الرئيسيةعريقبحث

حاتم الطائي

شاعر وأمير عربي بالعصر الجاهلي

☰ جدول المحتويات


حاتم الطائي شاعر عربي جاهلي وأمير قبيلة طيء (توفي 46 ق. هـ / 605 م) اشتهر بكرمه واشعاره وجوده ويقال انه أكرم العرب .

حاتم الطائي
Qissa-e Hatim Tai- pages from the Urdu book Araish-e Mehfil which describes the adventures of Hatim Tai.jpg
رسمة تصور حاتم الطائي المرتدي معطف (يسار) من كتاب كُتب باللغة الأردية ونشر عام 1921

معلومات شخصية
اسم الولادة حاتم الطائي
مكان الميلاد جبال طيء
الوفاة 605، 46 ق.هـ
جبال طيء
الإقامة نجد
مواطنة حائل 
الزوجة
  • عالية العنزية
  • ماوية الغسانية
  • النوار بنت ثرمله البحتوريه
أبناء
أقرباء عبد الله الثقفي (اخ من الرضاعة)
الحياة العملية
المهنة شاعر 
سبب الشهرة الكرم، الشعر
📖 مؤلف:حاتم الطائي

اسمه ونسبه

هو حاتم بن عبد الله بن سعد بن آل فاضل بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم هزومة بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء الطائي. ويكنى أبا سفانة وأبا عدي.[1] وهو من قبيلة طيء،وأمه عتبة بنت عفيف بن عمرو بن أخزم، وكانت ذات يسر وسخاء، حجز عليها إخوتها ومنعوها مالها خوفا من التبذير، نشأ ابنها حاتم على غرارها بالجود والكرم. ويعتبر أشهر العرب بالكرم والشهامة، ويعد مضرب المثل في الجود والكرم.

زار الشام فتزوج ماوية بنت حجر الغسانية، وهو من أشهر الشعراء في عصر الجاهلية.

سكنه

سكن حاتم وقومه في بلاد الجبلين (أجا وسلمى) التي تسمى الآن منطقة حائل شمال السعودية. توجد بقايا أطلال قصره وقبره وموقدته الشهيرة في بلدة توارن في حائل.

ذكره في الحديث النبوي

ولد حاتم الطائي في فترة ما قبل الإسلام وكان مسيحيًا.

جاء ذكر حاتم الطائي في عدة أحاديث منها الحسن ومنها الضعيف ومنها الموضوع.

  • عن عدي بن حاتم قال قلت لرسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويفعل ويفعل فهل له في ذلك - يعني : من أجر - ؟ قال : " إن أباك طلب شيئاً فأصابه " .أي الشهرة والذِّكر.

رواه أحمد (32 / 129) ، وحسَّنه الشيخ شعيب الأرناوط .

  • عن عدي بن حاتم قال: قلت : " يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم، وكان يفعل ويفعل، قال: إن أباك أراد أمراً فأدركه - يعني: الذِّكر .

رواه أحمد (30 / 200) ، وحسَّنه الشيخ شعيب الأرناؤط، وصححه ابن حبان (1 / 41) .

  • عن سهل بن سعد الساعدي أن عدي بن حاتم أتى رسول الله فقال : " يا رسول الله إن أبي كان يصل القرابة ويحمل الكلَّ ويطعم الطعام، قال : هل أدرك الإسلام ؟ قال : لا، قال : إن أباك كان يُحبُّ أن يُذكر " .

رواه الطبراني في " الكبير " (6 / 197) ، وفيه : رشدين بن سعد، وهو ضعيف، لكن يشهد له ما قبله .

ومعنى : (يحمل الكلّ) أي ينفق على الضعيف والفقير واليتيم والعيال وغير ذلك .

قال ابن كثير : وقد ذكرنا ترجمة حاتم طيء أيام الجاهلية عند ذكرنا من مات من أعيان المشهورين فيها وما كان يسديه حاتم إلى الناس من المكارم والإحسان، إلا أن نفع ذلك في الآخرة أي : (مشروط) بالإيمان، وهو ممن لم يقل يوماً من الدهر رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين .[2]

كرمه

كان حاتم من شعراء العرب وكان جواداً يشبه شعره جوده ويصدق قوله فعله وكان حيثما نزل عرف منزله مظفر وإذا قاتل غلب وإذا غنم أنهب وإذا سئل وهب وإذا ضرب بالقداح فاز وإذا سابق سبق وإذا أسر أطلق وكان يقسم بالله ألا يقتل أحدا في الشهر الأصم (رجب)، وكانت مصر تعظمه في الجاهلية، وكان ينحر في كل يوم عشرا من الإبل، فأطعم الناس واجتمعوا إليه.

