الرئيسيةعريقبحث

رسائل الرسول إلى عمان


☰ جدول المحتويات


تعد الرسائل التي وجهها النبي صلي الله عليه وسلم إلى الملوك والرؤساء ذات مغزى كبير لأنها تؤرخ لفترة تاريخية مهمة من عمر الدعوة الإسلامية إذ ترتب عليها دخول الكثير من تلك الدول في الإسلام مما أدى إلى انتشاره خارج شبه الجزيرة العربية. وما يهمنا من هذه الرسائل ( رسائل الرسول صلي الله عليه وسلم إلى أهل عمان ) فإذا ما أردنا الحديث عن الفترة الزمنية التي استجاب فيها أهل عمان لدعوة النبي صلي الله عليه وسلم للدخول في الإسلام نجد الروايات التاريخية تتضارب وتنقسم إلى ثلاث فرق هي : 1- فريق يرى أنها تعود إلى 6 هـ أي بعد صلح الحديبية. 2- فريق آخر يرى أن تاريخ الرسائل يعود إلى 8 هـ أي بعد فتح مكة المكرمة. 3- وثالث يرجعها إلى ما بعد حجة الوداع أي في 10 هـ ومهما يكن من أمر تجمع على أن أهل عمان تلقوا أربع رسائل وخمس وفود واستقبل النبي الكريم أربع وفود عمانية عدا وفد مازن بن غضوبة.

الرسالة الأولى

الرسالة إلى عباد الله الاسبذيين – ملوك عمان وأسد عمان – من كان منهم بالبحرين بعث إليهم الرسول صلي الله عليه وسلم رسالة توضح ما يجب عليهم أدائه، وما يتوجب استيفائه منهم، وجاء نص الرسالة كالتالي: ( من محمد النبي رسول الله الاسبذيين – ملوك عمان وأزد عمان من كان منهم بالبحرين – إنهم إن آمنوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطاعوا الله ورسوله وأعطوا حق النبي ونسكوا نسك المؤمنين فإنهم آمنون وإن لهم ما أسلموا عليه غير أن مال بيت النار ثنيا لله ورسوله وإن عشور التمر صدقة ونصف عشور الحب وإن للمسلمين نصرهم ونصحهم وإن لهم على المسلمين مثل وإن لهم أرحاهم يطحنون بها ما شاءوا )

رسالة أخرى: ( بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله _ إلى العباد الأسبذيين –سلم أنتم، أما بعد ذلكم فقد جاءني رسلكم مع وفد البحرين، فقبلت هديتكم. فمن شهد منكم أن لا إله إلا الله وإن محمدا عبده ورسوله، واستقبل قبلتنا، وآكل من ذبيحتنا فله مثل ما لنا وعليه مثل ما علينا، ومن أبي فيأذن بحرب من الله ورسوله، وعليكم ألا تمجسوا أولادكم، وإن مال بيت النار ثنيا لله ولرسوله، وعليكم في أرضكم، مما أفاء الله علينا منها مما سقت السماء أو سقت العيون من كل خمسة واحد، ومما يسقى الرشا والسواني من كل عشرة واحد، وعليكم في أموالكم من كل عشرين درهما درهم، ومن كل عشرين دينارا دينار، وعليكم في مواشيكم الضعف مما على المسلمين، وعليكم أن تطحنوا في أرحائكم لعمالنا بغير أجر، والسلام على من أتبع الهدى )

الرسالة الثانية

إلى أهل دما بعمان كانت تحت النفوذ الفارسي عندما ظهر فجر الإسلام، يتولى عليها أساور من أساورة كسرى يقال له بستجان، روى الكتاب ابن طولون بسنده إلى أبي شداد، والرسالة نصها كالتالي: ( من محمد رسول الله إلى أهل عمان، أما بعد فأقروا شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وأدوا الزكاة، وخطوا المساجد كذا وكذا، وإلا غزوتكم ). أرسلت هذه الرسالة إلى رجل عماني يدعى ( أبو شداد بن أوس الذماري ) نسبة إلى دما، وقد عده بعض المؤرخين من صحابة رسول الله يقول أبو شداد، ويحتمل أن يكون من رؤساء دما: ( أتاني كتاب رسول الله في قطعة أديم ولم يكن من بيننا من يعرف القراءة حتى وجدنا غلاما فقرأه علينا يشير العلامة نور الدين السالمي في كتابه ( تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان ) بإن الرسالة وصلت بعد وفاة الجلندي بن المستكبر في عهد ولديه ( عبد وجيفر ملكي عمان ).

الرسالة الثالثة

إلى عبد وجيفر ابني الجلندي

أرسل الرسول عمرو بن العاص السهمي في العام الثامن للهجرة إلى جيفر وعبد ابني الجلندي الأزديين أميري عمان وكانا بصحار يدعوهما إلى الإسلام، فصدقا النبي وآمنا به وأسلما وجاء في كتابه لأهل عمان : ( بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى جيفر وعبد ابني الجلندى وسلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوكما بدعاية الإسلام أسلما تسلما فإني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين فإنكما إن أقررتما بالإسلام وليتكما وإن أبيتما فإن ملككما لزائل وخيلي تحل بساحتكما وتظهر نبوتي على ملككما ) وقد كان عمرو بن العاص هو القائم على جمع الصدقات والجزية من عمان وقد ذكر الطبري في تاريخ الأمم والملوك : ( بأنه في السنة الثامنة للهجرة بعث رسول الله عمرو بن العاص إلى جيفر وعبد بن الجلندي من الأزد مصدقا، فخليا بينه وبين الصدقة، فأخذ الصدقة من أغنيائهم وردها على فقرائهم، وأخذ الجزية من المجوس الذين بها )

الرسالة الرابعة

وفد ثمالة والحدان من بطون الأزد التي كانت تسكن صحار

وفد من أهل صحار وفد يمثل قبيلتي ( ثمالة والحدان ) يتزعمه عبد الله بن علي ( قيل علس ) الثمالي ومسلية بن هزانا لحداني في رهط من قومهما إلى المدينة المنورة لمقابلة الرسول ، فأسلموا بين يديه وبايعوه، فكانت هذه الرسالة منه لتبيان مقدار ما يؤخذ من الصدقات على خراج الأرض في صحار لسكان الساحل والبادية، كتبها الصحابي ثابت بن قيس بن شماس وشهد عليها الصحابيان سعد بن عبادة ومحمد بن مسلمة . وكان نص كتاب الرسول . وهذا نص الرسالة ( هذا كتاب من محمد رسول الله لبادية الأسياف ونازلة الأجواف مما حازت صحار ليس عليهم في النخل خراص ولا مكيال مطبق حتى يوضع في الفداء وعليهم في كل عشرة أوساق وسق ). ونلاحظ على الرسائل التي وجهها الرسول لأهل عمان ما يلي: · تتفق هذه الرسائل في مضامينها مع الرسائل التي وجهها الرسول الكريم إلى القبائل الأخرى نظرا لتشابه الهدف والمقصد وهو نشر الدين الإسلامي. · تشير إلى وجوانب من الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في عمان تلك الفترة . · وردت فيها إشارة إلى عدد من أسماء الكتاب كأبي بن كعب وثابت بن قيس. لم يتسنَ لي العثور على أماكن وجود مخطوط هذه الرسائل في أي من فهارس المخطوطات العربية على أمل العثور عليها في المستقبل من قبل المختصين والمهتمين بالمخطوطات العربية الإسلامية.[1]

مراجع

[1]

موسوعات ذات صلة :

  1. رسائل الرسول صلي الله عليه وسلم لأهل عمان - تصفح: نسخة محفوظة 17 أكتوبر 2010 على موقع واي باك مشين.