دانييل "دان" جيبسون (Dan Gibson) (مواليد 1956) هو باحث مستقل ومؤرخ كندي، مختص بدراسة تاريخ العرب والمسلمين.
حياته الشخصية
ولد جيبسون في عائلة من المؤرخين من أصول بريطانية وكندية، حيث كان جده ووالده مهتمون بتاريخ الكتاب المقدس لأسباب دينية. زار جيبسون شبه الجزيرة العربية في بداية العشرينات من عمره. بعد انهائه دراسة اللاهوت والمدرسة الثانوية، قضى جيبسون حياته كلها بحثاً في تاريخ شبه الجزيرة العربية. عاش بالتناوب بين كندا ومناطق الشرق الأوسط مع عائلته التي تتكون من أربعة أطفال وزوجته.[1]
أبحاثه
بدأت أبحاث جيبسون تنصب حول تجارة العرب الأنباط في الفترة بين (300 ق.م - 500 م). كانت دراسته حول اثبات وجود تناقض بين السجل الأثري والتاريخي للجزيرة العربية. اعتمد في دراسته على النصوص التقليدية كالقرآن والكتاب المقدس، رافضاً الرجوع للقصص التقليدية عن مكة، كما يفعل العديد من الباحثين الاسلاميين المعاصرين. كما ركزت أبحاث جيبسون على عدم تطابق النصوص التقليدية للإسلام مع الواقع. في عام 2011 وبعد عشر سنواتٍ من البحث، نشر كتابه "القرآن والجغرافيا".[1]
وكانت نتائج أبحاث جيبسون كالتالي:[2]
- المراجع الجغرافية في القرآن تثبت أن بيت الله الحرام (المدينة المقدسة للمسلمين) هي البترا وليست مكة.
- لغاية سنة 724 ميلادية كان اتجاه القبلة للمساجد كلها تشير نحو البترا في جنوب الأردن، وليس في القدس أو مكة. ويمكن استبعاد احتمال خطأ بناة المساجد القديمة، بسبب دقة هندستها وكذلك تجمعها جميعاً في نقطة واحدة وهي البترا. وبالفعل في عام 1977 أثبت كرون وكوك، أن أقدم المساجد لم تكن موجهة نحو مكة المكرمة.
- بعد عام 822 ميلادية، اتجهت جميع المساجد لمكة المكرمة دون استثناء.
- لا تتشابه أوصاف مكة بالقرآن والأحاديث النبوية مع الواقع. كما لم تكن مكة المكرمة تقع على أي طريق تجاري في زمن الرسول محمد، وهذا ما أكدته الباحثة باتريشيا كرون سنة 1987. بالإضافة لذلك لا يوجد أي سجل أثري لمكة منذ القرن السابع الميلادي. وذكرت الأبحاث التي أجريت على النباتات، أن النباتات المذكورة في القرآن لم تنمو أبداً في مكة.
- البترا في الأردن تتطابق تماماً مع أوصاف القرآن في كثيرٍ من التفاصيل. وكانت البترا أيضاً مركز الحج العربي قبل نشأة الإسلام.
- ادعائه بأن المخطوطات الأولى للقرآن لا تحتوي على الآيات التي تدل على تغيير القبلة مثل الآية (144 سورة البقرة)، والآية الوحيدة التي ذكرت فيها مكة بالقرآن (الآية 24 من سورة الفتح).
- كان هجوم المكيين على المدينة المنورة من الشمال، في حين أن مكة تقع بالجنوب من المدينة.
- المسافات المذكورة بالقرآن تكون أقرب بالمعنى للبتراء.
على هذه الأسس بنى جيبسون نظرية أن النبي محمد لم يعش أو يولد في مكة المكرمة وإنما في البترا. وقبل جيبسون اقترحت باتريشيا كرون ومايكل كوك سنة 1977، أن ميلاد الإسلام يجب أن يكون في شمال غرب شبه الجزيرة العربية.[3] كما استنتج جيبسون أنه تم نقل الحجر الأسود من البترا إلى مكة خلال الفتنة الثانية، ثم بنى العباسيون المنتصرون المساجد باتجاه القبلة الجديدة. وبدأت البترا تفقد ذاكرتها وأهميتها تدريجياً، وأصبحت غير صالحة للسكن بعد زلزال كبير أصابها. أما تاريخ البترا فتم القضاء تدريجياً عليه من قِبل العباسيين، وأحرقوا الكتب التي تذكرها. وجميع التقاليد والكتب والمراجع التي تذكر بدايات الإسلام كانت مستمدة من العصر العباسي ما عدا القرآن، لذلك في إطار الدراسات الإسلامية العلمية تعتبر هذه المراجع العباسية مشكوك فيها وغير تاريخية من نواحي كثيرة، حسب نظرية جيبسون.
مراجع
- Data on Gibson's biography taken from his Web pages, his book Qur'ānic Geography and the Amazon author information to this book: [1], [2], [3], [4] - تصفح: نسخة محفوظة 31 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
- Dan Gibson: Qur'ānic Geography (2011)
- Crone / Cook: Hagarism (1977); p. 24