الرئيسيةعريقبحث

خالد بن عبد الله القسري


☰ جدول المحتويات


خالد بن عبد الله القسري البجلي، قائد أموي سكن دمشق ايام الأمويين من بطن شق (الكاهن) من بنو قسر(بنو مالك) من قبيلة بجيلة، ويكنى أبا القاسم وقيل أبا الهيثم، وقد تباينت أقوال المراجع بشأن سيرته، فمنهم من ذمه وشتمه، ومنهم من مدحه وبجله. والأكثرون على ذمه لبغي فيه، حتى أنه هلك بسبب ذلك، إذ قتله الخليفة الأموي[1]

خالد بن عبد الله القسري
معلومات شخصية
اسم الولادة خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد البجلي
الميلاد القرن 7 
دمشق
الوفاة 743
العراق
الجنسية  الدولة الأموية
العرق عرب
الديانة إسلام
أبناء يزيد، محمد
منصب
بداية والي مكة
نهاية ولاية العراق
سبقه عمر بن هبيرة
خلفه يوسف بن عمر الثقفي
الحياة العملية
المهنة والي مكة، والي العراق
سنوات النشاط 89 هـ - 120 هـ

وخالد هو من قتل الجعد بن درهم عندما كان واليا على العراق حيث قال قبل قتلة: ياأيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضح بالجعد بن درهم لإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد بن درهم علواً كبيرا.

نسبه

هو خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز بن عامر بن عبد الله بن عبد شمس بن غمغمة بن جرير بن شق بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

سيرته

قال الزركلي (في الأعلام) هو الأمير الكبير أبو الهيثم خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز القسري البجلي أمير مكة المكرمة سنة 89 هـ/708 م للوليد بن عبد الملك، ثم أمير العراقين لهشام بن عبد الملك سنة 105 هـ/ 723 م، ثم عزل سنة 120 هـ وولى هشام مكانه يوسف بن عمر الثقفي، روى عن أبيه؛ وروى عنه هو كل من سيار أبو الحكم وإسماعيل بن أوسط البجلي وإسماعيل بن أبي خالد البجلي، وله حديث في (مسند أحمد)، وآخر في (سنن أبي داود) رواه عن جده يزيد (الصحابي)، وذكره ابن حبان في الثقات، وقيل لسيار: أتروي عن مثل خالد؟، فقال: إنه أشرف من أن يكذب، وكان خالد جواداً ممدوحاً معظماً عالي الرتبة من نبلاء الرجال، وله دار كبيرة في مربعة القز بدمشق، وهي التي صارت تعرف بدار الشريف اليزيدي، وإليه ينسب الحمام الذي مقابل قنطرة سنان بناحية باب توما.

اسمه: خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز بن عامر بن عبد الله بن عبد شمس بن غمغمة بن جرير بن شق بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار البجلي وقد ولي مكة المكرمة ثم بعد ذلك ولي العراق والمشرق كله. وتذكر المراجع أن أم خالد بن عبد الله البجلي نصرانية، لذلك كان يعير بها، وأحياناً أخرى كان يعير بجده (شق) وقد كان في الجاهلية كاهناً. ويقول ابن الأثير كانت أم خالد نصرانية رومية، ابتنى بها أبوه (عبد الله) في بعض أعيادهم فأولدها خالداً وأسداً، ولم تسلم أمه فذمه الناس والشعراء، وصار يعير بها. والثابت بالمراجع بأن خالداً هو حفيد الصحابيين يزيد بن أسد بن كرز القسري البجلي وأسد بن كرز القسري البجلي، وقد روى خالد بن عبد الله البجلي عنهم الحديث الشريف رقم (16057) بمسند أحمد بن حنبل. وكان لخالد بن عبد الله القسري البجلي دور مؤثر بأحداث مكة المكرمة والعراق وخراسان خلال تولى السلطة فيها حقبة من الزمن، ففي سنة 94 هـ / 713 م قبض خالد بن عبد الله البجلي على التابعي سعيد بن جبير بمكة المكرمة، وأرسله إلى الحجاج بن يوسف الثقفي بالعراق فقتل.

