آداب قرءاة القرآن
تلاوة القرآن العظيم من أفضل الطاعات وأعظم القربات فينبغي للمسلم إذا أراد تلاوة القرآن أن يهيئ نفسه لها، ويحصل الآداب المطلوبة لها لينال الثواب الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: " من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف " رواه الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه، وقال النووي في التبيان: واعلم أن المذهب الصحيح أن قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما.
ومن أهم الآداب التي ينبغي لقارئ القرآن أن يتحلى بها: أن يقصد بقراءته وجه الله تعالى والتقرب إليه، فالعمل إذا دخله الرياء أو السمعة أو المنافسة.. فلا قيمة له بل ربما أصبح وبالاً على صاحبه. ومنها: الطهارة الظاهرة والباطنة، فيطهر ظاهره من الحدث والخبث، وباطنه من الذنوب والمعاصي. ومنها: القراءة بتدبر لمعانيه وخشوع بقلبه وخضوع بجوارحه فلا يعبث بشيء منها، أو يشغل سمعه أو بصره، بما يتنافى مع التلاوة. ومنها: أن يكون نظيف الثياب حسن الهيئة مستقبل القبلة إن أمكن. ومنها: السواك قبله، وعليه أن ينظف فمه بأن يتمضمض كلما تنخم، ويجب عليه أن يبتعد عن التدخين وكل الروائح الكريهة. ومنها: أنه لا ينبغي له أن يقطع التلاوة لشيء من أمور الدنيا إلا إذا كان ذلك ضرورياً. [1]
تعريف التغني بالقرآن
التَغَنِّي بالقرآن الكريم سُنَّةٌ رَغَّبَ فيها الرسول - صلى الله عليه و سلم - في حديث : « ليس منَّا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن »[2]. و ليس معناه أن يتغنى به كغنائه بالشعر، بل معناه تزيين الصوت و تحسينه، كما يفسره حديث البراء بن عازب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - « زينوا القرآن بأصواتكم ». و في هذا المعنى قال الرسول - صلى الله عليه و سلم - لأبي موسى الأشعري : « لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود ». و قد كانت قراءة الرسول - صلى الله عليه و سلم - كما قال أنس بن مالك : كانت مدا، « يمد بسم الله، و يمد بالرحمن، و يمد بالرحيم ». و لقد كان العرب يقرؤون القرآن بإتقان أحكام القرءاة و نطق الحروف من مخارجها الأصلية، لأنّه نزل بلغتهم، و لما طال الأمد و تباعد الزمن، اختلطت الألسن عجم مع عرب فوقع اللحن في اللسان العربي و الخروج عن أحكام التلاوة عند قرءاة القرآن الكريم، فوجب التبيان لمخارج الحروف و أحكام تلاوة القرآن، لقوله تعالى: (لتبيننه للناس ولا تكتمونه)، فبادر العلماء بتأليف كتبا لحفظ قواعد تلاوته و تجويده، ككتاب؛ المقدمة الجزرية في التجويد، للإمام الجزري.
الفرق بين التغني و التجويد
التغي لغة هو التطريب في الصوت و التغريد، و التجويد التحسين؛ من جوّد الشيء: إذا أتى به جيّدا، أي حسنا. فقد يكون المرئ موهوب بحسن الصوت و لكنه لا يحسن أحكام التجويد، و قد يكون يتقن أحكام التجويد؛ و لكن ليس له حسن التطريب و التغريد.
بيان مواضع الكلمات في آيات القرآن تُستغل للتغني
للتغني بكلمات و آيات القرآن، مواضع مناسبة لاستغلال التغني، و هي : حرف النون، خفيفة أو مشدّدة، و حركة التنوين، و حركات المدّود ، و يسمونه عند استعماله (الترجيع)، كما قال عبد الله بن مغفل، « رأيت النبي - صلى الله عليه و سلم - و هو على ناقته، أو جمله، و هي تسير به، و هو يقرأ سورة الفتح، أو من سورة الفتح، قرءاة لينة، يقرأ و هو يرجع ». قال ابن حجر في معنى يرجع هو تقارب ضروب الحركات في القرءاة و أصله الترديد، و ترجيع الصوت ترديده في الحلق.[3]
أهم مدارس القرآن
- و من أشهر المدارس في ذلك جامع الأزهر في مصر، و لقد تخرج منه عدد جمّ غفير من شيوخ القرّاء.
مثل الشيخ محمود علي البنا و محمد رفعت و محمود خليل الحصري، و الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، و الشيخ محمد صديق المنشاوي، و الشيخ مصطفى إسماعيل، و الشيخ محمد محمود الطبلاوي.
- جامعة أم القرى في السعودية، و كان الفضل الكبير لها في تعليم القرآن و علومه.و من بين شيوخها، الشيخ أيمن سويد.
و من أشهر قراء السعودية محمد أيوب و عبد الرحمن السديس، و سعود الشريم، و سعد الغامدي، و علي بن عبد الرحمن الحذيفي، و ماهر المعيقلي.
مقالات ذات صلة
وصلات خارجية
مراجع
- إسلام ويب - تصفح: نسخة محفوظة 17 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
- صحيح البخاري
- فتح الباري