الرئيسيةعريقبحث

سعيد محمد كعباش


☰ جدول المحتويات


محمد بن إبراهيم بن باحمد المعروف بإسم سعيد محمد كعباش هو داعية ومفسر جزائري من مدينة تاجنينت في ولاية غرداية.

سعيد محمد كعباش
معلومات شخصية
الاسم الكامل محمد بن إبراهيم بن باحمد
الميلاد 1929
تاجنينت، ولاية غرداية،  الجزائر
الزوجة عائشة عبد العزيز
أبناء أربعة ذكور و خمسة إناث
الأم شيخة بنت الحاج محمد بُهُون
الحياة العملية
المهنة داعية إسلامي ومفسر

ميلاده ونشأته

ولد الشيخ محمد سعيد كعباش، بقصر العطف، مدينة الألف عام، أول وأقدم قصور وادي ميزاب السبعة، سنة 1929م، نشأ يتيم الأب، منذ أن كان عمره سنتين، وترعرع فقيرا، تحت نير الحكم الاستعماري الغاشم، بدأ دراسته كجميع أبناء جيله في الكُتَّاب، ثم التحق بالمدرسة الفرنسية الوحيدة في قريته حيث درس سبع سنوات، تلقى فيها المبادئ الأساسية. كان شغوفا باللغة العربية والقرآن الكريم منذ نعومة أظفاره، فختم القرآن منذ العاشرة، وأخذ يكرره استعدادا لحفظه كاملا، لكن ظروفه الاجتماعية القاسية وطبيعة الحياة الشحيحة آنذاك، زفت به صغيرا ضعيف البنية إلى سوق العمل في الشمال فعمل أجيرا من سنة 1940م إلى 1945م، إبان الحرب العالمية الثانية، في كل من المدن الآتية: الجلفة، الحراش بالجزائر العاصمة، ثم مسعد في السهوب.

تعلمه

  • عاد إلى وادي ميزاب وصادف - محظوظا - جولةَ الشيخ الإمام بيوض إبراهيم الإصلاحية في قصور الوادي، بعد أن رفع الاستعمار الحجر الذي فرضه عليه طيلة الحرب العالمية الثانية، وكان ذا حظٍّ إذ تكفل به بعض المحسنين من العطف للالتحاق بمعهد الشباب (معهد الحياة الحالي) الذي أسسه رائد النهضة الإصلاحية بوادي ميزاب، الشيخ الإمام إبراهيم بيوض رحمه الله، حيث استظهر القرآن الكريم، وأتم دراسته الثانوية خلال خمس سنوات، وتكون في دروس اللغة والبلاغة ليلتحق بالسنة الأولى، كان تلميذا متفوقا نهما مقبلا على العلوم، عضوا بارزا في النشاط الثقافي الذي كان طلاب المعهد ينظمونه تحت رعاية الشيخ الإمام رحمه الله.
  • التحق بتونس سنة 1950م، وكان عضوا لامعا في البعثة العلمية الميزابية بجامع الزيتونة، حيث أتم دراسته اللغوية والشرعية، ودرس بالمعهد الخلدوني للعلوم التطبيقية بقية العلوم والفنون.
  • التحق في السبعينيات بالجامعة الجزائرية، فحصل على ليسانس في الأدب العربي.