ومن المواقف لحاتم الطائي الذي هو أخو عبد الله الثقفي من الرضاعة أن قالت له امرأة من عنزة بن ربيعه: قم افصد لنا هذه الناقة، فقام حاتم ونحر الناقة بدلاً من فصدها، فذهلت المرأة واسمها عالية العنزيه التي تزوجها فيما بعد وأنجبت له شبيب على حد ذكر ابن الأثير، فقال حاتم الأبيات التالية بعد نحره للناقة:

إنّ ابن أسماء لكم ضامن.. حتى يؤدّي آنسٌ ناويـه

لا أفصد الناقة في أنفها.. لكنّني أوجرهـا العاليـه

إنّي عن الفصد لفي مفخر.. يكره مني المفصد الآليه

اقترن الكرم والجود والسخاء بحاتم الطائي، ونرى ذلك عند نقاشه مع والده عندما قدم لضيوفه كل الإبل التي كان يرعاها وهو يجهل هويتهم وعندما عرفهم كانوا شعراء ثلاثة عبيد بن الأبرص وبشر بن أبي خازم والنابغة الذبياني وكانت وجهتهم النعمان فسألوه القرى (أي الطعام الذي يقدم للضيف) فنحر لهم ثلاثه من الإبل فقال عبيد: إنما أردنا بالقرى اللبن وكانت تكفينا بكرة، إذ كنت لابد متكلفا لنا شيئا، فقال حاتم: قد عرفت ولكني رأيت وجوها مختلفة وألوانا متفرقة فظننت أن البلدان غير واحدة فأردت أن يذكر كل واحد منكم ما رأى إذا أتى قومه، فقالوا فيه أشعارا امتدحوه بها وذكروا فضله، فقال حاتم: أردت أن أحسن إليكم فصار لكم الفضل علي وأنا أعاهد أن أضرب عراقيب إبلى عن آخرها أو تقوموا إليها فتقسموها ففعلوا فأصاب الرجل تسعة وثلاثين ومضوا إلى النعمان، وإن أبا حاتم سمع بما فعل فأتاه فقال له: أين الإبل؟ فقال حاتم: يا أبت طوقتك بها طوق الحمامة مجد الدهر وكرما، لا يزال الرجل يحمل بيت شعر أثنى به علينا عوضا من إبلك فلما سمع أبوه ذلك قال: أبإبلي فعلت ذلك؟ قال: نعم، قال: والله لا أساكنك أبدا فخرج أبوه بأهله وترك حاتما ومعه جاريته وفرسه وفلوها. فقال حاتم في ذلك:

إني لعف الفقر مشترك الغنىوتارك شكلا لا يوافقه شكلي
وشكلي شكل لا يقوم لمثلهمن الناس إلا كل ذي نيقة مثلي
وأجعل مالي دون عرضي جنةلنفسي وأستغني بما كان من فضل
وما ضرني أن سار سعد بأهلهوأفردنى في الدار ليس معى أهلي
سيكفي ابتنائي المجد سعد بن حشرجوأحمل عنكم كل ماضاع من نفل
ولي مع بذل المال في المجد صولةإذا الحرب أبدت من نواجذها العصل


ومن مواقفه أيضا: حُكي أن ملكان ابن أخي ماوية زوجة حاتم الطائي قال: قلت لها يوماً: يا عمة حدثيني ببعض عجائب حاتم وبعض مكارم أخلاقه، فقالت يا ابن أخي أعجب ما رأيت منه أنه أصابت الناس سنة قحط أذهبت الخف والظلف وقد أخذني وإياه الجوع وأسهرنا، فأخذت سفانة وأخذ عدياً وجعلنا نعلّلهما حتى ناما، فأقبل عليّ يحدثني ويعللني بالحديث حتى أنام، فرفقت به لما به من الجوع، فأمسكت عن كلامه لينام، فقال لي أنمت؟ فلم أجبه فسكت، ونظر في فناء الخباء، فإذا شيء قد أقبل، فرفع رأسه فإذا امرأة، فقال ما هذا؟ فقالت يا أبا عدي أتيتك من عند صبية يتعاوون كالكلاب أو كالذئاب جوعاً، فقال لها: أحضري صبيانك فوالله لأشبعنهم فقامت سريعة لأولادها فرفعت رأسي وقلت له يا حاتم بماذا تشبع أطفالها فوالله ما نام صبيانك من الجوع إلا بالتعليل، فقال والله لأشبعنّك واشبعنّ صبيانك وصبيانها، فلما جاءت المرأة نهض قائماً وأخذ المدية بيده وعمد إلى فرسه فذبحه ثم أجج ناراً ودفع إليها شفرة، وقال قطعي واشوي وكلي وأطعمي صبيانك، فأكلت المرأة وأشبعت صبيانها، فأيقظت أولادي وأكلت وأطعمتهم، فقال والله إن هذا لهو اللؤم تأكلون وأهل الحي حالهم مثل حالكم! ثم أتى الحي بيتاً بيتاً يقول لهم انهضوا بالنار فاجتمعوا حول الفرس، وتقنَّع حاتم بكسائه وجلس ناحية فوالله ما أصبحوا وعلى وجه الأرض منها قليل ولا كثير إلا العظم والحافر، ولا والله ما ذاقها حاتم وإنه لأشدهم جوعاً.[3]

