الرئيسيةعريقبحث

تقويم العجيري

تقويم خاص

☰ جدول المحتويات


صفحة من صفحات تقويم العجيري السنة الثالثة. (عام 1949)

تقويم العجيري أو روزنامة العجيري هو تقويم من إعداد العالم الكويتي صالح العجيري والمسمى باسمه بدأ التقويم منذ عام 1952 وما زال ينتج كل عام، بدأت أول محاولة للعجيري لعمل الروزنامة - تقويم - منذ حوالي سنة 1934 إلا أنها لم تكن روزنامة بالمعنى المفهوم فلم تكن سوى جداول مخطوطة توضح أيام الأسبوع من الشهر العربي وكانت مبنية على أساس الحساب الاصطلاحي باعتبار الشهور القمرية تتوالى كل 29 – 30 يوم ثم أدخل عليها نظام الكبس ثم بعد ذلك نقل عن التقاويم القديمة بروج الشمس ومنازل القمر ثم المواقيت،[1][2] وبطبيعة الحال فقد تطورت المعلومات التي ترد فيه خلال تلك المدة وصارت أكثر دقة كما أصبح يصدر على عدة أنواع: تقويم الحائط، مذكرة للطاولة، أجندة للمكتب، مفكرة للجيب، نتيجة للجيب،[3] ومنذ عام 1951 قام العجيري بطباعة التقويم في عدد من الدول مثل الكويت وسوريا في حلب ودمشق ومصر في القاهرة واليابان ونابلس في فلسطين ولبنان في بيروت والعراق في بغداد وباكستان وسنغافورة.

نشأة التقويم

عندما كان العجيري صغيراً ويدرس في مدرسة والده لاحظ وجود لوحة على الحائض تنزع منها الأوراق يومياً فراح يقلدها في البيت وساعده والده على ذلك وأشار عليه أن يذهب إلى نصر الله النصر الله فأراه كتاب تعرف منه الأيام والشهور ومواقيت الصلاة اسمه تقويم العيوني لمؤلفه عبد العزيز العيوني من علماء الإحساء، يروي العجيري بداية قصته مع التقويم والروزنامات فيقول:

«عندما كنت طفلاً في مدرسة والدي كنت أشاهد لوحة على الحائط فيها أوراق تنزع يومياً يسمونها روزنامة ولعلها مجلوبة من مصر، وكان والدي إذا جاء يوم الخميس يقول لنا انظروا الروزنامة وكيف أن يوم الخميس يضحك! كنت مستغرباً من كلامه فلم أفهمه ولعله كان يقصد أن نهاية الدوام يوم الخميس تأتي بعدها عطلة الجمعة وفي سن مبكرة من عمري قلدت الرزنامة فكنت أكتب اليوم من الأسبوع ومعه رقم اليوم من الشهر فقط ولاحظ ذلك والدي فسألني ماذا تقول الروزنامة على الساعة التي يؤذن فيها العصر؟ فأجبته عندما يؤذن المؤذن لصلاة العصر فرد علي ولكن الساعة كم؟ فعجبت لسؤاله وصرت في حيرة ولكن حيرتي زالت عندما أرسلني إلى نصر الله النصر الله في السوق فأراني كتاباً تعرف منه الأيام والشهور وفيه مواقيت الصلاة اسمه تقويم العيوني لمؤلفه الشيخ عبد العزيز العيوني من الإحساء فقرأت الكتاب عدة مرات وصرت أنا أدرس معلمي المواد التي لا يعرفها من الكتاب ثم صرت أعمل رزنامات مخطوطة.[4]»

محاولات للطبع

أول محاولة طبع

أول محاولة للعجيري لطبع تقويم حقيقي كانت حوالي سنة 1936 حين قدم عبد الحميد الصانع مسودة التقويم إلى أمير الكويت حينها أحمد الجابر آل صباح الذي طلب من السيد عزت جعفر بأن يرسله إلى مصر للطبع إلا أن ظروف المواصلات الصعبة أخرته ففات الأوان لتنفيذ الطبع.[1][2]

أحد تقاويم العجيري مع مقدمة تظهر صعوبات طبعه وطلب نشره وتوزيعه لتشجيع العلوم وعلم الفلك تحديداً في الكويت من قبله

