الرئيسيةعريقبحث

حكومة حسن خالد أبو الهدى الثالثة


☰ جدول المحتويات


حكومة حسن أبو الهدى الثالثة وهي الحكومة التاسعة منذ تشكيل امارة شرق الأردن، تراسها حسن أبو الهدى واستمرت من 17 تشرين الأول 1929 إلى 21 فبراير 1931. كلف السيد أبو الهدى بتأليف الوزارة للمرة الثالثة. ففى 17 تشرين الأول 1929 أعيد تأليف المجلس التنفيذي على أساس أن لا يبقي ضمنه أحد من الموظفين المعارين وأن يدخل فيه اثنان من أعضاء المجلس التشريعي . وقد تألف المجلس الجديد على الوجه التالي

  1. خالد باشا أبو الهدى - رئيسا للوزاء
  2. راشد (بيك) هاشم - وزيرا للعدلية وقاضيا للقضاة
  3. توفيق (بيك) أبو الهدى - السكرتير العام
  4. علاء الدين (بيك) طوقان - مدير الأثار
  5. عودة (بيك) القسوس - عضو المجلس التشريعي
  6. سعيد (بيك) المفتى - عضو المجلس التشريعي

أحداث في عهد الوزارة

اعيد تشكيل الوزارة على اساس ان لا يبقى احد من المعارضين من فلسطين وان يد خل اثنان من المجلس التشريعي. ولكن الأمور لم تجر مجراها الطبيعي، فقد قامت في البلاد موجة من السخط على ما تضمنته المعاهدة من شروط قاسية، فسارت المظاهرات في المدن واعلنت الاضرابات، وكان البعض يعتقد ان بعض بنود المعاهدة يتضمن فرض التجنيد الاجباري على المواطنين والخدمة خارج حدود شرقي الأردن، وبالرغم من نفي الحكومة والمعتمد البريطاني لهذا الاعتقاد غير الصحيح، إلا إن هذا لم ينجح في تهدئة الناس، وتوالت الاحتجاجات ورفعت العرائض.

ادرك الوطنيون ان تقديم العرائض لمقام الأمير ولرئيس النظار والمعتمد البريطاني لن يجدي فتيلا ولن يحقق أي طلب، لذلك تنادوا إلى عقد مؤشر عام يمثل البلاد وينطق بلسانها، وقد عقد هذا المؤتمر في عمان وحضره حوالي 150 مندوبا. وانتخبت لجنة تنفيذية مؤلفة من حسين الطراونة وهاشم خير ونمر الحمود وشمس الدين سامي وطاهر الجقة وانتخبت اللجنة السيد حسين طراونة رئيسا للمؤتمر وتحددت المطالب التالية:

