مثليات الجنس (Lesbian) هي ممارسات الحب والانجذاب الجنسي التي تقوم بها أنثى مثلية الجنس باتجاه أنثى أخرى.[1][2] يتم استخدام هذا المصطلح أيضا للتعبير عن الهوية الجنسية أو السلوك الجنسي بغض النظر عن الميول الجنسية، أو كصفة لوصف الأشخاص المنتسبين للمثلية من الإناث أو النساء اللواتي لهم جاذبية لنفس الجنس.[2][3]
أصل التسمية
لا وجود مرادف لكلمة lesbian في اللغة العربيّة، ويشاع استخدام كلمة "سحاق"، أو "سحاقيات" بين الناس، حيث أنه هذه الكلمة ذات دلالة دينية تعود جذورها إلى قصة النبي إسحاق مع قومه حيث تكلمت القصة عن فتيات يمارسن الجنس مع بعضهن البعض، ويرفضن المثليات جنسياً الإشارة لهن بمصطلحات دينية لما فيها من تحقير لشأنهن وخيارتهن الجنسية الحرة. وأصل الكلمة الإنكليزية Lesbian هو إغريقي يعود إلى جزيرة لسبوس (Lesbos) حيث كانت مسقط رأس الشاعرة اليونانية صافو (Sappho) التي كانت تمارس "السحاق" مع النساء اليونانيات في القرن السادس قبل الميلاد.
الجنس
يُشيرُ الجنس(Sex)إلى الخصائص البيولوجيّة التي تعرّف الإنسان كأنثى أو كذكر. رغم أنّ مجموعتي الخصائص البيولوجيّة هاتين لا تُقصي إحداهما الأخرى، فبعض الأفراد يمتلكون خصائص من كلا الجنسين، إلا أنّها تميّز البشر كذكور وكإناث. يشير المصطلح "جنس" في استخدامات عامة في لغات عديدة إلى "النشاط الجنسيّ"، ولكن لأغراض تقنية في سياق النقاشات حول الجنسانيّة والصحة الجنسية، يُفضل التعريف أعلاه.
الهويّة الجنسيّة
(الهوية الجنسية)تعريف الذات لجنسيّتها في ما يتعلّق بميولها الجنسيّة و/ أو العاطفيّة، إذا كانت تميل لنوع اجتماعي مماثل لنوعها أو مختلف عن نوعها: مثليّة، مغايرة، أم آخر. لا يتعلّق تعريف شخص ما لهوية الجنسية بتعريف هوية الشخص الآخر في العلاقة. كما تتكوّن الهوية الجنسية من خمسة عناصر أساسية، هي: الجنس البيولوجي، النوع الاجتماعي، الدور الاجتماعي، الميول الجنسية والسلوك الجنسي.
الجنس البيولوجي
(الجنس البيولوجي)يتحدّد الجنس البيولوجي بواسطة الجينات الوراثية والهرمونات. حينما يكون هناك تلاؤم معين بين الجينات الموروثة والهرمونات ينجم عن ذلك الجنس البيولوجيّ الذكري والأنثوي، أو الجنس المختلط.
النوع الاجتماعي
الهوية الجندرية النظرة الموضوعية لدى الذات بتعريفها هل هي رجل أم امرأة، هل هي صاحبة صفات تنسب اجتماعيّاً للرجال أم صفات تنسب اجتماعيّاً للنساء. عند الأكثريّة هناك تلاؤم بين الجنس البيولوجي الذي يحدّده كل من الجينات، الهرمونات والنوع الاجتماعيّ. إلا أنّ هناك تنافراً أو عدمَ تلاؤم، في حالات مُعيّنة، بين الجنس البيولوجيّ والنوع الاجتماعيّ، فنجد بالتالي أنّ هناك ذكوراً بيولوجيّاً يعرّفون أنفسهم كنساء اجتماعيّاً، ونجد أن هناك إناثاً بيولوجيّاً يُعرّفون أنفسهم، اجتماعيّاً كرجال. كما أن هناك مَن لا يعرّفون/يعرّفن أنفسهم/نّ كنساء أو كرجال.
