سويرس بن المقفع (ت. 987) أسقف قبطي مصري، وكاتب ومؤرخ.
ساويرس بن المقفع | |
---|---|
معلومات شخصية | |
تاريخ الميلاد | القرن 10 |
تاريخ الوفاة | 987 |
مواطنة | مصر |
الحياة العملية | |
المهنة | قسيس، ومؤرخ |
كان سويرس بن المقفع أسقف الأشمونين (هرموبوليس) بالصعيد.
أعماله
- مصباح الفكر
- تاريخ بطاركة كنيسة الإسكندرية القبطية: وهذا الكتاب ينسب إليه لعدة قرون، قام الأنبا ساويرس بن المقفع بتسجيل سير البطاركة من القديس مرقس كاروز الديار المصرية إلى البابا شنودة الأول البطريرك 55 (859 ــ 880م)، ثم جاء بعده الأنبا ميخائيل أسقف تنيس وسجل سير البطاركة من البابا خائيل الأول البطريرك 56 (880 ــ 909م) إلى البابا شنودة الثاني البطريرك 65 (1032 ــ 1046م)، ثم جاء موهوب بن منصور بن مفرج الإسكندري وسجل سيرة البابا خرستوذولس البطريرك 66 (1047 ــ 1078م).[1]
تقول المؤرخة إيريس حبيب المصري عن تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية لساويريس بن المقفع أسقف الأشمونيين : " الظاهرة الغريبة أن الأسقف الأشمونى عاش في القرن العاشر ولكنه سيطر على الفكر القبطى بكتابة البطاركة.. إلى حد أن تاريخ الباباوات الذين عاشوا بعده بقرون يرجعونه إليه !! [2][3]
- الدر الثمين في ايضاح الدين [4]
حياته
ساويرس أبن المقفع مؤلف تاريخ بطاركة كنيسة الإسكندرية القبطية [2] كل ما نعلمه عن حياة ساويرس المعروف باسم "أبو البشر بن المقفع الكاتب" أو "أبو البشر جا – رود الكاتب المصري" ينحصر في ثلاثة تواريخ: 1-نوفمبر 950م، وهو تاريخ تأليفه لكتاب "تفسير الأمانة"، الذي استكمل به كتابه السابق لهذا التاريخ وهو كتاب "المجامع"، وهو رد على كتاب "نظم الجوهر" لسعيد بن بطريق البطريرك الملكاني المقرب للفاطميين. 2- سبتمبر 955م، تاريخ إعادة تفسير كتابه السابق. 3- سنة 987م، مساهمته في تحرير الرسالة المجمعية إلى بطرك السريان. هذه هي التواريخ الأكيدة، وكل ما يضاف بعد ذلك هو اجتهادات تحاول الاقتراب من الحقيقة.
ولد ساويرس حوالي عام 915م من والد لقب بالمقفع، وقد درج بعض الكتاب على استعارة معنى "المقفع" الذي عرف به عبد الله بن المقفع الكاتب الشهير الذي عاش في القرن الثامن الميلادي، والذي نقل كتاب "كليلة ودمنة" من "البهلوية" إلى "العربية" والذي اتهم باختلاس مال الخراج، فعوقب بالضرب على يديه حتى تفقعت" أى تشنجت، كما ذكر البعض في تفسير "المقفع" إنها تعنى "منكس الرأس أبدا". وحقيقة تفسير معنى "المقفع" ترجع غالبا إلى الكلمة المصرية "قفة" التي حرفت إلى "قفعة".. ولكنها ما زالت تنطق حتى اليوم في لفظها الأول "قفة" وهى تطلق على وعاء من الخوص أو حبال ليف النخيل، يصنعه عادة الفلاحون في الريف المصري، وكذلك الرهبان والمتصوفة، ولعل والد ساورى كان يمتهن هذه المهنة فاشتهر بالمقفع، أى صانع "القفع". أما السين المضافة إلى ساورى فهى من اللواحق المقدونية. تربى ساورى تربية علمية تليق بمثقف ذلك الوقت "القرن العاشر الميلادى" فجمع بين العلوم الدينية، والعلوم الدنيوية، فعرف الفلسفة التي كانت مزدهرة في الإسكندرية، وعلوم الكلام التي قرأها في مصادرها، وأتقن اللسان العربي الوافد وعمل في الوظائف الإدارية والدواوين. ولايخفى على القارى أن من أهم شروط وظيفة الكاتب في الدواوين حينذاك أن يكون متضلعاً في اللسان العربي الوافد، قادراً على تطويعه وتطويره لمقتضيات العصر، ومن هنا نكتشف مدى الجهد الشاق الواعى الذي بذله ساويرس لينقل إلى اللسان الوافد منجزات اللغة المصرية التي كانت أكثر تطوراً في صوتياتها وقواعدها وكتابتها، ومحتوى الفاظها الحضارية والدينية والأدبية. فكان ساويرس هكذا واضعاً لأول قاموس للترجمة من اللسان العربي إلى اللغة المصرية [ لم يعثر بالطبع على هذا القاموس، ولكن من المؤكد أنه كان عند ساويرس ليستعين به على ترجماته ].
ثم أخذ يتدرج في الوظائف، أيام حكم الأسرة الإخشيدية حتى أصبح كاتبا ماهرا، وكانت رتبة الكاتب آنذاك رتبة مهمة في الجهاز الإدارى للحكام الوافدين، وقد عرف في هذا الوقت بكنيته "أبي البشر ساورى ابن المقفع"، والشاهد على ذلك عنوان رسالته إلى الوزير القبطي أبو اليمن قزمان بن مينا، الذي كان يتولى الوزارة على ايام أبي المسك كافور الإخشيدي (966-968م) ونال ثقة الخليفة الفاطمي المعز لدين الله (972-975)، فقد جاء في عنوان الرسالة "نبتدى بعون الله وتأييده نكتب رسالة أنبا ساويرى أسقف الأشمونيين المعروف قبل رهبنته بأبي البشر ابن المقفع الكاتب، إلى أبي اليمن قزمان بن مينا، عامل مصر (أيده الله!) فيما سأله من الكتاب إليه بمذاهب النصارى، على طريق الاختصار والإيجاز".
و لقد كان ساويرس يتمتع [كما هي عادة المصريين ] بروح فكاهية عالية تنبع من حدة ذهنه وحضور بداهيته، يتضح ذلك من القصة التي ذكرها مؤلف المجلد الثاني، ج. 2 ،ص 933طبعة جمعية الدراسات القبطية، وهي : " إتفق أنه [ أي ساويرس ] كان جالس عند قاضي القضاة إذ عبر عليهم كلب، وكان يوم الجمعة، وكان هناك جماعة من الشهود، فقال له قاضى القضاة : ماذا تقول يا ساويرس في هذا الكلب، هو نصراني أو مسلم ؟. فقال له : إسأله فهو يجيبك عن نفسه. فقال له القاضي : هل الكلب يتكلم ؟ إنما نريدك أنت تقول لنا. قال : نعم يجب أن نجرب [ نختبر] هذا الكلب، وذلك أن اليوم يوم جمعة والنصارى يصوموه ولا يأكلوا فيه لحم، فإذا فطروا عشيه يشربوا النبيذ والمسلمين ما يصوموه ولا يشربوا فيه النبيذ، ويأكلوا فيه اللحم، فحطوا قدامه لحم ونبيذ فإن أكل اللحم فهو مسلم، وإن لم يأكله وشرب النبيذ فهو نصراني. فلما سمعوا كلامه تعجبوا من حكمته وقوة جوابه وتركوه ].
ترهبه واختياره أسقفا
بعد أن ترقى أبو البشر إلى أعلى المناصب الرسمية تخلى عن وظيفته ليترهبن في أحد الأديرة، ولا ندري أين ترهب، ولا متى، كما أننا نجهل السبب الذي جعله يترك العالم، إلى حياة الرهبنة، إلا أن هذا دليل قاطع على تقواه، وورعه وخبرته بأمور السلطة التي خدمها وعرف عنها الغدر السريع، والانتقام لأتفه الأسباب. وفى ظل رهبنته أتقن ساويرس (ساورى) علوم الكتاب المقدس، وألف فيها باللغة العربية العديد من الكتب منها كتاب "الدر الثمين في إيضاح الاعتقاد في الدين" الذي ينقسم إلى 15 بابا، يذكر فيه ساويرس 1161 (ألف ومائة وواحد وستون) نصا كتابيا (هذا بصرف النظر عن التلميحات إلى نصوص من الكتاب المقدس)، منها 307 مرجع إلى العهد القديم، و 854 إلى العهد الجديد، وترجمها جميعها بجهده الذاتي من اللغة القبطية إلى العربية، دون أن يسبقه إلى ذلك أحد، حتى ذُكر عنه "أنه لم يوجد في عصره من يضاهيه في معرفة الكتاب المقدس".
كذلك معرفته لآباء الكنيسة تفوق مستوى معاصريه، ففى نفس كتاب "الدر الثمين" المذكور، قد أحصى الناشر الألمانى لهذا الكتاب 191 مرجعا لآباء الكنيسة، سوى نصوص أخرى لم يعتبرها من التراث الآبائي.
علاقته بالخليفة المعز لدين الله
كانت علاقة المعز بالبطرك إبرام (افراهام) علاقة طيبة، حتى حسده الوزير اليهودي "يعقوب بن كلس" ولما كان ساويرس من أصدقاء إبرام البطرك، وأكبر علماء الكنيسة في ذات الوقت، كان كثيرا ما يتردد على ديوان المعز لدين الله وكان المعز يدعوه للمناظرة مع أئمة المسلمين واليهود في حضوره "ودفعات كثيرة جادل قضاة من شيوخ المسلمين بأمر المعز".
أهمية مخطوط «تاريخ البطاركة» ومصادره
من بين المصادر التي يعتمد عليها الباحثون في تاريخ مصر تحت الحكم الإسلامي في العصور الوسطى، كُتُبٌ أرّخَها كُتّابٌ مسيحيون من مصر وغيرها من البلدان، مثل سعيد بن البطريق، البطريرك الملكاني بمصر والمعروف باسم "أوتيخا" صاحب كتاب "التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق"، ويحيى بن سعيد الأنطاكي صاحب كتاب "التاريخ" أو "صلة كتاب سعيد بن البطريق"، وبن مماتي صاحب كتاب "قوانين الدواوين". وابن العبري" أبو الفرج بن هارون الملطي، صاحب كتاب "تاريخ مختصر الدول"، وابن العميد المعروف بالمكين، صاحب كتاب "تاريخ المسلمين".
أما ساويرس فقلّما يعرفه العلماء والطلاب الباحثون في التاريخ الوسيط، ولعلّ ذلك يرجع إلى أن ساويرس عَنونَ مؤلّفه باسم "تاريخ البطاركة" فظنّ الباحثون أنه لا يهتم بتاريخ مصر.
مصادر مخطوط تاريخ البطاركة
ساويرس معلوماته وأخباره مما وجده في الأديرة المختلفة مثل دير القديس أبى مقار [بوادى النطرون] ودير نهيا بالجيزه، لم يعد موجود الآن ] وأديرة وادى هبيب (وادى النطرون) وغيرها من الديارات، ومما وجده في أيدى النصارى، ويذكر ساويرس أنه أضاف إلى معلومات الأوائل ما عرفه هو من سير ممن شاهدهم من الآباء ويذكر ساويرس أنه لاقى مشقة كبيرة في ترجمة الوثائق القبطية واليونانية. وأنه استعان ببعض القبط ممن كان لهم دراية باللسان القبطي أو اليوناني. منهم الشماس ميخائيل ابن بدير والواضح بولس بن رجاء، وقد ورد خبر الأخير في سيرة أنبا فيلوثاوس البطرك (63). وقد أتم كتاب "تاريخ البطاركة" من أتى بعد ساويرس من الكتاب والأساقفة، ولكن الكتاب ينسب إليه، ولعل ذلك يرجع إلى أن ساويرس كان أول من تكبد جمع سير البطاركة وترجمتها من اليونانية والقبطية ورصد الوقائع التاريخية المعاصرة لهم.
والمخطوط يستكمل مسيرة التاريخ المصري منذ الحكم الأيوبي والمملوكي والعثماني حتى الحملة الفرنسية وعصر محمد علي ويختتم هذا كله بحياة كيرلس الخامس، البطرك رقم 112 الذي عاصر إسماعيل باشا والخديوى توفيق والخديوى عباس حلمي الثاني، أي حتى عام 1895، وكان أحد أعضاء مجلس شورى النواب، كما عاصر الثورة العرابية والاحتلال البريطاني.
و يبدو من التراجم التي صنفها وجمعها ساويرس للبطاركة أنها كانت بمثابة تقويم أو روزنامه للكنيسة المصرية، وأنها كانت تعتمد على المشاهدات والإتصال بأبطال الحوادث أو كتابة الأخبار المتواترة حينذاك، فهى أشبه شىْ بالمذكرات أو اليوميات، ولا نتبين من كتابتها الرجوع إلى مؤلفات سابقة أو معاصرة، اللهم إلا في النادر، فنرى ساويرس يستشهد أحياناً بسعيد ابن بطريق لتأكيد صحة بعض ما يكتبه من أخبار.
و في الغالب أن هذا المؤلف الروزنامة كان بطلب الحكام المسلمين من أجل معرفتهم بتاريخ الشعب المصري ومذاهبه الدينية. وهكذا فهذا الكتاب يختلف في هدفه عن الكتب التاريخية العامة أو الخاصة، ومع ذلك فهو يشترك معها جميعها في أن الدين كان يمتزج بالتاريخ امتزاجاً شديداً، وهذه ظاهرة نلمسها في تاريخ أوروبا في العصور الوسطى كما نلمسها في التاريخ الإسلامي. ومن هنا نرى أن ساويرس وإن كان قد أرّخ للبطاركة وللكنيسة المصرية القبطية في ظل الحكم الإسلامي، غير أنه أشترك مع المؤرخين المسلمين ومؤرخى العصور الوسطى الأوربية في أنه مزج بين الدين والتاريخ.
وصلات خارجية
- كتاب تاريخ البطاركة للأنبا ساويرس الملقب بابن المقفع أسقف الأشمونين على الانترنت الجزء الأول من القديس مارمرقس الرسولي إلى البابا ثاؤنا
- كتاب تاريخ البطاركة للأنبا ساويرس الملقب بابن المقفع أسقف الأشمونين على الانترنت الجزء الثاني من البابا بطرس الأول إلى البابا بنيامين الأول
- كتاب المجامع للأنبا ساويرس الملقب بابن المقفع أسقف الأشمونين على الانترنت
مصادر
- Weghat Nazar - تصفح: نسخة محفوظة 27 أغسطس 2011 على موقع واي باك مشين.
- الأنبا ساويرس أبن المقفع - تصفح: نسخة محفوظة 21 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
- راجع أيريس حبيب المصري - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الكتاب الرابع حاشية اسفل صفحة 114
- 502 Bad Gateway - تصفح: نسخة محفوظة 19 يناير 2008 على موقع واي باك مشين.