نسبه
هو الملقب (ابوقبا): الشيخ راشد بن جابر بن سالم بن صالح بن سعيد بن جابر بن سنيد (آل سنيد) بن عامر بن محمد بن بحيح (آل بحيح) بن بشر بن سعيد بن شبيب بن مره (المري) بن علي بن سلمان بن سلمه بن سلمه بن دول بن جشم بن يام(اليامي) بن يصبا بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن حبران بن نوف بن همدان(الهمداني) بن زيد بن مالك بن زيد بن اوسله بن ربيعه بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام. اما والدته فهي: بينة آل فلوة آل مريزيق، وأخوال والدته هم آل نقادان آل عذبة شيوخ آل عذبة.
نبذة عنه
ولد في موقع غير محدد من الصحراء الواقعة جنوب قطر، وذلك في القرن التاسع عشر الميلادي، واستشهد عام 1905م مع اثنين من ابنائه في معركة بعيج على بعد كيلومترات قليلة غرباً من الحدود القطرية الحالية حيث صد مع مجموعة من قبيلته هجمة انتقامية كانت تستهدف المشاركين من آل مرة وحلفاءهم من القبائل القطرية في حرب الضبان. شارك في اغلب الاحداث السياسية والعسكرية في منطقة الخليج، وتنقل مابين قطر وساحل عمان(الإمارات حالياً) ونجد والعراق، وقاد مجموعة من الجيوش وشارك في أشهر المعارك في تلك الفترة مثل معركة خنور وقبورا وأبا الضبان والمسحبية وبعيج وغيرها. كما نجح الشيخ راشد ابوقبا في حماية جميع من لجئوا إليه من المطلوبين والمظلومين من عدة قبائل، حيث أمّنهم ودفع عنهم الديّات والغرامات.
حياته
عرف الشيخ راشد أبو قبا بمساندته لنائب حاكم الدوحة الشيخ احمد بن محمد بن ثاني سياسياً وعسكرياً، ونشأت بينهما صداقة حميمة نتج عنها حلف عسكري داخلي وخارجي بين الشيخين، استمر حتى استشهادهما في نفس الفترة ولكن في مكانين مختلفين، حيث استشهد الشيخ احمد بن محمد في مسجده في الدوحة اولاً، ثم استشهد الشيخ راشد ابوقبا بعده بفترة وجيزة في معركة بعيج. كما اشترك الرجلان في صفات الشجاعة وحب المغامرة وقوة الهمة وعلو العزم، حيث قاد كلاهما الجيوش خارج الاراضي القطرية وتوغلوا في ساحل عمان ونجد واطراف العراق غير مبالين بنصائح المثبطين. كما أنه المشهور بـ (راعي دويخة) وهي الناقة التي شاع ذكرها في نهاية القرن التاسع عشر، والتي غامر باسترجاعها عندما سلبت في حين غفله منه، فطارد الجيش الذي سلبها ولم يكن معه سوى عشرين فارساً من آل بحيح، واسترجعوا دويخة في وقعة المسحبية المعروفة والموثقة في ارشيف المراسلات البريطانية.
أيضاً، عرف بانه أول من أسس الصلح الأول بين قبيلة آل مره وقبيلة العجمان، حيث كان العجمان يرعون ابلهم صيفاً في اراضي آل مره تحت حماية الشيخ ابوقبا، كونهم في وجهه. بينما كان آل مره يرعون ابلهم في اراضي العجمان في الربيع تحت حماية الشيخ راكان بن حثلين، حيث كان ال مره يشملون في وجه الشيخ راكان. واستمر الامر على هذا الحال حتى انهار الصلح بتدبير من الشيخ حزام بن فاران والشيخ الدامر، مما ادى إلى معركة قبورا في عام 1891م والتي كان الشيخ ابوقبا يقود قبيلة آل مره فيها.
اخذ الثأر لشيوخ آل بحيح الذين قتلوا غدراً في مايسمى بموقعة الغار في نجد، حيث قاد جيشاً مكوناً من القبائل القطرية منهم آل مره وآل ثاني والمعاضيد والخليفات وبني هاجر وآل ربيعة من بني مالك وغيرهم. حيث جهز الشيخ احمد بن محمد بن ثاني الجيش بالسلاح والخيل وقاتل معهم بنفسه، بينما تكفل الشيخ راشد ابوقبا وبني عمومته بالتموين حيث كانو ينحرون اربعاً من إبلهم كل ليلة طول الرحلة من قطر لاكرام وإطعام الجيش الكبير الذي قاده إلى موقع أبا الضبان في نجد، حيث اغار الجيش القطري على قتلة شيوخ آل بحيح والمتآمرين معهم واخذوا الثأر من القتلة، وذلك بقتل مجموعة من شيوخهم ووجهائهم ومصادرة اموالهم، حيث اهدى الشيخ راشد ابوقبا جميع الغنائم إلى الشيخ احمد بن محمد مكافأةً له على تسليحه للجيش بالبنادق الحديثة والبارود والخيل.
وصف الشاعر ماجد بن صالح الخليفي الذي شارك في هذه المعركة بقصيدة يقول فيها:
قال العبيدي الذي بات ماغضى
كن الحماط بموق عينه ذرى بها
بي فكرةٍ عميا وهم وضيقة
ولولا ضحى الضبآن كلني لهيبها
لك الثنا والحمد يارب مانشت
سحابةٍ وانحت ذكا في مغيبها
أنت الذي تقضي قضاياك فالورى
تنصر وتخذل من تردى نصيبها
ياما سمحنا من خطآيآ كثيره
لاتنتقم فيها ولا نعتني بها
وان زارنا وغدٍ من القوم ثعلبٍ
من حلمنا عنهم غدا مثل ذيبها
حتى غدا ما عاد للصلح موضعٍ
مافكت الإصلاح من يلتقي بها
قدنا السبايا معتنين لحربهم
ونجايبٍ يطوي التنايف خبيبها
اجمعوا شيخان يامٍ واحشدوا
ماينعرف عجيمها من جنيبها
ومطير ورجال الخوالد وخلطهم
وسبيع والعرجا ومن يلتقي بها
حتى النذير إلى لفاهم تباشروا
قاولوا عسى هذا الذي نمتني بها
اراد ربك يوّري القوم ذلهم
في هيةٍ بالعون ماينحكي بها
نشا لهم من يمة سهيل عارضٍ
وامطر بشبان العوارض وشيبها
ثارت عليهم صنعة اقريز وارعدت
سحابةٍ درج الموازر صبيبها
كن النهار الي أظلم العج والدخن
غدرا ولابه كوكبٍ يلتقي بها
فانّا إلى سود الليالي تهجمت
حمى الوطيس وشب حامي لهيبها
بعنا وخضنا غمرة الموت في الوغى
إلى هابت الفرسان سطوة حريبها
نطمو على احياض المنايا تعمداً
لعيون عذرا طامحٍ في قريبها
ونعم بخو روضةٍ إلى الخيل دبرت
يوم الرديّه مالها من يثيبها
رد الجواد ونفس الكرب والعنا
من سربته والخيل عجلٍ هذيبها
عيّآ يطاوع من بغى الهون وارتخى
هم يحسبون المجد شربة حليبها
مايبلغ العليا ذليلٍ ولا علا
في المجد من حب السلامة وطيبها
صالوا هل العليا لضآهآ وشرهآ
والخمّ عود في البيوت ونهيبها
جاب الله الارفح وهو غاية المنى
ايضاً وبن مكراد ويا شبيبها
واسعودٍ انجت به في الخيل سابحٍ
به ضربةٍ فيها تعومس طبيبها
كم جادلٍ يوم انتحى الجيش وانطفت
نار الوغى قامت تفقد حبيبها
إلى شافته مرمي طريحٍ تهدرقت
والى بكت طرت من الحزن جيبها
وكم عجوزٍ إلى هدا الليل ماغضت
مضجوعةٍ تبكي على فقد صيبها
تشبه خلوجٍ لي ضوى الذود ما امرحت
ترزم على احوارٍ غدى في عزيبها
محدِّ قبلهم من عصر نوح سنهآ
في قتل ضيفانٍ وسلبه طنيبها
نلنا نواميسٍ ومجدٍ وشيخهم
شبيب نار وحلته مادري بها.
رسم له الفنان البلجيكي جوفنز جودفرد لوحة شهيرة حينما التقاه شمال شبه الجزيرة العربية بالقرب من بادية العراق، واصبحت تلك اللوحة من أشهر لوحات الفنان جوفنز جودفرد.
سبب تسميته بـ ابوقبا
لقب ابوقبا بهذا اللقب بسبب لباس فارسي راقي شبيه بالدقله أو الزبون مصنوع من صوف الجوخ أو الحرير المذهب اهداه إليه حاكم ابوظبي في القرن التاسع عشر الشيخ زايد بن خليفة ال نهيان حيث كان اللباس يسمي (قبا) وهو نوع نادر جداً، حيث لبسه واشتهر به فلقب الشيخ راشد بـ ابوقبا.
يقول أحد شعراء ساحل عمان واصفا القبا:
محروز يابومزند الكتاني.... ابنياتٍ سون للعزا ميداني
شيخ المجالس وان نخيته جاني.... لابس "قبا" فوق "القبا" الواني
شخص طلع من طلعته ماجاني... مادري سلم ولا صادته عدواني
تمنيت البحر الي غرق الصبياني.... ينبت عليه اللول والمرجاني
والقبا هو نوع من الملابس التي تصنع من صوف الجوخ والحرير المذهب كان يرتديها تجار الخليج وفارس قبل القرن الماضي ويشبه الرداء الذي يرتديه اهل البصرة وهو ليس ببشت.
مما قيل عنه
تقول الشاعرة جدعة الهاجرية عندما لاجئت إليه مع قومها ودخلو في حمايه:
يابوقبا ياشيخ قوم نحية
ياراعي الدرع المسمى وشامان
ياراعي العادات راعي الحمية
عيد الركايب لاضوت عقب قوران
بعض المعارك التي خاضها
معركة المسحبية:
معركة المسحبية | |
---|---|
معلومات عامة | |
المتحاربون | |
قوات الشيخ جاسم | قوات آل بحيح |
القادة | |
سيف | الشيخ راشد ابوقبا |
القوة | |
حملة عسكرية غير معروفة العدد | عشرين مقاتل |
الخسائر | |
70 ناقة | غير معروف |
المصدر: [1] IOR/V/23/58, No 274 1890 التقرير الإداري السنوي لمقيمية الخليج 1889.
في أكتوبر 1889م طلب ابن الرشيد في رسالة للشيخ قاسم شيخ قطر معاقبة آل مرة لاخذهم جمال وخيول تخص بعض المنضوين تحت سيادته، وطالب باسترجاعها، فوافق الشيخ قاسم لمطالب ابن رشيد. ولكن رفض آل مره هذا الطلب، وخرج آل بحيح من قطر، وارسل عليهم الشيخ قاسم جيش بقيادة سيف، واغاروا على ابل ابوقبا في العريق واخذوها على غفلة من اهلها، ولكن لحقهم اصحاب الإبل في مكان يقال له المسحبية في قطر، وجرت المعركة في الليل، ولم يكن عدد الخيالة الا اقل من عشرين فارس من آل بحيح، فاستردوا الأبل، وغنموا سبعين ذلول من جيش الحملة.
يقول الشاعر ابن جريب آل عرجاء، واصفاً معركة المسحبية:
ابن جريب بـدا فـي راس مبريـه
يلعب بطرق الهوى من ضيقة البالي
متهيض عقب ماجا علم ذا الهيـه
راحت على قاسم واللي لـه امثالي
ابمدح الله مع الربـع ال بحيحـه
كل ابلجن من على الزلبات خيالي
ودويخه مالها صوب الجبل نيه
عيو عليها وعيا القادر الوالي
هو يحسبن ان العشاير عيش جونيه
ولا لحم كنعد ياتي به عيالي
ويا سيف أنتم ما خبرتوا يوم قهديـه
يوم على ديرة السلطـان بهوالـي
يـامـرحبا بـالمـلاقـا بـ البحيحـيـه
يـثـنـون عـنـد المحبب لـه تـعـزالـييا
جعله يبكر على الجيبـان وسميـه
ويلتم عربانـا لاول مـع التالـي.
ويقول الشاعر ابن الحوير، واصفاً معركة المسحبية:
قال الحوير ولذي بات ساهر
على النار، لين اسفر ظلام النور
على النار ولحق ماجذا من وقودها
ومن سمع صوتي قال ذا معيور
ثور علينا الشيخ قاسم ابيرقه
يبغون ايجون اصحابهم بغرور
يبغي ياخذ ادويخه من خراجه
الفاطر الي وجهها مذعور
وعييا عليها الله والصح والنقا
والاد ابيحيحٍ خزنة المظهور
لون لحقناهم اشريق من الضحا
شبعت اسباعٍ في الخلا وطيور.
ويقول الشاعر ابن القوز، واصفاً معركة المسحبية:
لحقوا هل الإبل فوق مثل التواليف
في قيمة العشرين، والا بعد دون
خذنا ركيابكم مع الذود يا سيف
غصيبةٍ، والا فلا أنتم تهدون.
ابنائه
1- محمد بن راشد ابوقبا، اخواله هم آل الأسود من آل بحيح، فارس وشارك والده في اغلب حروبه حتى استشهد محمد في معركة بعيج عام 1905م عن عمر يناهز 30 سنة، كما ان محمد هذا انجب راشد (الثاني) الذي انجب آل ابوقبا الحاليين.
2- سالم بن راشد ابوقبا، اخواله هم آل عواد شيوخ الصخابرة من الدواسر، فارس وشارك والده عدة مرات واخذ الثأر لوالده ولأخوية، واصاب الشيخ الفريني شيخ آل شامر في معركة المطاليل، استشهد في غزوة شارك فيها مع اخواله عن عمر يناهز 24 سنة، لم ينجب الا ابنة واحدة.
3- حمد بن راشد ابوقبا، اخواله هم آل هاشل من آل سمرة، وهم رؤوس آل عامر بن محمد، وشيوخ آل بحيح في وقتهم، لكن آل هاشم انقروضوا وتقسمت مشختيهم وورث آل الصعاق من آل سمرة هذه المشيخة، وضرب حمد بن راشد المثل في الشجاعة حيث كان يقاتل مع ابيه واخوانه رغم حداثة سنه واستشهد وعمره 14 سنة، ولم ينجب له اي أبناء.
4- عواد بن راشد ابوقبا، اخواله هم آل عواد شيوخ الصخابرة من الدواسر، سمي عواد على اسم جده لأمه الشيخ عواد الصخبري، والذي رافقه واستشهد معه عن عمر يناهز 20 سنة ولم ينجب له اي أبناء.
5- علي بن راشد ابوقبا، اخواله هم آل هاشل من آل سمرة، وهم رؤوس آل عامر بن محمد، وشيوخ آل بحيح في وقتهم، لكن آل هاشم انقروضوا وتقسمت مشختيهم وورث آل الصعاق من آل سمرة هذه المشيخة، توفي علي قبل سن البلوغ بسبب مرض غير معروف.
مصادر
- أرشيف المراسلات البريطانية
- Administration report of the Persian Gulf Political Residency and Muscat Political Agency for 1889-90 (Foreign Dept serial no. 35). Calcutta: Supt. Govt. Printing, 1890 IOR/V/23/58, No 274 1890
- These documents are held at British Library, Asia, Pacific and Africa Collections
- Contents:Includes genealogical tables of the chiefs of the Arabs of Persian Arabistan and of the Eeliat tribes, and a note on cholera in Persia