دانيال (بالعبرية: דָּנִיֵּאל)، هو أحد الأنبياء الأربعة الكبار في التراث اليهودي المسيحي، والشخصية المركزية في سفر دانيال. ينتسب دانيال إلى سبط يهوذا. وفقًا للرواية التوراتيّة عندما كان دانيال شابًا، اقتيد إلى السبي البابلي حيث تلقى تعليمه هناك. وأُتي بأمر نبوخذ نصر إلى بابل مع ثلاثة فتيان من الأشراف: هم حننيا وميشائيل وعزريا سنة 605 ق.م. فتعلم هناك لغة الكلدانيين ورشح مع رفقائه الثلاثة للخدمة في القصر الملكي. وفقًا للرواية التوراتيّة تعلم دانيال ثلاث سنين وأعطاه الله فرصة لإظهار علمه وحكمته ففسر حلمًا لنبوخذ نصر كان قد أزعجه ومكافأة له على هذه الخدمة نصبه حاكمًا على بابل ورئيسًا على جميع حكمائها. وأصبح له قدرة على تفسير أحلام الملوك، وبذلك أصبح شخصية بارزة في بلاط بابل. وقد مرّ دانيال في تجارب ورؤى في الأسر البابلي، حيث نجا من وكر الأسد.
دانيال | |
---|---|
رسمة تصوّر جواب دانيال إلى الملك، بريشة بريطون ريفيير. | |
الولادة | القرن السابع قبل الميلاد. بلاد الرافدين |
الوفاة | القرن السادس قبل الميلاد. بابل، بلاد الرافدين |
مبجل(ة) في | يهودية، مسيحية، إسلام |
المقام الرئيسي | قبر النبي دانيال، شوشان في إيران |
تاريخ الذكرى | 21 يوليو (في الكنيسة الكاثوليكية) |
إجماع العلماء المعاصرين هو أن دانيال ليس شخصية حقيقية، ومحتوى السفر الخاص به هو إشارة خفية إلى عهد الملك اليوناني أنطيوخوس الرابع الذي عاش في القرن الثاني قبل الميلاد.[1][2]
حياته وفقا لسفر دانيال
- مقالة مفصلة: سفر دانيال
في الديانات
حسب المعتقدات الإسلامية
لم يذكر دانيال في القرآن ولم يتم التوصل إلى وجود أي إشارة إليه من قبل المفسرين.[3] على الرغم من ذلك تصفه المصادر والأحاديث الإسلامية بأنه نبي.[4][5]
قد قال أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا أبو بلال محمد بن الحارث بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، حدثنا أبو محمد القاسم بن عبد الله، عن أبي الأشعث الأحمري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن دانيال دَعا ربه عز وجل أن تدفنه أمة مُحمد.[6]
كما ورد عن ابن أبي الدنيا بإسناده إلى عبد الله بن أبي الهذيل، أن بختنصر سلط أسدين على دانيال بعد أن ألقاه في جُب - أي بئر - فلم يفعلا به شيئاً. فمكث ما شاء الله تعالى ثم اشتهى ما يشتهي الآدميون من الطعام والشراب، فأوحى الله إلى إرميا وهو من أنبياء بني إسرائيل وهو بالشام أن أعد طعاماً وشراباً لـ دانيال. فقال: يارب أنا بالأرض المقدسة، ودانيال بأرض بابل من أرض العراق، فأوحى الله إليه أن أعد ما أمرناك به فإنا سنرسل من يحملك ويحمل ما أعددت، ففعل وأرسل إليه من حمله وحمل ما أعده حتى وقف على رأس الجب، فقال دانيال من هذا، قال أنا أرميا فقال: ما جاء بك، قال: أرسلني إليك ربك، قال: وقد ذكرني ربي، قال: نعم، فقال دانيال: الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، والحمد لله الذي يجيب من دعاه، والحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحساناً، والحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة، والحمد لله الذي هو يكشف ضرنا وكربنا، والحمد لله الذي يقينا حين يسوء ظننا بأعمالنا، والحمد لله الذي هو رجاؤنا حين تنقطع الحيل عنا