ويقول الزركلي عندما كان خالد بن عبد الله البجلي أميراً للبصره بعث أخاه أمية بن عبد الله البجلي في جند كثيف لقتال أبي فديك الحروري[2] (هو عبد الله بن ثور بن قيس التغلبي) ومن معه من الخوارج بعدما تغلبوا على البحرين وما والاها (البحرين : الشريط الساحلي الشرقي لجزيرة العرب حتى منطقة كاظمة الكويتية). وفي عام 105 هـ ولاه هشام بن عبد الملك العراق والمشرق كله، وبعهده حدثت عدة حوادث وأحداث، منها خروج المغيرة بن سعيد البجلي الكوفي في سنة 119 هـ وقيامه بممارسة أعمال السحر والشعوذة، فتغلب عليه خالد البجلي وقتله، وقام بصلبه عبرة لغيره، ويقال أحرقه.

مقتل الجعد بن درهم

هو الذي قبض على الجعد بن درهم (فارسي من خراسان من موالي بني أمية) وقتله بعد صلاة عيد الأضحى، وقال خالد البجلي بخطبته الشهيرة: ياأيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضح بالجعد بن درهم لإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد بن درهم علوا كبيرا، ثم نزل خالد من المنبر وذبح الجعد[3][4]، وعندما بلغ الخبر الحسن البصري وأمثاله من التابعين شكروا ما فعله خالد البجلي بالجعد بن درهم . وأخبار خالد البجلي كثيرة بالكتب والمراجع، وله ترجمة طويلة بكتاب مختصر تاريخ دمشق لابن منظور.

أخبار خالد بن عبد الله القسري البجلي كثيرة بالكتب والمراجع، اخترنا بعضها فيما يلي:

ولاية مكة

عندما كان خالد القسري أميراً لمكة المكرمة صفح باب الكعبة والميزاب والأساطين بثلاثين ألف دينار سيرها إليه الوليد بن عبد الملك[5].

ولاية العراق

وتذكر المراجع إن باب الكوفة الذي على سور مدينة بغداد هو من عمل خالد بن عبد الله القسري البجلي، وقد نقله أبو جعفر المنصور من الكوفة إلى مدينة بغداد أيام الدولة العباسية.

خطب خالد البجلي بواسط، فقال: إن أكرم الناس من أعطى من لا يرجوه، وأعظم الناس عفوا من عفا عن قدرة، وأوصل الناس من وصل عن قطيعة. وخطب خالد بواسط فقال: يا أيها الناس، تنافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم، واشتروا الحمد بالجود، ولا تكتسبوا بالمطل ذما، ولا تعتدوا بمعروف لم تعجلوه، ومهما يكن لأحد منكم نعمة عند أحد لم يبلغ شكرها، فالله أحسن له جزاء وأجزل عطاء، واعلموا أن حوائج الناس إليكم نعم فلا تملوها فتحور نقما، فإن أفضل المال ما أكسب أجرا وأورث ذكرا، ولو رأيتم المعروف رأيتموه رجلا حسنا جميلا، يسر الناظرين، ويفوق العالمين، ولو رأيتم البخل رأيتموه رجلا مشوها قبيحا تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار، إنه من جاد ساد، ومن بخل رذل وأكرم الناس من أعطى من لا يرجوه، ومن عفا عن قدرة، وأوصل الناس من وصل من َقطَعَهُ، ومن لم يطب حرثه لم يزك نبته، والفروع عند مغارسها تنمو، وبأصولها تسمو.

مع رعيته

كتب خالد إلى أبان بن الوليد البجلي[6]، وكان قد ولاه المبارك (بلدة بسواد العراق): أما بعد فإن بالرعية من الحاجة إلى ولاتها مثل الذي بالولاة من الحاجة إلى رعيتها وإنما هم من الوالي بمنزلة جسده من رأسه وهو منهم بمنزلة رأسه من جسده، فأحسن إلى رعيتك بالرفق بهم، وإلى نفسك بالإحسان إليها ولا يكونن هم إلى صلاحهم أسرع منك إليه، ولا عن فسادهم أدفع منك عنه، ولا يحملك فضل القدرة على شدة السطوة بمن قل ذنبه، ورجوت مراجعته ولا تطلب منهم إلا مثل الذي تبذل لهم، واتق الله في العدل عليهم والإحسان إليهم و{ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون }، وأصرم فيما علمت، واكتب إلينا فيما جهلت يأتك أمرنا في ذلك إن شاء الله والسلام.

وقيل إن خالداً كان يقول لا يحتجب الوالي إلا لثلاث خصال: إما عيي فهو يكره أن يطلع الناس على عيه، وإما صاحب سوء فهو يتستر، وإما بخيل يكره أن يسأل.

