حرب المائة عام عبارة عن صراع طويل بين فرنسا وإنجلترا، وقد دام 116 سنةَ مِنْ 1337 إلى 1453.[1][2][3] إدّعى الملوكُ الإنجليزُ العرشُ الفرنسيُ وكافحوا من أجله. هذه الحرب قوطعتْ بعِدّة فترات طويلة مِنْ السلامِ قَبْلَ أَنْ تنتهي بطردِ الإنجليزِ مِنْ فرنسا، باستثناء كاليه. وكانت الحرب سلسلة من النزاعاتِ ومقسمةُ إلى أربع مراحلِ:
- الحرب الإدواردية (1337-1360)
- حرب كارولين (1369-1389)
- أزمة 1383-85 (1383-1385)
- حرب لانكاستريان (1415-1429)
حرب المائة عام | |||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
معلومات عامة | |||||||||||
| |||||||||||
المتحاربون | |||||||||||
فرنسا تاج قشتالة مملكة اسكتلندا |
مملكة إنجلترا مملكة البرتغال |
والهبوط البطيئ للحظوظ الإنجليزيةِ بعد ظهورِ جوان. أما بالنسبة لتعبير "حرب المائة عام" فقد كَان تعبيرا تأريخيا اصطلح لاحقاً مِن قِبل المؤرخين لوَصْف سلسلةِ الأحداثِ. وتَستمد الحربُ أهميتُها التأريخيةُ إلى عدد مِنْ العواملِ. ومع ذلك كانت أساساً نزاع ما بين السلالات الحاكمة، وساعدتْ الحربَ على تَطوير الشعور الوطني لكل من الفرنسيين والإنجليز. وكانت مقدمةَ للأسلحةِ والوسائلِ الجديدةِ، التي غيّرت النظامَ الأقدمَ للجيوشِ الإقطاعيةِ والذي كان يسيطرَ عليه سلاحِ الفرسان الثقيلِ. والذي كان يعتبر الجيوش الدائمية الأولى في أوروبا الغربية منذ زمن الإمبراطورية الرومانية، لذا تغير دور طبقةِ الفلاحين. كُلّ هذا، بالإضافة إلى المدّة الطويلةِ، جعل المؤرخين يعتبرونها في أغلب الأحيان كأحد النزاعاتَ الأهمَّ في تأريخِ الحروبِ في القرون الوسطى.
تعدى تأثير هذه الحرب إلي ممالك ودوقيات مجاورة، وتعتبر تلك الحرب أطول الحروب الأوروبية وتعتبر تلك الفترة التي امتدت بها الحرب نهاية للعصور الوسطى وبداية للعصور الحديثة. حيث كانت إنجلترا وفرنسا تحت حكم أنظمة ملكية تقلبت بين القوة والضعف ففى فرنسا كانت الملكية تعانى من قلة الموارد والصراع بين النبلاء والإقطاعيين ورجال الدين وعامة الشعب ويتفاوت هذا الصراع ويتباين بالنظر إلي حال الجالس على العرش، وقد حكم فرنسا خلال حرب المائة عام خمسة ملوك أهمهم فيليب السادسوشارل الخامس حتى شارل السابع وأعتمدت فرنسا على الضرائب المختلفة وفي الحكم على مجلس الدولة وأعوانه ومجلس طبقات الأمة. ولم تختلف أنجلترا عن ذلك كثيرا فقد أعتمدت على الزراعة وتربية الأغنام وتجارة الصوف وكانت إنجلترا تابعة لملك فرنسا، وحكم أنجلترا من الملوك أثناء الحرب خمسة هم إدوارد الثالث وريتشارد الثاني وهنري الرابع حتى هنري السادس وعانى ملوك أنجلترا من كثير من المشاكل الداخلية في العلاقات مع اسكتلندا وأيرلندا وتنظيم الدخل والعلاقات مع النبلاء والأقطاعيين ورجال الدين.
أصل النزاع
ترجع الأسباب الجذرية للنزاع للأزمات الديموغرافية والاقتصادية والسياسية في أوروبا في القرن الرابع عشر. كان الدافع وراء اندلاع الحرب هو الارتفاع التدريجي في التوتر بين ملوك فرنسا وإنجلترا حول غشكونية وفلانديرز واسكتلندا. شكلت القضية المتعلقة بالأسرة الحاكمة والتي نشأت بسبب انقطاع الخط الذكوري المباشر لكابيتيون الذريعة الرئيسية.
اضطراب الأسرة الحاكمة في فرنسا: 1316- 1328
أُثيرت مسألة وراثة الإناث للعرش الفرنسي بعد وفاة لويس العاشر في عام 1316. لم يترك لويس العاشر بعد وفاته سوى ابنة، بينما توفي طفله جون الأول بعد أيام من ولادته. علاوة على ذلك، كانت أُبوة ابنته موضع تساؤل، إذ تورطت والدتها مارغريت من بورغندي وهي زانية في فضيحة تور دو نيل أفير. نصَّب فيليب، وهو كونت بواتييه وشقيق لويس، العاشر نفسه ملكًا على العرش، متذرعًا بأن المرأة يجب ألا تكون مؤهلة للوصول إلى العرش الفرنسي، وبسبب حنكته السياسية فاز على خصومه ووصل إلى العرش بصفته فيليب الخامس. حُرمت بناته من وراثة عرشه بموجب القانون الذي وضعه مسبقًا، فانتقل العرش إلى شقيقه الأصغر، تشارلز الرابع في عام 1322.[4]
توفي تشارلز الرابع في عام 1328، تاركًا ابنته وزوجته الحامل. أوصى تشارلز بأن يُعين المولود ملكًا في حال كان ذكرًا، وإن لم يكن كذلك، يعود أمر اختيار خلفه للنبلاء. انتهى الأمر بأن أنجبت زوجته فتاة مما أدى إلى انقراض سلالة الذكور الرئيسية لعائلة كابيت.
كان أقرب وريث ذكر لتشارلز الرابع هو ابن أخيه إدوارد الثالث من إنجلترا، ابن إيزابيلا شقيقة تشارلز الرابع، لكن الشكوك كانت تدور حول ما إذا كانت إيزابيلا قادرة على نقل الحق في وراثة ما لم تكن تملكه أساسًا. وعلاوة على ذلك، أحجمت طبقة النبلاء الفرنسيين عن احتمال حكم إيزابيل وعشيقها روجر مورتيمر، اللذان اشتُبه بهما على نطاق واسع في قتل الملك الإنجليزي السابق، إدوارد الثاني. قررت جمعيات البارونات والأساقفة الفرنسيين وجامعة باريس استبعاد الذكور الذين يستمدون حقهم في الميراث عن طريقة أمهاتهم. بالتالي أصبح أقرب وريث من الأسلاف الذكور هو ابن عم تشارلز الرابع فيليب، كونت فالوا وتقرر بأنه يجب أن يُتوج ليكون فيليب السادس. أكدت باباوية أفينيون في عام 1340 أنه بموجب القانون السالي، يجب ألا يكون الذكور قادرين أن يرثوا من خلال أمهاتهم.[5][4]
الخلاف حول غويين: مشكلة السيادة
يمكن إرجاع التوتر بين كل من الملكية الفرنسية والإنجليزية إلى غزو النورمان لإنجلترا في عام 1066، إذ استولى دوق نورماندي على العرش الإنجليزي وهو تابع لملك فرنسا. نتيجة لذلك، أصبح تاج إنكلترا تحت يد سلسلة من النبلاء الذين يمتلكون بالفعل أراض في فرنسا، الأمر الذي وضعهم بين أقوى رعايا الملك الفرنسي، وكان بإمكانهم الاستفادة من القوة الاقتصادية لإنجلترا لفرض مصالحهم في البر الرئيسي. هدد ذلك بشكل خطير السلطة الملكية لملوك فرنسا، ولذلك فقد حاولوا باستمرار تفويض الحكم الإنجليزي في فرنسا، في حين أن الملوك الإنجليز كانوا يكافحون لحماية وتوسيع أراضيهم. شكل هذا الصدام بين المصالح السبب الأساسي للكثير من النزاعات بين الملكيتين الفرنسية والإنجليزية التي استمرت طوال فترة العصور الوسطى.
انتهت سلالة الأنجلو نورمان التي حكمت إنجلترا منذ غزو النورمان في عام 1066 عندما أصبح هنري، ابن جيفري من أنجو والإمبراطورة ماتيلدا والحفيد الأكبر لوليام الفاتح، أوائل ملوك إنجلترا في عام 1154 باسم هنري الثاني. سيطر الملوك الأنجويون بشكل مباشر على الإمبراطورية الأنجوية، وهي منطقة فرنسية أكثر من ملوك فرنسا بأنفسهم. امتلك الأنجويون منذ القرن الحادي عشر استقلالًا داخل نطاقاتهم الفرنسية، مما أدى إلى تحييد القضية.
ورث الملك جون الإنجليزي مناطق أنجو من شقيقه ريتشارد الأول. مع ذلك، عمل فيليب الثاني ملك فرنسا على استغلال نقاط ضعف جون قانونيًا وعسكريًا، وبحلول عام 1204 نجح في السيطرة على الكثير من ممتلكات أنجو القارية. أصبحت ملكية الملك الإنجليزي مثل دوق آكيتاين (غويين) في القارة محدودة واقتصرت على المقاطعات في جاسكوني، وذلك بعد عهد جون وبعد كل من معركة بوفين (1214) وحرب سينتونج (1242) وأخيرًا حرب سانت ساردوس (1324).[6][7]
يُعتبر الخلاف حول غويين أكثر أهمية من قضية السلالة الحاكمة فيما يتعلق باندلاع الحرب. شكلت غويين مشكلة كبيرة لملوك فرنسا وإنجلترا على حد سواء، إذ كان إدوارد الثالث تابعًا لفيليب السادس ملك فرنسا بسبب ممتلكاته الفرنسية وكان مطلوبًا منه الاعتراف بسيادة ملك فرنسا عليها. قد يخضع الحكم الصادر في غويين لاستئناف أمام المحكمة الملكية الفرنسية من الناحية العملية. لدى ملك فرنسا القدرة على إلغاء جميع القرارات القانونية التي يتخذها ملك إنجلترا في آكيتاين، وهو أمر لم يكن مقبولًا بالنسبة للإنجليز. لذلك، شكلت السيادة على غويين صراعًا كامنًا بين المملكتين لعدة أجيال.[8]
غزا تشارلز فالوا، والد فيليب السادس، آكيتاين أثناء حرب سانت ساردوس، نيابة عن تشارلز الرابع وغزا الدوقية بعد تمرد محلي، وبالتالي فقد اعتقد الفرنسيون أن إدوارد الثاني ملك إنجلترا قد حرضه عليهم. وافق تشارلز الرابع على مضض بأن يعيد هذه المنطقة في عام 1325. اضطر إدوارد الثاني أن يقدم عددًا من التنازلات بهدف استعادة الدوقية، وأرسل ابنه إدوارد الثالث لتقديم الولاء.
وافق ملك فرنسا على استعادة غويينن من دون أجين. إلا أن الفرنسيين أخروا عملية إعادة الأراضي، الأمر الذي ساعد فيليب السادس. قدم إدوارد الثالث في 6 يونيو من عام 1329 الولاء لملك فرنسا. ذكر فيليب السادس أن احتفال تقديم الولاء هذا لم يكن بسبب الإقطاعيات التي فصلها تشارلز الرابع عن دوقية غويين (خاصة أجين). لم يعن هذا التكريم بالنسبة لإدوارد التخلي عن مطالبته بالأراضي التي جرى ابتزازها.
أسباب حرب المائة عام
- السبب الأول للحرب سياسي يتعلق برغبة أنجلترا التخلص من التبعية لفرنسا.
- السبب الثاني الحرب الاقتصادية ذلك أن إنجلترا كانت تعتمد في جزء هام من اقتصادها على إمارة الفلاندر التي كان تصدر إليها صوف الغنم الأنجليزي والذي كان يجد له سوقا رائجا في الفلاندر بجانب العنب والنبيذ، كانت كونتيه الفلاندر أحد تبعيات ملك فرنسا ولكنها كانت شبه مستقلة ولكن ملك فرنسا تدخل كثيرا في شؤنها الداخلية واحتل بعضا من مدنها كما تدخل في حرية الكونت أمير الفلاندر فأشتكى الكونت بدوره لملك إنجلترا فما كان من ملك فرنسا سوى أحتلالها فأصبح ملك أنجلترا في مأزق اضطراب باب أقتصادي كان مفتوحا للأقتصاد الأنجليزى.
- السبب الثالث يتعلق بشخص ملك فرنسا الذي كان ضعيفا مسرفا في أنفاقه، ومحبا للبذخ والحفلات الصاخبة ولم يحكم البلاد بنفسه بل ترك امرها لخاصته وحاشيته وتكالب علي حفلاته ومجالسه الكثير من أصحاب المصالح والمنتفعين ورجال الدين والأعيان، فكان الملك دائم الأفلاس وأستدان من الجميع حتى من الموظفين والضباط. كما أنه لم ينشئ جيشا نظاميا بل أكتفى بجيش مؤقت مرهون بموافقة السادة الاقطاعيين كما انه لم يوجد سوى بعض الفرسان غير النظاميين وضعيفي العدّة، فكان هذا دافعا كبيرا لإغراء ملك إنجلترا للغزو.
- السبب الرابع على نقيض السبب الثالث، فقد كانت أنجلترا تتمتع بحكم ملك قوي وهو إدوارد الثالث الذي كان عمليا وواقعيا يخطط لأهدافه ويصر على الحصول عليها كما نجح في علاقاته الداخلية مع الأقطاعيين وأحكم سيطرته على نظام حكمه وشعبه ساعيا في اقتصاد بلاده والأهم من ذلك أنه كوّن جيشا نظاميا قويا مدربّا على أسس جديدة وكان أفراد الجيش علي قناعة بمهامهم وتكون الجيش من فرق رماة النبال والسهام وقوة ضاربة من سلاح المدفعية، وغير ذلك من وسائل التكتيك العسكري الحديث آنذاك. أضف إلى ذلك أسطولا قويا ضاربا. أمّا الجيش الفرنسي فقد كان على النقيض من ذلك تماما.
شجرة العائلة الفرنسية
مصادر
- "معلومات عن حرب المائة عام على موقع aleph.nkp.cz". aleph.nkp.cz. مؤرشف من الأصل في 26 أغسطس 2019.
- "معلومات عن حرب المائة عام على موقع britannica.com". britannica.com. مؤرشف من الأصل في 13 يونيو 2019.
- "معلومات عن حرب المائة عام على موقع hls-dhs-dss.ch". hls-dhs-dss.ch. مؤرشف من الأصل في 24 نوفمبر 2018.
- Brissaud 1915، صفحات 329–330.
- Previté-Orton 1978، صفحة 872.
- Bartlett 2000، صفحة 22.
- Bartlett 2000، صفحة 17.
- Gormley 2007.
- محاضرات كلية آداب دمياط جامعة المنصورة,،قسم اللغة الإنجليزية.
تاريخ أنجلترا لدكتور نبيل عبد الحميد