أعماله وجهاده

  • عند عودته إلى الوطن مع بداية الثورة المباركة سنة 1954م، انخرط في جمعية النهضة، حيث بدأ حياته المهنية بخطوة جبارة، بمباركة وتشجيع من رئيس الجمعية الشيخ المؤرخ الحاج سليمان بن يوسف رحمه الله، معلما للبنات بمدرسة النهضة، حيث ساهم بفاعلية في تطوير أساليب التعليم والمناهج التربوية، بمسقط رأسه، وأدخل التعليم المهني للبنات، وأقام المعارض لإنتاجهن لإقناع الأهالي بضرورة تعليم الفتاة الذي كان يواجه معارضة شديدة آنذاك في كل قرى الوادي.
  • التحق الشيخ بحلقة العزابة في سن مبكرة وهو ابن الثلاثين ربيعا، بالمسجد الجامع للعطف سنة 1958م، فعقد العزم على نهج منهج الإصلاح والتغيير بحكمته وتواضعه المشهودين، فتم تجديد المسجد العتيق بالعطف تجديدا كليا ليقوم بمهامه الجسام على أحسن ما يرام.
  • عمل أستاذا في التعليم الرسمي منذ الاستقلال، فالتحق بداية بالتعليم المتوسط فالثانوي، ثم عُيِّن مديرا لإحدى الإكماليات ببني يزجن (إكمالية الشيخ عبد العزيز الثميني)، ثم بالعطف، واستمر في وظيفته الرسمية إلى تقاعده سنة 1990م.
  • عيّنته حلقة العزابة إماماً ومرشداً في سنة 1970م، وهو ما يزال يقوم بمهمّته النّبيلة في الإصلاح الديني والاجتماعي نصحاً وإرشاداً وتجليةً لمعاني كتاب الله وسنّة رسوله على منبر المسجد، بعد أن حدا بصفوف الأجيال على مقاعد الدّراسة لما يقرب من أربعين سنة في مسيرة مهنية متواصلة لم تنقطع بتاتاً عن الخط الذي ارتضاه مبدءاً ومنهجاً، وذلك بفضل الله تعالى وتوفيقه.
  • كان إيمانه راسخا بنجاح الثورة المظفرة وانتزاع الاستقلال وبزوغ فجر الحرية، فشارك منذ 1956م بنضاله، وأسهم بفاعلية في الجهاد في سبيل الله والجزائر الغالية، فجعل مدرسة النهضة مركزا هاما ونقطة عبور استراتيجية لتحرك فلول جيش التحرير الوطني والإمداد، في منطقة وادي ميزاب والجنوب الكبير عموما، كان من الطلائع الأولى لحزب جبهة التحرير الوطني مع شروق فجر الاستقلال. إيمانا منه بقدسية النضال في معركة البناء والتشييد
  • وقد أسهم الشيخ بقسطٍ وافرٍ من التّضحية والجهاد، وهو من المجاهدين الأوائل بالبلدة، وممن حافظوا على المقومات الأساسية للشخصية الوطنية من خلال عمله النضالي في المجلس البلدي السّري للمنطقة الخامسة للولاية السادسة التاريخية، معتزٌّ بانتمائه إلى منظمة المجاهدين وإلى صفوف جبهة التحرير الوطني قبل وأثناء ثورة التحرير المجيدة؛ كما تقلّد بعد الاستقلال مناصب إدارية محلية لمدة عشر سنوات، ويتشرّف بعضوية منظمة المجاهدين دون منّ ولا غرور، فضلاً عن تقلده لمسؤولية تمثيل بلدته في كلّ من مجلسي/ الشيخ عمي سعيد (الهيئة العليا لإباضية الجزائر)، والشيخ باعبد الرحمن الكرثي (الهيئة العليا لعشائر أعيان وادي مزاب)، وتربطه إلى جانب ذلك علاقات ودّ وإخاء مع علماء جزائريين عديدين وعلماء من مختلف أقطار العالم الإسلامي.

مؤلفاته

للشيخ مؤلفات عديدة بالموازات مع مساره الدعوي الفياض، فألف عدة مؤلفات أهمها: «صوت المنبر» (خُطب)، «نفحات الرحمن في رياض القرآن» (تفسير)، «حديث الشيخ الإمام»، «من أخلاق القرآن»… وما يزال الأستاذ الفاضل - حفظه الله ورعاه - يواصل مشواره بخطى واثقة، ورؤى واضحة، على دروب الدعوة والوعظ والإرشاد، مقتفيا آثار نور القرآن، وومضات السنة النبوية الشريفة، ومتابعا مهتما بقضايا عصره، ومجتهدا نصوحا لإيجاد الحلول المناسبة لكل الصور الاجتماعية السلبية في زمانه…

