حَمّ الطالب أو(سيدي حَمّ الطالب) ويكتب بالواو: حَمّو، هو: شاعر يتردد في الأدب الشعبي بسوس. وقلما تجد شاعراً أمازيغيا بالمنطقة لا يستشهد بقول سيدي حَمّو، أثناء الإنشاد، ومازال الشعراء يستهلون قصائدهم بقولة: "ءِرْحمْك أسيدي حمو ءينّا ءِيكلّين." أي"(يرحمك الله يا سيدي حمّو، قال المسكين)،
حياته
سيدي حمّو، شخصية غامضة مغمورة لا يعرف عن حياته إلا معلومات قليلة وغير دقيقة. أشار محمد المختار السوسيّ إلى هذا الشاعر في بعض مؤلفاته قائلا: "هذا شاعر سوس كان فقيها بالعلوم العربية ثم فتح له في الشعر بالشلحة فقال كثيرا ونسبوا إليه الكثير، ودفن في مشهد مولاي إبراهيم في. "كيك" ويعيش في النصف الأخير من القرن الثاني عشر إلى أوائل ما بعدها وهو من جهة قبيلة "أوناين " في قرية معروفة[1]. وتختلف المصادر في تاريخ ومكان ميلاد هذا الشاعر، غير أن المناطق المذكورة في هذا الصدد لا تتجاوز الأطلس الصغير وسوس، وقد يكون موطنه "آزكَروز" في مدشر "تاغ كَوالت " بتيفنوت برأس الواد. أما بالنسبة لتاريخ ميلاده فقد اعتعد أمَرِير على عدّة معطيات ليرجعه إلى سنة 1118 / 1706 بينما اكتفى المختار السوسي بتحديد تاريخه ميلاده في القرنين السابع عشر والثامن عشر[2]. التحق سيدي حمُّ منذ صغره بإحدى المدارس العتيقة بسوس، ليتخرج منها كفقيه، ثم تحول إلى شاعر متجول يشارك في قرض الشعر في "أسايس " عبر قبائل الأطلس الصغير وسهل سوس، والتقى بالشيخ حسين الشرحبيلي أحد فقهاء النصف الاْول من القرن الثاني عشر (18 م) وفي الروايات: أنّ سيديَ حمّ كان تلميذا. في مدشر" تامكَوت " بقرية "أولوز". أي أنه اتصل بحسين الشرحبيلي قبل سنة 1142 التي توفي فيها. وكان هذا الأخير موجوداً في درعة في رمضان سنة 1132/ 19، .1720- وفي شوال من نفس السنة في "أغلال "، وفي سنة 1134/ 1721 بفاس، وفي سنة 1139/ 1726 شيد زاويته في 'قرية' "أمان ملّونين" فتقاطر عليه الناس لزيارته سنه 1141 / 1728 ولما اشتهر قام بجولة عبر سوس فبنى المدارس والأسواق، وأخذ عنه التلاميذ... ويبدو أن سيدي حمُّ اتصل بالشيخ حسين الشرحبيلي خلال تلك الجولة، واخذ عنه في هذه الفترة كغيره من التلاميذ، فكل الروايات الشفوية المشهورة الاَن تقول بذلك، وتتفق على ان سيدي حمو نبغ في الشعر بقرية "أولُوز" وبعض المصادرـ تذكر المدشر ذاته "تامكَوت ". الذي فيه مسجد ما زال يذكره بعض الناس باسم "تيمزكَيدانْ سيدي حمو. (أي مسجد سيدي حمو).[3] عاصر سيدي حمّ فترة مليئة بالاضطرابات والثورات خاصة في سوس أواخر حكم المولى إسماعيل وما صاحبها من ثورات انفصالية[4]. وكذلك تصادف فترة الاضطرابات التي قال عنها المختار السوسي: 'ولاريب أن ما بين 1139 و 1169 كان مولاي عبد الله بن اسماعيل الذي عرفناه بالانحلال والتمزق وكثرة الثوار خصوصاً من سوس حيث ثار (بوتكَلاّ) و(الكاوي) و(الكَرسيفي)[5]. وعاصر أيضاً فترة سيدي محمد بن عبد الله وهي فترة وإن اتسمت بنوع من الاستقرار السياسى بفصل سياسة هذا السلطان فإن المنطقة أصبحت ضعيفة اقتصاديا بإغلاق ميناء أكادير و تدهورت مدينة سان كروا، ولم يعد لهذا الإقليم [سوس] نفس الامكانيات " .Lemprière 1801, 12) وستعكس هذه الأحداث التي عاصرها سيدي حم الطالب على شعره الذي تغلب عليه الحكمة والنظرة التشاؤمية.
وفاته
توفّي سيدي حمو الطالب حوالي عام 1203/ 1789 / بعدما ترك للتراث الشعبي بسوس ثروة شعرية تساعد الباحث في الأدب والتاريخ لمعرفة بعض جوانب المجتمع بالسوس خلال القرن الثاني عشر (18 م )[6].
مراجع
- الإلغيات 2: 209
- الإلغيات، 2 : 209 للمختار السوسي
- امرير في كتابه: الشعر الأمازيغي المنسوب إلى سيدي حمّو الطالب، طبع بالدار البيضاء 1984م. ص. 15- 16
- حركة محمد العالم- م. زيدان
- خلال جزولة ج. 4: 85
- معلمة المغرب، من تأليف مجموعة من الباحثين. ج 11 ص 3592.