الدور الاجتماعي
(Gender role)نظرة المجتمع إلى الذات وتحديد تصرّفها وسلوكها، مظهرها ودورها فيه. مثلاً: نظرة المجتمع إلى دور الرجل أن يعمل خارج البيت ليعيل زوجته وأسرته، وإلى دور المرأة أن تبقى في البيت لتعتني بأفراد الأسرة وزوجها، وهي بذلك تحدّد سلوك الرجل وتصفه بالرجولة، وتعطي سلوك المرأة صفة الأنوثة. وعادةً ما نُسبَت أدوار تكرّس من دونية النساء اجتماعيًا وتحدّ من مشاركتهنّ في الحيّز العام، أو من تولّيهنّ دورًا قياديًا في المجتمع. وفي المقابل، حظيَ الدور الرجولي بصفات قيادية بالغة التأثير في كلّ جوانب الحياة الاجتماعية، الثقافية، السياسية، والاقتصاديّة.
الأنوثة والذكورة
( Gender) يعود هذان المصطلحان إلى مجموعة سلوكيّات، الشكل الجسمانيّ أو اهتمام اجتماعي ما (الملابس والموضة) تُربط، عادةً، بالنساء (الأنوثة) أو بالرجال (الذكورة) في المجتمع. يرى المُجتمع الذكورة كمرادفة لما هو رجاليّ، والأنوثة كمرادفة لما هو نسائيّ. إلا أنّ الذكورة لا تقتصر، بالضرورة، على الميدان الرجالي فقط، كما أنّ الأنوثة لا تقتصر، بالضرورة، على الميدان النسائي، فقط. أي أن هناك نساء من الممكن أن يكنّ ذكوريات في كل ما يتعلّق بالسلوك، اللباس، أو الهيئة الخارجيّة، وبالقدر نفسه من الممكن للرجال أن يكونوا أنوثيين من ناحية معيّنة أو من نواحٍ عديدة. لا تقتصر الذكورة على الميدان الرجوليّ فحسب، كما أنّ الأنوثة لا تقتصر على الميدان النسائيّ فحسب، لكون الذكورة أو الأنوثة لا تحدّد النوع البيولوجي، النوع الاجتماعي، أو الميول الجنسيّة عند الإنسان؛ ليس كلّ امرأة ذكورية هي مثليّة الجنس، كما أنّه ليس كلّ رجل أنوثيّ هو مثليّ الجنس.
الميول الجنسية
هو الانجذاب الجنسيّ الأساسيّ والفطريّ، العاطفيّ والحسّيّ. تتضمّن الميول الجنسيّة صور مختلفة للجنسيّة المختلطة التي تحمل مجمل ممارسة التجارب الجنسيّة والعاطفيّة الحسيّة مع أفراد نفس الجنس أو مع الجنس الآخر. إنّ الشخص الذي يميل جنسيًا إلى أفراد جنسه فقط يُدعى مثليّ الجنس.
متحرّر/متحرّرة الجنس
يصف هذا المصطلح هُويّات وظواهر اجتماعيّة متعدّدة بعيدة عن الميول الجنسية المغايرة والدور الاجتماعي السائد عند الرجال والنساء في مجتمعات أحادية الفكر الجنساني. في بعض الأحيان، يُستخدم هذا المصطلح، أيضًا، لوصف المختلف، الآخر، البعيد عن القاعدة المُشرّعة والمتّفق عليها.
