موسيقى الروك آند رول (Rock and roll أو rock & roll أو rock 'n' roll) هي نوع من الموسيقى الشائعة التي نشأت وتطورت في الولايات المتحدة خلال أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات[1][2] من الأنواع الموسيقية مثل الجوسبل، والجامب بلوز، والجاز، والبوغي ووجي، والريذم آند بلوز،[3] وموسيقى الكانتري.[4] بينما يمكن سماع عناصر ما أصبح موسيقى الروك آند رول في تسجيلات البلوز من عشرينيات القرن العشرين،[5] وفي تسجيلات الكانتري في ثلاثينيات القرن العشرين،[4] لم يكتسب النوع اسمه حتى عام 1954.[6][7]
وفقًا للصحفي جريج كوت، فإن «موسيقى الروك آند رول» هي أسلوب من الموسيقى الشائعة التي نشأت في الولايات المتحدة في الخمسينيات. وتتميز هنا عن «النمط الدولي الأكثر شمولاً والمعروف باسم «موسيقى الروك» الذي تطور في منتصف الستينيات، على الرغم من أن الأخير عُرف كموسيقى روك آند رول أيضًا».[8]
في أقدم أنماط موسيقى الروك آند رول، كانت الأداة الرئيسية عادةً هي البيانو أو الساكسفون، ولكن استبدلت هذه الأدوات أو كُمّلت بالجيتار بشكل عام في منتصف إلى أواخر الخمسينيات.[9] الإيقاع هو في الأساس إيقاع رقص[10] مع نبضات خلفية بارزة، والتي توفر تقريبًا دائمًا بواسطة طبل جانبي.[11] عادةً ما تُعزف موسيقى الروك آند رول الكلاسيكية بجيتار كهربائي واحد أو اثنين، وباس مزدوج، أو بعد منتصف الخمسينيات، باس جيتار كهربائي، وطقم طبول.[9]
أثرت موسيقى الروك آند رول بشكل أبعد من كونها مجرد نمط موسيقي؛ كما يظهر بالأفلام، والمجلات الجماهيرية، وعلى شاشات التلفزيون؛ على أنماط الحياة، والأزياء، والسلوكيات، واللغة. ربما ساهمت موسيقى الروك آند رول في حركة الحقوق المدنية؛ لأن المراهقين الأمريكيين من أصل أفريقي والأمريكيين البيض استمتعوا بالموسيقى.[12]
أصل المصطلح
عُرّف مصطلح «موسيقى الروك آند رول» من قبل موسوعة بريتانيكا على أنه الموسيقى التي نشأت في منتصف الخمسينيات وتطورت لاحقًا «إلى النمط الدولي الأكثر شمولًا والمعروف باسم موسيقى الروك». يستخدم المصطلح أحيانًا أيضًا كمرادف لـ «موسيقى الروك»[8] ويُعرف على هذا النحو في بعض القواميس.[13][14]
وصفت عبارة «روكينج آند رولينج» في الأصل حركة سفينة على المحيط،[15] ولكن بحلول أوائل القرن العشرين استخدمت لوصف الحماسة الروحية لطقوس الكنيسة السوداء،[16] وكقياس جنسي. استخدمت العديد من تسجيلات الجوسبل، والبلوز، والسوينج المصطلح قبل استخدامه بشكل متكرر أكثر -ولكن متقطع- في أربعينيات القرن العشرين، على التسجيلات وفي مراجعات ما أصبح يعرف باسم موسيقى «الريذم آند بلوز» التي تستهدف جمهورًا أسود.[16]
في عام 1934، ظهرت أغنية «روك آند رول» لفرقة ذا بازويل سيسترز في فيلم ترانساتلانتك ميري جو أراوند. في عام 1942، بدأت موري بيل أورودينكر، وهي كاتبة عمود في مجلة بيلبورد، استخدام مصطلح «موسيقى الروك آند رول» لوصف التسجيلات البهيجة مثل «روك مي» للأخت روزيتا ثارب.[17] بحلول عام 1943، أنشئت «روك آند رول ان» في جنوب ميرشانتفيل، نيو جيرسي، كصالة موسيقية.[18] في عام 1951، في كليفلآند، أوهايو، بدأ المنسق الموسيقي آلان فريد في عزف هذا النمط الموسيقي أثناء انتشار المصطلح لوصفه.[19]
موسيقى الروك آند رول المبكرة
أصولها
ناقش المعلقون ومؤرخو الموسيقى أصول الروك آند رول بشدة.[20] هناك اتفاق عام على أنها نشأت في جنوب الولايات المتحدة -منطقة من شأنها أن تنتج معظم أعمال الروك آند رول الرئيسية المبكرة- من خلال اجتماع التأثيرات المختلفة التي جسدت دمج التقليد الموسيقي الأفريقي مع الآلات الأوروبية.[21] عنت هجرة العديد من العبيد السابقين وأحفادهم إلى المراكز الحضرية الكبرى مثل سانت لويس، وممفيس، ونيويورك، وديترويت، وشيكاغو، وكليفلاند، وبافالو (انظر: الهجرة الكبرى الثانية (الأمريكيون الأفارقة)) عنت أن السكان السود والبيض كانوا يعيشون على مقربة قوية وبأعداد كبيرة أكثر من أي وقت مضى، ونتيجة لذلك سمعوا موسيقى بعضهم البعض، بل وبدؤوا بمحاكاة أزياء بعضهم البعض أيضًا.[22][23] ساعدت محطات الراديو التي أتاحت أشكال الموسيقى البيضاء والسوداء لكلتا المجموعتين، وتطوير وانتشار قرص الفونوغراف، والأنماط الموسيقية الأمريكية الأفريقية مثل الجاز والسوينج التي تناولها الموسيقيون البيض، هذه العملية من «التصادم الثقافي».[24]
تكمن الجذور المباشرة للروك آند رول في موسيقى الريذم آند بلوز، المسماة آنذاك بـ «موسيقى العرق»،[25] وموسيقى الكانتري في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين.[20] كانت التأثيرات الهامة بشكل خاص الجاز، والبلوز، والجوسبل، والكانتري، والفولك.[20] يختلف المعلقون في وجهات نظرهم حول أي من هذه الأشكال كانت الأكثر أهمية، والدرجة التي كانت بها هذه الموسيقى إعادة صنع لموسيقى الأمريكيين الأفارقة للسوق الأبيض، أو مزيج هجين جديد من الأشكال السوداء والبيضاء.[25][26][27]
روكابيلي
- مقالة مفصلة: روكابيلي
يشير مصطلح «روكابيلي» عادةً (وليس على وجه الحصر) إلى نوع موسيقى الروك آند رول التي شُغّلت وسُجّلت في منتصف الخمسينيات في المقام الأول من قبل المطربين البيض مثل إلفيس بريسلي، وكارل بيركنز، وجوني كاش، وجيري لي لويس، الذين استلهموا بشكل رئيسي من جذور الكانتري لهذه الموسيقى.[28][29] تأثر ألفيس بريسلي بشكل كبير وأدمج أسلوبه الموسيقي مع بعض أعظم الموسيقيين الأمريكيين من أصل أفريقي مثل بي بي كينغ، وتشاك بيري، وفاتس دومينو. أثار أسلوبه في الموسيقى المدموج بالتأثيرات السوداء جدلاً خلال فترة مضطربة في التاريخ.[29] خرج العديد من مغنيي الروك آند رول المشهورين في ذلك الوقت، مثل فاتس دومينو وليتل ريتشارد،[30] من تقليد الريذم آند بلوز الأسود، ما جعل الموسيقى جذابة للجمهور الأبيض، ولا تصنف عادةً على أنها «روكابيلي».
التراجع والانحسار
أشار بعض المعلقين إلى انحدار في موسيقى الروك آند رول في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات.[31][32] بحلول عام 1959، أعطت وفاة بودي هولي؛ وذا بيج بوبر؛ وريتشي فالنس في حادث تحطم طائرة (فبراير 1959)، ورحيل إلفيس للخدمة في جيش الولايات المتحدة (مارس 1958)، وتقاعد ليتيل ريتشارد ليصبح واعظًا ( أكتوبر 1957)، والفضيحة المحيطة بزواج جيري لي لويس من ابن عمه البالغة من العمر ثلاثة عشر عامًا (مايو 1958)، واعتقال تشاك بيري (ديسمبر 1959)، وكسر فضيحة بايولا التي تضمنت شخصيات رئيسية؛ بما في ذلك آلان فريد؛ في الرشوة والفساد في ترويج الأعمال الفردية أو الأغاني (نوفمبر 1959)، أعطت أحساسًا أن المرحلة الأولى من الروك آند رول قد انتهت.[33]
خلال أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي، حلّ تجاريًا محل الأصوات الخام لألفيس بريسلي، وجين فنسنت، وجيري لي لويس، وبودي هولي أسلوب موسيقى الروك آند رول تجاري ومصقول أكثر. شدد التسويق بشكل متكرر على المظهر المادي للفنان بدلاً من الموسيقى، ما ساهم في النجاح الوظيفي لريكي نيلسون، وتومي ساندز، وبوبي في، وثلاثي فيلادلفيا المكون من بوبي ريدل، وفرانكي أفالون، وفابيان، الذين أصبحوا جميعًا «قدوات المراهقين».[34]
أشار بعض المؤرخين في مجال الموسيقى إلى التطورات الهامة والمبتكرة التي بنيت على الروك آند رول في هذه الفترة، بما في ذلك التسجيل متعدد المسالك، الذي طوره لس بول، والمعالجة الإلكترونية للصوت من قبل مبتكرين مثل جو ميك، وتقنية «وول أوف ساوند» لفيل سبيكتور،[35] والفصل العنصري المستمر للقوائم الموسيقية، وصعود موسيقى السيرف، والجاراج روك، وجنون رقص التويست.[26] أصبح السيرف روك على وجه الخصوص، واحدًا من أكثر أشكال الروك الأمريكي شيوعًا في الستينيات.[36]
التأثير الثقافي
أثرت موسيقى الروك آند رول على أنماط الحياة، والأزياء، والسلوكيات، واللغة.[37] بالإضافة إلى ذلك، ربما ساهمت موسيقى الروك آند رول في حركة الحقوق المدنية لأن المراهقين الأمريكيين من أصل أفريقي والأمريكيين البيض قد استمتعوا بالموسيقى.[12]
تعاملت العديد من أغاني الروك آند رول المبكرة مع قضايا متعلقة بالسيارات، والمدرسة، والمواعدة، والملابس. وصفت كلمات أغاني الروك آند رول الأحداث والنزاعات التي يمكن لمعظم المستمعين أن يتصلوا معها من خلال التجربة الشخصية. بدأت مواضيع مثل الجنس التي كانت تعتبر عمومًا من المحرمات تظهر في كلمات الروك آند رول. حاولت هذه الموسيقى الجديدة كسر الحدود والتعبير عن العواطف التي كان الناس يشعرون بها بالفعل ولكنهم لم يتحدثوا عنها. بدأت يقظة في ثقافة الشباب الأمريكية.[38]
المراجع
- Farley, Christopher John (July 6, 2004). "Elvis Rocks But He's Not the First". Time. مؤرشف من الأصل في 17 أغسطس 2013.
- Jim Dawson and Steve Propes, What Was the First Rock'n'Roll Record (1992), (ردمك ).
- Christ-Janer, Albert, Charles W. Hughes, and Carleton Sprague Smith, American Hymns Old and New (New York: Columbia University Press, 1980), p. 364, (ردمك ).
- Peterson, Richard A. Creating Country Music: Fabricating Authenticity (1999), p. 9, (ردمك ).
- Davis, Francis. The History of the Blues (New York: Hyperion, 1995), (ردمك ).
- "The Roots of Rock 'n' Roll 1946–1954". 2004. Universal Music Enterprises.
- Dawson, Jim & Propes, Steve, What was the first rock 'n' roll record?, Faber & Faber, (ردمك ), 1992.
- Kot, Greg, "Rock and roll", in the Encyclopædia Britannica, published online 17 June 2008 and also in print and in the Encyclopædia Britannica Ultimate Reference DVD; Chicago : Encyclopædia Britannica, 2010 نسخة محفوظة 17 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- S. Evans, "The development of the Blues" in A. F. Moore, ed., The Cambridge companion to blues and gospel music (Cambridge: Cambridge University Press, 2002), pp. 40–42.
- Busnar, Gene, It's Rock ’n’ Roll: A musical history of the fabulous fifties, Julian Messner, New York, 1979, p. 45
- P. Hurry, M. Phillips, and M. Richards, Heinemann advanced music (Heinemann, 2001), pp. 153–4.
- G. C. Altschuler, All shook up: how rock 'n' roll changed America (Oxford: Oxford University Press US, 2003), p. 35.
- "Rock music". The American Heritage Dictionary. Bartleby.com. مؤرشف من الأصل في 24 مايو 200915 ديسمبر 2008.
- "Rock and roll". Merriam-Webster's Online Dictionary. Merriam-Webster Online. مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 202015 ديسمبر 2008.
- "rocking+and+rolling"+ship&q=406 "The United Service Magazine". October 22, 2017. مؤرشف من الأصل في 6 فبراير 2017 – عبر Google Books.
- "Morgan Wright's HoyHoy.com: The Dawn of Rock 'n Roll". Hoyhoy.com. May 2, 1954. مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 202014 أبريل 2012.
- Billboard, May 30, 1942, page 25. Other examples are in describing Vaughn Monroe's "Coming Out Party" in the issue of June 27, 1942, page 76; Count Basie's "It's Sand, Man", in the issue of October 3, 1942, page 63; and Deryck Sampson's "Kansas City Boogie-Woogie" in the issue of October 9, 1943, page 67. نسخة محفوظة 1 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
- Billboard, June 12, 1943, page 19 "rock-and-roll"+1943&source=bl&ots=BmH_2BRc1J&sig=sbUT1QVjJNMo1pmBcIHMMwrM8Hc&hl=en&sa=X&ei=GKiHUL6UBsqYhQfCzID4CA&ved=0CDkQ6AEwAQ نسخة محفوظة 11 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
- Bordowitz, Hank (2004). Turning Points in Rock and Roll. New York, New York: Citadel Press. صفحة 63. . مؤرشف من في 12 مايو 2020.
- Bogdanov, Woodstra & Erlewine 2002، صفحة 1303
- M. T. Bertrand, Race, Rock, and Elvis: Music in American Life (University of Illinois Press, 2000), pp. 21–2.
- R. Aquila, That old-time rock & roll: a chronicle of an era, 1954–1963 (Chicago: University of Illinois Press, 2000), pp. 4–6.
- J. M. Salem, The late, great Johnny Ace and the transition from R & B to rock 'n' roll Music in American life (University of Illinois Press, 2001), p. 4.
- M. T. Bertrand, 'Race, rock, and Elvis Music in American life (University of Illinois Press, 2000), p. 99.
- A. Bennett, Rock and popular music: politics, policies, institutions (Routledge, 1993), pp. 236–8.
- K. Keightley, "Reconsidering rock" S. Frith, W. Straw and J. Street, eds, The Cambridge companion to pop and rock (Cambridge: Cambridge University Press, 2001), p. 116.
- N. Kelley, R&B, rhythm and business: the political economy of Black music (Akashic Books, 2005), p. 134.
- Gilliland 1969، shows 7–8.
- "Rock and Roll Pilgrims: Reflections on Ritual, Religiosity, and Race at Rockabilly على أول ميوزيك. Retrieved August 6, 2009.
- Gilliland 1969، show 6.
- D. Hatch and S. Millward, From blues to rock: an analytical history of pop music (Manchester: Manchester University Press ND, 1987), p. 110.
- M. Campbell, Popular Music in America: And the Beat Goes on: Popular Music in America (Publisher Cengage Learning, 3rd edn., 2008), p. 172.
- M. Campbell, ed., Popular Music in America: And the Beat Goes on (Cengage Learning, 3rd edn., 2008), p. 99.
- Middleton, Richard; Buckley, David; Walser, Robert; Laing, Dave; Manuel, Peter (2001). "Pop | Grove Music" (باللغة الإنجليزية). doi:10.1093/gmo/9781561592630.article.46845. مؤرشف من الأصل في 22 مايو 202012 نوفمبر 2018.
- Gilliland 1969، show 21.
- "Surf Music Genre Overview – AllMusic". AllMusic. مؤرشف من الأصل في 29 أكتوبر 2019.
- G. C. Altschuler, All shook up: how rock 'n' roll changed America (Oxford: Oxford University Press US, 2003), p. 121.
- Schafer, William J. Rock Music: Where It's Been, What It Means, Where It's Going. Minneapolis: Augsburg Publishing House, 1972.