دار الأيتام شنلر (بالعبرية: בֵּית היְתוֹמִים שְׁנֶלֶר) ويُطلق علها أيضًا دار الأيتام السورية (بالعبرية: בֵּית היְתוֹמִים הסורי) و(بالألمانية: Syrisches Waisenhaus). هي مؤسسة خيرية ألمانية مسيحية بروتستانتية تواجدت في القدس، وعملت في الفترة من عام 1860 وحتى عام 1940. كانت واحدة من أولى البنايات التي تم بناؤها خارج أسوار القدس، مثل حي «كارم أفراهام»، ومدرسة الأُسقف «غوباط»، وحي «مشكنوت شأننيم»، والمُجمّع الروسي.[1] الأمرُ الذي مهد الطريق لعملية توسعة القدس التي بدأت في مُنتصف القرن التاسع عشر.[2] قدمت دار الأيتام التدريب الأكاديمي والمهني لمئات الأطفال اليتامى والمهجرين من العرب، وقد كان لها تأثير قوي على السكان العرب في القدس خاصةً والشرق الأوسط عامةً من خلال خريجيها، الذين نشروا فلسفاتها من حيث «النظام، والانضباط، واللغة الألمانية» في جميع أنحاء المنطقة.[3] أُنشئت دار الأيتام السورية نتيجة حركة التقوى في جنوب ألمانيا، التي جمعت بين الإنجيل، والمثالية، والفردية الدينية.[4]
دار الأيتام السورية | |
---|---|
Syrisches Waisenhaus | |
الواجهة الأمامية لمبنى دار الأيتام السورية
| |
أسماء بديلة | دار الأيتام شنلر |
معلومات عامة | |
الحالة | مكتمل |
نوع المبنى | دار أيتام |
العنوان | مالخي يسرائيل 34 |
القرية أو المدينة | القدس |
الدولة | إسرائيل |
سنة التأسيس | 1860 |
التصميم والإنشاء | |
النمط المعماري | جنوب ألماني |
المهندس المعماري | يوهان لودفيج شنلر |
قدمت دار الأيتام السورية التدريب الأكاديمي والمهني للفتية والفتيات اليتامى على حدٍ سواء من مختلف البلدان مثل فلسطين، وسوريا، ومصر، وإثيوبيا، وأرمينيا، وتركيا، وروسيا، وإيران، وألمانيا. حيث تخرج الطلابُ منها بمهاراتٍ ومهن عديدة مثل الخياطة، وصناعة الأحذية، والنقش، والنجارة، وصنع الأدوات المعدنية، وصناعة الفخار، وطلاء وتزيين المباني، والطباعة، والزراعة، وزراعة الحدائق. في عام 1903 أفتتح في المبنى مدرسة للمكفوفين، بما في ذلك مسكن، وفصول دراسية وورش عمل مهنية. كما كانت تدير دار الأيتام مطبعةً خاصة بها، ومعمل لتجليد الكتب، ومطحنة دقيق، ومخبز، ومغسلة للملابس وتصليحها، وورشة نجارة، ومصنع للفخار، ومشتل، ومصنع طوب وبلاط. تكون المبنى من عدة طوابق وهو مُقام على أرضٍ مرتفعة يُحيط بها جدار حجري مرتفع، ومن معالمه البرج وأعلاه قبة بارزة تشبه البصلة بشكلها. وقد اكتست واجهات المبنى بزخارفٍ تُظهر قوة ونفوذ المسيحيين الأوروبيين في القدس في مُنتصف القرن التاسع عشر.[5]
أدى استمرار البناء وشراء الأراضي المجاورة إلى زيادة مساحة دار الأيتام إلى 600 دونم (150 أكر) بحلول الحرب العالمية الأولى.[6][7] وفي بداية الحرب العالمية الثانية رحّلت حكومة الانتداب البريطاني المعلمين الألمان وحولت الموقع إلى معسكر عسكري مغلق احتوى على أكبر مخزون ذخيرة في الشرق الأوسط.[6] في 17 مارس 1948 تخلى البريطانيون عن المعسكر واستخدمه لواء عتصيوني التابع للهاغاناه كقاعدة للعمليات خلال حرب 1948. لمدة 60 عامًا كان الموقع بمثابة قاعدة للجيش الإسرائيلي عُرف باسم معسكر شنلر. أخلى الجيش الموقع في عام 2008. واعتبارًا من عام 2011 بدأ تطوير الموقع لتحويله إلى مجمع سكني فاخر.