مغيّرو/ات النوع الاجتماعي
لا تحدّد الهويةُ وفق الجنس البيولوجي، أو وفق نظرة المجتمع للذات (رجل أم امرأة) فحسب، وإنّما حسب ما تشعر به الذات تجاهَ نفسها. فمن الممكن لرجل أن يتأنّث اجتماعيًا، أو لأمرأة أن تتذكّر اجتماعيًا، وهذا لا يتعلّق بالضرورة بميولهما الجنسيّة أو برغبتهما في تغيير نوعهما البيولوجيّ.
مغيّرو/ات الجنس البيولوجيّ
يكون هذا حينما تشعر النساء أنّهنّ رجالٌ ويشعر الرجال أنّهم نساء. يتّجه مغايرو الجنس لتغيير الجنس من خلال العلاج الهرمونيّ أو من خلال عملية جراحية، في حين قبل أو بعد تغيير الجنس يكون/تكون مغاير/ة الجنس أو مزدوج/ة الجنس أو مثلي/ة الجنس.
أ - ذ: مغيّرات/مغيّرو الجنس من أنثى إلى ذكر.
ب – أ: مغيّرات/مغيّرو الجنس من ذكر إلى أنثى.
مُخالطو الجنس البيولوجي
صفة وراثيّة يحملها الجنين/المولود بحيث يطور أعضاء جنسية داخليّة وخارجيّة غير واضحة الملامح تشبه أعضاء الذكر أو/والأنثى. إنّ مخالط/ة الجنس ليس/ت بالضرورة مثليّ/ة الجنس.
مسترجلة
هي المثلية التي تميل إلى تصرّف اجتماعي ذكوري.
ناعمة
وهي المثلية التي تميل إلى تصرّف اجتماعي أنثوي.
عابر/ عابرة اللباس
امرأة أو رجل يرتديان لباسًا لا يتناسب ثقافيًا واجتماعيًا مع نوعهم الاجتماعي. على سبيل المثال: ذكر يرتدي لباس امرأة ويصمّم شعره ويُمكيج وجهه كالنساء. لكن، من المهم جدًا الانتباه إلى أن تغيير اللباس لا يعني بالضرورة أنّ الإنسان مثليّ. فمن الممكن لعابر/ة اللباس أن يكون/تكون مغاير/ة الجنس أو مثليّ/ة الجنس.
ملكة العروض
وهي الأنثى التي ترتدي لباس الرجال وتقوم بعرض مسرحي غنائي أو راقص.
متعدّد/ة النوع الاجتماعي
الشخص الذي يملك النوعين الاجتماعيين ويظهرهما، لكن كلّ على حدة، فهو أو هي يمكن أن يظهر/تظهر كامرأة يومًا أو كرجل يومًا آخر.
رهاب المثليّة
الخوف والاشمئزاز والمُنافرة من مثليّ الجنس أو مزدوج/ة الميول الجنسيّة. تزداد حدّة هذا التصرّف تجاه المثليين حينما يصبح الغضب، النقمة والكره أساسًا في اضطهاد المثليين. في العديد من الحالات يؤدّي العنف الرمزيّ الذي يحمله مفهوم "رهاب المثليّة" للمثليين إلى عنف جسدي.
رهاب المثليّة الذاتيّة/الباطنيّة
مشاعر الخوف والاشمئزاز والأفكار المسبّقة التي يحملها مثليّ الجنس تجاه ذاته خاصة، وتجاه الآخرين.
مغايرة الجنس البحتيّة
وهو توجّه اجتماعي يعني تجاهل وإنكار أفراد المجتمع مغاير الجنس لكيان ووجود مثليّ الجنس (وأحرار الجنس، إجمالاً). ينعكس هذا التجاهل من حيث عدم إيلاء اعتبار احتياجات المثليي/ات الشخصيّة والاجتماعية الخاصة بهم/ن والمختلفة عن احتياجات المغايرين\ات جنسيًا. هذا التوجّه يؤدّي إلى إعادة صياغة متكرّرة للمجتمع كمجتمعٍ خالٍ من التنوّع الجنسي، وبالتالي إلى تعزيز الهوية المغايرة وكأنها الوضعية الطبيعيّة أو المُشرّعة الوحيدة.
سلّم كينسي
يتكوّن سلّم كينسي من سبع درجات. يبدأ السلّم من الدرجة صفر وهي تعني مغاير الجنس المطلق، ثمّ ينتهي بالدرجة 6، وهي تعني مثليّ الجنس المطلق. يصف سلّم كينسي التواصل الجنسانيّ عند الإنسان. بناه الباحث الاجتماعي كينسي في أوائل الخمسينيات، وهو يستخدم، حتى الآن، في أبحاث اجتماعيّة أخرى، إلى جانب طرق أخرى تصف الاختلافات الجنسيّة عند الإنسان.
الإشهار بالمثلية، الخروج من الخزانة
وهي وصف وضعيّ للسيرورة التي من خلالها تتبلور هوية الشخص الجنسية حتى الوصول إلى مرحلة قبول الذات بهُويّتها الجنسية، وإشهار الهوية الجنسيّة أمام العائلة، الأصدقاء وأحيانًا أمام المجتمع كلّه. يكون الإشهار عن الذات، في حالات عدّة، جزئيًا، يحدّد الفرد فيه دوائر الأشخاص الذين يريد أن يُشهر نفسه أمامهم.
اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثليّة
وهو السّابع عشر من شهر أيار من كلّ سنة. يهدف هذا اليوم إلى المرافعة والتثقيف حول مثليي الجنس والحاجة الإنسانيّة لتقبّل هؤلاء الأفراد من المجتمع، والذين يشكّلون أقليّة جنسيّة، وشأنهم شأن كلّ أقلية، فهم يطالبون بتحقيق كامل حقوقهم وعدم التعرّض للهجمات والعنف من رهاب المثلية.
م.م.م.م.م.م: LGBTIQ الميمات الست
وهي اختصار لمجموعة الهُويات الجنسية: مثليات، مثليّون، مزدوجو الميول الجنسية، متحوّلو النوع الاجتماعي، متسائلون/ أو متخبّطون، متحرّرو الجنس.
رأي الدين في السحاق
الحكم الإسلامي
السحاق محرم في الإسلام لأنه يعتبر زنا لقول رسول الله محمد: (إذَا أَتَتْ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، فَهُمَا زَانِيَتَانِ) وقوله أيضا (لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد)
قال علي بن أبي طالب: (السحاق في النساء كاللواط في الرجال، لكن فيها جلد مائة لأنه ليس فيها إيلاج)[4]
والحد في السحاقيات التعزير الذي يقدر حده ولى الأمر ومن ينوب عنه كالمفتى، لأن الحدود الشرعية الواردة توقيفية لا يجوز القياس عليها.
مقالات ذات صلة
وصلات خارجية
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط، تاريخها وتصويرها بقلم د.سمر حبيب
- المثلية الجنسية في تاريخ وادي ما بين النهرين ووادي النيل
- مركبات الهوية الجنسية
- "العيش في العلن": الإفصاح عن الميول الجنسية للاخرين
- الهوية الجنسية المثلية والضغط النفسي
- الميول الجنسية في جيل المراهقة
- الحب وممارسة الجنس
- الحياة الزوجية
مصادر
- "Lesbian". Reference.com. مؤرشف من الأصل في 7 مارس 201620 يوليو 2014.
- Zimmerman, p. 453.
- Committee on Lesbian Health Research Priorities, Neuroscience and Behavioral Health Program, Health Sciences Policy Program, Health Sciences Section, Institute of Medicine (1999). Lesbian Health: Current Assessment and Directions for the Future. دار نشر الأكاديميات الوطنية. صفحة 22. . مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 201916 أكتوبر 2013.
- محمد بن الحسن الحر العاملي، وسائل الشيعة، باب حدود ؛مستدرک الوسائل، ج 18، ص 86