سوار بن عبد الله (الحفيد) المتوفى سنة: 245 هـ، هو سوار بن عبد الله ابن سوار بن عبد الله بن قدامة التميمي العنبري البصري، كنيته: أبو عبد الله. الإمام العلامة القاضي.[1] قاضي الرصافة من بغداد من بيت العلم والقضاء كان جده سوار بن عبد الله (الجد) قاضي البصرة. وكان أبوه عبد الله بن سوار أيضا قاضي البصرة. ولي سوار بن عبد الله قضاء الجانب الشرقى من مدينة السلام في سنة سبع وثلاثين. قال ابن حجر: سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة التميمي العنزي أبو عبد الله البصري القاضي. نزل بغداد وولى قضاء الرصافة.[2] قال أحمد ما بلغني عنه إلا خيراً، وقال النسائي ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وقال مات بعدما عمي بأيام لأربع ليالي بقين من شوال سنة خمسين وأربعين ومائتين، قال ابن حجر: وكذا أرخه أبو العباس السراج وأحمد بن كامل وقال: فقيها قاضيا أديبا شاعرا وقال: النسائي في أسماء شيوخه ولي قضاء مدينة السلام وذكر الخطيب عن إسماعيل الحطبي أنه ولى قضاء الجانب الشرقي منها سنة 37 هـ وذكر أن سليمان بن زبران مولده سنة 182 هـ.[3]
اسمه
هو سوار بن عبد الله ابن سوار بن عبد الله، يعرف بـ(سوار بن عبد الله الأصغر) أو: سوار بن عبد الله (الحفيد)؛ تمييزا له عن جده: سوار بن عبد الله (الأكبر)، وكان جده هذا قاضيا للبصرة، ولاه الخليفة أبو جعفر المنصور قضاء البصرة، وسوار بن عبد الله هذا هو حفيد سوار بن عبد الله بن قدامة (الجد). واسم سوار (الأصغر) هو: سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنبرة بن نقب بن عمرو بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم بن مرة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر أبو عبد الله العنبري البصري، نزل بغداد وولى بها قضاء الرصافة.[4]
روايته للحديث
حدث عن أبيه عبد الله بن سوار وعن عبد الوارث بن سعيد ومعتمر بن سليمان وعبد الرحمن بن مهدى ويحيى بن سعيد القطان ويزيد بن زريع وبشر بن المفضل ومعاذ بن معاذ وعبد الوهاب الثقفى.
روى عنه علي بن سهل البزاز وعبد الله بن أحمد بن حنبل والعباس بن أحمد البرتي ويحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن عبد الله بن غيلان الخزاز وغيرهم.[5]
وحدث عنه: أبو داود والترمذي والنسائي وعبد الله بن أحمد ويحيى بن صاعد وعلي بن عبد الحميد الغضائري وآخرون.
قال ابن حجر: وروى عن أبيه وعبد الوارث بن سعيد ويزيد بن زريع ومعتمر بن سليمان وخالد بن الحارث وعبد الأعلى بن عبد الأعلى ومرحوم بن عبد العزيز العطار ومعاذ بن معاذ وعبيدالله بن معاذ العنبري وهو من أقرانه ويحيى القطان وأبي داود الطيالسي وخالد بن الحارث وعبد الوهاب الثقفي وصفوان بن عيسى وغيرهم،
وعنه أبو داود الترمذي والنسائي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأبو زرعة الدمشقي وأبو بكر المروزي القاضي واسحاق بن إبراهيم المنجنيقي وأبو حبيب اليزني وعثمان الدارمي وأبو الأذان عمر بن إبراهيم الحافظ ومعاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ ومحمد بن إسحاق السراج وأحمد بن الحسين بن اسحاق الصوفي الصغير ويحيى بن محمد بن صاعد وجماعة.[6]
مكانته العلمية
سئل أحمد بن حنبل عن سوار فقال: ما بلغني عنه إلا خيرا. وروى البغدادي عن الخصيب بن عبد الله القاضي قال ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه قال سمعت أبي يقول سوار بن عبد الله بن سوار قاضي بغداد ثقة.[7]
في القضاء
ذكر الخطيب البغدادي بسنده وفيه: حدثنا سوار بن عبد الله بن سوار القاضي العنبري ببغداد سنة اثنتين وأربعين ومائتين أنبأنا إبراهيم بن مخلد أخبرنا إسماعيل بن على الخطبي قال ولي سوار بن عبد الله قضاء الجانب الشرقى من مدينة السلام في سنة سبع وثلاثين.
وذكر أيضا عن إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: دخل سوار بن عبد الله القاضي على محمد بن عبد الله بن طاهر فقال أيها الأمير إنى جئتك في حاجة رفعتها إلى الله قبل رفعها إليك فان قضيتها حمدنا الله وشكرناك وإن لم تقضها حمدنا الله وعذرناك فقضى جميع حوائجه.
شعره
كان من فحول الشعراء فصيحا مفوها، وكان وافر اللحية. قال أحمد بن المعذل الفقيه: كان سوار بن عبد الله قد خامر قلبه شيء من الوجد فقال:
سلبت عظامي مخها فتركتها | عواري في أجلادها تتكسر | |
وأخليت منها مخها فكأنها | قوارير في أجوافها الريح تصفر | |
خذي بيدي ثم اكشفي الثوب وانظري | بلى جسدي لكنني أتستر | |
وليس الذي يجري من العين ماؤها | ولكنها روحي تذاب فتقطر. |
ونقل البغدادي ما حدث به الجرمي قال دخلت حماما في درب الثلج فإذا فيه سوار بن عبد الله القاضي في البيت الداخل قد استلقى وعليه المئزر فجلست بقربه فساكتنى ساعة ثم قال قد احشمتنى يا رجل فاما أن تخرج أو اخرج فقلت جئت أسألك عن مسألة قال ليس هذا موضع المسائل فقلت إنها من مسائل الحمام فضحك وقال هاتها فقلت من الذي يقول:
سلبت عظامى لحمها فتركتها | عواري مما نالها تتكسر | |
وأخليت منها مخها فتركتها | قوارير في أجوافها الريح تصفر | |
إذا سمعت ذكر الفراق تراعدت | مفاصلها خوفا لما تنتظر | |
خذى بيدي ثم ارفعى الثوب تنظرى | بلى جسدى لكننى أتستر |
فقال سوار أنا والله قلتها قلت فإنه يغنى بها ويجود فقال لو شهد عندي الذي يغنى بها لأجزت شهادته.
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السابورى بالبصرة حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي زيد حدثنا مسبح بن حاتم قال سمعت سوار بن عبد الله القاضي يقول إن كان عنده قال نعم وإن لم يكن عنده قال يقضى الله ولا يقول لا ... ما قال لا قط إلا في تشهده ... لولا التشهد لم تسمع له لا لا ... وغيرهم.[8]
وفاته
نقل البغدادي: أن محمد بن الحسين القنبيطي قال: مات سوار بن عبد الله القاضي سنة خمس وأربعين ومائتين. قال: وقرأت على الحسن بن أبي بكر عن احمد بن كامل القاضي قال وتوفى سوار بن عبد الله بن سوار العنبري القاضي بالجانب الشرقى من ببغداد بعد أن كف في شوال سنة خمس وأربعين ومائتين وكان فقيها فصيحا أديبا شاعرا عظيم اللحية.[9] وعن محمد بن إسحاق السراج قال ومات سوار بن عبد الله العنبري وكان قاضيا ببغداد يوم الأحد لسبع بقين من شوال سنة خمس وأربعين ومائتين.[10] قال الذهبي: عمي سوار بأخرة، ومات في سنة خمس وأربعين ومائتين، في شوال.[11]
مقالات ذات صلة
مراجع
- سير أعلام النبلاء ص: 543
- تهذيب التهذيب، لابن حجر العسقلاني، ج4 ص236.
- تهذيب التهذيب، لابن حجر العسقلاني، رقم: (474) ج4 ص236.
- تاريخ بغداد، المؤلف: أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي، سوار بن عبد الله بن سوار، رقم: (4788)، ج9 ص210، دار الكتب العلمية - بيروت.
- تاريخ بغداد، المؤلف: أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي، سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله، رقم: (4788)، ج9 ص210، دار الكتب العلمية - بيروت.
- تهذيب التهذيب، لابن حجر العسقلاني، (سوار بن عبد الله بن سوار)، رقم: (474) ج4 ص236.
- تاريخ بغداد، المؤلف: أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي، ج9 ص210، دار الكتب العلمية - بيروت.
- تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي، سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله، رقم: (4788)، ج9 ص210، دار الكتب العلمية - بيروت.
- تاريخ بغداد، أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي، ج9 ص210، دار الكتب العلمية - بيروت.
- تاريخ بغداد ج9 ص210.
- سير أعلام النبلاء للذهبي الطبقة الثالثة عشر ج11 ص544 و545 نسخة محفوظة 20 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.