الرئيسيةعريقبحث

جائحة فيروس كورونا والعنف المنزلي


☰ جدول المحتويات


تضم فصيلة فيروس "كورونا" عدة مشتقات من الفيروسات التي تسبب أمراضًا متنوعة بأعراض مختلفة.[1] يستهدف فيروس كورونا المستجد الجهاز التنفسي، ومن أعراضه السعال والحمى.[1] أعلنت منظمة الصحة العالمية أن هذا الفيروس يعتبر جائحة على العالم.[2] لم يكتف الوباء بزعزعة المنظومة الاقتصادية والصحية فقط، بل أدى أيضًا إلى تدهور الحياة الاجتماعية. تقول هيئة الأمم المتحدة للمرأة إن الضرر الأكبر يقع على النساء سواء من الناحية الصحية أو الاجتماعية.[3] من الناحية الصحية، تشكل النساء 70% من العاملين في القطاع الصحي في العالم، مما يعرضهن لخطرٍ مباشر.[3] أما من الناحية الاجتماعية، تأثرت النساء بحالة العزل الذاتي والحجر الصحي التي فرضتها معظم دول العالم. ويتمثل هذا التأثر في شكل العنف المنزلي الذي تعرضت له أعدادٌ كبيرة النساء منذ فرض حالة الحجر المنزلي والضغوط التي تتعرض لها الأسرة.[3]  تلعب المرأة عدة أدوار في المجتمع، فهي زوجة وأم وعاملة. وأي مشاكل تواجه أفراد الأسرة تصب في النهاية على عاتق المرأة. فعندما يتعرض الرجل إلى ضغطٍ نفسي بسبب الحجر المنزلي والصعوبات المادية الناتجة عن ووقف العمل، قد يبدأ عندها في التنفيس عن غضبه من خلال ممارسة العنف المنزلي على المرأة. والعنف المنزلي قد يكون بالإيذاء الجسدي أو اللفظي أو النفسي.

ارتباط فيروس كورونا بالعنف المنزلي حول العالم

تزايدت في الفترة الأخيرة بلاغات العنف المنزلي على المرأة حول العالم، ومن ضمنها بلاد الوطن العربي مثل تونس ولبنان.

تونس

أعلنت الوزيرة التونسية للمرأة والأسرة والطفولة وكبار السن أن البلاغات التي تلقاها خط الوزارة الخاص بالعنف المنزلي على النساء تضاعفت خمس مرات ما بين يومي 23 مارس و27 مارس.[4]

لبنان

أعلن التجمع النسائي الديمقراطي أن نسبة بلاغات العنف المنزلي التي تلقاها زادت بنسبة 60% في شهر مارس. أكدت منظمة "أبعاد" ومنظمة "كفى" على ارتفاع معدل العنف المنزلي وتنوع أشكاله حسب المكالمات التي وردت إلى كلٍ منهما.[5]

نماذج من الضحايا

بعد إقفال الأعمال والمدارس، صارت المرأة مجبرة على القيام بدور المعلمة والطبيبة ومدبرة المنزل، وما يصاحب ذلك من أعمال تنظيف وطبخ بلا توقف، دون أن يكون لها وقتٌ خاص ترتاح فيه من الأعباء وتستعيد طاقتها ونشاطها.

نشرت شبكة العربية الإخبارية عن حالة فتاة أردنية من ذوي الاحتياجات الخاصة طردها أشقاؤها وأقاربها في الشارع لاشتباههم في إصابتها بفيروس كورونا. على الرغم من أن الفحص الطبي نفى إصابتها بالفيروس وشخصها بأنها بأنفلونزا عادية. وسبب الاشتباه هو تشابه أعراض الفيروس مع أعراض الأنفلونزا العادية. أظهرت هذه الحادثة المعاناة والاضطهاد الذي يواجهه النساء من ذوات الاحتياجات الخاصة حول العالم.

عرضت شبكة "بي بي سي" الإخبارية مشكلة سيدة تونسية تدعى "فاطمة". تعاني "فاطمة" من الحجر المنزلي بسبب عنف زوجها وتضاعف الأعباء عليها بعدما انتقل عملها إلى المنزل. كان عملها هو مهربها اليومي الوحيد لتستعيد طاقتها من ضغط البيت. لكن بعد الحجر المنزلي صار عليها احتمال نوبات غضب زوجها الذي تسبب لها بكسورٍ ذات مرة.