  • له مذكرات قيِّمة تفوق 6000 صفحة دوَّن فيها أحداثا وشواهد على عصره ومحطات نيرة في مشوار حياته.
  • كان الشيخ يرابط للعلم في مكتبه في البيت حتى سنة 2004 حيث أنشأ المكتبة الخاصة "مكتبة التوفيق" المتنوعة المصادر والمراجع، ومن مهام هذه المكتبة أيضاً؛ احتضانها للُجنة الفتوى للبلدة والتي يترأسها فضيلة الشيخ كعباش منذ انبعاثها سنة 2002، وهي تجتمع كلّ إربعاء للنظر في أسلئة الجمهور والرد على استفساراتهم الشرعيّة المختلفة.
  • قرض شيخنا الشعر منذ الصغر معبرا عن مختلجات صدره وأنات ضميره الوطني الجياش.
  • أنشأ للشيخ موقع خاص لمؤلفاته: [www.chikhkaabache.net]

العمل الدعوي وتفسير القرآن الكريم

عُين مرشدا وإماما خطيبا للجمعة سنة 1970م، بداية من سنة 1972 بدأ ينتقي لجمهور الآباء والأمهات من عمّار المسجد العتيق بعض السّور القصار لتفسيرها وبيان فضلها ومعانيها، والتي يؤدي بها الجمهور صلواته، ثم تدرّج بعد ذلك إلى تفسير السّور القرآنية التي تتلى في المناسبات المختلفة كسورتي "ياسين" و"الأنعام"؛ وبعد إتمام تفسير هذه السّور شرع بعون الله وتأييده في تفسير القرآن الكريم من سورة الفاتحة نزولاً إلى سورة الناس وذلك في دروس منتظمة إلقاءً وتحريراً من سنة 1985، والذي أسماه "نفحات الرحمن في رياض القرآن"، إلى أن أتمّ بعون الله وتوفيقه تفسير سورة الناس يوم الجمعة 01 جمادى الأولى 1436هـ الموافق لـ: 20 من فبراير 2015.

  • ويقع هذا التفسير النفيس في أربعة عشر مجلداً، مشفوعة بفهارس فنية متنوعة، وله بالإضافة إلى ذلك أعمال أدبية وفكرية عديدة مطبوعة ومخطوطة، وهي فيما يقرب العشرين مؤلفاً بين التفسير وشرح الحديث والـخُطب والفتاوى والتراجم والرسائل والأشعار...
  • يشترك شيخنا الفاضل محمد سعيد كعباش، إلى حد كبير مع الشيخ الحجة الإمام محمد الشعراوي رحمه الله، حيث إن كليهما متحصل على إجازة عليا في اللغة العربية، وكليهما فسر القرآن الكريم، تفسيرا دقيقا ميسرا ومبسطا بلغة سليمة المعاني والدلائل، وتلك نعمة عظمى من المولى عز وجل، أن تجتمع هذه المواهب الربانية لخدمة دين الله وإعلاء كلمته.
  • بالأضافة إلى مشروع تفسير القرآن الكريم، للشيخ مشروع في شرح احديث الشريف من خلال شرحه لمسند الربيع ابن حبيب وعظا وتأليفا و المشروع قائم إلى اليوم في المسجد العتيق بالعطف، نسأل الله تعالى أن يمد الله في انفاس شيخنا الفاضل حتى يتم المشروع إن شاء الله.
  • و للشيخ أيضا جهود أخرى كثيرة في المجال الاجتماعي أينما كان حيث ما كانت التجمعات الاجتماعية إلا ويكون للشيخ نصيب من الوعظ والإرشاد سواء في المسجد أو الأفراح والإقراح أو المناسبات والاحتفالات.

ونختم هذه النبذة الوجيزة عن حياة شيخنا الفاضل ومسيرته المباركة بما ختم به ترجمته لنفسه في كتابه "جيل النهضة والإصلاح"، حيث قال:

«...قد حملت لبلادي بين جوانحي منذ نعومة أظفاري حبا غامرا، وأملا فياضا أن أمنحه من جهدي وعَرَقي ما يُثبت أركانه، ويعلي بنيانه، ويرفع شأنه، ورجائي في الله أنني وفّيت بما تعهّدت، وقمت بما استطعت، ويعلم الله أنني ما طلبت زعامة، ولا انتظرت شكرا ومحمدة، بل كلّ ما أرجوه من أبنائي ورفاقي هو شرف الأحدوثة، وكرم الإنصاف، وحُسن الذّكر، تحقيقاً لِما تمثّلتُ به من قول الشاعر: وما خاب بين الله والناس عامل ... له في التقى أو في المحامد سوقٌ.»

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :