الرئيسيةعريقبحث

دار الإمام علي

دار تنتسب لأمام علي عليه السلام و عائلته.

☰ جدول المحتويات


دار الإمام علي هو دار يقع في الكوفة وهو دار منسوب للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وفيه غرف كغرفة الحسن بن علي والحسين وغرفة أم البنين وباقي زوجات وبنات الإمام علي عليه السلام و منن كان يعيش عند الإمام علي بن أبي طالب.


الموقع

يقع دار أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام إلى جانب مسجد الكوفة المعظم على مسافة حوالي (100) متر تقريباً من الركن الجنوبي الغربي من مسجد الكوفة

خلفية عن الإمام علي (ع)

علي بن أبي طالب، هو أول الأئمة عند الشيعة، ورابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين عند أهل السنة والجماعة، وُلد عليه السلام بمكة في الكعبة المشرفة يوم الجمعة 13 رجب سنة ثلاثين من عام الفيل،[1] وكانت وفاته "عليه السّلام" ليلة الجمعة ليلة 21 رمضان سنة أربعين من الهجرة بعد أن ضربه ابن ملجم المرادي في مسجد الكوفة ليلة تسع عشرة من نفس الشهر، ودفن في الغريّ من نجف الكوفة سرّاً.[2]

دخول الإمام علي الكوفة

قدم الإمام علي بن أبي طالب للكوفة، بعد هدوء الأوضاع، وبعد حرب الجمل، وقرر أن يقيم في الكوفة.[3]

الإقامة في دار هبيرة

أقام علي بن أبي طالب عليه السلام في دار زوج أخته هبيرة المخزومي، و أخته أم هاني، حتى يبني له دار و هناك رواية دلت على ذلك وهي : وورد في رواية وهي: «عن الأصبغ بن نباته، أن علياً لما دخل الكوفة قيل له: أي القصرين ننزلك؟ قال: قصر الخبال لا تنزلونيه فنزل على جعدة بن هبيرة المخزومي».[4] ، وورد في روياة أخرى و هي: «عن عون بن عبد الله بن عتبة، قال: لما قدم علي الكوفة نزل على باب المسجد فدخل وصلى، ثم تحول فجلس إليه الناس، فسأل عن رجل من أصحابه كان ينزل الكوفة، فقال قائل: استأثر الله به. فقال: إن الله لا يستأثر بأحد من خلقه، وقرأ: (وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ). قال: فلما لحق الثقل قالوا: أي القصرين تنزل ؟ فقال: قصر الخبال لا تنزلونيه».[5]

وورد في رواية وقول وهو: «فان الإمام (عليه السلام) لما دخل الكوفة قيل له: يا أمير المؤمنين، أتنزل القصر؟ قال: لا حاجة لي في نزوله، ولكني نازل الرحبة ، ثم أقبل حتّى دخل المسجد الأعظم، فصلى ركعتين، ثم نزل الرحبة، ثم إنه (عليه السلام) مكث بالكوفة ولم ينزل – كما تقدم – في قصر الإمارة بل نزل في دار جعدة بن عبيرة.».[6]

شراء الدار

كان البيت الذي اشتراه الإمام فيما بعد بسبعين ديناراً يقع قبالة باب السدة من مسجد الكوفة،[7] و قيل أن علي هو من قام ببناء الدار.

غرف الدار

الغرف

يوجد هناك غرف وهي:

  1. غرفة علي بن أبي طالب عليه السلام.
  2. غرفة الحسن و الحسين عليها السلام.[8]
  3. غرفة الحواء السيدة زينب الكبرى.[9]
  4. غرفة أم البنين عليها السلام.[9]

وهناك من سكن الدار من زوجات علي بن أبي طالب وأولاده.

مغتسل الإمام علي (ع)

هناك مغتسل، يعتقد أن لما توفي علي بن أبي طالب غُسل فيه.[10][11][9]

بئر الإمام علي (ع)

هو بئر يعتقد أن علي بن أبي طلب قام بحفر البئر، وخادم البئر يطعم الزوار من ماء البئر الشريف.[12]

موضع جلوس الحسن عند وفاة والده

هناك في البيت، ويقال أن الحسن بن علي بن أبي طالب جلس فيه عند أستشهاد ووفاة وموت أباه علي بن أبي طالب.[10]

المكتبة

يوجد هناك مكتبة في الدار.[10]

الدار عند وفاة علي

ورد في رواية عن أم كلثوم زينب الصغرى أنها قالت:[13][14]

" فلندع الحديث إلى السيّدة الزكية أمّ كلثوم تحدّثنا بما شاهدته من أبيها في تلك الليلة الخالدة في دنيا الأحزان ، قالت :

لمّا كانت ليلة التاسع عشر من رمضان قدّمت إلى أبي عند إفطاره طبقاً فيه قرصان من خبز الشعير وقصعة فيها لبن ، وملح جريش ، فلمّا فرغ من صلاته أقبل على فطوره ، فلمّا نظر إليه حرّك رأسه وبكى وقال :

« ما ظننت بنتاً تسوء أباها كما أسأت إليّ ».