أما "هاجر" فأصبح عليها الاهتمام بشؤون البيت ورعاية الأطفال وإرضاء الزوج بالإضافة إلى إنجاز عملها المعتاد. تجد صعوبة في الاختلاء بنفسها لأداء المهمات المطلوبة في وظيفتها. كما تشكو أن زوجها لا يساهم في شيء ويتذمر باستمرار ولا يتوقف عن انتقادها.

في المناطق الريفية، كانت الفتيات يلجأن للجامعات هربًا من حياتهم الاجتماعية بما فيها من عادات وتقاليد تهمش المرأة وتلغي دورها في المجتمع. أما الآن بعد إعلاق الجامعات عادت الطالبات للخضوع تحت سيطرة الرجل في القرى الريفية البسيطة. مما يعرضهم للأذى النفسي وأحيانًا الجسدي.

إجراءات مساعدة النساء

المغرب

أفادت منظمة "مرا" أن العنف المنزلي كان متوقعًا نتيجة للحجز المنزلي. ودعت لاتخاذ تدابير طارئة لمساعدة النساء المعنفات. وأضافت المنظمة أن الجمعيات النسائية المغربية تواصل تقديم العون رغم الظروف الصعبة. أنشأت منظمة "مرا" صفحة على شبكة الإنترنت وعليها بيانات الاتصال بكل الجمعيات في مختلف أنحاء المغرب للاستماع إلى النساء. أطلق بعض العاملين في مجال حماية النساء حملة "عاون بلادك، وخليك في دارك بلا عنف". كما دعت بعض المؤسسات الرسمية للاتصال برقم 8350 للتبليغ عن حوادث العنف.

تونس

قررت وزارة المرأة تجهيز مركز خاص للوافدات الجدد من ضحايا العنف المنزلي اللواتي لا يمتلكن مساكن. ليتم وضعهن في حجرٍ صحي لأسبوعين بغرض التأكد من خلوهن من الفيروس. وبعد ذلك يتم توزيعهن على الملاجئ الخاصة بالنساء المعنفات. قالت الوزارة إنه سيتم تأمين رعاية طبية ونفسية واجتماعية لهؤلاء النساء. كما سيتم استغلال مواد القانون لإجبار المعتدي على إخلاء المنزل لصالح المعتدى عليها. ويمكن للنساء الإبلاغ عن حوادث العنف من خلال الخط الأخضر 1899، والذي سيكون متاحًا باستمرار.

لبنان

تتعهد منظمة "أبعاد" بمساعدة النساء المعنفات عن طريق تأمين خط طوارئ أو من خلال تطبيق "واتساب" أو صفحات التواصل الاجتماعي، حيث توجد صفحة تواصل آمنة على الفيسبوك. لدى الجمعية ثلاث مراكز إيواء في لبنان متاحة للمساعدة على مدار الساعة. توفر الجمعية النقل الآمن للنساء والدعم الصحي والنفسي من خلال جلسات علاجية أو عبر الهاتف. تعمل الجمعية بالتعاون مع البرنامج الوطني للصحة النفسية. كما تتواصل مع وزارة الشؤون للوصول إلى الأسر الأكثر ضعفًا لتمدها بمواد غذائية وأدوات نظافة لتخفيف العبء على الأسرة مما يقلل نسبة العنف.

تقول منظمة "كفى" إنهم يتلقون اتصالات من نساء يتعرضن للعنف أثناء قيامهم بالاتصال. وهذا يسمح للمنظمة بالاتصال بالخط الساخن لقوى الأمن وإرسالها مباشرةً إلى سكن المتصلة ليتم استدعاء المعتدي وإجباره على توقيع تعهد بعدم الاعتداء.

أما التجمع النسائي الديمقراطي فيقدم الدعم القانوني ويتابع القضايا القانونية. كما يحث الدولة على إصدار قرار واضح بالتشدد في إجراءات حالات العنف باعتبارها أولوية يجب على الدولة الاعتراف بها.

أطلقت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حملة لتوعية النساء بضرورة الإبلاغ عن حوادث العنف. ووفرت خطًا ساخنًا وموقعًا إليكترونيًا لتلقي الشكاوي. وهذا الخط متصل مباشرةً بغرفة العمليات في مديرية الأمن الداخلي.

المراجع