حسيب جريس الصباغ أبا سهيل رجل أعمال مسيحي فلسطيني (ولد سنة 1920 في طبريا وتوفي في 12 يناير 2010 عن عمر يناهز التسعين عاماً)، أبناءه : سناء و سهيل و سمير, نشأ وترعرع في صفد حيث فقد والده باكراً لكن طموح الفتى قاده إلى القدس، حيث أنهى دراسته الثانوية سنة 1938 في "الكلية العربية"، قبل أن ينتقل إلى الجامعة الأميركية في بيروت حيث تخرج سنة 1941 كمهندس مدني بعد ان شرده الاحتلال البريطاني عام 1948.[1]
حسيب الصباغ | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 1920 طبريا |
الوفاة | يناير 12, 2010 الولايات المتحدة |
مواطنة | دولة فلسطين |
الحياة العملية | |
المدرسة الأم | الجامعة الأميركية في بيروت |
المهنة | شخصية أعمال |
عائلته وعروقه
أحد أجداده هو إبراهيم الصباغ الذي اشغل منصبًا إداريًا في حكومة ظاهر العمر شيخ الجليل في منتصف القرن الثامن عشر. كما أن عددًا من أفراد عائلته أشغل مناصب إدارية مختلفة عبر العصور اللاحقة. ومنهم من أشغل منصب قنصل عام فرنسا. فجده حبيب كان قنصلاً في صفد، وعمه توما قنصلاً في صفد و طبريا، وقريبه يوسف قنصلاً فخريا. وكان للعائلة في صفد شبكة علاقات رفيعة المستوى مع قيادات الطائفة التي انتمت اليها، ألا وهي طائفة الروم الكاثوليك، حيث اعتاد المطران غريغوريوس حجار النزول ضيفًا كريمًا لدى عائلة صباغ في صفد، وكذا فعل المطران حكيم. واستمرت الصداقة والعلاقة بين حسيب والمطران حكيم بعد أن نُصّب الأخير بطريركا في لبنان في عام 1968.
دراسته
الدراسة بين صفد والقدس وبيروت تلقى حسيب صباغ دروسه الابتدائية في المدرسة الكاثوليكية في صفد، بينما إخوته تعلموا في المدرسة الاسكتلندية (بإدارة مستر سمبل والتي تم نقلها لاحقًا أثناء ثورة فلسطين 1936 إلى حيفا). وظهرت نجابته في المدرسة، وكذلك ظهرت عليه علامات الاهتمام الاجتماعي بالمحتاجين، خاصة أبناء العائلات الفقيرة والمحتاجة من صفد وقراها. فكان ينفق على بعض منهم بعض المال الذي توفر له من توفيراته. ثم أرسلته العائلة لمتابعة دراسته في الكلية العربية في القدس والتي كانت تحت إدارة المربي والمفكر أحمد سامح الخالدي. وفور نجاحه في امتحانات المتريكوليشين أوفدته المدرسة إلى الجامعة الاميريكية في بيروت ليدرس فيها الهندسة المدنية. وأنعشته الحياة الجامعية كثيرًا، إذ وفرّت له مساحة واسعة من الاطلاع على الحياة السياسية وبلورة فكره السياسي، خاصة القومي العروبي، وذلك بتأثير تعاليم مؤسس وزعيم الحزب القومي السوري أنطوان سعادة. كما أنه اطلع على تعاليم خالد بكداش أحد زعماء الحزب الشيوعي، وتعاليم العروبي قسطنطين زريق والبعثي ميشال عفلق. كل هؤلاء تركوا بصماتهم عميقًا في قلب وعقل حسيب. وشارك حسيب مع زملاء له في عدد كبير من المظاهرات المناوئة لفرنسا و الاستعمار الأوروبي، وذلك فور اندلاع الحرب العالمية الثانية. وبسبب اشتداد حالة التوتر والهيجان في صفوف طلاب الجامعة الاميركية في بيروت، قررت إدارة هذه الجامعة تقليص السنة الدراسية في عام 1941، ومنح طلابها المشرفين على إنهاء دراستهم شهادات الإنهاء، وكان من بين هؤلاء حسيب صباغ. وأقفلت الجامعة أبوابها ريثما تتوقف الحرب.
