الرئيسيةعريقبحث

تقدير الذات


☰ جدول المحتويات


تقدير الذات ينعكس على التقييم الشعوري الشخصي لجدارة واستحقاق النفس. هو القرار الذي يأخذه الفرد كموقف تجاه نفسه. يشمل تقدير الذات قناعات الشخص حول نفسه (على سبيل المثال "أنا كفؤ" أو "أنا ذو قيمة") بالإضافة إلى الحالات الشعورية مثل الانتصار واليأس والفخر والخجل.[1] عرّف سميث وماكي (2007) تقدير الذات بأنه "المفهوم الذاتي هو ما نعتقده عن أنفسنا. تقدير الذات هو التقييم الإيجابي أو السلبي للذات وكيف نشعر حيالها."[2]

تقدير الذات جذاب كبناء نفسي اجتماعي لأن الباحثين تصوروه كمحدد مؤثر لبعض المخرجات مثل الإنجازات الأكاديمية [3][4] والسعادة [5] والرضا في الزواج والعلاقات [6] والتصرف الإجرامي.[6] يمكن أن ينطبق تقدير الذات خاصة في بعض الأبعاد (على سبيل المثال "أنا أعتقد أنني كاتب جيد وأشعر بالسعادة حيال ذلك") أو بشكل عالمي (على سبيل المثال "أنا أعتقد أنني شخص سئ وأشعر بالسوء حيال ذلك بشكل عام").[7] عادة ما يعتبر علماء النفس تقدير الذات سمة شخصية مستمرة.[8] [9][10]

التاريخ

يعتقد أن بداية اعتبار تقدير الذات كبناء نفسي مستقل كانت في أعمال الفيلسوف وعالم النفس والجيولوجي وعالم الإنسانيات وليام جيمس (1892).[11] حدد جيمز عدة أبعاد للذات، بمستويين من التسلسل الهرمي: عمليات المعرفة (يطلق عليها الأنا الذاتية) والمعرفة الناتجة عن الذات (يطلق عليها الأنا الشخصية). الملاحظات حول الشخصية وتخزين هذه الملاحظات بواسطة الأنا الذاتية يؤدي إلى ثلاثة انواع من المعرفة والتي مجملا تؤدي إلى الأنا الشخصية طبقا لويليام جيمز. الأنواع الثلاثة هي الذات المادية والذات الاجتماعية والذات الروحية. تقترب الذات الاجتماعية كأقرب ما يكون من تقدير الذات حيث تشمل كل الصفات التي يلحظها الآخرون. بينما تشمل الذات المادية الجسد والممتلكات وتشمل الذات الروحية التمثيلات الوصفية والتصرفات التقييمية بخصوص الذات. فكرة اعتبار تقدير الذات كمجموع سلوكيات الفرد تجاه ذاته ما زالت موجودة حتى اليوم.[11]

النظريات

اقترحت العديد من النظريات المبكرة أن تقدير الذات هي دافع أو حاجة بشرية أساسية. عالم النفس الأمريكي أبراهام ماسلو شمل تقدير الذات في تسلسل ماسلو الهرمي للاحتياجات. شرح ماسلو نوعين مختلفين من "التقدير": الحاجة لاحترام الآخرين في صورة تقدير الآخرين والنجاح والإعجاب، والحاجة لاحترام الذات في صورة حب النفس والثقة في النفس والمهارة والأهلية. كان يُعتقد أن احترام الآخرين أكثر ضعفا ويسهل فقده عن الاحترام الداخلي. طبقا لماسلو بدون إشباع الحاجة لتقدير الذات، سيتجه الأفراد إلى البحث عنه بدون القدرة على النمو واحترام الذات. يؤكد ماسلو أيضا على أن التعبير الأكثر صحية عن تقدير الذات هو النوع الذي يظهر في الاحترام الذي نستحقه من الآخرين أكثر من الشهرة والإطراء.[12] تستكشف النظريات الحديثة عن تقدير الذات أسباب كون البشر لديهم دوافع للحفاظ على التقدير الخاص بهم. طبقا لنظرية التحكم في الرعب، فإن تقدير الذات يعمل كوسيلة وقائية ويقلل من القلق حول الحياة والموت.[13]

تقدير الذات مهم لأنه يرينا رأينا فيما نحن عليه ومعنى قيمتنا الشخصية. ولذا فإنه يؤثر على ما نحن عليه كما يؤثر على علاقتنا بالآخرين.[14]

وضع كارل روجرز (1902-1987) -وهو مؤيد لعلم النفس الإنساني- نظرية أن أصل معظم مشاكل الناس هو أنهم يحتقرون أنفسهم ويعتبرون أنفسهم غير جديرين وغير مستحقين للحب. هذا هو سبب إيمان روجرز بأهمية إعطاء القبول الغير مشروط للعملاء وأنه عندما يتم ذلك سيتحسن تقدير العمل لذاته. في جلساته العلاجية مع عملائه كان يقدم تقديرات إيجابة أيا كان. بالفعل أصبح مفهوم تقدير الذات في علم النفس الإنساني حقا غير قابل للمصادرة لكل شخص والذي يتلخص في عبارة:

" كل إنسان بدون استثناء ولمجرد حقيقة كونه كذلك هو شخص جدير بالاحترام غير المشروط من الجميع، كما يستحق أن يقدر ذاته وأن يقدره الآخرون.[14] "

الأنواع

تقدير الذات المرتفع

هرم ماسلو للاحتياجات البشرية

غالبا ما يتصف الناس أصحاب تقدير الذات المرتفع بما يلي:[15]

  • يؤمنون بحزم ببعض المبادئ والقيم ومستعدون للدفاع عنهم حتى إذا واجهوا معارضة ولا يشعرون بأي مشكلة في تعديلهم في ضوء الخبرات.[14]
  • قادرون على التصرف بما يرون أنه الخيار الأفضل ويثقون في حكمهم ولا يشعرون بالذنب عندما لا يعجب اختيارهم الآخرين.[14]
  • لا يقضون الكثير من الوقت قلقين حول ما حدث في الماضي أو حول ما قد يحدث في المستقبل، حيث أنهم يتعلمون من الماضي ويخططون للمستقبل لكنهم يعيشون في الحاضر بقوة.[14]
  • يثقون بشكل كامل في قدرتهم على حل المشاكل ولا يترددون بعد الفشل أو الصعوبات، ويطلبون المساعدة من الآخرين عندما يحتاجونها.[14]
  • يعتبرون أنفسهم مساوين في الكرامة للآخرين فلا هم أقل ولا أعلى منزلة من الآخرين، على الرغم من قبولهم الاختلافات في المهارة والإرث الشخصي والمقدرة المالية.[14]
  • يفهمون كم هم أشخاص مهمون وذوو قيمة بالنسبة للآخرين على الأقل بالنسبة لأصدقائهم.[14]
  • يقاومون محاولة التلاعب النفسي بهم ويشتركون مع الآخرين فقط إذا بدا الأمر ملائما ومريحا.[14]
  • يقبلون الأحاسيس الداخلية المختلفة والدوافع سواء إيجابية أو سلبية ويظهرون هذه الدوافع للآخرين فقط عندما يختارون فعل ذلك.[14]
  • يستطيعون الاستمتاع بنشاطات مختلفة.[16]

تقدير الذات المنخفض

قد تؤدي عدة عوامل إلى تقدير ذات منخفض بما في ذلك العوامل الجينية أوالشكل الخارجي أوالوزن أو المشاكل الصحية العقلية أو المستوى الاجتماعي أو الخبرات العاطفية أو ضغط الأقران أو التنمر.[17]

غالبا ما يتصف الأشخاص أصحاب تقدير الذات المنخفض بما يلي:[18]

  • انتقاد الذات الشديد وانعدام الرضا.[14]
  • الحساسية المفرطة للانتقاد وكراهية المنتقدين واعتبارهم مهاجمين.[14]
  • عدم القدرة المزمنة على الاختيار والخوف المبالغ فيه من الخطأ.[14]
  • الرغبة الزائدة في إسعاد أي ملتمس لها.[14]
  • البحث عن الكمال والذي قد يؤدي للشعور بالإحباط عندما عدم تحقيقها.[14]
  • الذنب العصبي أو المبالغة في حجم الأخطاء في الماضي.[14]
  • الكراهية والدفاعية العامة بدون أي سبب واضح.[14]
  • التشاؤم والمظهر السلبي العام.[14]
  • الحقد والبغض العام.[16]

يميل الأشخاص أصحاب تقدير الذات المنخفض إلى انتقاد أنفسهم بشكل زائد. لذا يعتمد البعض منهم على مديح الآخرين في تقييم نفسه بينما يقيس الآخرون قيمته في صورة نجاحه حيث يرون أن الآخرين سيتقبلون أنفسهم إذا نجحوا لكنهم لن يتقبلوها إذا فشلوا.[19]

