الرئيسيةعريقبحث

مومياء


☰ جدول المحتويات


مومياء
صورة لمومياء الفرعون رمسيس الثاني

المومياء عبارة عن جسد أو جثة محفوظة والتي - بحمايتها من التحلل بواسطة مادة ما. وكان المصريون القدماء يستخدمون الخل والملح للتحنيط وكانوا ينزعون جميع أعضاء الجثة إما بطرق طبيعية أو اصطناعية - حافظت على شكلها العام. وتتم عملية الحفظ إما بالتجفيف التام، التبريد الشديد، غياب الأكسجين أو استخدام الكيماويات. وتطلق لفظة مومياء علي كل البقايا البشرية من أنسجة طرية. والتحنيط قد يكون موجودا في كل قارة لكن الطريقة ترتبط بطريقة قدماء المصريين ولهذا ينسب إليهم. وكانت أول دراسة للمومياوات كانت في القرن 19.

أشهر الموميوات هي تلك التي حنطت بشكل متعمد بغرض حفظها لفترات طويلة، وخاصة تلك المومياوات التي تعود لفراعنة المصريين القدماء. آمن المصريون القدماء بأن الجسد هو منزل الكا أو القرين، وهو أحد العناصر الخمسة التي يتكون منها الإنسان، الأمر الذي جعل من حفظ الجسد ضروريا من أجل الحياة الأخرى الأبدية التي كان المصريون يؤمنون أن الإنسان ينتقل إليها عند وفاته.

ترتبط المومياوات بالأساطير والمحنطات المصرية. لكن اكتشفت مومياوات عديدة محفوظة تم العثور عليها في كل أنحاء العالم وبكل القارات حيث اتبع فيها أسلوب التحنيط.

الأصل اللغوي

الكلمة الإنجليزية Mummy هي مشتقة من اللغة اللاتينية للعصور الوسطى من كلمة mumia، والتي استعيرت من اللغة العربية في العصور الوسطى من كلمة (مومياء) العربية ومن الفارسية من كلمة mūm والتي تعني (شمع).[1]

المومياوات المصرية

إن المومياوات المصرية ليست مجرد لفائف من قماش الكتان تلف بها الأجساد الميتة فقط. ولكنها طريقة لوجود بيوت دائمة للأرواح. وهذه طريقة تحايلية على الموت. وفي التحنيط كان يستخرج المخ من فتحة الأنف وتفرغ الأحشاء من البطن والصدر، وكان الجسم المفرغ ينقع في الملح ويجفف. وكان الجلد الجاف يعالج بخليط من الزيوت والراتنجات (أصماغ). ووجد أن المومياء كانت تلف بعشرات الأمتار من قماش الكتان لتصنع منها ملابس الميت في حياته الأخرى الأبدية. وكانت تتلى عليها التعاويذ وتمارس عليها الطقوس قبل الدفن وكان يدفن معه الطعام والشراب وكل ما سيحتاجه ليعيش حياة هنية بعد الموت. وكانت تدفن المومياوات في رمال الصحراء المترامية والجافة لامتصاص السوائل من الجسم وتجفيفه لحفظ الجلد والأظافر والشعر بعيدا عن ضفتي النيل حيث الزراعة. وكان المصريون يدفنون في المقابر المشيدة. وكان قدماء المصريين يلفون الميت بقماش الكتان المغموس في الراتنجات منذ3400 سنة ق.م..