وقد عثر عليه الصحابة حين فَتح تستر. قال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن أبي خالد بن دينار، حدثنا أبو العالية قال: لما أفتتحنا تستر وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرًا عليه رجلٌ ميت عند رأسه مصحف له ، فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" فدعا له كعبًا فنسخه بالعربية، فأنا أول رجلٍ من العرب قرأه، قرأته مثل ما أقرأ القرآن. فقلت لأبي العالية: ما كان فيه، قال: سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم وما هو كائن بعد، قلت: فما صنعتم بالرجل، قال: حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبرًا متفرقة فلما كان بالليل دفناه وسوينا القبور كلها لنعميه على الناس لا ينبشونه، قلت: وما يرجون منه، قال: كانت السماء إذا حبست عنهم برزوا بسريره فيمطرون، فقلت: من كنتم تظنون الرجل، قال: رجل يقال له دانيال، قلت: منذ كم وجدتموه قد مات، قال: منذ ثلاثمائة سنة، قلت: ما تغير منه شيء، قال: إلا شعرات من قفاه. إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض ولا تأكلها السباع.[7]
والملّخص من هذا كله أنه حين فتح تستر على مطلع سنة 21هـ في عهد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب وجد المسلمون جسد النبي دانيال فأمر عمر بدفنه وبتغييب قبره عن الناس خشية التبرك به أو إتخاذه معبدًا، وقد كانت تلك ذاتها أمنية النبي دانيال حسب الروايات الإسلامية إذ كانت أمنيته أن تدفنه أمة محمد فتحقق له ذلك.
والآن يوجد مقام للنبي دانيال في إيران يعتقد إنه له.
حسب المعتقدات البهائية
يعتبر دانيال نبيًا في المعتقدات البهائية.[8]
حسب المعتقدات المسيحية
يتم الاحتفال بذكرى دانيال في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في يوم 23 من الشهر القبطي برمهات.[9] في التقويم الليتورجي في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، يُحتفل في ذكرى دانيال النبي يوم 17 كانون الأول.[10] نبوءة دانيال بشأن الحجر الذي حطم الصنم (دانيال 2 : 34-35) كثيرًا ما يُستخدم في التراتيل الأرثوذكسية الكنسيّة.
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في ذكرى دانيال النبي في يوليو 21.[11] بعض التقاويم الطقسية المحلية في الأبرشيات تحتفل في ذكراه في 21 يوليو، وأحيانًا في يوم آخر.
حسب المعتقدات اليهودية
بحسب المعتقدات اليهودية لا يعتبر دانيال نبيًا إذ يحسب انتهت النبوة مع كل من حجي، وزكريا، وملاخي.[12] في التناخ لم يتم تضمين دانيال تحت قسم الأنبياء ربما لأن محتواه لا يطابق الكتب النبوية. ولكن مع ذلك وجدت ثماني نسخ بين مخطوطات البحر الميت وحكايات إضافية من النص اليوناني كدليل على شعبية دانيال في العصور القديمة.[13]
مقالات ذات صلة
مراجع
- Collins 1999، صفحة 219.
- Noegel & Wheeler 2002، صفحة 74.
- Scott B.; Wheeler, Brannon M. (2002-09-26). Historical Dictionary of Prophets in Islam and Judaism (باللغة الإنجليزية). Scarecrow Press. . مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020.
- 21. The Ethos Of Prophet Daniel | Ethics of The Prophets | Al-Islam.org - تصفح: نسخة محفوظة 6 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
- 21. The Ethos Of Prophet Daniel | Ethics of The Prophets | Al-Islam.org - تصفح: نسخة محفوظة 6 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
- أحكام القبور لأبي بكر بن أبي الدنيا
- البداية والنهاية للحافظ ابن كثير ، ج1 / ص434
- May, Dann J (December 1993). The Bahá'í Principle of Religious Unity and the Challenge of Radical Pluralism. University of North Texas, Denton, Texas. p. 102.
- "The Departure of the great prophet Daniel". Copticchurch.net. مؤرشف من الأصل في 7 أغسطس 201830 يونيو 2012.
- Sergei Bulgakov, Manual for Church Servers, 2nd ed. (Kharkov, 1900) pp. 453–65. December 11–17: Sunday of the Holy Forefathers Translation: Archpriest Eugene D. Tarris
- Francis E. Gigot (1889). "Daniel". Catholic Encyclopedia on CD-ROM. New Advent. مؤرشف من الأصل في 08 يونيو 2019.
- Noegel & Wheeler 2002، صفحة 76.
- Stone 2011، صفحة 68.