قال الأصمعي: كان خالد بن عبد الله يقول على المنبر: إني لأطعم كل يوم ستة وثلاثين ألفا من الأعراب من تمر وسويق. قال الوليد بن نوح مولى لأم حبيبة بنت أبي سفيان: سمعت خالد بن عبد الله القسري على المنبر يقول: إني لأطعم كل يوم ستة وثلاثين ألفا من الأعراب من تمر وسويق.

وقيل كان خالد بن عبد الله البجلي يكثر الجلوس ثم يدعو بالبدر ويقول: إنما هذه الأموال ودائع لابد من تفريقها، فقال ذلك مرة وعنده شقيقه أسد بن عبد الله الذي أتى من خراسان، فقال له: أيها الأمير، إن الودائع إنما تجمع لا تفرق، فقال خالد: ويحك إنها ودائع للمكارم، وأيدينا وكلاؤها، فإذا أتانا المملق فأغنيناه، والظمآن فأرويناه، فقد أدينا فيها الأمانة.

قال الأصمعي: أن أعرابيا قال لخالد القسري: أصلح الله الأمير لم أصن وجهي عن مسألتك، فصن وجهك عن ردي، وضعني من معروفك حيث وضعتك من رجائي، فأمر له خالد بما سأل.

وقيل دخل أعرابي على خالد البجلي ومعه جراب فقال: أصلح الله الأمير، أيأمر لي بملأ جرابي دقيقا، فقال خالد املؤوه دراهم، فخرج على الناس، فقيل له: ما صنعت في حاجتك ؟، فقال: سألت الأمير ما أشتهي فأمر لي بما يشتهي.

قيل أن خالد بن عبد الله القسري لما أحكم جسر دجلة واستقام له نهر المبارك، أنشأ عطايا كثيرة، وأذن للناس إذنا عاما، فدخلت عليه أعرابية قسرية (من بنو قسر) فأنشأت تقول:

إليك يا بن السادة المواجـد * يعمد في الحاجات كل عامد

فالناس بين صـادر ووارد * مثل حجيج البيت نحو خالد

وأنت يا خالد خير والــد * أصبحت عبد الله بالمحامـد

مجدك قبل الشمخ الرواكـد * ليس طريف الملك مثل التالد

فقال لها خالد: حاجتك كائنة ما كانت، فقالت: أصلح الله الأمير، أناخ علينا الدهر بجرانه، وعضنا بنابه، فما ترك لنا صافنا ولا ماهنا، فكنت المنتجع وإليك المفزع، فقال لها خالد: هذه حاجة لك دوننا، فقالت له: والله لئن كان لي نفعها إن لك لأجرها وذخرها مع أن أهل الجود لو لم يجدوا من يقبل العطاء لم يوصفوا بالسخاء، فقال لها خالد: أحسنت، فهل لك من زوج ؟، فقالت: لا، وما كنت لأتزوج دعيا وإن كان موسرا غنيا، وما كنت أشتري عارا يتقى بمال يفنى، وإني بجزيل مال الأمير لغنية، فأمر لها بعشرة آلاف درهم.

قال الأصمعي: لما حرم خالد البجلي الغناء دخل إليه ذات يوم حنين بن بلوع[7] (شيخ المغنين بالعراق) مشتملا على عوده، فلما لم يبق في المجلس من يحتشم منه قال : أصلح الله الأمير إني شيخ كبير السن ولي صناعة كنت أعود بها على عيالي وقد حرمتها، فقال خالد: وما هي ؟، فكشف حنين عوده وغنى:

أيها الشامت المعير بالشـيب * أقلن بالشـباب افتخارا

قد لبسنا الشـباب غضا جديدا * فوجدنا الشباب ثوبا معارا

فبكى خالد حتى علا نحيبه ورق وارتجع وقال: قد أذنت لك ما لم تجالس معربدا ولا سفيها. وكان حنين بعد ذلك إذا دعي يقف على الباب ويقول : أفيكم معربد أفيكم سفيه ؟، فإذا قالوا لا دخل.

