الرئيسيةعريقبحث

دستورية

العقيدة السياسية المتمسكة بالمبادئ الدستورية

☰ جدول المحتويات


الدستورية هي مجموعة معقدة من الأفكار والمواقف وأنماط السلوك، وضع لمبدأ سلطوي يقول: "أنه يجب أن تستمد الحكومة سلطتها من قبل هيئة من القوانين الأساسية".[1]

تكون التنظيمات السياسية مؤسسات دستورية عند تطبيقها الطابع المؤسساتي على آليات الحكم بها، والتحكم في السلطة من أجل حماية مصالح وحريات المواطنين بما في ذلك الأقليات.[2]

الاستخدام

للدستورية معنيان، إما بمعنى تقادمي: أي تتناول خصائص الحكم التي هي ضرورية، أو بمعنى وصفي: أي يتناول الصراع التاريخي لتحصيل حقوق المواطنين. [3] بمعنى آخر البحث الوصفي يصف ماهية القوانين الدستورية المتداولة، بينما البحث التقادمي يشرح مايجب أن تكون عليه.

الوصفي

أحد أمثلة تطبيق الدستورية الوصفية هو ماقام به برنارد شوارتز، بروفسور القانون، حيث جمع المصادر التي أدت إلى صدور قانون شرعيج الحقوق في الولايات المتحدة في خمسة مجلدات.[4] بداية مع اللغة الإنجليزية السوابق العودة إلى ماجنا كارتا (1215). 

المعنى التقادمي

كما يقول الفيلسوف القانوني الكندي ويل والوتشو: الدستورية تجسد فكرة "أن يمكن ان يكون للحكومة قانونا مقيد الصلاحيات، وأن على السلطة أن تعتمد على مراعاة هذه القيود"، هذه الفكرة تجلب معها مجموعة من الأسئلة المحيرة والمثيرة للاهتمام، ليس فقط لعلماء القانون ولكن لأي شخص حريص على استكشاف الأسس القانونية والفلسفية لتكوين الدولة.

[5] من أمثلة التقادمية، مشروع رابطة البلديات الوطنية[6] لتطوير نموذج لدستور الدولة.[7]

أمثلة

الوصفي

الولايات المتحدة

تعرف الدستورية في أمريكا على أنها مجموعة معقدة من الأفكار والمواقف والأنماط التي وضعت مبدأ أن سلطة الحكومة تستمد من الشعب، والتي يحدها القانون الأساسي.

وبالنسبة للمختصين وتكون هذه الأفكار والمواقف والأنماط  مستمدة من "الديناميكية السياسية والتاريخية العملية بدلا من مجموعة ثابتة من الفكر المنصوص الذي وضع في القرن الثامن عشر".[8]

في تاريخ الولايات المتحدة الدستورية في معناها الوصفي والقادمي تركز عادة على الدستور الاتحادي.[9]

المملكة المتحدة

تعد المملكة المتحدة على الأرجح من أفضل الأمثلة عن الدستورية القائمة على دستور غير مدون، وقعت مجموعة متنوعة من التطورات خلال القرن السابع عشر في إنجلترا كان منها "الصراع على السلطة مابين الملك والبرلمان مصحوبا بطفح من الأفكار السياسية حول تعويضية السلطات وهو ماأظهر ملامح الدستورية، [10] مما أدى إلى تطور نظام حكم متكون من مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة التي تراقب وتحاسب وتواجه سلطة الدولة".[11]

اليابان

لقيت خطوة الحكومة اليابانية التي نقحت دستور 1947 تحت إدارة شينزو آبي انتقادات كبيرة على أنها غير دستورية، إذ أن الدستور الجديد يفرض التزامات على المواطنين بدلا من حماية حقوقهم.

