سرية عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل، وهى من وراء وادى القرى سميت بماء بأرض جذام يقال له السلسل، وقال السهيلي ذات السلاسل بضم السين الاولى وكسر السين الثانية ماء بأرض جذام به سميت الغزاة.[1] والمسافة بين ذات السلاسل و المدينة المنورة عشرة أيام وكانت في شهر جمادى الآخرة سنة 8 هـ.[2] قال ابن حجر العسقلاني: «قيل سميت ذات السلاسل؛ لأن المشركين ارتبط بعضهم إلى بعض مخافة أن يفروا، وقيل لأن بها ماء يقال له السلسل».
مجريات السرية
بلغ الرسول محمد أن جمعَا من قبيلة قضاعة قد تجمعوا يريدون أن يدنوا إلى أطراف النبي محمد، فدعا عمرو بن العاص فعقد له لواء أبيض، وجعل معه راية سوداء، وبعثه في 300 من سراة المهاجرين والأنصار ومعه 30 فرسًا، وأمره أن يستعين بمن يمرّ به من قبائل بلي وعذرة وبلقين. فسار الليل وكمن النهار، فلما قرب من القوم بلغه أن لهم جمعًا كثيرًا، فبعث رافع بن مكيث الجهني إلى النبي يطلب منه المدد، فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في 200، وعقد له لواء، وبعث معه سراة المهاجرين والأنصار وفيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب، وأمره أن يلحق بعمرو وأن يكونا جميعًا ولا يختلفا. فلحق بعمرو فأراد أبو عبيدة أن يؤم الناس، فقال عمرو «إنما قدمت عليّ مددًا، وأنا الأمير»، فأطاع له بذلك أبو عبيدة. وكان عمرو يصلي بالناس وسار حتى وطئ بلاد قبيلة بلي ودوخها حتى أتى إلى أقصى بلادهم وبلاد عذرة ,ولقي في آخر ذلك جمعًا فحمل عليهم المسلمون، فهربوا في البلاد وتفرقوا، ثم قفل وبعث عوف بن مالك الأشجعي بريدًا إلى النبي فأخبره بقفولهم وسلامتهم وما كان في غزاتهم.[2]
مصادر
- كتاب عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، تأليف فتح الدين محمد بن محمد ابن سيد الناس اليعمري الأندلسي، صفحة 220. دار القلم، الطبعة الأولى 1992.
- الطبقات الكبرى، ابن سعد، ج2، ص131، دار صادر، بيروت.
قبلها: سرية مؤتة |
سرايا الرسول سرية عمرو بن العاص (ذات السلاسل) |
بعدها: سرية الخبط |