المومياوات في أمريكا الجنوبية

كان التحنيط يمارس أيضا في جنوب أمريكا قبل قدماء المصريين بآلاف السنين. فلقد تم العثور علي رأس الصبي شينكورو على ساحل صحراء أتاكاما شمال شيلي وجنوبي بيرو وكان التحنيط تقوم به جماعة شينكورو التي كانت تمارس صيد السمك التي لم يكن لها سمات حضارية سوي التحنيط. فمنذ 6000 سنة ق.م. كان التحنيط بإعادة بناء جسم الميت بعد انتزاع اللحم من جسم الميت والأحشاء الداخلية والجلد والمخ. وكانت العظام تجفف بالرماد الساخن. ثم يعاد تشكيله بربطه بأغصان لتثبيته وحشوه بالأعشاب وكان يغطي بالجلد ويرقع بجلد طائر البيلكان أو سبع البحر. ويغطي الجلد بطبقة ثخينة من عجينة الرماد ويوضع قناع من الطين على الوجه ويدهن بأملاح المنجنيز السوداء أو بالمغرة الحمراء ليصبح نسخة مشابهة للميت. وكان يعاد طلاء القناع. ومعظم مومياوات شينيكورو من الأطفال والأجنة. لهذا كانت النسوة أول من قمن بالتحنيط للاحتفاظ بأبنائهن. ولقد ظل التحنيط بواسطة الشينكورو في حضارات بيرو قبل مجيء الإسبان ولا سيما في غابات أريزونا المطيرة والمناطق الصحراوية. وكانت الأجسام المحنطة في وضع القرفصاء حيث كانت الركبتان مشدودتان تحت الذقن واليدان موضوعة قرب الوجه وكان الفكان فاغرين. وكانت المومياء تغطى بالقماش. وهناك مومياوات الجليد ترجع لعصر الإنكا حيث تحتفظ الجبال فوق قممها الجليدية بالقرابين البشرية التي تصبح مومياوات محفوظة بالتجميد. فلقد عثر مؤخرا في الجليد فوق جبال الإنديز على 100 مومياء مجمدة ومحاطة بالذهب والفضة والعطايا لتصحبها للآلهة. وعندما استعمر الإسبان المنطقة نهبوا الذهب والفضة وجردوا المومياوات من ملابسها في منطقة جواش منذ عام 1532 ومنعوا المواطنين من حفظ أرواحهم.

معظم مومياوات أوروبا وأمريكا التي وجدت قد حفظت طبيعيا، كرجل الجليد التي حفظت جثته بالتجميد في جبال الألب عند الحدود النمساوية الإيطالية منذ 5000 سنة، و8 جثث مجمدة عثر عليها لنساء وأطفال في ملابسها الجلدية المحكمة في ثلاجة جرينلاند عمرها 500 سنة. ووجدت مومياوات للسلت (مادة) بشمال غربي أوروبا حيث البيئة حامضية، مما حافظ على الأنسجة وجعل لون الجلد بنيا غامقا. وترجع لعصر الحديد (400 ق.م. –400 م. مومياوات أوروبا وأمريكا الشمالية). ومعظمها مهشمة الجماجم ومخنوقة أو بالحلق فتحات طولية؛ وكانت قد قدمت كقرابين، ومن أشهرها مومياء تولوند التي عثر عليها في الدنمارك..

مومياوات آسيا

في الصين وتحديدا في منطقة تاريم عثر على مومياوات تاريم وهي مومياوات ذات ملامح قوقازية بشعرها الأحمر وملابس التتر، عمرها 3500 سنة وقد عثر عليها بصحراء تكلا ما كان غرب الصين. وكان قد عثر على مومياء لسيدة في ثلاجة الطاي على حدود سيبيريا مع منغوليا. ولقد تم العثور على مومياوات في آلاسكا وجنوب غربي أمريكا وإيطاليا وأستراليا. كما عثر على مومياوات بكهف خلفتها قبيلة إيبالوا Ibaloi بمدينة كابايان الواقعة بإقليم بنجويت بشمال الفليبين منذ مئات السنين وبالتحديد منذ القرن 12 وحتى مجيء القساوسة الإسبان في القرن 16. وكانت المومياوات في وضع القرفصاء كالجنين في أكفانها الخشبية ومعظمها أفواهها ممطوطة كأنها تتحدى الموت.. وكان الأثرياء يحضرون لموتهم باختيار مقابرهم التي سيدفنون فيها ولا سيما إذا كانوا يعانون من مرض الموت أو بلغ بهم العمر عتيا. وكان يعطى لهم محلول ملحي وهم أحياء لأنهم كانوا يعتقدون أنه ينظف الأحشاء الداخلية.. وبعد موتهم كان الابن الأكبر ينفث دخان الطباق في فم أبيه الميت ليطهر الأنسجة ويحفظها. لهذا المومياوات أفواهها فارغة. ثم تخلع ملابس الميت ويغسل بالماء العذب ويوضع فوق كرسي ويقيد به رأسه وظهره. ويوقد نار هادئة لتجفف جسد الميت. وكان يوضع إناء تحته لينزل به السوائل التي يعتقد أنها مقدسة فلا تهدر بل يحافظ عليها وعندما يتخلص جسم الميت من السوائل يوضع في الشمس لتسريع عملية التجفيف. ثم تقشر بشرة الجلد ومكانها يدعك المكان بالنباتات المحلية. ثم يغطى المكان بالوشم برسومات مزخرفة ومنتظمة. وكان الوشم يرسم بخليط من السخام (الهباب أو السناج) وعصير الطماطم والماء وكان يوضع تحت الجلد بإبرة. وقرب كهف الدفن كانت تقطع شجرة صنوبر طازجة لعمل الكفن.

المومياوات في اليمن

وجد في اليمن العديد من المومياوات في العديد من المناطق، منها صنعاء ومحافظة المحويت وذمار والجوف وشبام. وقد تم اكتشاف مومياء في اليمن يعود تاريخها إلى 3200 عام أي ما يقارب 1200 ق م. مارس اليمنيون التحنيط لتلبية متطلبات بعض الديانات اليمنية القديمة البائدة. وعند مجيء الإسلام ترك اليمنيون التحنيط.

وجدت معظم المومياوات اليمنية ملفوفة بالكتان داخل أكياس جلدية، بعضها في حالة قرفصاء، في مقابر صخرية في مناطق وعرة من الجبال حيث توجد مقابر صخرية مماثلة، وهي في دولة مالي بالإضافة إلى بعض المناطق في إفريقيا الشمالية. ووجد أسفل إحدى المقابر الصخرية التي اكتشفت كتابات على الجبل بلغة غير العربية وهذا يدل على أن تلك المقابر تعود إلى زمن بعيد نظراً لأن اللغة العربية لم تكن حاضرة في المجتمع آنذاك. وتعد اليمن من أفضل الدول عالمياً في استخدام أفضل طرق التحنيط حيث تحل في المرتبة الثالثة بعد مصر وتشيلي، حيث كانوا يستخدمون في عملية التحنيط الزبيب ودهن الجمل وبعض أوراق النباتات حسب إفادة البروفيسور ألن فرومانت مدير مجموعة متاحف الإنسان بباريس وكبير خبراء البعثة الفرنسية التي زارت اليمن في مارس 2009 م.[2]

لعنة المومياوات

كان شعب قبيلة إيبالوا يعتقدون أن الشخص عندما يموت تظل روحه لتتداخل مع الأحياء. وتدور حول هذه الأرواح الأساطير ولعناتها. وهذا أيضا ما يردد حول مومياوات قدماء المصريين حيث يعتقد أنها لا بد وأن تترك في مقابرها لتعيش في سلام، ومن يضايقها في مضاجعها تلاحقه لعنات أرواحها.

مقالات ذات صلة

مراجع

  1. "Online Etymology Dictionary: mummy". etymonline.com. مؤرشف من الأصل في 1 سبتمبر 201708 نوفمبر 2013.
  2. صحيفة 14 أكتوبر اليمنية

تعديل : منح مكتب براءات الاختراع بالاتحاد الاوربي عام 2009 براءة اختراع عن مواد وطريقة عمل المومياء التاريخية برقم 1790222 للمكتشف التركي يحيى بدر وتم انجاز أول مومياء بشرية حديثة في حزيران يونيو 2009 وهي موجودة الآن بمتحف كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة وقد اضاف الكشف امور عديدة أهمها ان تحنيط المومياء ليس تجفيف النسيج الميت ولكنه يتم بواسطة راتنج يمنع الحمض النووي من التفكك وبالتالي يمنع تعفن الخلية الميتة كما اضاف الكشف حقيقة أخرى وهي ان كل مومياءات العالم استخدمت نفس الراتنج لكنها اختلفت بطريقة التجفيف وأقدم مومياء هي في التشيلي وتعرف باسم تشين شوروز وعمرها يقارب عشرة آلاف عام بينما سجلت مصر أقدم مومياء فرعونية بحدود اربعة آلاف وخمسمائة عام فقط

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :