دير بعلبة أحد مناطق مدينة حمص في سوريا. ويعد من أكبر أحياء المدينة مساحة وسكانا. يضم الحي قسمين، أولاً حي دير بعلبة، ويتألف من أربع أحياء هي حي دير بعلبة الشمالي والجنوبي وحي البياضة وحي الكسارة، وتقع ديربعلبة في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة حمص على طريق مدينة سلمية. يقدّر تعداد السكان في دير بعلبة بحوالي 80,000 نسمة (2007). وأما القسم الثاني فهو أراضي دير بعلبة الزراعية: وهي ممتدّة من المختارية شمالاً إلى قرية زيدل جنوباً، ومن طريق حماة والمحلَّق غرباً إلى السعن شرقاً. وكل قسم من الأراضي الزراعية له اسم متفرع كأراضي السقي والمريمدي والزهورية وغيرها.
أصل التسمية
يعتقد أنه سُمِّي بهذا الاسم لأنه كان في الماضي منطقة يعبد فيها الرومان الإله بعقوتو أو بعل بعقوتو، وبالرُّغم من أن اسمه دير إلا أن غالبية السكان حالياً العظمى من المسلمين السنة.
وفي شرح آخر لمعنى دير بعلبة أو دير بعلبي
اسم دير بعلبة : مؤلف من ثلاث كلمات وهي (دير - بعل - بي )
أولا الدير : وهو مكان للعبادة أو المعبد وليس بالضرورة الكنيسة فهي تسمية من قبل الميلاد وفي المسيحية الدير هو عبارة عن كنيسة ومسكن للرهبان ومدرسة دينية
ثانيا بَعْلٌ : بالعربية تعني صَنَم ففي القرآن الكريم : الصافات آية 125(( أَتَدْعُونَ بَعْلاً وتَذَرُونَ أَحْسَنَ الخَالِقِينَ) ) . وكلمة بعل هي بالاصل عربية آرامية سوريا باللغة السريانية وإنَّ العرب الأموريين والعرب الآراميين السوريين لفظوا بعلو وبعلي. فعرفت كلمة بعل بأنها صفة إله المطر وأضافوا حرف ي للنسبة، فقالوا بعلي وأضافوا حرف س للتعظيم، فقالوا بعليس
ثالثا بي : فهي اسم الإله أو نسبة إله المطر بعلبي أو بعلي
(فهي تعني معبد الإله بي أو معبد إله المطر) فسكان القرية حتى الان يلفظون الاسم دير بعلبي مع انها تكتب دير بعلبة
التاريخ
كانَ يُحسَب حسابٌ للحي في الانتخابات الرئاسية ورئاسة الوزراء والبرلمان في حمص طبعاً أيام هاشم الأتاسي والسباعي لأن المنطقة الشرقية كلها كانت تحسب معه. وبعد السبعينيات، همٌش أي أثناء حكم الأسد، وكان له نصيب من أحداث الثمانينات مع حماة، فقد ذاقت الحي في تلك الفترة ويلاتٍ مشابهةً لما يحدث اليوم واعتقل العديد من أبنائه، ومنهم من تم إعدامهم والتنكيل بهم ومنهم من تم إطلاق سراحهم في سنة 2002، ومعظمهم ما زالوا بعداد المفقودين في غياهب السجون والمعتقلات منذ سنة 1982، وكل هذا بدون محاكمات، وكان الأمن العسكري من نفَّذ تلك الأحداث.
وفي سنة 2011 كان حي دير بعلبة من أوائل المناطق التي خرجت بمظاهرات مناهضة للنظام السوري في مدينة حمص ونصرة لدرعا، وفقد الكثير من أبنائه. وقد ضم ترابه شهداء مدينة حمص في مقبرة الشهداء تل النصر منذ بدايات الثورة. وقد وقع لفترة تحت سيطرة الثوار مطلع 2012، ثم عاد إلى يد النظام في شهر نيسان من السنة ذاتها.
المعالم
اغلب ابنيتها من الحجر الأسود والطين (اللبن) من اهمها مسجد عمرابن الخطاب اللذي يتوسط القرية ويعد اقدم مسجد بالقرية وقد أصبح رمزا لها
ومنزول ديربعلبة(منزول الشيخ) المبني من الحجارة الزرقاء ويوجد في دير بعلبة عدد من المعالم القديمة أضافت أهمية تاريخية إليه، فتوجد فيها كلية الهندسة البترولية والكيميائية (التي تعتبر الثانية في الشرق الأوسط لهذا الاختصاص)، كما توجد فيها مدرسة حمزة الزراعية التي تبلغ مساحتها 45,000 متر مربع (خمسة وأربعون دونم)، وهي المدرسة الزراعية الوحيدة في حمص، وتُعلِّم مع التعليم الأساسي مادة الزراعة للأطفال (نظري وعملي). وفيها معهد أبو بكر الصديق لتدريس الشريعة وتحفيظ القرآن.
الزراعة والصناعة
توجد في دير بعلبة المنطقة الصناعية الحرفية، التي تضم أعمال الحدادة والنجارة والتي تبلغ مساحتها 110 دونم، ما عدى منطقة التوسع للصناعة من شمال الطريق العام. تشتهر دير بعلبة في حمص بصناعة البرغل الذي له موسم في دير بعلبة أشبه بالعيد، حيث يُنتَج ويُوزَّع في كافة أرجاء حمص المدينة. وأيضاً صناعة المساند التي تصنع من الحلفة، وهي نبتة الخيزران تنمو على أطراف البحيرات والأنهار، وتلال القش والحلفة تعطي القرية طابعاً خاصاً بها
دير بعلبة هي القرية الوحيدة في حمص التي لم يدخلها الإقطاع نهائياً، فأهله هم ملاك الأراضي حتى الآن. والعديد من أهالي دير بعلبة يعملون بالزراعة.