بدايه عمله
انخرط بعد ذلك مباشرة في مجال المقاولات والبناء حيث أسس في حيفا مع شركاء له سنة 1952 هم: قريبه سعيد خوري وكامل عبد الرحمن شركة اتحاد المقاولين ال CCC ثم احتضنت الشركة لبنان والتي تعتبر أكبر شركات المقاولات والإنشاء في الشرق الأوسط، وواحدة من أكبر 16 شركة في هدا المجال على مستوى العالم. له عدة نشاطات سياسية واجتماعية داعمة المجتمع الفلسطيني.
نشاطاته
أسهم بوضوح في العمل الوطني الفلسطيني، حيث كان عضواً مؤسساً في المجلس الوطني الفلسطيني، والمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وساهم بشكل فاعل بفتح الحوار، لأول مرة، بين المنظمة والإدارة الأميركية في العام 1988. وبعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 1994، كانت شركة اتحاد المقاولين الفلسطيني من أوائل الشركات المستثمرة في قطاع البنية التحتية في الضفة وغزة، حيث مولت برنامجاً لتطوير مهارات المهندسين بقيمة 20 مليون دولار، وأسست في غزة، مع شركة أميركية، أول محطة فلسطينية لتوليد الطاقة، وهي مطور رئيسي، إلى جانب بريتيش غاز، لحقل الغاز الفلسطيني قبالة سواحل غزة.
مناصبه
رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات المقاولين CCC، رئيس مجلس إدارة صندوق الطلبة الفلسطينيين، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعاون جنيف/ سويسرا، عضو مجلس إدارة البنك العربي، عضو مجلس الأمناء مستشفى كليفلاند كلينيك، عضو في المجلس الدولي لجامعة هارفرد، عضو مجلس أمناء جامعة يوريكا، عضو في مجلس إدارة مستشفى ماساتشوست العام، عضو في مجلس إدارة جامعة جورج تاون، عضو في المجلس الوطني الفلسطيني، عضو في المجلس المركزي الفلسطيني، عضو في مجلس إدارة مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ورئيس مجلس إدارة مركز التفاهم الإسلامي/ المسيحي في جامعة جورج تاون.
وكانت اليد اليمنى لحسيب في هذا المجال زوجته وشريكة حياته التي رحلت باكراً سنة 1978 ديانا تماري، وقد أسس وفاء لها وتخليداً لذكراها مؤسسة ديانا تماري التي توزع سخاءها على العديد العديد من المؤسسات الصحية والخيرية والجامعية في أنحاء العالم، ابتداء من فلسطين ولبنان.
الأوسمة التي حاز عليها
نال العديد من الأوسمة تقديراً لدوره الإنساني والاجتماعي والوطني الرائد، أبرزها: وسام الأرز الوطني اللبناني برتبة فارس سنة 1970، وسام الأرز الوطني اللبناني برتبة ضابط سنة 1997، وسام الاستحقاق الفضي اللبناني ذو السعف سنة 2001، و وسام نجمة بيت لحم الفلسطيني سنة 2000. ووفر حسيب صباغ مئات المنح الدراسية للفلسطينيين واللبنانيين وساهم في بناء عدد من المؤسسات، ومنها على سبيل المثال: مركز حسيب الصباغ للتميز في تكنولوجيا المعلومات في الجامعة العربية الأمريكية - جنين، مساكن لطلاب جامعة فلسطين التقنية في طولكرم (وتعرف بـ "خضوري")، ومدرسة حسيب الصباغ في نابلس، ومستشفى حسيب الصباغ في رام الله وهو قيد الإنشاء عند مدخل رام الله، و قاعة حسيب الصباغ في الجامعة الأميركية في بيروت، وغيرها كثير. في عام 2008 احتل حسيب صباغ المركز 16 بين الأغنياء العرب بثروة قيمتها 4.3 مليارات دولار.
وفاته
توفي يوم الثالاثاء الموافق 12 يناير 2010 في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن صارع المرض ونقل جثمانة إلى بيروت موطنه الثاني ليدفن فيها. حيث تشييع جثمانه في كنيسة الروم الكاثوليك في بيروت بمأتم رسمي حضره عدد كبير من رجال الدولة في لبنان وعلى رأسهم رئيس الوزراء و وزراء ولفيف من رجال الدين، وحضر وفد من فلسطين برئاسة حنان عشراوي وممثلي منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، إضافة إلى عائلته وأصدقائه.
مراجع
- News, Bloomberg (15 January 2010). "Hasib Sabbagh, 90, Middle East construction firm owner, dies". The Washington Post. مؤرشف من الأصل في 12 مارس 2018.
وصلات خارجية
الموقع الرسمي لحسيب الصباغ الرواية - أسامه العيسة