ستونهنج (Stonehenge) هو أثر صخري من نوع كرومليش يرجع لعصر ما قبل التاريخ في سهل ساليسبري بمقاطعة ويلتشير جنوب غرب إنجلترا. يرجع تاريخه لأواخر العصر الحجري وأوائل العصر البرونزي (3000 ق.م. –1000 ق.م.). وهذا الأثر رغم شهرته حالياً أصبح أطلالاً. ويتكون من مجموعة دائرية من أحجار كبيرة قائمة محاطة بتل ترابي دائري. ويعتبر ستونهنج من أكثر الأثار الحجرية الضخمة شهرةً وحفاظاً في أوروبا.[1] ضمت اليونسكو ستونهنج وفبوري والموقع المحيط في عام 1986 إلى قائمة التراث الثقافي العالمي.
ستونهنج * | |
---|---|
موقع اليونيسكو للتراث العالمي | |
الدولة | المملكة المتحدة |
النوع | ثقافي |
المعايير | i, ii, iii |
رقم التعريف | 373 |
المنطقة | أوروبا وأمريكيا الشمالية ** |
تاريخ الاعتماد | |
الدورة | 10th |
السنة | 1986 (الاجتماع العاشر للجنة التراث العالمي) |
* اسم الموقع كما هو مدون بقائمة مواقع التراث العالمي ** تقسييم اليونسكو لمناطق العالم |
تاريخ
حتي الآن لايعرف مايرمز إليه ولكن البعض يحدس أنه كان مركزاً احتفالياً أو دينياً، وحاليا يعتقدأن شعب جزر بريطانيا قد بدؤوا يشيدون هذا الأثر منذ 5000 سنة، وقد بينت الحفريات أن موقع ستونهنج قد بني علي ثلاث مراحل رئيسية:
المرحلة الأولى : تمت عام 2900 ق.م. وكانت عبارة عن خندق دائري قطره 110 متر وعمقه واحد ونصف متر. وعلي حافة الخندق الدخلية بني سد به تجاويف عددها 56 تجويفا.ويقال أنها كانت لحمل أعمدة خشبية.
المرحلة الثانية : البناء التي استمرت من سنة 2900 ق.م. –2500 ق.م. أقيمت مبان خشبية حيث أقيمت أعمدة خشبية جديدة قائمة في الأرض المستوية داخل مركز الخندق الدائري. كمانصبت أعمدة في منطقة منزوية شمالي شرق الخندق حيث مدخل الموقع.
المرحلة الثالثة : نقلت الأعمدة للبناء التي استمرت حوالي 2550 ق.م. – 1600 ق.م. وتتكون من 80 عمود من صخور بركانية زرقاء.
وهذه الأعمدة نصبت قرب مركز الموقع على شكل دائرتين متداخلتين. وكل صخرة تزن 4 طن متري.وأثناء هذه المرحلة كانت الحجارة الزرقاء بالدائرتين يعاد تفكيكها وترتيبها بطريقة معقدة. وكانت حجارة رملية كبيرة قد جلبت يطلق عليها سارسين قد نصبت على شكل دائرة قطرها 33 متر وتتكون من 30 عمود حجري على بعد 40 كم من شمال الموقع. ويطلق عليها نصب دائرة سارسين وكل عمود ارتفاعه 4 متر. وفوق قمم الحجارة الثلاثين دائرة منتظمة من حجارة سارسين يطلق عليها العتبات. ومثبتة بطريقة عاشق ومعشوق (لسان في تجويف بالنقر).
حالياً
لم يبق من البناء سوي 17 عمودا قائما وفوقه6 عتبات ممتدة. وداخل دائرة سارسين كان منصوبا بناء على شكل حذوة الحصان وكانت تفتح لشمال شرق النصب بإتجاه مدخل النصب. وكان نصب الحدوة مبنينا من خمس أزواج حجارة قائمة وعملاقة من أحجار سارسين. فكل حجركان يزن 40 طن متري أو أكثر وارتفاعه 7 متر فوق الأرض. لم يبق منها سوي ثلاثة أزواج. وهناك أشكال أخرى ما زال معظمها. ورغم وجود حوالي 1000 دائرة حجرية بالجزر البريطانية إلا أن نصب ستونهنج يعتبر أعظمها وأكبرها. ويقال ان محور حدوة الحصان والمدخل بستونهنج يشير لإتجاه الشمس بمنتصف الصيف، ويقال أنه كان يستعمل في التقويم وتحديد الاعتدالين الصيفي والشتوي. يقال ان الأحجار الضخمة جلبت من مناطق بعيده، أي من جبال جنوب ويلز. لم يتوصل الباحثون حتى الآن إلى طريقة نقل الحجارة الضخمة ونصبها في ذلك العصر القديم، قبل ما بين 4000 إلى 5000 سنة سبقت.
نشأتها
تم تشكيل نظام أحجار ستونهنغ على مراحل في فترات زمنية مختلفة. في عام 1995 تم تقييم مكتشفات القرن العشرين وبيّن قياس العمر بواسطة الكربون-14 المشع أن البناء تم على ثلاثة فترات. ثم فحصت النتائج في عام 2000 واستخدم فيها الإحصاء على نتائج قياسات الكربون-14 المشع واستمر هذا الفحص حتى عام 2009 مما أتى ببعض التغيرات البسيطة.[2]
وفي عام 2012 قامت المجموعة العلمية بإجراء دراسة جديدة واسخدموا فيها الطرق الإحصائية، وقد أدت تلك النتائج إلى أن ستونهينغ بني على خمسة مراحل وليس على ثلاثة. وقد كانت هناك دراسة سابقة تمت في عام 1979 تشير إلى ذلك، إلا أن المختصين لم يعيروها أهمية.[2]
اتجاهات البنية
رصّت البنية دائرية للأحجار الضخمة بحيث أنه في صباح يوم وسط الصيف، عندما تكون الشمس في موقعها الشمالي، تشرق الشمس من ناحية حجرة الكعب وتدخل أشعة الشمس إلى داخل الدائرة من بين الحجرين المشكلان في هيئة حدوة الحصان.
وإنه من غير المعقول أن مثل هذا التنظيم قد جاء بالصدفة. فإن نقطة شروق الشمس من الجهة الشمالية تعتمد على خط العرض. وذلك برص الحجارة الضخمة بهذا الشكل فلا بد من حساب خط العرض 51° 11' أو استنباطه بالمشاهدة. يبدو أن هذا التوجيه هو خطة تشييد ستونهنج.
ومن المحتمل أن تكون مهمة ستونهدج تعيين الانقلابيين الصيفي والشتوي وانقلابي الربع والخريف لأهميتهم في معرفة الأزمنة السنوية.
طبقا للبحوث الآخيرة يبدو أن مسار القمر قد لعب دورا هاما في تشكيلة البنية. فقد قام الباحث "غيرالدهوجنز" في عام 1963 بنشر بحث علمي في مجلة "نيتشر" العلمية. وطبقا لهذه الأطروحة " أن مسار القمر أيضا لعب دورا هاما في تشكيل ستونهدج. فقد قام الباحث "غيرالد هوكنز" في عام 1963 ينشر بحث علمي في المجلة العلمية "نيتشر" . وتقول تلك الأطروحة أنه من المحتمل أن الـ 19 حجرة التي تشكل نصف الدائرة بالاشتراك مع الـ 30 حجرة أخرى المرصوصة كانوا لتقدير دورة كسوف القمر البالغة دورتها 6و18 سنة.[3]
تقنيات البناء
توجد اقتراحات متعددة عن كيفية إتمام بناء ستونهينغ. ويعتقد الباحث "أوبري بيرل" أن الأحجار الزرقاء قد وصلت هذا المكان حيث جرفها أحد المثلجات. فإذا لم يكن هذا الحدث وراء وجود الأحجار الزرقاء في هذا المكان فلا بد من أن يكون الإنسان هو الذي قام بنقلها إلى هذا المكان، وتوجد طرق كثيرة لإحضار تلك الأحجار الضخمة بالحبال والأخشاب. وأجريت تجارب عملية خلال عام 2001 لنقل حجرة ضخمة عبر طريق النقل المفترض من ويلز إلى ستونهنغ وما يتخلله من مسافات على الأرض ومسافات في البحر. وقامت مجموعة من الباحثين وعدد كبير من الناس المتطوعين بعملية الجر على زحافات من الخشب على الأرض، ثم نقله على قارب جديد مبني على نمط القوارب القديمة التاريخية. ولكن القارب لم يتحمل الحجرة الضخمة وغرق خلال هياج بحري في قناة بريستول.
وكانت اقتراحات بأن برواز مثلثي خشبي في هيئة حرف A قد استخدم لنصب الأحجار في وضعها القائم في أماكنها مع استخدام الحبال. وأما الأحجار الضخمة العرضية فربما رفعت بواسطة منصات خشبية ثم أزيحت لتتخذ مواقعها. طريقة أخرى قد تكون هي المستخدمة لذلك وهي طريقة بناء مدرج مائل ثم سحب الحجر العرضي إلى مكانه. وتشهد بروزات في الأحجار القائمة كانت تغرز في فجوات في الحجارة العرضية بأن العاملين القدامى كانت لهم حنكة في تشكيل الأحجار. وربما تعلم القدماء طريقة التشبيك هذه من تعاملهم مع الأخشاب.
ويعتقد الباحث "الكسندر توم" أن من قاموا ببناء ستونهنغ قد استخدموا الياردة المجاليثية كمعيار لتقدير المسافات المختلفة.
مراجع
- "Stonehenge World Heritage Site Management Plan". UNESCO: 18. 2008.
- Timothy Darvill, Peter Marshall et al.: Stonehenge remodelled. In: Antiquity. Bd. 86, Nr. 334, Dezember 2012, S. 1021–1040 [1021f.] نسخة محفوظة 2020-05-22 على موقع واي باك مشين.
- Ein Hufeisen als Mondcomputer. Stonehenge als astronomisches Vorhersageinstrument? Auf: scinexx.de vom 1. Februar 2008, zuletzt abgerufen am 11. September 2014. نسخة محفوظة 13 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.