بعثة الاستكشاف البريطانية (The British National Antarctic Expedition) والتي تعرف اختصارا ببعثة الاستكشاف (Discovery Expedition) كانت عام 1901 حتى 1904 هي أول بعثة استكشاف بريطانية رسمية للقطب الجنوبي منذ بعثة جيمس كلارك روس التي سبقتها بستين عاما. تم إعدادها على نطاق واسع وبتعاون مشترك بين الجمعية الملكية والجمعية الجغرافية الملكية. كانت مهمة البعثة القيام بأبحاث علمية واستكشافات جغرافية للقارة التي لم يطأها أحد بعد. وقد كانت البعثة انطلاقا للعمل في أنتاركتيكا للكثير من العلماء في العصر البطولي لاستكشاف القطب الجنوبي [1] بمن فيهم روبرت فالكون سكوت، إرنست شاكلتون، إدوارد أدريان ويلسون، فرانك وايلد، توم كرين، وويليام لاشلي.
وقد وفرت البعثة نتائج علمية قيمة في علم الاحياء، علم الحيوان، الجيولوجيا، علم الطقس و مغناطسية الارض. متضمنة اكتشاف وادي ماكموردو الجاف الخالي من الثلوج و مستعمرة للبطريق الامبراطوري في كيب كروزير. وتم تحقيق انجازات مهمة في مجال الاستكشاف الجغرافي حيث تم اكتشاف ارض الملك ايدوارد السابع و هضبة أنتاركتيكا. لم يكن هدف البعثة الوصول إلى نقطة القطب الجنوبي وانما الوصول إلى نقطة أقصى الجنوب المتمثلة بخط العرض '17°82 جنوبا.
وقد وضعت هذه الرحلة بصمتها في تاريخ استكشاف القطب الجنوبي، وتم الاحتفال بنجاح الرحلة. على ان البعثة لم تخلوا من النقاط الفشل التي تمثلت بالحاجة إلى حملة اغاثة باهضة لتحرير "دسكفري" وطاقمها من الجليد، والجدل العلمي حول جودة بعض التقارير العلمية. ومن أهم اسباب نقاط الفشل هذه هي عجز القائمين على البعثة من التعامل مع وسائل النقل المخصصة للقطب الجنوبي المتمثلة بالزحافات و الكلاب.
البعثة
العام الأول
الرحلة
غادرت البعثة جزيرة وايت في بريطانيا في 6 اب 1901 ووصلت إلى نيوزلندا في 29 من تشرين الثاني بعد التفاف تحت خط العرض 40 جنوبا لغرض المسح المغناطيسي. وبعد 3 اسابيع من التحضيرات واستكمال اخر التحضيرات اصبحت البعثة جاهزة للانطلاق. وفي 21 من كانون الأول تحركت السفينة لمغادرة الميناء في نيوزلندا وسط تصفيق وتجمع حشود من المتفرجين، فتسلق أحد البحارة المتحمسين واسمه تشارلز بونر الصارية فسقط منها متسببا بوفاته الامر الذي صعق الحشود.
انطلقت السفينة جنوبا لبدء مغامرتها فوصلت إلى كيب أدار في 9 كانون الثاني 1902 في عملية رسو وجيزة لمعاينة اطلال معسكر كارستن بورشغرفنك. انطلقت بعدها السفينة جنوبا على طول ساحل أرض فكتوريا. في ماك موردو سوند حولت ديسكفري وجهتها شرقا، ولمست الأرض مرة أخرى في كيب كروزير حيث تم تعيين نقطة إرسال هناك لتمكين سفن الإغاثة على تحديد موقع الحملة. تحركت بعد ذلك بمحذاة الساحل باتجاه الشرق حيث وصلوا إلى الارض التي توقعها روس، وسميت ارض الملك ادوارد السابع.
مراجع
- The so-called "Heroic Age" of Antarctic exploration is generally considered as covering the period from Adrian de Gerlache's Belgian expedition, 1897, to the end of Shackleton's Imperial Trans-Antarctic Expedition in 1917.