الرئيسيةعريقبحث

حرب البلقان الثانية


حدود دول البلقان قبل وبعد حرب البلقان الثانية

حرب البلقان الثانية هي حرب اندلعت في البلقان ما بين 29 يونيو و 10 أغسطس 1913، بين بلغاريا من جهة وصربيا واليونان ورومانيا والجبل الأسود والدولة العثمانية من جهة أخرى.[1][2][3]

بدأت الحرب حينما أرادت مملكة بلغاريا ضم مقدونيا الشمالية من الصرب ومقدونيا الجنوبية من اليونانيين فقامت بمهاجمة كل من اليونان وصربيا دون إعلان حرب. فأعلنت رومانيا الحرب على بلغاريا 10 يوليو وهاجمت شمال بلغاريا ودخلت الدولة العثمانية الحرب في 18 يوليو، فاستفادت منها حيث استرجعت عددا من الأراضي التي فقدتها خلا حرب البلقان الأولى. انتهت الحرب بتوقيع اتفاقية بوخارست في 10 أغسطس 1913. و كانت أحد نتائجها اتجاه مملكة بلغاريا إلى طلب المساعدة من الامبراطورية النمساوية المجرية في استعادة جزء من الأراضي التي احتلتها صربيا في الحرب -والتي كانت بلغاريا ترى أنها من حقها- فقامت الامبراطورية النمساوية المجرية بإجبار صربيا إلى إرجاع بعض الأراضي إلى بلغاريا مما أدى إلى حقد كبير من الصربيين اتجاه الامبراطورية النمساوية المجرية، وصل هذا الحقد إلى ذروته حينما قام الصربي غافريلو برينسيب باغتيال وريث العرش النمساوي-المجري الأرشيدوق فرانس فرديناند في مدينة ساراييفو بالبوسنة والهرسك يوم 28 يونيو 1914، هذا الحدث يعدّ الحدث الرئيسي الذي أشعل فتيلة الحرب العالمية الأولى.

خلفية

نجح تحالف البلقان (بلغاريا وصربيا والجبل الأسود واليونان) في طرد الإمبراطورية العثمانية من أقاليمها الأوروبية (ألبانيا ومقدونيا وإقليم السنجق وتراقيا) خلال حرب البلقان الأولى، تاركة للعثمانيين تراقيا الشرقية فقط. اعترفت معاهدة لندن الموقعة في 30 مايو 1913 والتي أنهت الحرب بمكاسب دول البلقان غرب خط اينوس-ميديا، الممتد من ميديا على ساحل البحر الأسود إلى اينوس على ساحل بحر إيجه، على أساس مبدأ احترام الحدود المتوارثة، وخلق هذا دولة ألبانيا المستقلة.

ورغم ذلك سرعان ما توترت العلاقات بين حلفاء البلقان المنتصرين بسبب تقسيم الغنائم وخاصة في مقدونيا. وقعت صربيا وبلغاريا خلال مفاوضات ما قبل الحرب التي أسفرت عن إنشاء تحالف البلقان اتفاقًا سريًا في 13 مارس 1912 حددت حدودهما المستقبلية، ما أدى إلى تقسيم شمال مقدونيا بينهما. تم تعيين المنطقة الواقعة في شمال خط كريفا بالانكا - أوخريد (مع ذهاب كلتا المدينتين إلى يد بلغاريا)، باعتبارها "منطقة متنازع عليها" تحت التحكيم الروسي في حالة وجود خلاف بعد الحرب، والمنطقة الواقعة جنوب هذا الخط تذهب إلى بلغاريا. نجح الصرب خلال الحرب في الاستيلاء على منطقة تقع في جنوب الحدود المتفق عليها، وصولاً إلى خط بيتولا - غيفغليا (كلاهما في أيدي الصرب). تقدم اليونانيون شمالًا في الوقت نفسه واحتلوا سالونيك قبل وقت قصير من وصول البلغاريين، وأنشؤوا حدودًا يونانية مشتركة مع صربيا.

عندما حذر المندوبون البلغاريون في لندن الصربيين بصراحة من أنهم لا يجب أن يتوقعوا الدعم البلغاري بشأن ادعاءاتهم بخصوص المنطقة الأدرياتيكية، أجاب الصرب بغضب أن هذا كان انسحابًا واضحًا من اتفاق التفاهم المتبادل قبل الحرب وفقًا لخط كريفا بالانكا - البحر الأدرياتيكي للتوسع، ولكن أصر البلغاريون على أن جزء فاردار المقدوني من الاتفاق لا يزال نشطًا من وجهة نظرهم، وأن الصرب ما زالوا ملزمين بتسليم المنطقة كما هو متفق عليه. أجاب الصرب باتهام البلغاريين بالتطرف، مشيرين إلى أنهم إذا خسروا كلًا من شمال ألبانيا وفاردار مقدونيا، فإن مشاركتهما في الحرب المشتركة ستكون بلا مقابل تقريبًا.

