برومثيوس في الأغلال (باليونانية: Προμηθεύς Δεσμώτης) هي مأساة إغريقية تنسب إلى إسخيلوس لكن بعض الباحثين يشككون في نسبها إليه ويزعمون أنها من تأليف مؤلف آخر، رغم هذه الشكوك لا يزال نسبها إلى إسخيلوس معتقد سائد.[1][2][3] المسرحية مستوحاة من أسطورة برومثيوس، أحد الجبابرة عاقبه زيوس لمنحه النار للبشرية.
كانت «بروميثيوس مغلولًا» العمل الأول ضمن ثلاثية ضمت كذلك مسرحيتي «بروميثيوس محررًا» و«بروميثيوس حامل النار»، ولم تصلنا أي منهما. وبسبب فقدان الجزأين الأخيرين من الثلاثية، من الصعب تحديد المغزى الأصلي الذي أراده الكاتب من العمل ككل، ولقد ازداد تعقيد هذه المشكلة لكون تاريخ وضع الثلاثية مجهولًا. يوحي ذكرٌ (الأسطر 363-372) لثوران جبل إتنا عام 479 أن تاريخ تأليف مسرحية «بروميثيوس مغلولًا» يرجع إلى ما بعد هذه الحادثة، غير أن الباحثين –في ما عدا ذلك- لا يستطيعون الاتفاق على ما إن كانت المرحلة التي كُتبت المسرحية فيها مبكرة أم متأخرة ضمن مسيرة إسخيلوس، أو حتى ما إن كانت عملًا مبتكرًا أصيلًا وضعه إسخيلوس.
لمحة موجزة
تكاد المسرحية تتألف بأكملها من الحوارات ولا تحتوي إلا قدرًا ضئيلًا من الحركة لكون بطلها مغلولًا وغير قادر على التحرك بحرية. في البداية، يقيد كل من كراتوس (القوة) وبيا (العنف) وإله الحدادة هيفيستوس الجبارَ بروميثيوس إلى جبل في القوقاز، وهيفيستوس هو وحده الذي يظهر ترددًا وشفقة، ثم يغادر. وفقًا للمؤلف، فإن بروميثيوس لا يتلقى العقاب لقاء سرقة النار وحسب، بل كذلك بسبب إحباطه لخطة زيوس الساعية إلى إبادة النوع البشري. والعقوبة مثيرة للسخط على نحو خاص لأن بروميثيوس كان عنصرًا حاسمًا في انتصار زيوس ضمن حرب الجبابرة.
تظهر جوقة من حوريات الأوقيانيد ويحاولن مؤاساة بروميثيوس من خلال التحادث معه، فيخبرهن بروميثيوس بغموض واقتضاب أنه يعرف بشأن زيجة محتملة يمكن لها أن تؤدي إلى سقوط زيوس. يُظهر أوقيانوس، وهو أحد الجبابرة ووالد حوريات الأوقيانيد، حنوًا نحو بروميثيوس ويحثه على الصلح مع زيوس. يقول بروميثيوس للجوقة إن وهب النار للبشرية لم يكن إحسانه الوحيد، فضمن ما يسمى «فهرس الفنون» (447-506)، يكشف أنه علّم البشر كل الفنون الحضارية، مثل الكتابة والطب والرياضيات وعلم الفلك وعلم الفلزات والعمارة والزراعة.
بعد ذلك يتلقى بروميثيوس زيارة من آيو، وهي فتاة بشرية تتعرض للمطاردة من قبل زيوس الشهواني؛ لقد حولها الأولمبي إلى بقرة، وطاردتها ذبابة (نعرة) -أرسلتها هيرا زوجة زيوس- طوال الطريق من آرغوس. يتنبأ بروميثيوس بجولات آيو المستقبلية، فيخبرها أن زيوس سينهي تعذيبها آخر الأمر في مصر، حيث ستحمل ابنًا يسمى إبافوس. ويقول إن واحدًا من سلالة نسلها (هرقل) سيحرره من عذابه بعد ثلاثة عشر جيلًا.
وأخيرًا، يرسل زيوس الساخط هيرميز رسول الآلهة ليطالب بروميثيوس بإخباره عمن يهدد بالإطاحة به. يرفض بروميثيوس ذلك، فيضربه زيوس بصاعقة تلقي به إلى الهاوية.[4]
الانحرافات عن هسيود
تمثل معالجة أسطورة بروميثيوس في مسرحية «بروميثيوس مغلولًا» انحرافًا جذريًا عن الروايات السابقة الموجودة في قصيدتي ثيوغونيا (511-616) والأعمال والأيام (42-105) لهسيود، إذ يصور هسيود الجبارَ بشكل أساسي على أنه محتال وضيع وضحية نصف هزلية لبطش زيوس. وغضب زيوس على بروميثيوس هو المسؤول بدوره عن جعل الإنسان مضطرًا إلى كسب قوته بنفسه، إذ كان الآلهة قبل ذلك يوفرون للإنسان جميع احتياجاته. وقد عجلت سرقة بروميثيوس للنار كذلك وصول المرأة الأولى، باندورا، وجرة الشرور خاصتها (المتعارف عليها باسم «صندوق باندورا» بسبب خطأ قديم في الترجمة). غير أنه ما من حضور لباندورا في «بروميثيوس مغلولًا»، إضافة إلى أن بروميثيوس يتحول إلى محسن للبشر وصانع ملوك إلهي بدلًا من كونه موضع لوم على المعاناة البشرية.[5]
مراجع
- Getty and CalArts Center for New Performance Join to Present Prometheus Bound in Annual Outdoor Theater Production at the Getty Villa," Getty.edu, (23 April 2013). نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- "Prometheus Bound at Theatro Technis", Theatricalia.com, December 2015, مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 2019 – عبر theatricalia.com
- Jim Hiley (February 1979). "Prometheus Bound". Time Out. مؤرشف من الأصل في 29 مارس 2016 – عبر Internet Archive.
- "AESCHYLUS, PROMETHEUS BOUND - Theoi Classical Texts Library". www.theoi.com. مؤرشف من الأصل في 18 نوفمبر 2019.
- See, e.g., Lamberton 1988, 90-104.