رشيد عيسى الغازي قاضٍ وسياسيّ سوريّ. وُلد في بلدة خبب الواقعة في جنوب سوريا. نشأ في أسرة عريقة في القضاء، فهو سليل أبيه القاضي عيسى وعمّه يوسف وجدّه سليمان، فجميعهم قضاة ذوو حميّة ونزاهة ورُشد. تلقّى المراحل الدراسيّة الأولى في سوريا، ثمّ تابع الثانويّة في مدينة زحلة اللبنانيّة. دخل في معهد القضاء في العاصمة دمشق وتخرّج مجازاً في الحقوق. عمل في المحاماة إلى أن دخل في سلك القضاء ليأخذ بإخذ أسلافه ويصبح قاضياً. تنقّل بحكم عمله في عدّة مدن سوريّة إلى أن عُيّن في منصب رئيس محكمة النقض العليا فأضحى المستشار العام والقاضي الأوّل في سوريا. خاض معترك السياسة وكان من بين السياسيّين السوريّين الستّة آنذاك في عهد السياسيّ الكبير فارس الخوري، ولكنّه كان يفصل بين القضاء والسياسة، فشتّان بينهما فلا تحزّب في القضاء عنده، وقد رفض محاكمة أكرم الحوراني الشخصيّة السياسيّة والحزبيّة المرموقة ولكنه حاكم عبد الحميد السراج الشخصية الأقوى في الإقليم الشمالي من الجمهورية العربية المتحدة بعد اعتقاله وزجه في سجن المزة بدمشق. منحه الرئيس جمال عبد الناصر وسام أنزه قاض في منطقة الشرق الأوسط. كان القاضي رشيد قد شرّع الكثير من الأحكام والاجتهادات القضائيّة وكان يمقت الفساد والرشوة والمحسوبيّة. توفي إثر سكتة دماغية في أحد مشافي بيروت في 23/ 6/ 1967 ودُفن في بلدته خبب.