 التقادمي

هناك ملاحظتين يجب التطرق لهما فيما يتعلق بالمعنى التقادمي:

  • غالبا مايكون هناك خلط بين وجود دستور مكتوب وبين أن الدولة أو نظام الحكم يستند إلى الدستورية، كما أشار ديفيد فيلمان "لاينبغي أن تؤخذ الدستورية على أنه يوجد دستور في البلد، لكن يجب النظر بالضرورة على مدى التزامه باتباع وتطبيق الفكر الدستوري".[12]
  • غالبا ماتستعمل كلمة "الدستورية" في النقاشات كحجة سياسية تعادل وجهات نظر المتكلم أو الكاتب مع مفهومه هو للدستور.[13][14]


الولايات المتحدة

بدءًا من تعريف أن "الدستورية" هي حد ممارسة الحكومة بالدستور المكتوب، هناك العديد من المواقف مما يعنيه هذا التعريف، منهم من يعرف الوثيقة بأنها وثيقة  تحدد علاقتها بالقوانين والمعاهدات والإجراءات التنفيذية والقضائية والدساتير، أو القوانين المحلية ومبادئ التصميم الدستوري، وعادة يتضمن مبدأ أن مجال العمل العام تكون مقسمة بين تفويض الصلاحيات إلى الحكومة وحقوق الأفراد، كل منها تقييد الأخرى، وأن لا صلاحيات تفويض التي هي خارج اختصاص الحكومة.[15]

المملكة المتحدة

الدستوري هو أيضا تسمية استخدمت من قبل بعض المرشحين المستقلين في الانتخابات العامة في المملكة المتحدة في 1920. معظم المرشحين أعضاء سابقين في الحزب الليبرالي والكثير منهم انضم إلى حزب المحافظين قريبا بعد انتخابه. من أشهر المرشحين الدستوريين كان ونستون تشرشل في انتخابات عام 1924.[16]

الدستورية الدينية

الدستورية الإسلامية

نطاق وحدود الدستورية في الدول الإسلامية قد جذبت اهتماما متزايدا في السنوات الأخيرة، حدد بعض الكتاب  الدستورية الإسلامية بأنها "الدستورية التي تعتمد على أساس المبادئ الإسلامية، في مقابل الدستورية التي وضعت في البلدان التي هي مسلمة ولكن تعتمد المبادئ الإسلامية".[17] وهناك الكثير من الجدل والتفاوت في قبول هذا الطرح من قبل المفكرين الإسلاميين مثل محمد هاشم كمالي[18] وخالد أبو الفضل، [19] وحتى الشباب منهم مثل آصفة القريشي[20] ونادرسية حسن[21] الذين يجمعون بين  الشريعة الإسلامية الكلاسيكية وبين الدستورية الحديثة.

التغييرات الدستورية التي بدأتها حركة الربيع العربي جلبت للواقع العديد من النماذج  الدستورية الإسلامية الهجينة.[22]