عندما دعت بلغاريا صربيا إلى احترام اتفاقية ما قبل الحرب بشأن شمال مقدونيا، رفض الصرب الذين شعروا بالاستياء من القوى العظمى التي طالبتهم بالتخلي عن مكاسبهم في شمال ألبانيا بإصرار إعطاء أي أراضٍ أخرى. أدت التطورات بشكل أساسي إلى إنهاء التحالف الصربي البلغاري وجعلت الحرب المستقبلية بين البلدين أمرًا لا مفر منه. اندلعت بعد ذلك بوقت قصير اشتباكات بسيطة على طول حدود المناطق المحتلة بين البلغار ضد الصرب واليونانيين. رداً على التهديد البلغاري المفترض، بدأت صربيا مفاوضات مع اليونان والتي كانت لديها أيضًا أسباب للقلق بشأن النوايا البلغارية.

في 19 مايو أو 1 يونيو 1913 أي بعد يومين من توقيع معاهدة لندن وقبل 28 يومًا فقط من الهجوم البلغاري، وقعت اليونان وصربيا تحالفًا دفاعيًا سريًا يؤكد خط الترسيم الحالي بين المنطقتين المحتلتين كحدودهما المتبادلة وإبرام تحالف في حالة وقوع هجوم من قبل بلغاريا أو النمسا والمجر. نجحت صربيا من خلال هذا الاتفاق في جعل اليونان جزءًا من نزاعها على شمال مقدونيا، حيث أن اليونان ضمنت المنطقة المحتلة وقتها من قبل صربيا (والمتنازع عليها) في مقدونيا. في محاولة لوقف التقارب الصربي اليوناني، وقع رئيس الوزراء البلغاري جيشوف بروتوكولًا مع اليونان في 21 مايو وافق على ترسيم الحدود بشكل دائم بين قوات كل منهما، مع القبول الحقيقي للسيطرة اليونانية على جنوب مقدونيا. وبرغم ذلك فإن إقالته في وقت لاحق وضعت حدًا للحرب الدبلوماسية ضد صربيا.[4]

نشأت نقطة أخرى من الصراع حين رفضت بلغاريا التخلي عن قلعة سيليسترا لصالح رومانيا. عندما طالبت رومانيا بالتخلي عنها بعد حرب البلقان الأولى، عرض وزير الخارجية البلغاري بدلاً من ذلك بعض التغييرات الطفيفة على المنطقة الحدودية والتي استبعدت سيليسترا، وضمانات لحقوق الكوتزو-فلاخ في مقدونيا. هددت رومانيا باحتلال الأراضي البلغارية بالقوة، لكن الاقتراح الروسي للتحكيم حال دون القتال. وافقت بلغاريا على التخلي عن سيليسترا في بروتوكول سانت بطرسبرغ في 8 مايو 1913. كان الاتفاق الناتج عن ذلك حلاً وسطًا بين المطالب الرومانية بخصوص كامل منطقة دوبروجا الجنوبية، ورفض البلغاريين قبول أي تنازل عن أراضيهم. لكن حقيقة أن روسيا فشلت في حماية السلامة الإقليمية لبلغاريا جعلت البلغاريين غير متأكدين من موثوقية التحكيم الروسي المتوقع للنزاع مع صربيا. كان للسلوك البلغاري أيضًا تأثير طويل المدى على العلاقات الروسية البلغارية. إن الموقف البلغاري المتصلب لإعادة النظر في اتفاقية ما قبل الحرب مع صربيا خلال مبادرة روسية ثانية للتحكيم بينهما قد دفع روسيا أخيرًا إلى إلغاء تحالفها مع بلغاريا. كلا الفعلين جعل الصراع مع رومانيا وصربيا أمرًا حتميًا.[5]

مراجع

  1. Gedeon, Dimitrios (1998). A concise history of the Balkan Wars, 1912–1913 (الطبعة 1.udg.). Athens: Hellenic Army General Staff. صفحة 260.  . مؤرشف من الأصل في 09 مارس 2020.
  2. Stickney, Edith Pierpont (1926). Southern Albania or Northern Epirus in European International Affairs, 1912–1923. Stanford University Press.  . مؤرشف من الأصل في 6 مايو 2016.
  3. "The villages around it are Bulgarian to the north and west, but a rural Greek population approaches it from the south and east" - تصفح: نسخة محفوظة 10 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. Balkan crises, Texas.net, مؤرشف من الأصل في 7 نوفمبر 2009 .
  5. Hall (2000), p. 97.

مقالات ذات صلة

موسوعات ذات صلة :