المحاولة الثانية

جرت المحاولة الثانية للعجيري لطبع تقويمه سنة 1938 قام عندما أخذه والده إلى مساعد الصالح ومعه التقويم فأبدى إعجابه به فقام بأخذه إلى عبد العزيز علي العبد الوهاب الذي كانت له علاقات تجارية في بغداد وطلب أن يطبع التقويم في بغداد لعدم وجود مطابع في الكويت فطلبت المطبعة في بغداد عشرين ديناراً عراقياً تبرع مساعد الصالح بخمسة دنانير وعبد العزيز علي العبد الوهّاب ب خمسة دنانير وتبرعت دائرة المعارف بخمسة دنانير ولم يستطيعوا أن يحصلوا على الخمسة دنانير الباقية فألغي المشروع،[5] وبقي مجمداً طيلة سنين الحرب إلا أن العجيري استطاع في السنة الأخيرة - 1945 - من الحرب أن يكتب تقويماً كبيراً مختصراً مؤلف من 12 ورقة وأرسله إلى صديق له في بغداد ليطبع 500 نسخة منه في مطبعة السريان وهي متخصصة بطبع التقاويم في العراق.[1][2] قال العجيري:

«وفي سنة 1938 أخذني والدي ومعي الرزنامة مخطوطة إلى مساعد الصالح فأبدى إعجابه بها فأخذني إلى عبد العزيز علي العبد الوهاب وكانت له علاقات تجارية مع بغداد وطلب منه أن يحاول طبعها في بغداد لعدم وجود مطابع في الكويت، فطلبت المطبعة عشرين ديناراً عراقياً تبرع مساعد الصالح بخمسة دنانير وتبرع عبد العزيز العلي بخمسة دنانير وطلبوا من دائرة المعارف المساعدة في ذلك الوقت فتبرعوا بخمسة دنانير وصار ينقصها خمسة دنانير لم نتمكن من تدبيرها ولم نتمكن من طباعة التقويم، وفي السنة التالية قام عبد الحميد الصانع بتقديم مسودة التقويم إلى أمير البلاد أحمد الجابر الصباح الذي طلب من السيد عزت جعفر أن يرسله إلى مصر للطبع فاشتعلت الحرب العالمية الثانية وتقطعت السبل وضاع التقويم في المعمعة.[5]»

طباعة التقويم

الطبعة الأولى

في عام 1944 قام العجيري بطباعة أول تقويم له وقد كان تقويماً بدائياً حيث لكل شهر ورقة طبعه على نفقته الخاصة في مطابع بغداد بعدها بعام في 1945 عمل تقويم كبير وأرسله إلى صديق له في بغداد وطلب منه طباعة 500 نسخة ولكن دائرة التموين في العراق لا تسمح بتصدير الورق الأبيض ويمكن طبعة على ورق رخيص ملون فوافق على ذلك وطبع في مطبعة السريان المتخصصة في طباعة التقاويم وبعد انتهاء الطبع أصدرت دائرة التموين في العراق قراراً يقضي بعدم جواز تصدير أي نوع من الورق فطلب من صديقة إرسال التقاويم إلى البصرة لتكون قريبة من الكويت وقال لصاحبه بأن يسلم التقاويم إلى أحد المحلات حتى يقوم بجلبها إلى الكويت ولكنه لم يفعل وفي تلك الأثناء اشتكى محمد أحمد الرويح صاحب المكتبة الوطنية عليه عند والده لأنه كان قد وعده بتقاويم وإنه عدل عن استيراد تقاويم من مصر ولكنه لم يسلمها له مع اقتراب السنة الجديدة فذهب إليه والده يعاتبه في منزل ياسين الغربللي وساعدهم على جلب التقاويم من البصرة بعد أن أرسل ابنه عبد العزيز الغربللي إلى أحد السواق الذي يعرفهم فأعطاه 100 روبية لكي يجلبهم من البصرة وقام بجلبهم من البصرة بحجة أن هذه الأوراق هي أوراق البريد، روى العجيري هذه الأحداث بالتفصيل فقال:

