حصار القسطنطينية الأول أو معركة سيلايوم البحرية هي حملة أرسلها معاوية بن أبي سفيان في عام 53 - 60 هـ / 674 – 678 م بقيادة ابنه يزيد لمحاولة فتح القسطنطينية ولكنها بائت بالفشل لمناعة أسوار القسطنطينية فانسحب المسلمون وانتصر الروم البيزنطيين، وكان لانتصارهم أهمية كبرى في بقاء دولتهم كما تراجع التهديد الأموي لبعض الوقت. تم التوقيع على معاهدة سلام بعد فترة وجيزة، وبعدها اندلعت الثورات ضد الدولة الأموية. استخدم اليونانيون النار الاغريقية لأول مرة في معركة سيلايوم البحرية.
حصار القسطنطينية (53-60 هـ) | |
---|---|
جزء من الحروب البيزنطية العربية | |
سفينة بيزنطية تطلق "النار الإغريقية"
| |
معلومات عامة | |
المتحاربون | |
الإمبراطورية البيزنطية | الدولة الأموية |
القادة | |
قسطنطين الرابع | سفيان بن عوف يزيد بن معاوية فضالة بن عبيد الأنصاري جنادة بن أبي أمية[1] |
القوة | |
غير معلوم | غير معلوم |
الخسائر | |
غير معلوم | غير معلوم |
الحملة
أرسل معاوية بن أبي سفيان حملة برية فاخترقت آسيا الصغرى وافتتحت حصونًا كثيرة في الأناضول حتى وصلت إلى سواحل بحر مرمرة، ثم بعث معاوية ابنه يزيد بن معاوية مدداً لسفيان بن عوف وجعله أميرًا شرفيًا على الحملة ومعه نفر من أبناء الصحابة مثل عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وأبو أيوب الأنصاري.
وقد اشتبك المسلمون مع الروم في القتال واستشهد الكثير من الصحابة منهم أبو أيوب الأنصاري الذي دُفن بالقرب من مدينة "بروسة (بورصة)" ثم دُفن في أصل حصن القسطنطينية. وقد حال الشتاء القارس وصعوبة الإمدادات البشرية والتموينية - لبعد المسافة وضعف وسائل النقل في ذلك الوقت - ثم نقص الأطعمة والأغذية وتفشي الأمراض بين الجند، ومناعة القسطنطينية فحال ذلك كله دون فتح المدينة. ولقد حاول المسلمون اختراق أسوارها بعد حصارها إلا أنهم فشلوا في ذلك فعادوا دون خسائر كبيرة عام 50 هـ.[2][3][4][5]
نبوة النبي محمد بالحصار
تنبأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الحملة ووعد أهلها المغفرة، فقال فيما رواه البخاري عن أم حرام بنت ملحان: أول جيش من أمتي يركبون البحر قد أوجبوا ، وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم.
وكان الدرس الهام الذي خرج به معاوية من هذه الحملة هو ضرورة تدعيم القوات البرية التي تغزو القسطنطينية بقوات بحرية ضخمة، حيث تحيط المياه بالمدينة من ثلاث جهات، وعكف على تجهيز هذا الأسطول مدة أربع سنوات استطاع خلالها تدريبه عمليًا بإسترداد جزيرة رودس عام 52 هـ، وكان الروم قد استردوها أثناء فترة خلافة عثمان بن عفان، ثم جزيرة أرواد عام 54 هـ، والتي جعل منها المسلمون بعد ذلك مقرًا لإدارة الحصار الثاني للقسطنطينية، والذي بدأ عام 54 هـ.[6]
المراجع
- أطلس تاريخ الدولة الأموية ص 36، سامي بن عبدالله المغلوث
- تاريخ خليفة بن خياط ، ص211
- تاريخ اليعقوبي ، ج2 / ص229
- تاريخ الطبري ، ج5 / ص232
- الكامل في التاريخ لإبن الأثير ، ج3 / ص314 - 315
- الدولة الأموية: دولة الفتوحات ، ص24