أشعاره

لحاتم الطائي شعر كثير وهو من البلاغة بمكان، له ديوان واحد في الشعر.

ومن شعره يخاطب امرأته ماوية بنت عبد الله:


أيا ابنة عبد الـلـه وابـنة مـالـكويا ابنة ذي البردين والفرس الورد
إذا ما صنعت الزاد فالتـمـس لـهأكيلا فإني لست آكـلـه وحـدي
أخا طارقا أو جار بيت فـإنـنـيأخاف مذ مات الأحاديث من بعدي
وإني لعبد الـضـيف مـادام ثـاوياوما في إلا تلك من شيمة العـبـد

عني بذي البردين عامر بن أحيمر بن بهدلة.

ومن شعر حاتم أيضاً قوله:


وعاذلة قامت علي تلـومـنـيكأني إذا أعطيت مالي أضيمها
أعاذل أن الجود ليس بمهلـكـيولا مخلد النفس الشحيحة لومها
وتذكر أخلاق الفتى وعظـامـهمغيبة في اللحد بال رميمـهـا
ومن يبتدع ما ليس من خيم نفسهيدعه ويغلبه على النفس خيمها


ومن ذلك قوله أيضاً:

أكف يدي عن أن ينال التماسهـاأكف أصحابي حين حاجتنا معا
أبيت هضيم الكشح مضطمر الحشامن الجوع أخشى الذم أن أتضلعا
وإني لأستحيي رفـيقـي أن يرىمكان يدي من جانب الزاد أقرعا
وانك مهما تعط بطنـك سـؤلـهوفرجك نالا منتهى الذم أجمعـا


وقال أيضاً:

أما والذي لا يعلم الـسـر غـيرهويحيي العظام البيض وهي رميم
لقد كنت أختار القرى طاوي الحشامحافـظة مـن أن يقـال لـئيم
وإني لأستحيي يمينـي وبـينـهـاوبين فمي داجي الظلام بـهـيم


وقال أيضاً:

ولما رأيت الناس هرت كلابـهـم ضربت بسيفي ساق أفعى فخرت
وقلت لأصباء صغـار ونـسـوة بشهباء من ليل الثمانـين قـرت
عليكم من الشـطـين كـل ورية إذا النار مست جانبيها أرمعلـت


وقال أيضاً:

لا تشتري قدري إذا ما طبختها على إذا ما تطبخين حـرام
ولكن بهذاك اليفاع فـأوقـدي بجزل إذا أوقدت لا بضرام


وقال أيضاً:

وقائلة أهلكت بالـجـود مـالـنـا ونفسك حتى ضربت نفسك جودها
فقلت دعيني إنما تـلـك عـادتـي لكل كريم عـادة يسـتـعـيدهـا


وهو القاتل لغلامه يسار، وكان إذا اشتد البرد وكلب الشتاء أمر غلامه فأوقد ناراً في بقاع من الأرض، لينظر إليها من أضل الطريق ليلا فيصمد نحوه:

أوقد فإن الليل لـيل قـر والريح يا واقد ريح صر
عل يرى نارك من يمـر إن جلبت ضيفا فأنت حر


وقال أيضاً:

أماوي قد طال التجنـب والـهـجـروقد عذرتنا في طلابكـم الـعـذر

أمـاوي إن الـمـال غــاد ورائحويبقى من المال الأحاديث والذكـر

أمـاوي إمـا مـانـع فـمـبــينوإما عطاء لا ينهنـهـه الـزجـر

أمـاوي إنـي لا أقـول لـســائلإذا جاء يوماً حل في مالي الـنـذر

أماوي لا يغني الثراء عن الـفـتـىإذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر

أماوي إن يصبح صـداي بـقـفـرةمن الأرض لا ماء لدي ولا خمـر

ترى إن ما أنفقت لـم يك ضـرتـيوأن يدي مما بخلـت بـه صـفـر

إذا أنـا دلانـي الـذين بـلـونـنـيبمظلمة لج جـوانـبـهـا غـبـر

وراحوا سراعا ينفضـون أكـفـهـميقولون قد أدمى أظافرنا الحـفـر

أماوي إن الـمـال مـال بـذلـتـهفأولـه شـكـر وآخـره ذكــر

وقد يعلم الأقـوام لـو أن حـاتـمـاأراد ثراء المـال كـان لـه وفـر

ولا أظلم ابن العم إن كـان إخـوتـيشهودا وقد أودى باخوتـه الـدهـر

غنينا زمانا بالتـقـصـد والـغـنـىوكل سقانا وهو كاسينـا الـدهـر

فما زادنا مأوى عـلـى ذي قـرابةغنانا ولا أزرى بأحلامنا الـفـقـر

وله قصيدة طويلة تتعلق بالكرم ومكارم الأخلاق، وهي مسطورة في الخماسة البصرية وغيرها.. وهي هذه:

وعاذلتـين هـبـتـا بـعـد هـجـعةتلومان متـلافـا مـفـيدا مـلـومـا

تلومان لـمـا غـور الـنـجـم ضـلةفتى لا يرى الإنفاق في الحمد مغرمـا

فقلت وقد طال العـتـاب عـلـيهـمـاوأوعدني تماني أن تبينا وتـصـرمـا

ألا لا تلومانـي عـلـى مـا تـقـدمـاكفى بصروف الدهر للمرء محكـمـا

فإنكمـا لا مـا مـضـى تـدركـانـهولست على ما فاتـنـي مـتـنـدمـا

فنفسك أكـرمـهـا فـإنـك إن تـهـنعليك فلن تلقى مدى الدهر مكـرمـا

أهن للـذي تـهـوى الـبـلاد فـإنـهإذا مت كان المال نهبـا مـقـسـمـا

ولا تـشـقـين فـيه فـيســد وارثبه حين تغشى أغبر الجوف مظلـمـا

يقسـمـه غـنـمـا ويشـرى كـرامةوقد صرت في خط من الأرض أعظما

قلـيلا بـه مـا يحـمـدنـــك وارثإذا نال مما كنت تجمـع مـغـنـمـا

تحلم عـن الأدنـين واسـتـبـق ودهـمولن تستطيع الحلم حتـى تـحـلـمـا

وعوراء قد أعرضت عنها فلم تـضـروذمـي أود قـومـتـه فـتـقـومـا

وأغـفـر عـوراء الـكـريم ادخـارهوأعرض عن شتم الـلـئيم تـكـرمـا

ولا أخذل المـولـى وإن كـان خـاذلاولا أشتم ابن العم إن كان مـفـحـمـا

ولا زادني عـنـه مـنـأى تـبـاعـداوإن كان ذا نقص من المال مصرمـا

وليل بهيم قـد تـسـربـلـت هـولـهإذا الليل بالنكس الدنـيء تـجـهـمـا

ولن يكسب الصعلوك حمداً ولا غـنـىإذا هو لم يركب من الأمر معظـمـا

لحا الله صعـلـوكـا مـنـاه وهـمـهمن العيش أن يلقى لبوساً ومغـنـمـا

ينام الضحى حتى إذا نومه اسـتـوىتنبه مثـلـوج الـفـؤاد مـورمـا

مقيم مع المـثـرين لـيس بـبـارحإذا نال وجدي من الطعام ومجثـمـا

وللـه صـعـلـوك يسـاور هـمـهوتمضي على الأحداث والدهر مقدما

فتى طلبات لا يرى الخمـص تـرحةولا شبعة إن نالها عد مـغـنـمـا

إذا ما رأى يوماً مكـارم أعـرضـتتيمم كبراهـن ثـمـت صـمـمـا

ويغشـى إذا مـا كـان يوم كـريهةصدور العوالي فهو مختضب دمـا

يرى رمحـه ونـبـلـه ومـجـنـهوذا شطب عضب الضريبة مخذمـا

وأحناء سـرج قـاتـر ولـجـامـهعتاد فتى هيجا وطرفا مسـمـومـا

فذلك إن يهلك فحـسـنـى ثـنـاؤهوإن عاش لم يقعد ضعيفاً مذمـمـا

وفاته

مات في عوارض، جبل في بلاد طيء.

مراجع

  1. ديوان حاتم الطائي شرح أبي صالح بن مدرك الطائي - طبعة دار الكتاب العربي ص7
  2. حاتم الطائي في السنة ؟ - islamqa.info نسخة محفوظة 04 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. مقالة ملعقة لبن بدرهم - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?id=89121&y=2011&article=full#ixzz1kOFZtKpR نسخة محفوظة 2017-10-04 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :