مطل من الولجة على الاراضي المحتلة
نشأت القرية فوق رقعة منحازة من أقدم جبال القدس، المشرفة على وادي الصرار الذي يمر خط سكة الحديد. سميت باسمها نسبة إلى الفتحة الطبيعية التي تلجها طرق المواصلات.
كانت الوجلة تشتمل على أكثر من 350 بيتًا من الحجر، اللبن والإسمنت. تتجمع بيوتها في مخطط مكتظ وتفصل بينها شوارع وأزقة متعرجة. كما ضمت القرية بعض المحلات التجارية، مسجد ومدرسة ابتدائية للبنين.
بلغت مساحتها في أواخر الانتداب 31 دونمًا، اذ أقيمت بعض البيوت المتناثرة في الجهة الشمالية الغربية للقرية. بالقرب منها محاجر لاستخراج حجر البناء المعروف في منطقة القدس و تكثر حولها آبار المياه، ولا سيما في الجزء الجنوبي من أراضيها.
بلغت مساحة أراضي الولجة 17,708 دونمًا منها 166 دونمًا للطرق و 35 دونمًا امتلكها اليهود. تتفاوت أراضي الولجة الزراعية بين المنحدرات الجبلية والسهول والمنخفضات، تزرع الحبوب في المناطق السهلية، في حين تزرع الأشجار المثمرة فوق المنحدرات وأهم محاصيلها الزراعية الزيتون الذي غرست أشجاره في 80 دونمًا.
ازداد عدد سكان الولجة من 910 نسمة عام 1922 إلى 1,206 نسمة عام 1931، كانت تشتمل آنذاك على 292 بيتًا. قُدّر عدد سكانها في عام 1945 بنحو 1,656 نسمة. احتل اليهود قرية الولجة عام 1948، طردوا سكانها منها ودمروها.
يمر خط الهدنة في أراضيها الجنوبية، ولذا أقامت وكالة غوث اللاجئين مساكن اللاجئين ومدرسة ابتدائية فوق أراضي الولجة الواقعة في الضفة الغربية.[3]
احتلال القرية وتطهيرها عرقيًّا
هاجمت الكتيبة الثامنة من لواء "عتسيوني" الولجة ليلة 21 تشرين الأول\ أكتوبر 1948 واحتلتها. كان الهجوم جزءًا من عملية "ههار". حيث ذكر تقرير لوكالة "إسوشييتد برس"، في 20 تشرين الأول\ أكتوبر: أنّ القوات المصرية والإسرائيلية المتمركزة جنوب غربي القدس ما زالت مشتبكة في قتال ضار منذ خمسة أيام؛ جاء في الرواية "أنّ المعركة بدأت بهجوم إسرائيلي واسع النطاق على قريتيّ الولجة وشرفات اللتين يسيطر المصريون عليهما.. عندما حاولت ثلاث كتائب إسرائيلية تطويق المصريين في بيت لحم وبيت جالا)، وكان هؤلاء عبارة عن مقاتلين مصريين غير نظاميين يقاتلون إلى جانب المجاهدين الفلسطينيين.
إلّا أنّ احتلال الولجة هذا لم يدُم طويلًا. في سياق ذلك، ذكرت صحيفة "نيورك تايمز" في تقرير بتاريخ 20 تشرين الأول\ أكتوبر: أنّ الإسرائيليين طردوا من القرية بعد هجمات عربية مضادّة ناجحة. كما يعزز "تاريخ حرب الاستقلال" هذه الرواية، إذ يذكر أنّ القرية سلمت لاحقًا إلى "إسرائيل" بمقتضى شروط اتفاقية الهدنة التي وقعت مع الأردن في 3 نيسان\ أبريل 1949، حيث دخل الجيش الإسرائيلي القرية، فضلًا عن ثلاث قرى أخرى في منطقة القدس (بيت صفاف، بتير والقبو)، في الأسابيع التي عقبت توقيع الاتفاقية.[4]
القرية اليوم
لا يزال بعض المنازل الحجرية قائمًا في موقع القرية، سوى ذلك فالموقع مغطى بأنقاض الحجارة وكذلك بشجر اللوز النابت على المصاطب الغربية للقرية وإلى الشمال منها. بالإضافة لذلك، لا يزال الماء يتدفق من بنية حجرية إسمنتية مبنية فوق نبع يقع في وادٍ إلى الغرب من الموقع. يمر خط هدنة 1948 بالمناطق الجنوبية من أراضي القرية. كما أقامت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) مآوى للاجئين ومدرسة ابتدائية على الأرض التي باتت جزءًا من الضفة الغربية. ثمة شاهد حجري أيضًا على ضريح امرأة من سكان القرية، اسمها- وهو فاطمة ظاهر عليه مقروء، أما نسبتها فمطموس غير مقروء. يستعمل موقع القرية منتزها للإسرائيليين، وإلى الشمال منه يقع الآن منتزه كندا الإسرائيلي.[4]
المستعمرات الإسرائيلية على أراضي القرية
أنشئت متسعمرة "عمينداف" على أراضي القرية في سنة 1950.[4]
مراجع
موسوعات ذات صلة :