« ما ذاك ؟ ».

« تقدّمين إلى أبيك إدامين في طبق واحد ، أتريدين أن يطول وقوفي بين يدي الله تعالى يوم القيامة ؟ أنا أريد أن أتّبع أخي وابن عمّي رسول الله صلّى الله عليه وآله ما قدّم له إدامان في طبق واحد إلى أن قبضه الله تعالى.

يا بنيّة ، ما من رجل طاب مطعمه ومشربه وملبسه إلّا طال وقوفه بين يدي الله عزّ وجلّ يوم القيامة ..

يا بنيّة ، إنّ الدّنيا في حلالها حساب ، وفي حرامها عقاب ، وقد أخبرني حبيبي رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّ جبرئيل نزل إليه ومعه مفاتيح كنوز الأرض ، وقال : يا محمّد ، السّلام يقرؤك السّلام ، ويقول لك : إن شئت صيّرت معك جبال تهامة ذهباً وفضّة ، وخذ مفاتيح كنوز الأرض ولا ينقص ذلك من حظّك يوم القيامة ، قال صلّى الله عليه وآله : يا جبرئيل ، وما يكون بعد ذلك ؟ قال : الموت ، فقال : لا حاجة لي في الدّنيا ، دعني أجوع يوماً ، وأشبع يوماً ، فاليوم الّذي أجوع فيه أتضرّع إلى ربّي ، واليوم الّذي أشبع فيه أشكر ربّي وأحمده ، فقال جبرئيل : وفّقت لكلّ خير يا محمّد ! ».

ثمّ قال عليه السلام : « يا بنيّة ، الدّار دار غرور ، ودار هوان ، فمن قدّم شيئاً وجده. يا بنيّة ، لا آكل شيئاً حتّى ترفعي أحد الإدامين » ، فلمّا رفعته أكل قرصاً واحداً بالملح الجريش ، ثمّ حمد الله تعالى وأثنى عليه ، ثمّ قام إلى صلاته فصلّى ، ولم يزل راكعاً وساجداً ومبتهلاً ومتضرّعاً إلى الله سبحانه ، ويكثر الدخول والخروج ، وهو ينظر إلى السماء وهو قلق ، ثمّ قرأ سورة « يس » حتّى ختمها ، ثمّ رقد هنيهة ، وانتبه مرعوباً ، وجعل يمسح وجهه بثوبه ، ونهض قائماً على قدميه وهو يقول : « اللهمّ بارك لنا في لقائك ».

ويكثر من قول : لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم ، ثمّ صلّى حتّى ذهب بعض الليل ، ثمّ جلس للتعقيب ، ثمّ نامت عيناه ، ثمّ انتبه مرعوباً ، وجمع أولاده فقال لهم :

« في هذا الشّهر تفقدوني ، إنّي رأيت رؤيا هالتني ... ».

« ما رأيت ؟ ».

« رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله في منامي وهو يقول : يا أبا الحسن ، إنّك قادم إلينا عن قريب ، يجيء إليك أشقاها فيخضّب شيبتك من أمّ رأسك ، وأنا مشتاق إليك ، وإنّك عندنا في العشر الأواخر من شهر رمضان ... ».

فضجّ أبناؤه بالبكاء ، فأمرهم بالخلود إلى الصبر وطاعة الله ، ولم يزل تلك الليلة قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً ، ويخرج ساعة بعد ساعة ، يقلب طرفه في السماء ، وينظر في الكواكب وهو يقول :

« ما كذّبت ولا كذّبت ، إنّها اللّيلة الّتي وعدت بها ».

ثمّ يعود إلى مصلّاه وهو يقول : « اللهمّ بارك لي في الموت » ، ويكثر من قول :

« ًلا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم » ، ويصلّي على النبيّ كثيرا.

قالت أمّ كلثوم : قلت له : « يا أبتاه ، ما لي أراك هذه اللّيلة لا تذوق طعم الرقاد ؟ ».

فأجابها الإمام : « يا بنيّة ، إنّ أباك قتل الأبطال ، وخاض الأهوال ، وما دخل الخوف جوفه ، وما دخل في قلبي رعب أكثر ممّا دخله اللّيلة ... ».

ثمّ قال : « إنّا لله وإنّا إليه راجعون » ، وفزعت السيّدة أمّ كلثوم ، وقالت له بنبرات مشفوعة بالبكاء :

« ما لك تنعى نفسك منذ اللّيلة ؟ ».

« يا بنيّة ، قد قرب الأجل وانقطع الأمل ... ».

واستولى الأسى والحزن على أمّ كلثوم ، وغرقت بالبكاء ، وأخذ يهدّئ لوعتها قائلاً : « يا بنيّة ، إنّي لم أقل ذلك إلّا بما عهد إليّ النبيّ صلى الله عليه وآله » (۲). هذا بعض ما حدّثت به السيّدة أمّ كلثوم من الأحداث المفزعة التي رافقت اغتيال أبيها.