الأهمية

يرى ي أبراهام ماسلو أن الصحة النفسية غير ممكنة إلا إذا قبل الآخرون الصميم الأساسي للفرد، وأحبوه واحترموه لذاته أو لذاتها. يسمح تقدير الذات للناس بمواجهة الحياة بثقة أكبر وإحسان أكبر وتفاؤل أعلى، وبالتالي يصلون إلى أهدافهم والتحقيق الذاتي بسهولة.[20]

قد يجعل تقدير الذات الناس مقتنعين بأنهم يستحقون السعادة. فهم هذا الأمر هو شيء أساسي ومفيد عالميا، إذ أن تطور تقدير الذات الإيجابي يزيد من القدرة على معاملة الآخرين باحترام وإحسان وألفة،[20] مما يؤدي إلى تفاعلات غنية في العلاقات بين الأفراد كما يؤدي إلى تجنب العلاقات التدميرية.[20] بالنسبة إلى إريك فروم، فإن حب الآخرين لنا وحبنا لأنفسنا ليسا بديلين. على العكس من ذلك، فإن سلوك الحب تجاه النفس هي سمة نجدها في كل من هم قادرين على حب الآخرين. يسمح تقدير الذات لنا بالابتكار في مكان العمل، وهو حالة حرجة في وظائف التعليم خاصة.[21]

يدعي جوزيه فنسنت بونيه أن أهمية تقدير الذات واضحة إذ أن انعدام تقدير الذات ليس فقدان التقدير من الآخرين، وإنما رفض للذات. يدعي مونيه أيضا أن هذا يتوازى مع متلازمة الاضطراب الاكتئابي.[14] ادعى سيغموند فرويد أيضا أن المكتئب يعاني من "انحسار هائل في تقديره لذاته، وإفقار في الأنا الخاصة به على المقياس الكبير... لقد فقد احترامه لذاته".[22]

اعتبرت مبادئ يوغياكارتا (وثيقة عن القانون الدولي لحقوق الإنسان) أن السلوكيات العنصرية والتمييزية ذد مجتمع إل جي بي تي والتي تجعل تقديرهم لذواتهم منخفضا،[23] اعتبرتها انتهاكا لحقوق الإنسان بما في ذلك الاتجار بالبشر، كما توصي منظمة الصحة العالمية في ورقة "منع الانتحار" التي نُشرت عام 2000 أن تقوية تقدير الذات للطلاب هو أمر هام لحماية الأطفال والمراهقين ضد الاضطرابات العقلية واليأس،[24] مما يسمح لهم بالتغلب على الصعاب ومواقف الحياة الشاقة.[25] إلا أنه لا يزال غامضا كيف يمكننا فعل ذلك وما إذا كان ذلك فعالا.

بالإضافة إلى السعادة المرتفعة، فإن تقدير الذات المرتفع مرتبط أيضا مع القدرة الأفضل على التغلب على الضغوط والاحتمالية الأكبر في أن يتعامل الفرد بصورة أفضل مع المهام الصعبة بالنسبة لمن يمتلكون تقدير ذات منخفض.[26]

علم الأعصاب

في بحث من 2014 قام به كل من روبرت تشافيز وتود هيذرتون، وجدا أن تقدير الذات مرتبط بالاتصالية في المسار الجبهي المخطط. يربط المسار الجبهي المخطط بين القشرة الأمام جبهية (والتي تتعامل مع معرفة الذات)، وبين الجسم المخطط (والذي يتعامل مع مشاعر الدافع ونظام المكافأة في الدماغ). المسارات التشريحية الأقوى مرتبطة بتقدير الذات الأعلى طويل المدى، بينما الاتصالية الوظيفية الأقوى مرتبطة بتقدير الذات الأعلى قصير المدى.[27]

مقالات ذات صلة

مراجع

  1. Hewitt, John P. (2009). Oxford Handbook of Positive Psychology. Oxford University Press. صفحات 217–224.  .
  2. Smith, E. R.; Mackie, D. M. (2007). Social Psychology (الطبعة Third). Hove: Psychology Press.  .
  3. Marsh, H.W. (1990). "Causal ordering of academic self-concept and academic achievement: A multiwave, longitudinal path analysis". Journal of Educational Psychology. 82 (4): 646–656. doi:10.1037/0022-0663.82.4.646.
  4. S. Yagual “Efectos de la violencia intrafamiliar en el autoestima de los estudiantes de octavo y noveno año de la Escuela de educación básica 11 de Diciembre” Editorial La Libertad. Universidad Estatal Península de Santa Elena, 2015. Ecuador. Online at http://repositorio.upse.edu.ec/xmlui/handle/46000/2069
  5. Baumeister, R. F.; Campbell, J. D.; Krueger, J. I.; Vohs, K. D. (2003). "Does High Self-Esteem Cause Better Performance, Interpersonal Success, Happiness, or Healthier Lifestyles?". Psychological Science in the Public Interest. 4 (1): 1–44. doi:10.1111/1529-1006.01431. ISSN 1529-1006. PMID 26151640.
  6. Orth U.; Robbins R.W. (2014). "The development of self-esteem". Current Directions in Psychological Science. 23 (5): 381–387. doi:10.1177/0963721414547414.
  7. "Great Books Online -- Quotes, Poems, Novels, Classics and hundreds more". Bartleby.com. مؤرشف من الأصل في 25 يناير 200911 ديسمبر 2017.
  8. "Bartleby.com: Great Books Online -- Quotes, Poems, Novels, Classics and hundreds more". Bartleby.com. مؤرشف من الأصل في 25 يناير 200911 ديسمبر 2017.
  9. "Great Books Online -- Quotes, Poems, Novels, Classics and hundreds more". Bartleby.com. مؤرشف من الأصل في 24 يناير 200911 ديسمبر 2017.
  10. The قاموس ماكواري. Compare The Dictionary of Psychology by Raymond Joseph Corsini. Psychology Press, 1999. (ردمك ). Online via كتب جوجل.
  11. James, W. (1892). Psychology: The briefer course. New York: Henry Holt.
  12. Maslow, A. H. (1987). Motivation and Personality (الطبعة Third). New York: Harper & Row.  .
  13. Greenberg, J. (2008). "Understanding the vital human quest for self-esteem". Perspectives on Psychological Science. 3 (1): 48–55. doi:10.1111/j.1745-6916.2008.00061.x. PMID 26158669.
  14. José-Vicente Bonet. Sé amigo de ti mismo: manual de autoestima. 1997. Ed. Sal Terrae. Maliaño (Cantabria, España). (ردمك ). نسخة محفوظة 19 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  15. Adapted from Hamachek, D. E. (1971). Encounters with the Self. New York: Rinehart.
  16. "KidsHealth." Developing Your Child's Self-Esteem. N.p., n.d. Web. 27 Nov. 2012. <http://kidshealth.org/parent/emotions/feelings/self_esteem.html>.
  17. Jones FC (2003). "Low self esteem". Chicago Defender. صفحة 33. ISSN 0745-7014.
  18. Adapted, Gill J. "Indispensable Self-Esteem". Human Development. 1: 1980.
  19. Baldwin, M. W.; Sinclair, L. (1996). "Self-esteem and 'if...then' contingencies of interpersonal acceptance". Journal of Personality and Social Psychology. 71 (6): 1130–1141. doi:10.1037/0022-3514.71.6.1130. PMID 8979382.
  20. Nathaniel Branden. Cómo mejorar su autoestima. 1987. Versión traducida: 1990. 1ª edición en formato electrónico: enero de 2010. Ediciones Paidós Ibérica. (ردمك ). نسخة محفوظة 19 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  21. Christian Miranda. La autoestima profesional: una competencia mediadora para la innovación en las prácticas pedagógicas - تصفح: نسخة محفوظة 2011-07-22 على موقع واي باك مشين.. Revista Iberoamericana sobre Calidad, Eficacia y Cambio en Educación. 2005. Volume 3, number 1. PDF format.
  22. Sigmund Freud, On Metapsychology (PFL 11) p. 254-6
  23. مبادئ يوغياكارتا, Preamble and Principles 11
  24. World Health Organization (2014). "Preventing suicide: A global imperative". World Health Organization - Mental Health: 92. مؤرشف من الأصل في 19 أكتوبر 2019.
  25. "Preventing Suicide, A resource for teachers and other school staff, WHO, Geneva, 2000" ( كتاب إلكتروني PDF ). who.int. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 06 أبريل 202022 أكتوبر 2017.
  26. Schacter, Daniel L.; Gilbert, Daniel T.; Wegner, Daniel M. (2009). "Self Esteem". Psychology (الطبعة Second). New York: Worth.  .
  27. Chavez, Robert S.; Heatherton, Todd F. (April 28, 2014). "Multimodal frontostriatal connectivity underlies individual differences in self-esteem". Social Cognitive and Affective Neuroscience. Oxford University Press. مؤرشف من الأصل في 22 مايو 2016July 9, 2015.


موسوعات ذات صلة :