تفقد خالد بن عبد الله سجنه، فوجد فيه يزيد بن فلان البجلي، فقال له خالد في أي شيء حبست يا يزيد ؟، فقال : في تهمة أصلح الله الأمير، قال خالد: تعود إن أطلقتك ؟، فقال: نعم أيها الأمير وكره أن يصرح بالقصة أو يومي إليها فيفضح معشوقته لكي لا ينالها أهلها بمكروه، فقال خالد لأولياء الجارية: أحضروا رجال الحي حتى نقطع كفه بحضرتهم وكان ليزيد أخ فكتب شعرا ووجه به إلى خالد بن عبد الله البجلي:

أخالد قد أنطيت والله غشوة * وما العاشق المسكين فينا بسارق

أقر بما لم يأته المرء أنه رأى * القطع خيرا من فضيحة عاشـق

ولولا الذي قد خفت من قطع كفه * لألفيت في أمر الهوى غير ناطق

إذا بدت الرايات للسبق في العلى * فأنت ابن عبد الله أول سابق

فلما قرأ خالد الأبيات علم صدق قوله، فأحضر أولياء الجارية فقال لهم: تزوجوا يزيد فتاتكم، فقالوا: أما وقد ظهر عليه ما ظهر فلا، فقال خالد: لئن لم تزوجوه طائعين لتزوجنه كارهين، فزوجوه ونفذ خالد المهر من عنده. وقال المبرد أيضاً: جلس خالد بن عبد الله القسري ذات يوم للعرض، فأتي بشاب قد أخذ في دار قوم، وادعوا عليه السرق، فسأله عما حكي عنه، فأقر بالتهمة، فأمر خالد بقطع يده، فإذا جارية قد أتته لم ير أحسن منها وجها، فدفعت إلى خالد رقعة كان فيها:

أخالد قد أوطأت والله عشوة * وما العاشـق المسكين فينا بسارق

أقر بما لم يجنـه غير أنه * رأى القطع أولى من فضيحة عاشق

قال : فسأله خالد عن أبيها، فأحضره وزوجها من الشاب، ودفع مهرها من عنده عشرة آلاف.

خالد مع قومه

قيل إن خالد البجلي كان يستعين في بني قومه من بجيلة في إدارة شؤون الولاية، ومنهم شقيقه أسد الذي أستعمله والياً على خراسان مرتين، وجعل على الشرطة بعهده السمط بن مسلم البجلي، وأبان بن الوليد البجلي وإسماعيل بن أوسط البجلي وعبد الله بن عمرو البجلي، وضبيس بن عبد الله البجلي، وغيرهم.

مقتله

لما ولي الوليد بن يزيد استقدم خالداً وقال: أين ابنك قال هرب من هشام وكنا نراه عندك حتـى استخلفـك اللـه فلم نره وطلبناه ببلاد قومه من الشراة فقال: ولكن خلفته طلباً للفتنة فقال: إنا أهل بيت طاعة. فقال لتأتيني به أو لأزهقن نفسك. فقال والله لوكان تحت قدمي ما رفعتهمـا عنـه. فأمـر الوليـد بضربـه. ولمـا قـدم يوسـف بـن عمـر مـن العـراق بالأموال اشتراه من الوليد بخمسين ألف ألف. فقال له الوليد إن يوسف يشتريك بكذا فاضمنها لي قبل أن أدفعك إليه. فقـال مـا عهـدت العـرب تبـاع واللـه لو سألتني عوداً ما ضمنته. فدفعه إلى يوسف فألبسه عباءة وحمله على غير وطاء وعذبه عذاباً شديداً وهو لا يكلمه. ثم حمله إلى الكوفة فاشتد في عذابـه ثـم قتلـه ودفنـه فـي عبـاءة يقـال إنـه قتله بشيء وضعه على وجهه وقيل وضع على رجليه الأعواد وقام عليها الرجال حتى تكسرت قدماه. وذلك في المحرم سنة ست وعشرين ومائة[8].

المراجع

  1. كتاب مشاهير قبيلة بجيلة/من الولاة
  2. الأعلام للزركلي ـ ج4 ـ ص76
  3. الفتاوي ـ ج20 ـ ص302
  4. مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ـ 3 ـ 20 / 21
  5. بغية الطلب في تاريخ حلب ـ ج3 ـ ص232
  6. بغية الطلب في تاريخ حلب ـ ج3 ـ ص240
  7. الأغاني للأصفهاني ـ ج2 ـ ص334
  8. ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» **/ مقتل خالد بن عبد الله القسري /i38&d45422&c&p1 "فصل: مقتل خالد بن عبد الله القسري|نداء الإيمان". www.al-eman.com. مؤرشف من الأصل في 04 سبتمبر 201704 سبتمبر 2017.

موسوعات ذات صلة :