«وفي سنة 1944 كتبت تقويماً صغيراً مختصراً من ورقة واحدة لكل شهر وطبعته على نفقتي في بغداد وبكمية ضئيلة وفي سنة 1945 عملت تقويماً كبيراً وأرسلته إلى صديق لي في بغداد لطبع خمسمئة نسخة وجاءني الرد بأن دائرة التموين في العراق لا تسمح بتصدير الورق الأبيض ويمكن طبعه على ورق رخيص ملون فوافقت على ذلك وتم طبعه في مطبعة السريان – أصحابها يهود – وهي متخصصة بطبع التقاويم وبعد إنجاز الطبع أصدرت دائرة التموين في العراق تعليمات بعدم تصدير الورق لخارج العراق بكل أنواعه حتى الملون، فطلبت من صديقي أن يرسل التقاويم إلى البصرة لتكون قريبة من الكويت على الأقل وأوعزت إليه أن يسلمها إلى محل رحمين ساسون وهو يهودي حيث كنا نتعامل معه عندما كنت أعمل عند علي قبازرد وكان اليهود في آخر أيامهم في العراق مذلولين فلم يتمكن حتى بجاهه وشهرته أن يهرب التقاويم إلينا فاقترح علي قبازرد أن يكلم أحمد عبد اللطيف الحمد ليجلبه لنا فله معاملات مع البصرة ولما ذهبنا لنكلفه بذلك أفهمه علي قبازرد بالموضوع فوعدني بأنه سيستلم التقاويم من رحمين ساسون ويجلبها لي في سفينتهم التي تجلب القمح من البصرة لكنه نسي الموضوع واستحيت أن أذكره، في ذلك الوقت اشتكى علي محمد أحمد الرويح صاحب المكتبة الوطنية عند والدي وقال له ولدك صالح وعدني بتقاويم فعدلت عن استيراد تقاويم من مصر وهو حتى الآن لم يسلمها لي مع اقتراب السنة الجديدة وعتب علي والدي كيف لم أوفي بوعدي له فسردت عليه القصة وأنا في ديوانية ياسين الغربلي فقال لماذا لم تخبرني بذلك فقال لوالدي أعطني مئة روبية فاخرج والدي من جيبه روبيات فقال ياسين الغربلي لا أريد قطعة واحدة من فئة مئة روبية خضراء فذهبت مع والدي إلى البيت وأحضرت المطلوب فقال ياسين الغربلي لأبنه عبد العزيز خذ هذه المئة الروبية واذهب مع صالح العجيري إلى عبد اللطيف وكان هذا ينقل الركاب من الكويت إلى البصرة وبالعكس وقل له أن يحضر المطبوعات من البصرة وسلم له المئة الروبية فذهبنا أنا وزميلي عبد العزيز إلى السائق المذكور وطلبنا منه إحضار التقاويم من البصرة فأجاب لا أستطيع فهذا أمر ممنوع فقلت لصديقي عبد العزيز سلم له الأمانة ولما رأى المئة روبية استدرك قائلاً لكنني لا أستطيع أن أعتذر لوالدك فهو عزيز علينا وأمره مطاع سأحاول أن أجلب المطبوعات معي فأحضرها فعلاً إلى الكويت وقصصت ذلك على أحد أصدقائي وهو أحمد الجار الله الحسن فقال كنت مع السائق بالسيارة قادماً من العراق وفوقها كانت رزم أوراق فلما سأله موظف الجمارك العراقي ما هذا؟ أجاب إنه البريد.[6]»

الطبعة الثانية والثالثة

قام في عام 1946 كل من عبد الله زكريا الأنصاري وأحمد السقاف بطبع التقويم طبعته الثانية بإدارة يوسف مشاري الحسن فقدم لهم العجيري تقويمه وقاموا بطباعته في بغداد أيضاً وقاموا ببيعه في مكتبتها الخاصة إلا أنهم خرجا بخسائر من بيع التقاويم فامتنع العجيري عن إصدار التقويم لمدة سنتين.

أتاه بعدها أحمد الجار لله الحسن ليعاتبه على ذلك وقام بالطلب من عبد الرحمن عبد المغني أن يطبع له التقويم في الهند حيث كان يتواجد ليعمل في مكتب عائلة الشايع هناك ولكنه نصحه بطباعته في مصر فقام بإرسال تقويم عام 1951 إلى بيت الكويت في القاهرة والذي كان يعني بشؤون الطلبة الكويتيين هناك وقام بطبع التقويم عبد العزيز حسين و واصل عبد الله زكريا الأنصاري بالمساهمته في طبعه ودعمه لتقويم العجيري، وبعد تجهيز نسخ التقويم للشحن تبين أن وزارة التموين المصرية تمنع تصدير الورق خارج مصر وبعد جهد كبير استطاعوا الحصول على ترخيص من إحدى الشركات، وكانت اللوحة التي في التقويم تحمل صورة الشيخ عبد الله السالم الصباح.

يروي العجيري أحداث الطبع مما يذكر:

«وفي سنة 1946 افتتح الأديبان عبد الله زكريا الأنصاري وأحمد زين السقاف مكتبة الخليج وأوكلا في إدارتها يوسف مشاري الحسن فقدمت تقويمي لهذه المكتبة فلمست من أصحابها كل تشجيع وتقدير فطبعوها في بغداد وبيعت في تلك المكتبة إلا أنني خرجت من كل تلك الإصدارات بالخسائر فتوقفت عن طبع التقويم سنتين ولاحظ ذلك أحمد الجار الله الحسن فعتب علي وقال لا تبالي بالخسائر في بادئ الأمر ثم أردف قائلاً وكأنه يكشف عن المستقبل إن التقويم مجدك فأطعته وكتبت إلى زميلي في المباركية عبد الرحمن عبد الغني وكان قد سافر إلى الهند ليعمل في مكتب آل الشايع هناك فأبدى استعداده لطباعته في الهند إلا أنه نصحني بأن أطبعه في مصر ذلك أجدى فأرسلت التقويم سنة 1951 إلى بيت الكويت في القاهرة وكان يعنى بشؤون الطلبة الكويتيين هناك ويعتبره الكويتيون كسفارة لقيامه بخدمتهم وقام بطبعه الأستاذ عبد العزيز حسين وعبد الله زكريا الأنصاري. لكن بعد تجهيزه للشحن إلى الكويت تبين أن وزارة التموين تمنع تصدير الورق إلى خارج مصر وبعد جهد جهيد استطاعا أن يجدا رخصة تصدير ورق عند شركة فاشتريا الرخصة وصدرا التقويم بموجبها إلى الكويت وكانت لوحة الروزنامة تمثل صورة الأمير عبد الله السالم الصباح ثم بعد ذلك توالى طبع التقويم سنوياً حتى صرت أصدره على أنواع وخلال الفترة من سنة 1951 حتى الآن طبعت التقاويم بالإضافة إلى الطبع في الكويت في حلب ودمشق في سوريا والقاهرة واليابان ونابلس في فلسطين وبيروت وبغداد وباكستان وسنغافورة.[7]»

المساهمون الأوائل في طبع الروزنامة

صفحة من صفحات تقويم العجيري لعام 1952 تظهر عليها غرة محرم

علي قبازرد

في سنة 1946 ساهم الحاج علي قبازرد بطبع 1000 نسخة من التقويم الذي قام بحسابته العجيري، وكان الطبع في بغداد لأول تقويم كامل بمعنى التوقيم إلا أنه طبع على ورق من النوع الذي لا ينطبق عليه نظام التموين.[2]

الأنصاري والسقاف

وفي سنة 1948 قام عبد الله زكريا الأنصاري وأحمد زين السقاف بطبع التقويم في بغداد وعلى ورق أبيض وعرضاه للمبيع في مكتبتهما بشارع الأمير خلف المباركية ولم تكن العملية مربحة بقدر ما كان القصد منها التشجيع ونشر المعرفة، ثم تعثر بعد ذلك إصدار التقويم وتوقف عن الصدور حتى أشار أحمد الجار الله الحسن على العجيري بوجوب المضي في نشر التقويم وإعادة إصداره.[3]

أحمد الجار الله

بعد دعم أحمد الجار الله الحسن وتحفيزه للعجيري صدرت الطبعة التالية بعدد 1000 نسخة لسنة 1952 تحمل صورة أمير الكويت حينها عبد الله السالم آل صباح والذي طبع في القاهرة لأول مرة بإشراف الأستاذين عبد العزيز حسين وعبد الله زكريا الأنصاري ثم بعد ذلك استمر إصدار التقويم دون انقطاع حتى يومنا هذا وبطبيعة الحال فقد تطورت المعلومات التي ترد فيه خلال تلك المدة وصارت أكثر دقة كما أصبح يصدر على عدة أنواع: تقويم الحائط، مذكرة للطاولة، أجندة للمكتب، مفكرة للجيب، نتيجة للجيب.[3]

المصادر

  1. محمد صالح العجيري الموقع الرسمي. نسخة محفوظة 19 ديسمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
  2. كتاب ما لم يذكر عن حياة صالح العجيري، قصة الروزنامة، ص35 من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
  3. كتاب ما لم يذكر عن حياة صالح العجيري، قصة الروزنامة، ص38 من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
  4. كتاب سيرة ومسيرة الدكتور صالح العجيري، ص80، محمد محمد أحمد عيسوي، مكتبة العجيري، 2003
  5. كتاب سيرة ومسيرة الدكتور صالح العجيري، ص83، محمد محمد أحمد عيسوي، مكتبة العجيري، 2003
  6. كتاب سيرة ومسيرة الدكتور صالح العجيري، ص88، محمد محمد أحمد عيسوي، مكتبة العجيري، 2003
  7. كتاب سيرة ومسيرة الدكتور صالح العجيري، ص89، محمد محمد أحمد عيسوي، مكتبة العجيري، 2003

موسوعات ذات صلة :