وأقبل الإمام في غلس الليل البهيم على الدعاء والابتهال إلى الله تعالى ، ففي ظلام ذلك الليل الذي دام على البؤساء والمحرومين ، قام الإمام فأسبغ الوضوء ، وتهيّأ إلى الخروج إلى بيت الله ليؤدّي صلاة الصبح ، فلمّا بلغ صحن الدار كانت فيه وزّ أهديت إلى الإمام الحسن عليه السلام فصحن في وجهه الشريف منذرة بالخطر العظيم الذي سيعصف بالشرق العربي ، وسائر الوطن الإسلامي ، ويحوّله إلى ركام ، وتنبّأ الإمام عليه السلام بنزول الرزء القاصم فقال : « لا حول ولا قوّة إلاّ بالله تعالى ، صوائح تتبعها نوائح » ، إنّ تلك الصوائح التي انطلقت من الطيور تحوّلت إلى عويل ، وصراخ اليتامى والمساكين ، فقد فقدوا من كان يرعاهم ويعطف عليهم ، وراح الإمام يوصي ابنته برعاية تلك الطيور قائلاً :

« يا بنيّة ، بحقّي عليك إلّا ما أطلقتها ، فقد حبست ما ليس له لسان ، ولا يقدر على الكلام إذا جاع أو عطش ، فأطعميها واسقيها وإلّا خلّي سبيلها تأكل من حشائش الأرض »

"

تاريخ الدار

هناك العديد من الترميمات التي حلت بالدار، و هي:[12]

  • ففي 1385 هـ/ 1966 قام المحسن الحاج فاضل محمد غفوري البغدادي وبسعي هادي صالح شبع وأشراف الحاج شاكر شبع والشيخ راضي مارد بتشييد جبهته وباب المدخل.[12]
  • وفي عام 1966 تمت صيانة وتغليف جدرانه الداخلية واستبدال أبوابه ونوافذه وتغليف القبة بقاشاني جديد.[12]

حال الدار اليوم

تجرى اليوم عمليات الصيانة والتوسيع، وبناء حوله مسجد وصحن.[11]

المدفونون في الدار

مصادر

  1. المفيد، الإرشاد، ج 1، ص 5 (النسخة المتوفرة في القرص المضغوط مكتبة أهل البيت، النسخة الثانية). وعبارة المفيد التي تحدث فيها عن محل ولادة الإمام هي: «ولد بمكة في البيت الحرام». وتحدث المسعودي (توفى 346 هـ) عن محل ولادة الإمام "عليه السّلام" قائلا: «وكان مولده في الكعبة» راجع: المسعودي، مروج الذهب و معادن الجوهر، ج 2، قم: منشورات دار الهجرة، 1363 ش/1404 ق/1984م، ص 349.
  2. المفيد، الارشاد، ج 1، ص 9(النسخة المتوفرة في القرص المضغوط مكتبة أهل البيت، النسخة الثانية).
  3. تاريخ الطبري 5: 579.
  4. نصر بن مزاحم، وقعة صفين، ص 5.
  5. نصر بن مزاحم، وقعة صفين، ص51، ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة: ج3 ص 105.
  6. نصر بن مزاحم، وقعة صفين، ص 8.
  7. "مسجد الكوفة المعظم - (عليه السلام) دار الإمام علي بن أبي طالب". masjed-alkufa.com. مؤرشف من الأصل في 27 أكتوبر 201912 مايو 2020.
  8. azz. "بيت الإمام علي بحجرتين للحسن والحسين وبئر ماء يحاذي مسجد الكوفة". AZZAMAN الزمان (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 12 مايو 202012 مايو 2020.
  9. دار علي بن أبي طالب عليهما السلام في الكوفة. - تصفح: نسخة محفوظة 20 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  10. دار و بيت الامام علي سلام الله عليه. - تصفح: نسخة محفوظة 20 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  11. "بيت الامام علي (عليه السلام) في الكوفة". مكتبة الروضة الحيدرية. مؤرشف من الأصل في 12 مايو 202012 مايو 2020.
  12. د. كامل الجبوري، مقال حول البيت في مجلة السفير ع29 ص10.
  13. السيّدة أمّ كلثوم هي في أغلب الظنّ سيّدة النساء السيّدة المعظّمة زينب سلام الله عليها ، وهذه كنيتها ، بحار الأنوار ٤٢ : ٢٧٩ ـ ٢٨٠. ، مروج الذهب ٢ : ٢٩١. ، بحار الأنوار ٤٢ : ٢٧٨. ، الكامل ـ المبرّد ٣ : ١٤٢ ، موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] / المجلّد : ۱۱ / الصفحة : ۲٤۲ ـ ۲٥۰. نسخة محفوظة 3 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  14. "اغتيال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام". research.rafed.net. مؤرشف من الأصل في 20 فبراير 201712 مايو 2020.

موسوعات ذات صلة :