أبوعبيدة محمد القاسم الشرقي الجابري (ولد سنة 926هـ أو 928هـ وتوفي بأبي الجعد سنة 1010هـ) ودفن بزاويته. وهو مؤسس الطريقة الشرقاوية بالمغرب.له 11 ولدا وهم: الشيخ سيدي أبو النصر عبد القادر، الشيخ سيدي الغزواني بوشاقور، الشيخ سيدي عبد السلام، الشيخ سيدي الحاج المكناسي، الشيخ سيدي المرسلي، الشيخ سيدي الحارثي، الشيخ سيدي المالقي، الشيخ سيدي الدقاق، الشيخ سيدي الطنجي، الشيخ سيدي التونسي(ربيبه المتبنى) ،السيدة لالة ميرة. اخوته: سيدي عبد النبي، وسيدي عبد العزيز، سيدي سعيد، سيدي السموني، سيدي عبد الرحمان.
بوعبيد الشرقي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
مواطنة | المغرب |
نسبه
يرتفع نسب أبو عبيدة الشرقي العمري الفاروقي إلى الخليفة الراشد الثاني ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهو:
محمد القاسم الشرقي بن أبي القاسم بن محمد الزعري بن عمر بن حمو بن محمد المهدي بن حمامة بن عبد العزيز بن عبد الله بن سليمان بن سمير بن بحر بن يعقوب بن فاضل بن محمد بن مسعود بن موسى بن عمر بن محمد بن مرداس بن هلال بن عمر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
حياته
تلقى أبو عبيدة الشرقي تعليمه الأول على يد والده أبي القاسم الزعري، الذي حرص على تعليمه القرآن ومبادئ العربية والتربية الصوفية في زاويته بتادلة بعد ذلك، سيرحل أبو عبيد إلى زاوية الصومعة في مدينة بني ملال، وكانت آنذاك محج العديد من الطلبة المنحدرين من منطقة تادلة بسهلها وديرها وجبلها. أخذ أبو عبيد الشرقي بزاوية الصومعة علوم التفسير والقراءات والحديث والفقه والتصوف.
بعد رحلة التحصيل العلمي والصوفي، سيقدم أبو عبيد الشرقي بهمة عالية ونفس إنساني كبير على تأسيس زاويته بأبي الجعد. إن هذا العمل النبيل والبنّاء ليُعتبر استمرارية لنهج الطريقة الشاذلية الجزولية . ونحن نرى هنا أن أحد "الثمرات التربوية" لهذا المسار الصوفي الإنساني الهادف هو الشيخ أبو عبيد الشرقي الذي قدم إلى أرض قفر موحشة، وأسس بها زاويته، التي ستشتهر باسم "زاوية أبي الجعد" وزاوية "رجال الميعاد".
يرجع الأستاذ أحمد بوكاري في مقاله سابق الذكر أن تأسيس زاوية امحمد الشرقي بأبي الجعد إلى ظرفية تاريخية متميزة، من أبرز سماتها: انهيار البناء السياسي العام الذي تعاقب على تشييده شخصيات بارزة ودول بانية شأن الأدارسة والمرابطون والموحدون والمرينيون. وما يهم هنا هو التراكم الحضاري للقرون المتأخرة، على الأقل من القرن 6هـ إلى القرن 8 هـ، فلم يعد المغرب هامشيا في التفاعلات الحضارية بقدر ما أصبح الموجه والفاعل الرئيسي فيها في كل الجناح الغربي للعالم الإسلامي المتوسطي والصحراوي، وقد كان من نتائج هذا التراجع الذي تزامن مع تبلور شروط النهضة الأوربية أن فقد المغرب جل مؤهلاته الاقتصادية القارية والقطرية، بل وأصبح مستهدفا في هويته وكيانه؛ وكان من المفروض أن يكون رد الفعل المغربي حاسما على مختلف المستويات، ودون انتظار إذن رسمي على اعتبار أن مجاهدة المحتل جزء لا يتجزأ من الدفاع عن النفس والوجود؛ وفي كل هذه الحركة الاجتماعية الشاملة، قام شيوخ الزوايا ورجال التصوف والعلم عموما بدور بارز في تعبئة السكان، حتى أن بيعة الأسرة السعدية جاءت بمبادرة منهم، وهي المساندة التي واكبت الحركة الجديدة إلى حين تحقيق وحدة البلاد وتحرير معظم الثغور؛ وجاءت معركة وادي المخازن لتجسد حقيقة هذا التلاحم الذي أنقذ البلاد والعباد من كارثة محققة، بل إن المغرب عاش بمفاخر وأصداء هذا الانتصار منذ 1578 م إلى مطلع القرن العشرين
وتكمن أهمية المشروع الشرقاوي أيضا في أن الزاوية تجاوزت كل الأزمات الظرفية والطبيعية، بل استفادت منها لتكتسب المناعة وأسلوب التفاعل مع الأحداث وتصريفها لما فيه خير البلاد والعباد. وقد كان من تبعات هذا الأسلوب المتحضر توهج شعلة الزاوية لمدة ناهزت الأربعة قرون.
لقد كانت زاوية أبي الجعد فاصلا معنويا ورابطا ماديا متكامل المهام والأدوار، وهي مهمة جد دقيقة وخطيرة لم يصادف النجاح فيها معظم شيوخ زوايا المغرب، ومنها زوايا تادلة مثل الزاوية الدلائية وزاوية الصومعة. أن التحليل الذي قدمه الأستاذ الفاضل أحمد بوكاري ينسجم انسجاما كبيرا مع أطروحتنا حول مشروع "المدرسة الجزولية" الذي يبدو أن عدة ملابسات وقرائن تدعو إلى الذهاب به بعيدا على مستوى التعميق والتحقيق والتدقيق.
توفي أبو عبيد الشرقي في أول ليلة من محرم سنة 1010هـ ودفن بزاويته بأبي الجعد.