدات «وصف مصر» التي نُشرت عام (1809). أصبح الناس أكثر اهتمامًا بالثقافة المصرية وكل ما يتعلق بها نتيجة لهذه المؤلفات. أُدرجت صور وعروض مصر القديمة في مجموعة واسعة من القطاعات الثقافية. إذ لم تؤثر على الفنون التشكيلية في الولايات المتحدة فحسب،  بل وفي مختلف أنحاء العالم الغربي، مثل: أوبرا عايدة الشهيرة لجوزيبي فيردي.

تُستخدم الصور والرموز المصرية أيضًا لأغراض أقل أهمية، مثل: أطقم تقديم الحلوى، والأثاث، والزخرفة، والفن التجاري أو حتى الإعلانات.[2] أُقيمت حفلات ومناسبات عامة متخذة من كلمة «مصر» شعارًا لها، كان الناس فيها يرتدون أزياء خاصة. عمومًا، كان الناس مفتونين بكل ما يتعلق بمصر. لا يزال هذا النوع من الافتتان لة بمصر وبكل الأشياء المصرية موجودًا حتى اليوم. تُقام العديد من المعارض المختلفة عن الثقافة المصرية في المتاحف في جميع أنحاء العالم مُظهرة اهتمام الناس المستمر بها. من الأمثلة البارزة على ذلك -والتي تعكس أيضًا المعنى الثقافي لهذا الافتتان- معرض «الهوس بالمصريات: مصر في الفن الغربي، 1730-1930» (باريس، متحف اللوفر، 20 يناير - 18 أبريل 1994، أوتاوا، المعرض الوطني لكندا، 17 يونيو -18 سبتمبر 1994، فيينا، متحف متحف كونستوريستيتش، 16 أكتوبر 1994 - 29 يناير 1995). نُشر فهرس المعارض بواسطة المعرض الوطني لكندا في عام 1994 بواسطة (هامبرت وغيره).

توغلت الثقافة المصرية في الأدب الأمريكي، والفنون المرئية، والهندسة المعمارية؛ فأصبحت معرفة عامة عن الثقافة المصرية القديمة، مستفيدةً من هذه المعرفة في الجدل المعاصر حول الهوية القومية والعِرق والرِق. فقد صارت بعض العناصر بعينها تميز الثقافة المصرية وأصبحت رمزًا لها. مثلت المومياء -على سبيل المثال- افتتان الأمريكيين بالموتى الأحياء وبالبعث.[3] وصل هذا الافتتان إلى حد تنظيم  «حفلات للكشف عن المومياوات»، ما دفع الأمريكيين أكثر وراء الأساطير المصرية هستيريًا. شكلت كليوباترا، والكتابة الهيروغليفية، وفك التشفير، والهرم باعتباره متاهة ومقبرة أمثلةً أخرى على الإنتاج المثمر لمصر القديمة في الغرب وتحديدًا في الولايات المتحدة منذ القرن التاسع عشر. من بين الأعمال الأدبية المعروفة التي تستخدم هذه الإشارات الرمزية إلى مصر: «بعض الكلمات مع مومياء» بقلم إدغار آلان بو، و«مفقود في هرم، أو لعنة المومياء» بقلم لويزا ماي ألكوت، أو ذا ماربل فون بقلم ناثانيال هاوثورن. يُطلق على تأثير الثقافة المصرية القديمة في العمارة اسم إحياء العمارة المصرية، وهي تعبير مهم عن العمارة الكلاسيكية الجديدة في الولايات المتحدة. أُدمجت الصور والأشكال والرموز المصرية المعروفة في الأسلوب المعاصر. تُعد عمارة المقابر والسجون أفضل شاهد على هذا التأثير .[4][5]

مراجع

  1. Trafton 2004
  2. Whitehouse 1997
  3. Trafton 2004، صفحات 121–164
  4. Trafton 2004، صفحات 132–140
  5. Trafton 2004، صفحات 126–129

موسوعات ذات صلة :