في عام 2015 تم اكتشاف في الموقع بقايا مستوطنة يهودية تعود إلى أواخر فترة الهيكل الثاني. وفي عام 2016 اكتشف علماء الآثار حمامًا رومانيًا قديمًا ومرفقًا كبيرًا لإنتاج النبيذ.[8]
مدارس وريثة
استمرت فلسفة ورسالة دار الأيتام شنلر بعد الحرب العالمية الثانية في مدرستين وريثتين في الشرق الأوسط. وهُما:
- مدرسة يوهان لودفيج شنلر في خربة قنفار في قضاء البقاع الغربي في لبنان. حيث بدأت في عام 1948 على يد إلياس الحداد و12 طالبًا من طلاب شنلر. وقد تأسست في موقعها الحالي عام 1952 على يد هيرمان شنلر حفيد يوهان لودفيغ شنلر.[9][10] مثل دار الأيتام شنلر في القدس، توفرُ هذه الأخرى التدريب الأكاديمي والمهني للأطفال الفقراء. تُديرُ المدرسةَ اليومَ الكنيسةُ الإنجيلية الوطنية في بيروت وهي إحدى أملاكها.[9]
- مدرسة ثيودور شنلر تأسست في ماركا على نحو 10 كيلومتر (6.2 ميل) شمال غرب عمان في الأردن على يد هيرمان شنلر وخريجي دار الأيتام شنلر في القدس.[11] وقد قدمت التدريب الأكاديمي والمهني لـ 265 ولدًا يتيمًا وفقيرًا.[12] ويتم تمويلها من جمعية مدارس شنلر في شتوتغارت في ألمانيا تحت رعاية الكنيسة الأسقفية في القدس.[13] يقع بالقرب من المدرسة مخيم ماركا للاجئين الذي تأسس في عام 1968. وبسبب قربه غالبًا ما يُطلق عليه مخيم شنلر.[14]
المراجع
- Kark, Ruth; Oren-Nordheim, Michal (2001). Jerusalem and Its Environs: Quarters, Neighborhoods, Villages, 1800-1948. Wayne State University Press. صفحات 74, table on p.82-86. . مؤرشف من الأصل في 16 أبريل 2016.
- Ben-Arieh (1979), p. 104.
- Ben-Arieh (1979), p. 451.
- Löffler, Roland. "The Metamorphosis of a Pietistic Missionary and Educational Institution into a Social Services Enterprise: The case of the Syrian Orphanage (1860–1945)" ( كتاب إلكتروني PDF ). صفحة 153. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 7 أكتوبر 2018.
- Kark and Nordheim (2001), p. 132.
- Chinkis, Binyamin. "A Peek Behind the Gates of the Schneller Compound". Hamodia Israel News, 2 July 2009, pp. A22–A23.
- Ben-Arieh (1979), p. 448.
- Schuster, Ruth (2 March 2016). "Ancient Roman bathhouse and winery found under former army base in Jerusalem". هاآرتس. مؤرشف من الأصل في 8 يناير 201809 مارس 2016.
- "About Johann Ludwig Schneller Schule". Johann Ludwig Schneller Schule. مؤرشف من الأصل في 23 أبريل 201901 مارس 2012.
- "Johann Ludwig Schneller Schule". BibleLands. مؤرشف من الأصل في 29 أبريل 200901 مارس 2012.
- Shepp, Jonah (11 December 2011). "A Local Institution Thrives on Alumni, Community Gratitude". جوردان تايمز01 مارس 2012.
- "Where We Work – Jordan". American Friends of the Episcopal Diocese of Jerusalem. مؤرشف من الأصل في 28 نوفمبر 201206 يونيو 2012.
- "Theodor Schneller School" ( كتاب إلكتروني PDF ). Deutsche Botschaft Amman. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 2 يوليو 201501 مارس 2012.
- "Marka Refugee Camp". وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. مؤرشف من الأصل في 14 سبتمبر 201301 مارس 2012.