الوليد الأول بن عبد الملك الأول الأموي القرشي، أبو العباس ولد بالمدينة المنورة سنة 668 م\50هـ-715\96 هـ وحكم من 705 م حتى 715 م. الوليد الخليفة، أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، الدمشقي الذي أنشأ جامع بني أمية. بويع بعهد من أبيه، وكان مترفا، دميما، سائل الأنف، طويلا أسمر، بوجهه أثر جدري، في عنفقته شيب، يتبختر في مشيه، نهمته في البناء. أنشأ - أيضا - مسجد النبي محمد وزخرفه، ورزق في دولته سعادة. ففتح بوابة الأندلس ، وبلاد الترك، وكان لحنة، وحرص على النحو أشهرا، فما نفع. وغزا الروم مرات في دولة أبيه. وحج. وقيل : كان يختم في كل ثلاث، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة. وكان يقول : لولا أن الله ذكر قوم لوط ما شعرت أن أحدا يفعل ذلك. قال ابن أبي عبلة : رحم الله الوليد، وأين مثل الوليد! افتتح الهند والأندلس، وكان يعطيني قصاع الفضة أقسمها على القراء . وقيل : إنه قرأ على المنبر " يا ليتها " بالضم. وكان فيه عسف وجبروت، وقيام بأمر الخلافة، وقد فرض للفقهاء والأيتام والزمنى والضعفاء، وضبط الأمور، فالله يسامحه. وقد ساق ابن عساكر أخباره. مات في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين. وله إحدى وخمسون سنة. وكان في الخلافة عشر سنين سوى أربعة أشهر، وقبره بباب الصغير. وقام بعده أخوه سليمان بعهد له من أبيهما عبد الملك. وقد كان عزم على خلع سليمان من ولاية العهد لولده عبد العزيز، فامتنع عليه عمر بن عبد العزيز وقال : لسليمان بيعة في أعناقنا. وله ترجمة طويلة في تاريخ دمشق، وغير ذلك. يلقب عصر الوليد الأول العصر الذهبي للدولة الأموية كان عصره في قمة ازدهار الدولة الأموية وجه القادة من دمشق لفتح البلاد في مختلف الاتجاهات حيث وصل الإسلام إلى الصين شرقا وإلى الأندلس (أسبانيا) غربا، وكان من رجاله محمد بن القاسم الذي فتح بلاد السند وقتيبة بن مسلم والي خراسان الذي فتح بلاد ما وراء النهر وموسى بن نصير الذي انضم إلى طارق بن زياد في فتح غرب أفريقية وفي فتح الأندلس. بلغت الدولة الأموية في عهده أوج عزها حيث فتحت جيوشه بخارى وسمرقند وخوارزم، وفرغانة والهند وطنجة والأندلس. امتدت في زمنه حدود الدولة الإسلامية من المغرب الأقصى وإسبانيا غربا ووصل اتساع الدولة الأموية إلى بلاد الهند وتركستان فأطراف الصين شرقا في وسط آسيا لتكون بذلك الدولة الأموية أكبر امبراطورية إسلامية عرفها التاريخ.
الوليد بن عبد الملك | |
---|---|
الوليد الأول | |
نقش لاسم أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي السادس
| |
الخليفة الأموي السادس | |
معلومات عامة | |
الكنية | أبو العباس |
الاسم الكامل | الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية. |
الفترة | 10 سنوات 705 - 715 (86 - 96 هـ) |
الـتـتـويج | 705 (86 هـ) |
معلومات شخصية | |
تاريخ الولادة | 668 (46 هـ) |
مكان الولادة | المدينة المنورة |
تاريخ الوفاة | 715 (96 هـ) (48 سنة) |
مكان الوفاة | دير مروان، غوطة دمشق |
مكان الدفن | دمشق |
زوج(ه) | |
الأبـنــاء | |
الأم | ولادة بنت العباس[1] |
الأب | عبد الملك بن مروان |
الإخوة | |
الـسـلالـة | الأمويون |
الـــديـــــانــة | مسلم سني |
توليه الخلافة
بويع الوليد بن عبد الملك بولاية العهد أيام أبيه عبد الملك بن مروان، ثم أخذت له البيعة بالخلافة بعد وفاة والده سنة 86 هـ\705 م. ترك الخليفة عبد الملك بن مروان لابنه الوليد دولة مستقرة موحدة بعد أن بذل جهدا كبيرا في توحيدها واستقرارها، فكانت أيامه حافلة بالمنجزات في تاريخ الدولة الأموية، لما تم في عهده من إصلاحات داخلية عظيمة وفتوحات إسلامية موفقة.
الفتوحات
فتح بلاد ما وراء النهر
تقع هذه البلاد حاليًا في جنوب روسيا وفي كازاخستان وتمتد شرقا في أواسط قارة آسيا وكانت تسكنها في هذا الوقت قبائل تركية وثنية، قاد قتيبة بن مسلم الجيش والذي كان والي خراسان فاستولى على "مرو" ومن ثم واصل زحفه إلى "خوارزم" واستولى بعد ذلك على "بخارى" و"سمرقند" وواصل زحفه حتى وصل أطراف الصين، اعتنق أغلب هذه البلاد الإسلام وظهر منهم العديد من العلماء فيما بعد مثل ابن سينا والخوارزمي والفارابي والبخاري.
فتح بلاد السند
تقع هذه البلاد في شمال غرب الهند (ضمن دولة باكستان وأفغانستان) وكان أهلها وثنيين واشتهروا بالأوثان المصنوعة من النحاس، قاد الجيش محمد بن القاسم الثقفي الذي اشتهر بالشجاعة والذكاء فاستولى على "هزنة" وواصل زحفه حتى نهر السند الذي كان يفصل بلاد السند عن بلاد الهند
فتح بلاد المغرب الإسلامي
تقع هذه البلاد حاليا بين ليبيا وموريتانيا (المغرب الإسلامي الكبير) وكان أهلها أمازيغ وثنيين، قاد الجيش موسى بن نصير ومعه القائد الأمازيغي طارق بن زياد فاستولوا على طنجة ومن ثم إلى سبتة حتى وصلوا إلى شاطئ المحيط الأطلسي.
فتح الأندلس
- مقالة مفصلة: الفتح الإسلامي للأندلس
اهتمامه بشؤون الدولة
أمن طرق الدولة في مختلف الاتجاهات من دمشق إلى الحجاز وإلى أفريقية وإلى كافة الاتجاهات كما حفر الآبار على طول هذه الطرق، ووظف من يعنى بهذه الآبار ويمد الناس بمياهها. أول من أقام المستشفيات في الإسلام وحجز المجذومين وأجرى لهم الأرزاق، وأعطى لكل أعمى قائدًا ولكل مقعدًا خادما، يتقاضون نفقاتهم من بيت المال في دمشق، وتعهد الأيتام وكفلهم ورتب المؤدبين، وأقام بيوتا ومنازل لإقامة الغرباء.
آثاره العمرانية
اهتم بالعمران في مدن الدولة الأموية وفي عاصمتها دمشق وأنشأ الطرق بخاصة الطرق المؤدية إلى الحجاز والجزيرة واهتم بالعمران وبيوت الرعاية ومن آثار الوليد الخالدة في العمارة الجامع الأموي بدمشق وكان يعد من عجائب الدنيا، ولا يزال حتى اليوم ناطقا بعظمة الوليد ويعد من معالم الإسلام الخالدة عبر العصور ومن آثاره عمارة المسجد النبوي والمسجد الأقصى الذي بدأ به أبوه، للوليد الكثير من المحاسن في العدل وتوحيد المسلمين وبناء الدولة بكل عظمتها.
الوليد بن عبد الملك -الخليفة الأموي - هو أول من أنشأ المستشفيات في الإسلام. فقد أقام مستشفى للمجذومين والعميان في دمشق (88 هـ / 707 م) على نفقة بيت المال وجعل حق العلاج فيه لكل مريض فقيرا كان أو غنيا، مسلما كان أو ذميآ وقدم المعونة والمساعدة للمحتاج واقام دور الرعاية وجعل لذلك موظفين... وشاع بناء المستشفيات في العصر الأموي حتى أصبح في الكثير من المدن الإسلامية. ولم يكن المغرب الإسلامي اقل اهتماما من المشرق ببناء المستشفيات، إذ كان في قرطبة أيام الدولة الأموية 50 مستشفى.
وفاته
توفي الوليد بن عبد الملك في نصف جمادى الآخرة من عام 715 م 96 هـ بمنطقة دير مروان بغوطة دمشق ودفن في دمشق وكان عمره 48 سنة ومدة حكمه عشر سنوات وبضعة أشهر. وكان الذي صلى عليه عمر بن عبد العزيز لأن أخاه سليمان كان بالقدس ، وهو الذي أنزله إلى قبره وقال حين أنزله: لننزلنه غير موسد ولا ممهد، قد خلفت الأسلاب وفارقت الأحباب، وسكنت التراب، وواجهت الحساب فقيرا إلى ما قدمت غنيا عما أخرت .