مقالات ذات صلة

المراجع

  1. Don E. Fehrenbacher, Constitutions and Constitutionalism in the Slaveholding South (University of Georgia Press, 1989). p. 1. (ردمك ).
  2. Gordon, Scott (1999). Controlling the State: Constitutionalism from Ancient Athens to Today. Harvard University Press. صفحة 4.  .
  3. Leonard Levy, ed., Encyclopedia of the American Constitution, (Gerhard Casper, "Constitutionalism"), vol 2, p. 473 (1986) (ردمك ).
  4. Bernard Schwartz, The Roots of the Bill of Rights (5 vols., Chelsea House Publisher, 1980) (ردمك ).
  5. Stanford Encyclopedia of Philosophy, Wil Waluchow "Constitutionalism" (Intro Jan. 2001 (revised Feb. 20, 2007). نسخة محفوظة 22 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
  6. Frank Mann Stewart, A Half Century of Municipal Reform: A History of the National Municipal League Ch.2 (Univ. of California Press, 1950).
  7. "Model State Constitution" ( كتاب إلكتروني PDF ). utexas.edu. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 26 فبراير 201302 مايو 2018.
  8. Stephen M. Griffin, "American Constitutionalism: From Theory to Politics" - تصفح: نسخة محفوظة 2011-08-12 على موقع واي باك مشين. (Princeton University Press, 1996). p. 5. (ردمك ).
  9. For the assumptions by historians, political scientists and lawyers that have contributed to a view of constitutionalism essentially connected and confined to the US Constitution, see Christian G. Fritz, "Fallacies of American Constitutionalism - تصفح: نسخة محفوظة 2011-05-11 على موقع واي باك مشين. ," 35 Rutgers Law Journal (2004), 1327–69. See also Christian G. Fritz, American Sovereigns: The People and America's Constitutional Tradition Before the Civil War (Cambridge University Press, 2008). p. 284 ("Invariably, the state constitutional tradition is deemed less authentic because of its departure from the federal model. This has led to the assumption that one need only study the federal Constitution to discover what American constitutionalism was then and is today.") (ردمك ).
  10. Gordon, Scott (1999). Controlling the State: Constitutionalism from Ancient Athens to Today. Harvard University Press. صفحات 5, 223–83, 327–57.  .
  11. Bagehot, Walter (1867). The English Constitution. Chapman and Hall. صفحات 2, 348. مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020. (Bagehot noted his intent to correct mistaken views of the British constitution, including whether the constitution was "laid down as a principle of the English polity, that in it the legislative, the executive, and the judicial powers, are quite divided....")
  12. Philip P. Wiener, ed., "Dictionary of the History of Ideas: Studies of Selected Pivotal Ideas", (David Fellman, "Constitutionalism") - تصفح: نسخة محفوظة 2006-06-23 على موقع واي باك مشين., vol 1, p. 485 (1973–74).
  13. Herman Belz, "A Living Constitution or Fundamental Law? American Constitutionalism in Historical Perspective" - تصفح: نسخة محفوظة 2008-12-02 على موقع واي باك مشين. (Rowman & Littlefield Publishers, Inc. 1998) at pp. 148–49 (Belz further argues: "Constitutionalism shapes political life in a variety of ways. Constitutional principles can become matters of commitment and belief possessing intrinsic value that motivate political action.... When citizens and governing officials internalize constitutional values, acting out of fidelity to law rather than expediency, constitutionalism gives direction to political life. Constitutionalism has a configurative effect also in providing the forms, rhetoric, and symbols by which politics is carried on. Political groups and individuals ordinarily try to choose courses of action that are consistent with or required by the Constitution. They do so not because they are in each instance committed to the constitutional principle or value at issue... [but] because they know that the public takes the Constitution seriously, believing that it embodies fundamental values and formal procedures that are the touchstone of political legitimacy. In American politics the Constitution is a justifying concept, and groups that invoke constitutional arguments do so, from their own perspective perhaps and in an immediate sense, instrumentally. Considered from an external and long-range view in relation to the polity as a whole, however, reliance on constitutional principles and rules is normative and noninstrumental. In this way constitutionalism shapes political events") (ردمك ).
  14. Louis Michael Seidman, "Critical Constitutionalism Now" - تصفح: نسخة محفوظة 2008-09-10 على موقع واي باك مشين., 75 Fordham Law Review pp. 575, 586 (Nov. 2006).
  15. James Madison, in his remarks introducing the Bill of Rights, 8 June 1789, Annals 1:424–50. Link - تصفح: نسخة محفوظة 2009-05-04 على موقع واي باك مشين.
  16. British parliamentary election results 1918–1949, Craig, F.W.S.
  17. Ann E. Mayer, Conundrums in Constitutionalism: Islamic Monarchies in an Era of Transition, 1 UCLA J. Islamic & Near E.L. 183 (Spring / Summer, 2002).
  18. Mohammad Hashim Kamali, Constitutionalism in Islamic Countries: A Contemporary Perspective of Islamic Law, in: Rainer Grote and Tilmann Röder (eds.), Constitutionalism in Islamic Countries: Between Upheaval and Continuity, Oxford University Press, Oxford/New York 2011.
  19. Khaled Abou El Fadl, Shariah and Constitutionalism in: Rainer Grote and Tilmann Röder (eds.), Constitutionalism in Islamic Countries: Between Upheaval and Continuity, Oxford University Press, Oxford/New York 2011.
  20. Asifa Quraishi, The Separation of Powers in the Tradition of Muslim Governments, in: Rainer Grote and Tilmann Röder (eds.), Constitutionalism in Islamic Countries: Between Upheaval and Continuity, Oxford University Press, Oxford/New York 2011.
  21. Nadirsyah Hosen, "In search of Islamic Constitutionalism", American Journal of Islamic Social Sciences, Volume 21, No. 2, 2004, 23 foll.
  22. See, e.g. the monitoring project "Constitutional Reform in Arab Countries", http://www.mpil.de/red/crac.

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :