كانت سلالة تشولا الحاكمة (Chola dynasty) سلالة حاكمة تاميلية من جنوب الهند، وواحدة من أطول السلالات حكمًا في تاريخ العالم. يتمثل أقدم مرجع قابل للتأريخ لسلالة تشولا في نقوش تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد تركها أشوكا، الذي ينتمي إلى الإمبراطورية الماورية (مرسوم أشوكا الصخري الرئيسي رقم 13). وبوصفها واحدة من سلالات الملوك المتوجين الثلاثة، إلى جانب سلالتي تشيرا وبانديا، ظلت سلالة تشولا تحكم أقاليم متنوعة حتى القرن الثالث عشر للميلاد. وعلى الرغم من المنشأ العتيق للسلالة، لم يكن من المناسب الحديث عن «إمبراطورية تشولا» قبل فترة حكام تشولا القروسطيين في منتصف القرن التاسع للميلاد.
سلالة تشولا الحاكمة | |
---|---|
صورة | |
الدولة | الهند |
نهاية الحكم | 1279 |
سلالة تشولا
|
---|
الملوك الحقبة التاريخية
اليوم جزء من |
كانت الأرض الأساسية لحكام تشولا تقع في الوادي الخصيب لنهر كافيري، غير أنهم بسطوا حكمهم على منطقة أوسع بشكل معتبر في أوج قوتهم منذ النصف الثاني من القر التاسع حتى بدايات القرن الثالث عشر. وُحدت جميع الأراضي الواقعة إلى الجنوب من نهر تونغابادرا واعتُبرت دولة واحدة لفترة امتدت على ثلاثة قرون أو أكثر بين عامي 907 و1215 م. خلال حكم راجاراجا تشولا الأول وخلفائه راجيندرا تشولا الأول وراجاديراجا تشولا وفيراراجيندرا تشولا وكولوتونغا تشولا الأول، شكلت السلالة قوة عسكرية واقتصادية وثقافية في جنوب آسيا وجنوب شرقها. وقد أعلِن عن قوة الإمبراطورية الجديدة للعالم الشرقي عن طريق الحملة التي تولاها راجيندرا تشولا الأول إلى نهر الغانج، إضافة إلى الغارات البحرية على مدن دولة مدينة سريفيجايا والبعثات المتكررة إلى الصين. ومثل أسطول تشولا ذروة القوةَ البحرية في الهند القديمة.
خلال الفترة الممتدة بين عامي 1010 و1153، امتدت أراضي تشولا من جزر المالديف في الجنوب لتتوغل شمالًا حتى تبلغ ضفاف نهر جودافاري في أندرا برديش. غزا راجاراجا تشولا شبه جزيرة جنوب الهند، وضم الأراضي التي تقوم عليها سريلانكا اليوم واحتل جزر المالديف. أما راجيندرا تشولا فقد أرسل حملة مظفرة إلى شمال الهند بلغت مشارف نهر الغانج وهزمت ماهيبالا، حاكم باتاليبوترا الذي ينتمي إلى إمبراطورية بالا، وقد نجح أيضًا في غزو مدن سريفيجايا وماليزيا وإندونيسيا. وبدأت سلالة تشولا الحاكمة بالانحدار مع بداية القرن الثالث عشر بنهوض سلالة بانديا الحاكمة، التي كانت سبب انهيار سلالة تشولا النهائي.
ترك حكام تشولا إرثًا راسخًا، فقد ولّدت مناصرتهم للأدب التاميلي وحماستهم لبناء المعابد أعمالًا عظيمة برزت في الأدب والعمارة التاميلية. كان ملوك تشولا بنائين شرهين لم يكتفوا بالنظر إلى المعابد في ممالكهم على أنها أماكن عبادة وحسب، بل اعتبروها مراكز للنشاط الاقتصادي أيضًا. وكانوا الرواد الأوائل لشكل من الحكومة المركزية إلى جانب إرسائهم لأسس بيروقراطية منضبطة. وقد امتد تأثير مدرسة تشولا الفنية ليبلغ جنوب شرق آسيا ويترك بصمته على العمارة والفن فيها.
نشأتها
تُعرف سلالة تشولا أيضًا باسم سلالة تشودا، ويظهر الدليل على قِدم الاسم في وروده ضمن الأدب والنقوش التاميلية القديمة. خلال الأعوام المئة والخمسين الماضية، جمع المؤرخون معرفة معتبرة حول الموضوع من موارد متنوعة مثل الأدب السنغمي التاميلي القديم والموروث الشفهي والنصوص الدينية والمعابد ونقوش الصفائح النحاسية. ويكمن المصدر الرئيسي للمعلومات المتوفرة حول أوائل ملوك تشولا في الأدب التاميلي المبكر الذي يعود إلى العصر السنغمي. وتشير مواضع ذكر السلالة في الأدب السنغمي المبكر (نحو عام 150 م) إلى أن أوائل ملوك السلالة قد عُرفوا قبل عام 100 م. وثمة أيضًا ملاحظات مقتضبة حول أرض تشولا وبلداتها وموانئها وتجارتها قدّمتها رحمانية بحر إريترا (باللاتينية: Periplus Maris Erythraei، بالإنجليزية: Periplus of the Erythraean Sea)، وأعمال الجغرافي بطليموس الأحدث قليلًا. وتعيد الماهافاسما، وهي نص بوذي دُوّن خلال القرن الخامس للميلاد، تعدادَ عدد من النزاعات التي نشبت بين سكان سيلان وسلالة تشولا في القرن الأول قبل الميلاد. وإضافة إلى ذلك، فقد ورد ذكر سلالة تشولا في أعمدة أشوكا (التي نُقشت بين عامي 273 و232 ق. م.)، بين الممالك التي كانت على علاقة طيبة مع أشوكا رغم أنها لم تكن بين رعاياه.
ثمة رأي شائع يعتقد أن تشولا، مثل تشيرا وبانديا، هو اسم العائلة أو العشيرة الحاكمة من العصور السحيقة. ولقد قال الباحث وواضع الحواشي باريميلازاغار: «إن إحسان ذوي النسب العتيق (مثل سلالات تشولا وبانديا وتشيرا) غزير ومعطاء دائمًا على الرغم من مواردهم المتناقصة». وثمة أسماء أخرى يشيع إطلاقها على سلالة تشولا، وهي كيلي (بالتاميلية: கிள்ளி، بالإنجليزية: Killi) وفالافان (بالتاميلية: வளவன்، بالإنجليزية: Valavan) وسيمبيان (بالتاميلية: செம்பியன்، بالإنجليزية: Sembiyan) وسيني (بالإنجليزية: Cenni). ربما كان اسم كيلي مشتقًا من كلمة كيل (بالتاميلية: கிள்) والتي تعني الحفر أو الشق فيتشكل بالتالي معنى الحفار أو من يعمل بالأرض. وكثيرًا ما تشكل هذه الكلمة جزءًا لا يتجزأ من أسماء ملوك تشولا الأوائل مثل نيدونكيلي ونالانكيلي وهلم جرًا، لكن استخدامها بطل تقريبًا في الفترات اللاحقة. أما فالافان فلها صلة على الأرجح بكلمة «فالام» (بالتاميلية: வளம்) -بمعنى الخصوبة- ليصبح معناها مالك البلاد الخصبة أو حاكمها. وتؤخذ كلمة سيمبيان عمومًا بمعنى من يتحدر من نسل شيبي، وهو بطل أسطوري تتربع تضحيته بنفسه لإنقاذ حمامة من صقر يطاردها في مكانة بارزة بين أساطير تشولا الأولى وتشكل مادة موضوع قصة سيبي جاكاتا ضمن حكايات جاكاتا البوذية. وفي المعجم التاميلي، يقابل كلمةَ تشولا كلمةُ سوازي أو سايي (بالإنجليزية: Soazhi or Saei) بما يدل على مملكة متشكلة حديثًا، على غرار بانديا أو البلاد القديمة. أما سيني، فتعني رأس في التاميلية.
قوة سلالة تشولا
القوة الجديدة للسلالة العالم الشرقي بعثت من قبل بعثة إلى جانج التي تعهد راجا تشولا الأول بإطاحتها بعد الحرب الأهلية بسبب الإمبراطورية السوفيايا البحرية فضلا عن
السفارات المتكررة للصين. خلال 1010-1200 ميلادي امتدت أراضي تشولا من جزر المالديف في الجنوب حتى الشمال عند ضفاف نهر جودافارى في ولاية أندرا برديش.
ولقد غزا راجا راجا تشولا شبه الجزيرة الجنوبية والهند، وقام بضم أجزاء سريلانكا (الآن) واحتلال جزر المالديف. ثم أرسل راجندرا تشولا بعثة استكشافية إلى شمال الهند
قرب نهر الغانج التي هزمت حاكم إمبراطورية بالا(Pala) في باتاليبيوترا وماهيبالا. كما أانه غزا بنجاح ممالك أرخبيل الملايو. بدأت سلالة تشولا بالتدني تدريجياً في بداية
القرن الثالث عشر بسبب صعود سلالة بوندياس وهم السبب الأول لسقوط سلالة تشولا. لقد تركت سلالة تشولا تراثاً مهماً وهي لغة التاميل (وهي لغة تم إنشائها بسبب حكم
التشولا من القرن التاسع حتى القرن الثالث عشر في جنوب الهند، كانوا ملوك التشولا متعطشين لبناء المعابد والأوثان لعبادة الأصنام، وقد أسفر حماسهم في بناء المعابد
ذات البناء المميز عن استخدامها ليس فقط في أماكن للعبادة ولكن أيضاً باعتبارها مراكز للنشاط الاقتصادي.
الصور
جنوب الهند في عام 300 قبل الميلاد، تبين أماكن قبائل التشيرا، بانديا وتشولا
تشولا برونزية من متحف ألستر