- ورثاه جرير فقال:
يا عين جودي بدمع ماجه الذكر | فما لدمعك بعد اليوم مدخر | |
إن الخليفة قد وارت شمائله | غبراء ملحدة في جولها زور | |
أضحى بنوه وقد جلت مصيبتهم | مثل النجوم هوى من بينها القمر | |
كانوا جميعا فلم يدفع منيته | عبد العزيز ولا روح ولا عمر |
أهم أعماله
- تعهد الأيتام وكفلهم، وخصص للمكفوفين من يقودهم، ورتب لهم جميعا الرواتب المنتظمة.
- وضع المجذومين جميعا في بيت خاص يرعاهم فيه طبيب خاص.
- أعطى كل مُقعَد خادمًا يهتم به وأجرَى لهم الأرزاق.
- شجع العلم والعلماء، وحفظة القرآن الكريم.
- أنشأ الطرق وحفر الآبار على طول الطرق العامة.
- اهتم بالعمران فبنى المسجد الأموي بدمشق، ووسع المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وأعاد بناء المسجد الأقصى، وبُني في عهده العديد من القصور الفخمة مثل قصر عمره.
أولاده
كان له من الأولاد 19 ابناً من الذكور:
- يزيد، خليفة، أُمّه شاهفريد بنت كسرى بن فيروز بن يزدجرد.
- إبراهيم، خليفة أيضًا، أُمّه شاهفريد بنت كسرى بن فيروز بن يزدجرد.
- عبد العزيز، أنجب ولدين هُما عبد الملك وعتيق، وعتيق هذا كان مُرشحاً للخلافة ولكنه قُتِل على يد عبد الله بن علي العباسي الذي قُتِل لاحقاً على يد ابن أخيه الخليفة أبو جعفر المنصور.
- عبد الرحمن.
- محمّد.
- العباس، فارس بني أمية، غزا مع عمه مسلمة بن عبد الملك في غزو القسطنطينية، وكان مع عمه مسلمة لقتال وأخمد فتنة يزيد بن المهلب، أنجب أكثر من 30 ابناً من الذكور منهم؛ نصر بن العباس والمؤمّل بن العباس الذي يقال له ابن الخلائف الأربعة أمه الفجاءة بنت قطري بن الفجاءة أمير الخوارج الحارث بن العباس.
- المبارك بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، أنجب 60 ابناً من الذكور ونسله عاشوا في الأندلس ،يلقب فحل بني أمية .
- عثمان بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- مسروق بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- بشر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- صدقة بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، من أولاده اليمان بن صدقة الذي قُتِل في يوم مجزرة أبي فطرس على يد عبد الله بن علي العباسي.
- روح بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، قُتِل من أولاده 18 رجلاً في يوم مجزرة أبي فطرس التي قادها عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.
- خالد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- تمام بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، من أبناؤه الوليد والمبارك الذان قُتِلا في يوم مجزرة أبي فطرس على يد عبد الله بن علي العباسي الذي قُتِل لاحقاً على يد ابن أخيه الخليفة أبو جعفر المنصور.
- مبشر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- جزء بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- يحيى بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- أبو عبيدة بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، قُتِل في يوم مجزرة أبي فطرس على يد عبد الله بن علي العباسي الذي قُتِل لاحقاً على يد ابن أخيه الخليفة أبو جعفر المنصور.
- حبيب بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ، وبنو حبيب بن الوليد بن عبد الملك بن مروان وديارهم تندة وما حولها، ومنهم المروانية أولاد مروان بن الحكم. ومرت الدولة الفاطمية وهم بأماكنهم لم يروع لهم سرب ولم يكدر لهم شرب.[2]
- مروان بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ومن ولدّه الحسن بن مروان بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ،وفي القرن العاشر قدّم أبو عبد الله محمد بن العدوي الأموي، وينتهي نسبة إلي الحسن بن مروان بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ،كتاب نسبة إلي نقيب الأشراف بدمشق، فأثبت صحه وشرفه .[3]
و يذكر كتاب أبناء الإمام في مصر والشام ان الوليد بن عبد الملك تزوج من زينب بنت الحسن المثنى [4].
مراجع
صفحة الوليد بن عبد الملك على موقع فهرس.نت
- د. إيلي منيف شهلة، "الأيام الأخيرة في حياة الخلفاء"، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى، 1998، ص 236.
- كتاب البيان و الإعراب عما بإرض مصر من الأعراب
- كتاب طرفة الأصحاب بمعرفة الأنساب
- كتاب أبناء الإمام في مصر والشام
قبلــه: عبد الملك بن مروان |
الخلافة الأموية 705 – 715 |
بعــده: سليمان بن عبد الملك |