إن جريندل (بالإنجليزية: Grendel) هو واحد من ثلاثة خصوم إلى جانب أمه والتنين في الملحمة الشعرية الأنجلوساكسونية بيولف (700–1000 م). وعادة ما يصور جريندل على أنه وحش، على الرغم أن هذا محل نزاع العلماء. وتشير الملحمة إلى أن جيرندل بث الرعب في قلوب الجميع باستثناء بيولف.
القصة
- مقالة مفصلة: بيولف
توجد الملحمة بيولف في مخطوطة نوول. وكما يُلاحظ في الأبيات 105–114 والأبيات 1260–1267 من بيولف، فإن جريندل وأمه يوصفان على أنهما من ذرية قابيل التوراتي. يترك بيولف جوتلاند لكي يجد جريندل ويقضي عليه، وكان جريندل يهاجم صالات النبيذ المسماة هيروت فيقتل ويأكل كل من يجده فيها. وجاءت مهاجمة جريندل للصالات بعد أن أزعجه ضجيج المعربدين بعد سكرهم. وفي المشهد المبهم الذي يجلس فيه جريندل في الصالة المهجورة غير قادر على الوصول إلى العرش يلمح إلى أن ما يدفعه لذلك هو الطمع والانتقام. وبعد حرب مطوّلة، يصيب بيولف جريندل إصابة قاتلة تؤدي إلى قطع ذراعه. ويموت جريندل في كهفه تحت المستنقع. وهناك ينخرط بيولف في حرب ضروس مع أم جريندل، ويتغلب عليها في نهاية المطاف. وعلى إثر ذلك، يجد بيولف جثمان جريندل فيقطع عنقه ويحتفظ بها لتكون دليلاً على انتصاره. ثم يعود بيولف إلى السطح حيث رجاله في "الساعة التاسعة" (1600 حوالي 3 مساءً.[1] ويعود إلى هيروت حيث يجد العديد والعديد من العطايا وفوق ذلك الكثير والكثير من الامتنان والشكر من هروثجار.
الأبحاث العلمية
تولكين
في 1936، كتب ج. ر. ر. تولكين (J.R.R. Tolkien) في مقالة بيولف:الوحوش والنقاد (Beowulf: The Monsters & The Critics) عن جريندل والتنين في بيولف. وكانت هذه المقالة هي البذرة الأولى للأبحاث العلمية التي تُعنى جديًا بـ الأدب الأنجلوساكسوني لما فيه من مزايا أدبية، بعد أن كانت الأبحاث تهتم فقط ببحث أصل اللغة الإنجليزية، أو باستخراج المعلومات التاريخية التي يمكن التقاطها من النص، كما كان عليه الحال في القرن التاسع عشر.
الجدل حول الوصف
في أثناء العقود التالية، أثار التوصيف الدقيق لجريندل جدلاً كبيرًا بين العلماء. والسبب الحتمي لهذا هو أن مظهره لم يوصف مباشرة بدقة في الإنجليزية القديمة في كتابات شاعر بيولف الأصلي، ويدور جزء من الجدل حول أمور مشهورة، وهي كونه من ذرية قابيل (أول قاتل في الكتاب المقدس).
جريندلسمير
في وريسيسترشاير كانت توجد بركة تسمى جريندلسمير قرب أبوتس مورتون أثناء عهد الإنجليزية القديمة. ويبدو أن هذا الاسم فيه إشارة ضمنية إلى جريندل المذكور في بيولف. أما البركة فليست موجودة الآن.[2]
جريندل في الأفلام والأدب والثقافة الشعبية
- مقالة مفصلة: List of artistic depictions of Grendel
يظهر جريندل أيضًا في خطاب هارولد فرموس (Harold E. Varmus) الذي ألقاه في 10 ديسمبر 1989 في حفل توزيع الجوائز احتفالاً بفوزه بـ جائزة نوبل في الطب أو علم وظائف الأعضاء لمجهوده الرائع في اكتشاف الجين الورمي. ذكر هارولد فرموس وجه المقارنة بين الخلية السرطانية وبين جريندل، إذ إن الخلية السرطانية "شبيهة بالجريندل وهي صورة مشوهة لواقع أمرنا".[3]
ملاحظات
- Jack, George. Beowulf: A Student Edition. صفحة 123.
- Hooke, Della. Worcestershire Anglo-Saxon Charter Bounds, 1990, Boydell & Brewer, Worcestershire (England), .
- Nobel Banquet Speech of Harold E. Varmus - تصفح: نسخة محفوظة 02 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
المراجع
- Jack, George. Beowulf : A Student Edition. Oxford University Press: New York, 1997.
- Jensen, S R. Beowulf and the Monsters. ARRC: Sydney, corrected edition, 1998. Extracts available online.
- ----. Beowulf and the Battle-beasts of Yore. ARRC: Sydney, 2004. Available online.
- Klaeber, Frederick, ed. Beowulf and the Fight at Finnsburg. Third ed. Boston: Heath, 1950.
- Kuhn, Sherman M. "Old English Aglaeca-Middle Irish Olach". Linguistic Method : Essays in Honor of Herbert Penzl. Eds. Irmengard Rauch and Gerald F. Carr. The Hague, New York: Mouton Publishers, 1979. 213–30.
- جون ر. تولكين بيولف: الوحوش والنقاد. (Sir Israel Gollancz Memorial Lecture, British Academy, 1936). First ed. London: Humphrey Milford, 1937.
- Cawson, Frank. "The Monsters in the Mind: The Face of Evil in Myth, Literature, and Contemporary Life". Sussex, England: Book Guild, 1995: 38-39.
- Gardner, John. "Grendel". New York, 1971.