  • امارة شرقي الأردن دولة عربية مستقلة ذات سيادة بحدودها الطيعية المعروفة.
  • تدار بلاد شرق الأردن بحكومة دستورية مستقلة برئاسة صاحب السمو الملكى الامير عبد الله بن الحسين المعظم وأعقابه من بعده.
  • لا تعترف بلاد شرقي الأردن بمبدأ الانتداب الا كمساعدة فنية نزيهة لصالح البلاد وهذه المساعدة تحدد بموجب اتفاق أو معاهدة تعقد بين شرق الأردن وحليفة العرب بريطانيا المعظمى على اساس الحقوق المقابلة والمنافع المتبادلة دون ان يمس ذلك بالسيادة القومية.
  • تعتبر شرقي الأردن وعد بلفور القاضي بانشاء وطن قومي لليهود بفلسطين مخالفا لعهود بريطانيا ووعودها الرسمية للعرب وتصرفا مضادا للشرائع الدينية والمدنية في العالم.
  • كل انتخاب للنيابة العامة يقع في شرقي الأردن على غير قواعد التمثيل الصحيح وعلى اساس عدم مسؤولية الحكومة امام المجلس النيابي، لا يعتبر انتخابا ممثلا لارادة الامة وسيادتها القومية ضمن القواعد الدستورية، بل يعتبر انتخابا مصنعا لا قيمة تمثيلية صحيحة له، والاعضاء الذين ينتخبون على اساسه، إذا فصلوا بحق سياسي أو مالي أو تشريعي ضار بحقوق شرقي الأردن الأساسية، لا يكون لفصلهم قوة الحق المعترف به من قبل الشعب بل يكون فصلهم جزءا من اجزاء تصرف السلطة الانتدابية وعلى مسؤوليتها.
  • ترفض شرقي الأردن كل تجنيد لا يكون صادرا عن حكومة دستورية مسؤولة باعتبار ان التجنيد جزءا لايتجزأ من السيادة الوطنية.
  • ترفض شرقي الأردن تحمل نفقات اي قوة احتلالية اجنبية وتعتبر كل مال يفرض عليها من هذا القبيل مالا مغتصبا من عرق عاملها المسكين وفلاحها البائس.
  • ترى شرق الأردن ان مواردها، إذا منحت حق الخيار بتنظيم حكومتها المدنية، كافية لقيام إدارة دستورية صالحة فيها برئاسة سمو الأمير المعظم صاحب الامارة الشرعي. اما الإعانة المالية التي تدفعها الحكومة البريطانية، فإن بلاد شرقي الأردن تعتبرها نفقات ضرورية لخطوط المواصلات الامبراطورية والقوى العسكرية المعدة لخدمة المصالح البريطانية ليس الا. لذلك فإن هذه الإعانة التي يضاف اليها اليوم قسم من واردات البلاد لتحقيق غايات لا مصلحة لشرقي الأردن فيها كما هو الواقع، لا تخول بريطانيا العظمى حق الاشراف على مالية شرقي الأردن. هذا الاشراف المركزي الضار الواقع اليوم. ولهذا، فإننا نعتبر الوضع المالي الضار المبنى على سياسة تخفيف الإعانة المالية عن عائق المكلف البريطاني على حساب المكلف الأردني عبارة عن وضع صار غير مشروع لا تتحمله موارد البلاد ومن الواجب ابطاله واستبداله بنظام يؤيد استقلال حكومة شرقي الأردن المالي، مقررين ان التصرف المالي الضار لا يجوز صدوره عن حليفة غنية كبريطانيا بالنسبة لبلاد فقيرة كشرقي الأردن.
  • تعتبر بلاد شرقي الأردن كل تشريع استثنائي لا يقوم على اساس العدل والمنعفة العامة وحاجات الشعب الصحيحة تشريعا باطلا.
  • لا تعترف شرقي الأردن بكل قرض مالي وقع قبل تشكيل المجلس النيابي.
  • لا يجوز التصرف بالاراضي الاميرية قبل عرضها على المجلس النيابي وتصديقه عليها وكل بيع وقع قبل انعقاد المجلس يعتبر باطلا.

ورفعت هذه المطالب إلى الامير الذي ابلغها بدوره إلى المعتمد البريطاني. والذي اجاب بأن التقدم نحو الحكم النيابي لا يتم الا بعدما يبرهن الشعب على قدرته لتحمل مسؤوليات أكبر وانه من الخطأ انشاء مجلس تنفيذي سياسي (حكومة) في الوقت الحاضر

ثم جرى اجتماع بين المعتمد البريطاني ورئيس المؤتمر اصر فيه المعتمد البريطاني على موقفه المتعنت مدعيا ان التأخير في عقد المعاهدة بعد الموافقة على صك الانتداب سببه ان الحكومة الأردنية قد ابتعدت في الايام الأولى من تاريخ تأسيس شرقي الأردن عن مبادئ الحكم الدستوري وان اهل البلاد لم يبرهنوا عل جدراتهم في تسليم زمام الامور الإدارة إلى اتباع خطة التقدم مع الحذر من اخطار التسرع، مما اضطر المؤتمر إلى ان يرفع مذكرة جديدة إلى عصبة الامم بواسطة اللجنة التنفيذية والتي جاء فيها:

«إن المجلس التشريعي الذي يدعى على الاسس وبالطرق المار ذكرها لا يمثل بلاد شرق الاردن في شيء بل هو يمثل اشخاص اعضائه فقط، ومقرراته لا تعبر عن رغائب الأمة ولا تلزم البلاد في شيء - بل تعتبر مقرراته جزءا من أجزاء التسلط البريطاني غير المشروع.»

كما رفعوا مذكرة ثالثة إلى السير جون تسانسلور المندوب السامي لفلسطين اثناء وجوده في عمان قالوا فيها.

«إننا نحتج بشدة على كل تدخل يقوم به المعتمد البريطاني في شؤون حكومتنا ونحتج ايضا على قانون الانتخاب بكامل نصوصه، وذلك لان هذا القانون بعد تنقيحه خول للمائة والستين ناخبا من انتخاب المجلس التشريعي الذي يمثل ٢٥ الف ناخب ومنع عن بعض العشائر حق التمثيل، ومن المعلوم ان مجلسا تشريعا تقاطعه اغلبيه السكان لا يكون ممثلا للبلاد . »

كما رفعت مذكرة رابعة إلى عصبة الامم جاء فيها .

« لما كانت المعاهدة المعقودة بين بريطانيا وسمو الامير عبد الله والدستور الذي سن في وزارة المستعمرات مجحفين بحقوقننا فقد احتج الشعب عليهما، وبالرغم عن احتجاحنا الى الحكومة على قانون الانتخاب المخالف للأصول و الموافق لرغباتها، وخلاصته جعل ناخب ثانوي لكل ١٥٠ مكلفا، فقد قامت بدعاية ضارة ترتكز على قوى موظفييا في المقاطعات وسجلت بطرق متنوعة قسما من الشعب خلافا لرغائبه ومن السكان الذين لم يتجنسوا بالحنسية الاردنية بعد، بهده الطريقة يعملون لجمع المجلس التشريعي لاقرار المعاهدة وتصديقها وهو وليد انتخابات «ستة بالمائة» من مجموع سكان شرق الاردن البالغ 350 الفا ونيف، فنحتج على ذلك ونطلب توسطكم لانشاء حالة دائمة تأتلف مع رغائب وروح الانتداب النزيه المقرر في عصبة الامم. فقد انسحب عدوى هذا التوجه الشعبي المعارض الى اعضاء المجلس التشريعي فاصبحوا على غير وفاق مع رئس الوزراء حسن خالد باشا لان روح المعارضة العنيفة التي كانت تواجه هذا الرجل في جميع أنحاء البلاد سرت الى نفوس اعضاء المجلس فأخذوا يوجهون اليه الانتقادات الشديدة محاولين بشتى الطرق حتى فقد التعاون فقدانا كاملا بين الهيئتين التنفيدية والتشريعية. »


استقالتها

وفي أوائل عام 1931 قدمت الحكومة ملحقا لموازنة السنة المالية (1930 - 1931) وهو يحتوي بندا لتخصيص مبلغ 6260 جنيها لنفقات الصحراء، المؤسسة حديثا بقيادة جلوب باشا الضابط البريطاني المعروف. فرفض المجلس الموافقة على هذا الملحق قلم يبق سوى الحل، فحل الأمير المجلس وبذلك تكون مدة المجلس من تاريخ 2 أبريل 1929 لغاية 9 فبراير 1931. واستقال كل من عودة القسوس وسعيد المفتي واستقالت الوزارة بتاريخ 21 فبراير 1931.


مقالات ذات صلة

المراجع

  • تاريخ الأردن في القرن العشرين للسادة / منيب الماضى وسليمان الموسى
  • الفكر السياسي في الأردن جزء أول وثاني للدكتور علي محافظة.
  • تاريخ الأردن المعاصرـ عهد الامارة للدكتور علي محافظة .
  • كتاب المؤتمر القومي السورى في بلودان عام 1937
  • المرحلة الديموقراطية الجديدة في الأردن للسيد سائد درويش .
  • الجريدة الرسمية للمملكة الأردنية الهاشميه
  • السجل التاريخي المصور للسلطتين التشريعية والتنفيذية في الأردن 1920-1990 ، هاني خير

موسوعات ذات صلة :