حرق الكتب أي تدميرها بالنار يجرى عادة بالعلن لأسباب أخلاقية أو سياسية أو دينية.[1][2][3] وقد يشير للتخلص من الكتب سريا كما حدث لملايين الكتب في الكتلة الشيوعية الشرقية البائدة.
إن بعض حوادث حرق الكتب تعتبر مصائب تتذكرها أجيال عديدة بسبب قيمة الكتب التي لا تعوض والخسارة الثقافية أو لأن عملية الحرق تعبر عن نظام قمعي.
ويذكر التاريخ أمثلة عديدة منها حرق الكتب والعلماء في عهد أسرة تشين الصينية وتدمير الإسبان لمخطوطات المايا و حرق كتب ابن رشد من قبل المسلمين بعد أن إتهمه الخليفة بالكفر، وحرق النازيين للكتب.
ويعتبر الحرق أحيانا انتصارا للحق كما في إشادة النحات الإيطالي جيفاني مايني بحرق كتب الهراطقة في واجهة كنيسة في روما. وقد شهد عهد النازيين أعمال وجهود عظيمة في حرق الكتب ففي سنة 1933 بدأ جوزف جوبلس ـ الوزير النازي للتنوير العام والدعاية في رسم برنامج التناغم الثقافي حيث أصبحت الفنون في خدمة الأهداف النازية واتهمت الحكومة المنظمات الثقافية اليهودية والمنظمات الأخرى بأنها نوع من المعارضة فنياً وسياسياً.
انظم الطلبة الألمان للحركة النازية، وفي أواخر عقد العشرينات واحتل العديد منهم مراكز داخل مؤسسات نازية مختلفة. إن الشعور القومي ومعاداة السامية داخل الطبقة المتوسطة تنامى واجتاح المنظمات الطلابية منذ قرون. بعد الحرب العالمية الأولى عارض أغلب الطلبة "جمهورية وايمار" (1919ـ1939) ووجدوا في الاشتراكية القومية وسيلة مناسبة للتعبير عن معارضتهم السياسية وكرههم.
في 6 أبريل 1933 أعلنت الجمعية الطلابية للإعلام والدعاية حملة شملت كامل البلاد ضد "الروح غير الألمانية" وبلغت أقصاها بكلمة "التنظيف". لقد كانت الفصول المحلية تحتوي على مقالات مهمة لشحن الإعلام وتمويل الرموز النازية المهمة لتتكلم وتخاطب الجماهير المحتشدة وتناقش في البرامج الإذاعية. في 8 أبريل طبعت المنظمات الطلابية أطروحاتها منقية مقالات "مارتين لوثر كنج" ومطالباتهم بلغة وثقافة قومية. لائحات لإشهار هذه الأطروحات تهاجم اليهود المثقفين وتطالب اللغة والآداب الألمانية وتطالب الجامعات الألمانية بأن تصبح مركزاً للقومية الألمانية. ووافق الطلبة الحركة كردة فعل على تعاطف العالم مع اليهود وحملتهم ضد ألمانيا وتأكيد للقيم الألمانية التقليدية.
وفي عملية مهمة ورمزية في 10 مايو أحرق الطلبة 25,000 مجلد من الكتب المسمات "غير ألمانية" معلنين بذلك حقبة من مراقبة وحضر الثقافة من قبل الدولة. وفي ليلة 10 مايو وفي أغلب الجامعات تظاهر الطلبة اليمينيون ضد "الروح غير الألمانية". وتطالب هذه النسخ المسؤولين النازيين والأساتذة والمحاضرين وقادة الطلبة بالتوجه للمشاركين والجماهير. وفي أماكن الاجتماع قام الطلبة برمي الكتب غير المرغوب فيها في النار وصحب ذلك جو من الغناء والبهجة.
ولم تحرق كامل الكتب في 10 مايو كما كانت جمعية الطلبة الألمانية قد قررت. فبعضها وقع تأجيلها ببضعة أيام بسبب هطول الأمطار، وبعضها الآخر حرقت في 21 يونيو ـ أول يوم في الصيف، تاريخ الاحتفال التقليدي. وفي 34 جامعة داخل ألمانيا كانت "الحركة ضد الروح غير الألمانية" قد لقيت نجاحاً مما أدى إلى انتشار مقالات عن هذا الحدث في معظم الصحف. وفي بعض الأماكن وخاصة في برلين نقلت محطات الراديو خطابات وأغاني الاحتفالية مباشرة إلى المستمعين الألمان.
أعمال الكتاب الألمان مثل بيرتولد بريخت وليون فويشتفانجر وألفريد كير حرقت في احتفال برلين. فحملة الثقافة الآرية وإلغاء النتاجات الثقافية الأخرى كان شكل آخر من أشكال المجهودات الألمانية لـ "تنقية" ألمانيا. كما وُضع الكاتبان الأمريكيان مثل أرنيست هامينجواي وهيلن كيلر في "قائمة سوداء". spg10
مراجع
- "עכותור - מדריכי טיולים לעיר עכו ולכל הארץ | מדריך טיולים | מסלולי טיול לקבוצות עברית + צרפתית". Acco-tour.50webs.com. مؤرشف من الأصل في 04 مارس 201621 يناير 2012.
- Rodkinson, Michael Levi (1918). The history of the Talmud, from the time of its formation, about 200 B. C. Talmud Society. صفحات 66–75.
- Bosmajian, Haig (2006). Burning Books. Jefferson, North Carolina: McFarland & Company, Inc. صفحة 141. .